خطوة واعدة لقياس عمر قطرات الدماء في مسرح الجريمة

خبير يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن كيفية الاستفادة منها

عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)
عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)
TT

خطوة واعدة لقياس عمر قطرات الدماء في مسرح الجريمة

عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)
عينات الدم المستخدمة في التجربة (الفريق البحثي)

هل يمكن أن يكون عمر قطرات الدم في مسرح الجريمة دليلاً على إدانة أحد المشتبه بهم أو إثبات براءته؟ نظرياً فإن الإجابة هي نعم، إذ إن تكوين بقع الدم يتغير على مدار الأسابيع والأشهر.

ورغم هذه الحقيقة، فإنه لا توجد حالياً طريقة روتينية لهذا النوع من تحديد العمر، وهي المشكلة التي عمل فريق بحثي من معهد الطب الشرعي بجامعة زيوريخ في سويسرا على حلها، خلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «دراغ تيستينغ آند أناليسيس Drug Testing and Analysis”.

والمعروف، أنه بمجرد أن يغادر الدم البيئة المحمية للجسم، تبدأ بعض العمليات الكيميائية الحيوية؛ حيث تتحلل بعض المكونات الموجودة في الدم أو يتم تعديلها، وتتراكم المواد الجديدة كمنتجات تكسير، وقد يكون من الممكن استخدام هذه المعلومات لمعرفة عمر الدليل (بقعة الدم).

ونظر الباحثون في حالتين مختلفتين في دراستهم؛ حيث قطروا عينات دم من أحد عشر شخصاً على ورق ماص وخزّنوها، إما في ظروف بيئية ثابتة نسبياً في درج معمل أو تحت طاولة على سطح معهد الطب الشرعي؛ حيث كانت معرضة لجميع الظروف المناخية، مثل الرياح والأشعة فوق البنفسجية وتقلبات درجات الحرارة، باستثناء الأمطار.

وعلى مدار 48 أسبوعاً، أخذوا عينات في 9 أوقات مختلفة وحلّلوها باستخدام مطياف الكتلة، وهي قطعة من المعدات التي تفصل المواد الموجودة في الدم على أساس الحجم والخصائص الكيميائية.

وتقول أندريا ستوير، رئيسة قسم في مركز علم الأدوية الشرعي وعلم السموم في معهد الطب الشرعي بجامعة زيوريخ، والباحثة الرئيسية في الدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع الإلكتروني للجامعة «وجدنا أكثر من 10 آلاف مادة مختلفة في عينات الدم باستخدام هذه الطريقة، وليس لدينا أي فكرة عن ماهية معظمهم، ولكن هذا ليس مهماً، إذ إن الهدف الأول لنا هو استخدام الحجم الهائل من البيانات لتحديد المواد التي يتغير مقدارها بشكل قابل للقياس بمرور الوقت، ويمكننا بعد ذلك وصف هذه المواد المحتملة لتحديد العمر بمزيد من التفصيل».

وتضيف أن «أحد أكثر المواد الواعدة والمعروفة للباحثين، التي عُثر عليها، هي (فينيل ألانيلالانين)، وهي جزيء صغير يمكن أن يتشكل عندما تتفكك البروتينات في الدم، وكانت كميات صغيرة جداً منه موجودة في عينات الدم في البداية، لكنها زادت باستمرار بمرور الوقت حتى نهاية التجربة تقريبا».

ومع ذلك، تشير ستوير إلى أنه «لا يزال أمامنا كثير لإقرار تلك الآلية، إذ يجب اختبار تأثير العوامل البيئية المختلفة مثل رطوبة الهواء ودرجة الحرارة على كمية (الفينيل ألانيلالانين) بشكل فردي، ومن المهم أيضاً التأكد من عدم وجود اختلافات كبيرة بين الدم من مختلف الأشخاص».

ويأمل محمد منصور، الأستاذ بقسم الطب الشرعي بجامعة طنطا (شمال القاهرة)، في التوصل لإجابة عن هذه الأسئلة لإقرار الاستفادة من «بقعة الدم» بمسرح الجريمة كقرينة إدانة أو براءة.

ويقول منصور لـ«الشرق الأوسط»: «في الطب الشرعي يمكن اللجوء لمطابقة السوائل الجسدية مثل الدم مع شخص معين، عن طريق تحليل الحمض النووي، ولكن من الضروري إثبات أن الأثر (بقعة الدم) تنتمي لوقت ارتكاب الجريمة، وليس في موقف سابق أو لاحق، لا علاقة له بالجريمة، وهذه هي الفائدة المهمة لتحديد عمر بقعة الدم».



«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.