يحتفي مهرجان «لوكارنو السينمائي» في دورته الـ76 من 2 إلى 12 أغسطس (آب) المقبل بعرض نسخة مرمّمة «4k» للفيلم المصري «باب الشمس» للمخرج يسري نصر الله، وذلك بعد 19 عاماً من إنتاجه (صدر عام 2004)، وهي النسخة التي قام المهرجان بترميمها ليعرضها ضمن برنامج «تواريخ السينما» الذي يعنى بكلاسيكيات الأفلام العالمية.
وعبّر المخرج يسري نصر الله، عن سعادته بهذا الأمر، وكتب عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «سعيد جداً لقيام مهرجان (لوكارنو السينمائي) بترميم فيلم (باب الشمس) من النيغاتيف الأصلي، فالفيلم مختفٍ منذ أكثر من 15 سنة، وسيعرض في قسم (تواريخ السينما)»، موجهاً الشكر للمهرجان ومديره جيونا ناتسارو، لإتاحة الفيلم لجيل جديد من المتفرجين.
ووجّه نصر الله الشكر لفريق العمل وراء الكاميرا الذين شاركوا في تصوير الفيلم، مؤكداً أن «هناك من نسيهم بعد نحو عشرين عاماً؛ لكن هناك من لا يمكن أن ينساهم، من بينهم، سمير بهزان، وبيير شيفالييه، وجيروم كليمان، وإلياس خوري، ومحمد سويد، ولوك بارنيه، وجابي خوري، ومنى أسعد، وعبير أسبر، وناهد نصر الله، وتامر كروان، وفرنسيس فارنيي، ذاكراً أسماء عديدة أخرى، مشيداً بكل من وقفوا معه خلال تصوير الفيلم في سوريا ولبنان، وبعد التصوير في فرنسا خلال عرضه الافتتاحي بمهرجان «كان» السينمائي، موجهاً الشكر لتييري فريمو، رئيس مهرجان «كان» في ذلك الوقت؛ لجرأته في اختيار الفيلم للعرض بالمهرجان حينها، مؤكداً أنها «كانت مغامرة رائعة». في حين وجّه متابعون الشكر لمهرجان «لوكارنو» على الاهتمام بالفيلم، قائلين إن «الفيلم له مكانة في وجدان الجمهور العربي».
وبحسب المخرجة والكاتبة الفلسطينية، ليالي بدر، فإن «ترميم مهرجان (لوكارنو) للفيلم سيكون بمثابة ميلاد جديد له بنسخة رقمية تواكب نظم العرض الحديثة»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «(باب الشمس) من أهم الأفلام التي عرضت للقضية الفلسطينية بصدق، وتناول الفيلم كيف تم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم»، مؤكدة أن «العمل جمع ببراعة بين الكاتب اللبناني إلياس خوري، والمخرج المصري يسري نصر الله، وممثلين كبار من سوريا ولبنان وفلسطين، ليكشف من خلاله حقيقة التهجير والمذابح التي شهدتها الأراضي الفلسطينية منذ أربعينات القرن الماضي»، منوهة إلى أن «ترميم الأفلام بات أحد الأدوار المهمة للمهرجانات السينمائية الكبرى، والتي يقوم بها حالياً (مهرجان البحر الأحمر)، و(القاهرة السينمائي) بين المهرجانات العربية».
وكان مهرجان «كان» السينمائي قد شهد العرض الأول للفيلم عام 2004 (خارج المسابقة الرسمية) الذي قدّمه المخرج يسري نصر الله الفيلم في جزأين (الرحيل والعودة)، عبر قصة حب بين مناضل فلسطيني تتمسك زوجته بالبقاء في قريتها بالجليل، حيث يلتقيها في مغارة «باب الشمس»، ويعود لينضم إلى تنظيم المقاومة في لبنان. والفيلم مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للأديب اللبناني إلياس خوري. وشارك في بطولة الفيلم عدد كبير من الممثلين، من سوريا ولبنان وفلسطين ومصر، من بينهم، هيام عباس، وباسل خياط، ونادرة وحلا عمران، وباسم سمرة، وريم تركي.
الناقدة المصرية صفاء الليثي، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ترميم الفيلم وعرضه في نسخة جديدة بالمهرجان، يعكس أهمية هذا العمل الملحمي»، لافتة إلى أنه «من المهم أن تكون هناك نسخة مرمّمة لعرضه بمصر؛ نظراً لأهمية الفيلم كونه من الأعمال التي تناولت المقاومة الفلسطينية بشكل إنساني، وعبر صورة فنية رائعة».
وترى الليثي أن «الفيلم يعد نموذجاً للتعاون السينمائي العربي»، متمنية أن «يتكرر في أعمال أخرى لإنتاج أفلام عربية كبيرة تنافس بقوة في المهرجانات».