مشاركات مصرية لافتة في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض

تنوعت بين مشغولات التلي والكتان ومستلزمات البيوت

جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)
جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)
TT

مشاركات مصرية لافتة في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض

جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)
جانب من معروضات بيت التل الأسيوطي (الشرق الاوسط)

حظيت المعروضات المصرية المشاركة في أسبوع الحرف اليدوية الدولي بالرياض «بنان» المقام في الفترة من 6 وحتى 12 يونيو (حزيران) الحالي، باهتمام الزوار، وتنوعت بين مشغولات التلي والكتان المطرّزة، بأيدي فتيات وسيدات، فضلاً عن منتجات تراثية أخرى ما زالت تشتهر بها مناطق عديدة في مصر.

وقالت منال سعد زغلول، مسؤولة «بيت التلي» بأسيوط، (جنوب مصر) المشارك في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، «إن الاستعداد لمثل هذه المهرجانات الكبيرة يستغرق وقتاً طويلاً، كما احتاجت لجهد 15 فنانة من المنتميات للبيت اللواتي قمنا بتدريبهن منذ سنوات ليقدمن التلي بشكله التراثي دون أي تغيير وبصورته التي كانت تعرفها جداتنا، حرصاً منا على قيمته وعراقته وشخصيته بوصفه منتجا ينتمي للبيئة في جنوب مصر؛ خصوصاً في محافظتي أسيوط وسوهاج».

وذكرت زغلول أن «المشاركة في أسبوع الحرف اليدوية بالرياض، جاءت بترشيح من جهاز تنمية المشروعات المصري»، و«تعتبر المرة الرابعة التي نشارك فيها في معارض خارج مصر، وهناك اهتمام كبير بمعروضاتنا لاحظته من رواد المعرض منذ اليوم الأول».

جناح بيت التلي بمعرض الرياض (الشرق الأوسط)

وتتنوع مشغولات بيت التلي بين الجلابية والشال والبلوزات والعباءات، وتتعدد الألوان بين البيج والأحمر والأخضر والبرتقالي والأزرق وهذه تغلب على المشغولات من أغطية الرأس، أما العباءة والجلباب والبلوزة، فتتنوع ألوانها بين البنفسجي والزهري والرمادي والأسود والأبيض، وهي جميعها تحتاج لدقة وصبر حتى تخرج بصورة تعبر عنا وتحافظ على السمعة الطيبة لإبداعاتنا.

ولا تتوقف المشاركة المصرية عند حدود «بيت التلي» بل برزت مؤسسة «بدّارة للحرف اليدوية» بمنتجاتها اليدوية المصنوعة في ريف مصر، وبخامات صديقة للبيئة، وتتميز برسومات تعبر عن الهوية المصرية، وتنوعت بين الأوشحة والملابس الكتانية والمفروشات الأرضية، وحقائب السيدات والمحافظ والأكياس والمقاعد والسلال المصنوعة من خوص النخيل.

وتسعى فعاليات «بنان»، الذي تقيمه هيئة التراث في الرياض، لتسليط الضوء على الإبداعات اليدوية مثل المشغولات المعدنية والنسيجية والنخيلية والجلدية والخشبية والفخارية، وحِرف التجليد والتذهيب، والحُلِي والمجوهرات، والمشغولات المطرّزة التي يقدمها مبدعون من السعودية فضلا عن آخرين جاءوا من 12 دولة عربية وأجنبية هي مصر وقطر، والإمارات، والبحرين، وعمان، والكويت، والأردن، والمغرب، وباكستان، وإيطاليا، والمكسيك.

الدكتور جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث في أثناء زيارته جناح بيت التلي (الشرق الأوسط)

وتأتي فعالية «بنان» برعاية الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، وبدأت بحفل في واجهة الرياض حضره حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، والدكتور جاسر الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث، ولفيف من الخبراء والحرفيين المحليين والعرب والعالميين. وتضمَّن الافتتاح فيلماً وثائقياً عن عراقة الحِرف القديمة، وقصة الصناعات اليدوية المتوارثة منذ مئات السنين، التي تعبّر عن ثقافة السعودية وتنوُّع تراثها، وجمال تلك الحِرف.

وتشتهر محافظات مصرية بالحفاظ على حرف يدوية تراثية، منها صناعة التلي، في سوهاج وأسيوط، فضلاً عن صناعة الخوص ومنتجات السعف، وبينما رصد «أطلس الفلكلور» الذي قام بإعداده الباحث المصري أسامة غزالي نحو 40 حرفة في كل محافظة في جنوب مصر، فإنه سلط الضوء على وجود 8 حرف فقط في كل محافظة من محافظات الدلتا تتنوع بين الحُصر، وصناعة الأكل الحلو، فيما تتميز المدن الساحلية بصناعة شباك الصيد.



«الكابتن»... كوميديا فانتازية لأكرم حسني في «عالم الأرواح»

مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«الكابتن»... كوميديا فانتازية لأكرم حسني في «عالم الأرواح»

مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)
مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

في إطار كوميدي لا يخلو من الطابع الفانتازي الخيالي، تدور أحداث المسلسل المصري «الكابتن» الذي قام ببطولته أكرم حسني، وعرض خلال النصف الأول من شهر رمضان، على مدار 15 حلقة، وتدور أحداثه حول شخصية الطيار حسام، الذي يقود طائرة تتعرض لحادث يُسفر عن وفاة عدد من الركاب، وبعد أن يتعافى من الحادث يشاهد أشباح 6 من ركاب الطائرة المنكوبة يطلبون منه تحقيق أمنياتهم.

يسعى حسام لإرضاء ضحاياه، فيدخل في مشكلات ومواقف كثيرة مليئة بالكوميديا، مع تكرار ظهور أشباحهم وإصرارهم أن يقوم بتنفيذ ما يطلب منه. وفي الوقت نفسه لا يستطيع أي أحد رؤية هذه الأشباح أثناء حديثها مع حسام.

يقول صاحب قصة المسلسل، أيمن الشايب، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ العمل على المشروع عام 2022، ولم يكن بنفس الصورة التي خرج بها للمشاهدين، حيث تطورت الفكرة مرات عدة جراء حماس المنتج كريم أبو ذكري. وبسبب المناقشات التي جرت في مرحلة الكتابة، ومنها تلك التي دارت مع الفنان أحمد أمين، الذي تحدّث عن فكرة مشابهة قدّمت بالفيلم الأميركي (قلوب وأرواح) بالتسعينات».

أكرم حسني على الملصق الدعائي للمسلسل (حسابه على «فيسبوك»)

وأوضح الشايب أنه حرص على مشاهدة كثير من الأعمال الأجنبية والمصرية التي تناولت فكرة مشابهة، مؤكداً حرصه الشديد على تقديم الفكرة برؤية خالصة ومقبولة ضمناً في الثقافة المصرية، وهو ما ركّز عليه في المواقف التي يمرّ بها بطل العمل مع طلبات الأشباح، التي اعتمدت على أمور قابلة للتنفيذ.

وأكد المؤلف أنه حرص على تحقيق توازن بين مشاهد الرعب والكوميديا التي تضمّنها العمل، مع التركيز على أن تكون المواقف مرحة، دون أن تفقد مصداقيتها داخل عالم المسلسل عبر «الفانتازيا» الواقعية، التي يوجد منطق في تنفيذها، وليست قائمة على الخيال بشكل كامل، لافتاً إلى أن تقديم العمل في 15 حلقة جعله يكتفي بالأشباح الستة، وهو أمر جاء أيضاً لعدم التشتت في الأحداث بشكل كبير.

لكن الناقد الفني طارق الشناوي يرى أن «المسلسل واجه مشكلة في الكتابة بسبب تكرار بعض المشاهد، ما أدى إلى تراجع تأثيره الكوميدي بمرور الوقت»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «العمل لا يمكن وصفه بالسيئ، لكن في الوقت نفسه يمكننا القول إنه بعد فترة فقد القدرة على إضحاك المشاهدين». موضحاً أن «الكوميديا الفعّالة تعتمد على عنصر المفاجأة، لكن عندما يُعاد تقديم نفس المشهد، يفقد الجمهور الإحساس بالمفاجأة، وبالتالي يقلّ تأثير الضحك، مع إعادة تدوير نفس المواقف»، لافتاً إلى أن «المسلسل كان بإمكانه تعزيز عنصر المفاجأة بشكل أكبر، بحيث تكون المواقف الكوميدية أكثر تنوعاً وثراءً».

أكرم حسني مع مخرج المسلسل معتز التوني في كواليس التصوير (حساب أكرم حسني على «فيسبوك»)

هذا الرأي يختلف معه الناقد الفني محمد عبد الرحمن، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلسل وإن لم يقدم فكرة جديدة تماماً، لكنه استطاع تقديمها بأسلوب يناسب جمهور بطله أكرم حسني»، مشيراً إلى أن «العمل لم ينطلق من فكرة غير مسبوقة، لكنه يتميز بمعالجة تتماشى مع الجمهور الباحث عن الكوميديا الخفيفة».

وأضاف أن «المسلسل في الأساس يهدف إلى الترفيه، وليس بالضرورة أن يحمل قضية أو رسالة اجتماعية عميقة. ومع ذلك، تضمنت بعض حلقاته إشارات لقضايا اجتماعية، مثل الإساءة للسمعة والتنمر، وهي قضايا طُرحت بطريقة خفيفة ومناسبة لطبيعة العمل».

وفي الختام، أشاد عبد الرحمن بوجود مساحة كبيرة للجيل الصاعد من الفنانين في الكوميديا. الأمر الذي أضفى تنوعاً على الأداء الكوميدي، لافتاً إلى أن أكرم حسني لم يعتمد على نفسه فقط في إضحاك الجمهور، بل أتاح الفرصة لزملائه، ما خلق توازناً في الأداء الكوميدي.