عبر تصويت إلكتروني بين محكمين يمثلون أعضاء المجلس الأعلى للثقافة بمصر، وبحضور وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني، أعلنت مصر (الاثنين) جوائز الدولة للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية (التقديرية والتشجيعية والتفوق)، بجانب جائزة النيل (أكبر جوائز الدولة) التي فاز بها في مجال الفنون د. عبد السلام عيد، أحد أبرز الفنانين التشكيليين في مصر والعالم، ومُنحت جائزة النيل في مجال الآداب لاسم الراحل د. محمد عناني الذي كان يلقب بـ«شيخ المترجمين»، وفي مجال العلوم السياسية ذهبت الجائزة للدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية، أما جائزة النيل للمبدعين العرب، التي جرى استحداثها قبل سنوات، ففاز بها الفنان التشكيلي العراقي ضياء عزاوي.
فيما فاز عشرة من المبدعين بجوائز الدولة التقديرية، ففي مجال الفنون فاز الموسيقار هاني شنودة، والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، ود. دليلة الكرداني أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وفي مجال الآداب منحت لاسم الراحل د. عبد الرحيم الكردي أستاذ النقد والأدب العربي الحديث، والروائية هالة البدري ود. أحمد يوسف أستاذ النقد والبلاغة، كما حصل عليها في مجال العلوم الاجتماعية كل من المستشار عبد المجيد محمود، ود. حسن السعدي، ود السيد فليفل، وصلاح سالم.
واعتمدت وزيرة الثقافة الجوائز خلال اجتماع المجلس الأعلى للثقافة التاسع والستين المخصص للتصويت علي منح جوائز الدولة، بحضور د. هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وأعضاء المجلس، ووصفت الوزيرة الجوائز بأنها تجسد عمق إيمان الدولة المصرية بقيمة ومكانة مبدعيها بمجالات العلم والثقافة المتعددة، والتأكيد على أهمية تضافر جهود مثقفيها ومبدعيها لصنع مستقبل أكثر إشراقاً، مؤكدة أن الجائزة تعد مبعث فخر وإعزاز من يشرف بالحصول عليها.
وأشاد نقاد من بينهم الناقد مصطفى عبد الله، رئيس تحرير صحيفة «أخبار الأدب» الأسبق بمنح الجوائز لأسماء مبدعين ممن رحلوا خلال الشهور الأخيرة، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه تأثر كثيراً لفوز كل من اسم د. محمد عناني أحد كبار المترجمين ممن نقلوا الآداب العالمية إلى العربية، وقد لاقى ذلك استحساناً بين المثقفين المصريين والعرب، وكذلك د. عبد الرحيم الكردي رئيس الجمعية المصرية للسرديات ومؤسسها الذي رحل خلال إلقائه كلمة في أثناء تأبين د. محمد العناني بالمركز القومي للترجمة في واقعة صادمة.
مشيراً إلى أنه بخلاف ذلك هناك أسماء أخرى مثل الروائية هالة البدري التي فازت بجائزة الدولة التقديرية في الآداب، ود. أحمد يوسف الذي أصدر أخيراً كتاباً عن «أم كلثوم الشعر والغناء»، والفنان التشكيلي الإسكندري عبد السلام عيد، وهو من خريجي مدرسة الفنون الجميلة بالإسكندرية، كما أن هناك أسماءً كثيرة لمبدعات ومنهن رانيا يحيى في التفوق، وكذلك هناك أسماء لمبدعات بجوائز الدولة التشجيعية.
وبينما كانت أغلبية الأسماء الفائزة بالجوائز متوقعة، فإن بعضها جاء مفاجئاً، لكنها بشكل عام جاءت مُرضية وفق عبد الله.
وانحازت الجوائز التشجيعية لإبداعات المرأة، حيث ذهبت إلى عدد من المبدعات في مجال الفنون والآداب، إذ استحوذت الأديبات على الجوائز التشجيعية، ففي فرع السرد القصصي والروائي فازت كل من شيرين فتحي عن رواية «خيوط ليلى»، التي صدرت عن دار الهالة للنشر، وتروي جانباً من عذابات النساء عبر امرأتين، ونورا ناجي عن مجموعتها القصصية «مثل الأفلام الساذجة» التي تطرح من خلالها 22 قصة قصيرة بطلاتها من النساء عبر مواقف صادقة تتسم بالقوة والعمق.
وفي فرع الإعلام والتواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات فازت الصحافية سها سعيد عن كتاب «نجوم ماسبيرو يتحدثون»، الذي قدمته عبر جزأين عبر حوارات مطولة مع كبار الإعلاميين الذين أسهموا بأعمالهم في ازدهار وتطور العمل التلفزيوني، وفي جوائز الدولة للتفوق فازت د.رانيا يحيى عازفة الفلوت والأستاذة بالمعهد العالي للنقد الفني، والفنان فتحي عفيفي.