العالم يحبس أنفاسه... أكسجين «تايتان» ينفد اليوم

الوقت يداهم ركاب الغواصة... وفرق الإنقاذ تواصل البحث

الغواصة «تيتان» في صورة أرشيفية (د.ب.أ)
الغواصة «تيتان» في صورة أرشيفية (د.ب.أ)
TT

العالم يحبس أنفاسه... أكسجين «تايتان» ينفد اليوم

الغواصة «تيتان» في صورة أرشيفية (د.ب.أ)
الغواصة «تيتان» في صورة أرشيفية (د.ب.أ)

حلّت لعنة «تايتانيك» على الغواصة السياحية «تايتان» بعد فقدانها في شمال المحيط الأطلسي، وبدء عمليات البحث عنها يوم الأحد الماضي. ما بدأ رحلة ترفيهية لاستكشاف سفينة منكوبة غرقت منذ أكثر من 100 عام تحول إلى كابوس حبس أنفاس العالم بانتظار بارقة أمل للحياة. أعطى رصدُ طائرات «بي – 8» الكندية، أمس (الأربعاء)، لأصوات تحت الماء، الأمل لساعات، إلا أنه سرعان ما تلاشى مع دخول عمليات البحث الساعات الأخيرة قبل نفاد الأكسجين من داخل الغواصة بعد ظهر اليوم.

وتتواصل عمليات بحث واسعة وصعبة على ركاب الغواصة، ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد قال الكابتن في خفر السواحل الأميركي جايمي فريدريك، خلال مؤتمر صحافي في بوسطن: «هذه لحظة صعبة للغاية لعائلات أفراد الطاقم الذين اختفوا على متن (تايتان)».

وأضاف: «يجب أن نحافظ على التفاؤل والأمل. أحياناً نكون في وضع ينبغي لنا في إطاره اتخاذ قرارات صعبة. لم نصل بعد إلى هذا الحد».

إلا أن الوقت يداهم. فيتوقع أن ينفد مخزون الأكسجين على متن الغواصة «تايتان» التابعة لشركة «أوشن غيت إكسبدشنز».

وكان رصدُ طائرات «بي – 8» الكندية أصواتاً تحت الماء في منطقة عمليات البحث، قد أثار الأمل ووجه عمل فرق الإنقاذ.

وقال الكابتن فريدريك، أمس (الأربعاء)، بعد إجراء عمليات بحث بواسطة آلات غواصة مسيّرة وسفينة مجهزة بسونار: «لا نعرف ما هي طبيعة هذه الأصوات».

ويستخدم الجيشان الأميركي والكندي خصوصاً وسائل كبيرة من مراقبة جوية بواسطة طائرات «سي – 130» أو «بي – 8» وسفن مجهزة بروبوتات غواصة في موقع سفينة بولار برينس التي انطلقت منها الغواصة «تايتان».

ويتوقع وصول سفينة البحث الفرنسية «أتلانت» التابعة لمعهد الأبحاث الفرنسي لاستكشاف البحار Ifremer والمجهزة بروبوت قادر على الغوص حتى حطام «تايتانيك» القابع على عمق 4 آلاف متر تقريباً.

وتتجه إلى المكان أيضاً سفينة كندية تحمل طاقماً طبياً وغرفة تخفيف الضغط.

وأوضح الكابتن فريدريك: «مكان عمليات البحث على بعد 1450 كيلومتراً شرق كايب كود (على ساحل الولايات المتحدة الشمالي) و640 كيلومتراً جنوب شرق سان جون في نيوفاوندلاند (في كندا) يجعل حشد عدد كبير من التجهيزات صعباً للغاية».

وتمتد منطقة البحث على سطح المياه، على مسافة 20 ألف كيلومتر مربع.

وعلى متن الغواصة أميركي وفرنسي وبريطاني وباكستانيان. وقد باشرت الغواصة التي تتسع لـ5 أشخاص ويبلغ طولها 6.5 متر، رحلتها الأحد باتجاه الأعماق.

وفُقد الاتصال بالغواصة بعد أقل من ساعتين على انطلاقها.

منذ بدء عمليات البحث الأحد، أتت تفاصيل لتدين شركة «أوشن غيت» مع اتهامات بالإهمال على صعيد سلامة الغواصة السياحية.

وجاء في دعوى قضائية رفعت عام 2018 أن مديراً سابقاً في الشركة المنظمة للرحلة ديفيد لوكريدج صُرف من عمله لأنه شكك بسلامة الغواصة.

وقال المدير السابق للعمليات البحرية في الشركة إن كوة الرؤية في مقدم الغواصة صممت لتحمّل الضغط على عمق 1300 متر وليس 4 آلاف متر.

ويشارك في الرحلة صاحب شركة «أوشن غيت» الأميركي ستوكتون راش.

وبين الأشخاص الموجودين في الغواصة رجل الأعمال البريطاني الثري هاميش هاردينغ البالغ 58 عاماً الذي أعلن عبر «إنستغرام» مشاركته في الرحلة الخارجة عن المألوف.

وبين ركاب الغواصة أيضاً الغواص الفرنسي والضابط السابق في البحرية الفرنسية بول - هنري نارجوليه البالغ 77 عاماً والمتخصص بحطام «تايتانيك»، على ما أفادت عائلته.

وعلى متن الغواصة أيضاً رجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داود البالغ 48 عاماً ونجله سليمان (19 عاماً)، بحسب هذه العائلة الثرية.

ودفع كل واحد منهم مبلغ 250 ألف دولار لمشاهدة حطام سفينة «تايتانيك» التي غرقت في واحدة من أكبر الكوارث البحرية في القرن العشرين.

وغرقت سفينة «تايتانيك» في رحلتها الأولى عام 1912 بعدما اصطدمت بجبل جليد، ما أدى إلى غرق 1500 من ركابها وأفراد طاقمها. وعثر على حطامها في 1985 على بعد 650 كيلومتراً من السواحل الكندية في المياه الدولية للمحيط الأطلسي. ويستقطب الحطام منذ ذلك الحين صائدي كنوز وسياحاً.


مقالات ذات صلة

عرض فيلا الملكة فيكتوريا للبيع بأكثر من 55 مليون دولار

يوميات الشرق فيلا الملكة معروضة للبيع بأكثر من 55 مليون دولار (شركة دريمر ريل ستيت)

عرض فيلا الملكة فيكتوريا للبيع بأكثر من 55 مليون دولار

فيلا بالميري، التي كانت يوماً ما وجهة العطلات المفضلة للملكة فيكتوريا ووُصفت بأحد أعظم الأعمال الأدبية الإيطالية، غارقة في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السفر يعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية (رويترز)

السفر قد يؤخر الشيخوخة

أكدت دراسة جديدة أن السفر قد يؤخر أو يبطئ عملية الشيخوخة، ويعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق لقطة من فيديو نيكولاس كارتر من المحكمة (فوكس نيوز)

شاهد... محلّفون أميركيون يطاردون مداناً هرب من المحكمة ويمسكون به

استعاد اثنان من المحلفين في ولاية مين الأميركية القبض على «معتدٍ على طفل» حاول الهرب وهو مقيد اليدين من محكمة بمقاطعة سومرست، وفقاً لتقارير محلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق متسوق يدفع عربة بسوبر ماركت في بيل فلاور كاليفورنيا (أ.ب)

نصائح لتوفير المال خلال التسوق من محلات البقالة

يعاني الكثيرون من ارتفاع أسعار السلع والخدمات ويحاولون إيجاد وسيلة لتقليل النفقات وتعد المواد الغذائية من السلع الأساسية التي نحتاج إليها ويصعب الاستغناء عنها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق طائر يحلق فوق الأفيال (رويترز)

«لدينا أكثر مما نحتاج»... زيمبابوي ستعدم 200 فيل جراء الجفاف

أعلنت هيئة الحياة البرية في زيمبابوي أنها ستعدم 200 فيل في مواجهة جفاف غير مسبوق أدّى إلى نقص الغذاء، وهي خطوة تهدف إلى معالجة تضخم أعداد الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مهرجان «مسرح الهواة» في مصر يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه

الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)
الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مهرجان «مسرح الهواة» في مصر يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه

الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)
الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)

احتفى مهرجان مسرح الهواة في مصر بمرور 20 عاماً على انطلاقه، واختار عنواناً لدورته الجديدة التي افتتحت، الأحد، على مسرح السامر اسم الفنان الراحل زكريا الحجاوي، بالإضافة إلى تكريم عدد من فناني وصنّاع المسرح، كما تم تكريم أسماء عدد من الفنانين الراحلين.

واعتبر محمد ناصف، نائب رئيس هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية، أن هذا المهرجان «من أهم برامج وزارة الثقافة»، معلناً دعم الفائزين في ختام المهرجان من ممثلين ومخرجين باعتمادهم وتقديم دورات تدريبية لصقل مواهبهم.

وأشاد ناصف بما يمثله المهرجان من «القوة الناعمة القادرة على المواجهة والتغيير، لجعل مصر الأجمل والأرقى»، وفق بيان لوزارة الثقافة، الاثنين.

وكرّم المهرجان عدداً من فناني المسرح وهم: عايدة فهمي، وماجدة منير، ونهاد أبو العينين، والناقدة القديرة منحة البطراوي، وأحمد إسماعيل، وخالد الذهبي، وسعيد صديق، وعادل عبده، وياسر علي ماهر، وكرم أيضاً المخرجين جمال قاسم ومجدي مجاهد.

وقال الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، إن «المهرجان يمثل اكتشافاً للجمال والوصول للناس بأدوات فقيرة وبمعانٍ شديدة الثراء، فعلى مدى عشرين عاماً استطاع هذا المسرح المتميز أن يمثل فضاء فنياً مختلفاً».

تكريم الفنانين في مهرجان مسرح الهواة (وزارة الثقافة المصرية)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المهرجان يمثل الجمعيات الثقافية الأهلية ويعدّ دعماً لهذه الجمعيات، بعيداً عن الفرق النظامية أو الفرق الرسمية، وهذه الجمعيات مليئة بالمواهب التي يتم دعمها من خلال الإدارة العامة للجمعيات الثقافية».

ويضم المهرجان في دورته العشرين 11 عرضاً مسرحياً من بينها عرضان على مسرح السامر، الاثنين، بتقديم أولهما بعنوان «حديث الصباح والمساء» لفرقة جمعية البسمة لرعاية المعاقين، قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وإخراج محمد شاكر، والثاني بعنوان «الحوش» لفرقة جمعية نادي المسرح ببورسعيد، تأليف وإخراج محمد أسامة المصري.

وأوضح شومان أن «هذا العام حاولنا أن تكون النصوص المختارة مصرية تشجيعاً للمؤلفين المصريين، وأن تستلهم النصوص التراث والمأثور الشعبي للتأكيد على الهوية المسرحية لمصر، لذلك اخترنا زكريا الحجاوي كمؤسس ورائد عظيم لمسرح وفرق الغناء الشعبي لإطلاق اسمه على هذه الدورة».

وكرم المهرجان، الذي يترأسه الدكتور هاني كمال، أسماء عدد من الفنانين والكتّاب والقيادات الراحلين وهم: أشرف عبد الغفور، ومحمود الجندي، والدكتورة عايدة علام، وأحمد حلاوة، والدكتور علاء عبد العزيز، محمد البطاوي، ومحمد لبيب، وممدوح أبو يوسف.

وتستهدف العروض التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية تشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على التنافس الخلاق، وتطوير مستقبل المسرح بمختلف أقاليم مصر، وقد شهد حفل الافتتاح العرض المسرحي «النصف الثاني من الطريق» لفرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح من تأليف وإخراج أحمد رجائي.

وعلى هامش الافتتاح تم تنظيم معرض للحرف التراثية من إنتاج الجمعيات الثقافية التي تشرف عليها الهيئة ومعرض للكتاب من إصدارات الهيئة، إضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن المهرجان والفنان الراحل زكريا الحجاوي ونبذة عن العروض المشاركة، مونتاج وإخراج محمد شومان.