إنتاج أجزاء ثانية من أفلام مصرية «شهيرة» يصطدم بتحديات

«صعيدي في الجامعة الأميركية» و«الناظر» و«غبي منه فيه» من بينها

مشهد من فيلم «الناظر» (الشركة المنتجة)
مشهد من فيلم «الناظر» (الشركة المنتجة)
TT

إنتاج أجزاء ثانية من أفلام مصرية «شهيرة» يصطدم بتحديات

مشهد من فيلم «الناظر» (الشركة المنتجة)
مشهد من فيلم «الناظر» (الشركة المنتجة)

في محاولة لاستثمار نجاح أفلام «شهيرة» حققت تجاوباً مع الجمهور وإيرادات لافتة في شباك التذاكر وحصدت جوائز بمهرجانات مصرية وعربية، يسعى صناع أفلام مصريون لتقديم أجزاء ثانية من أفلام مضت على إنتاجها سنوات عديدة، لكن هذا الطموح يصطدم بعدة تحديات، وسط تباين في الآراء بشأن هذه الخطوة.

وبينما انطلق مؤخراً تصوير النسخة الثانية من فيلم «حريم كريم» إنتاج عام 2005، بعنوان «أولاد حريم كريم»، يستعد فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» إنتاج 1998 لبدء تصوير جزئه الثاني قبل نهاية العام، إذ لا يزال مؤلفه مدحت العدل عاكفاً على كتابته. كما ينتظر الجزء الثاني من فيلم «يا دنيا يا غرامي» (1996) التمويل.

لقطة من فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» (الشركة المنتجة)

ويعكف راهناً السيناريست أحمد عبد الله على كتابة نسخة جديدة من فيلم «الناظر» إنتاج عام 2000 بعنوان «ابن الناظر» الذي يتحمس له منتجه المخرج مجدي الهواري، وهناك أيضاً مشروع الجزء الثاني لفيلم «غبي منه فيه»، الجزء الأول إنتاج عام 2004.

«هناك تحديات عديدة تواجه فكرة الأجزاء الثانية»

المؤلف بشير الديك

وتواجه هذه الأفلام التي مضى على إنتاج بعضها نحو ربع قرن تحديات عديدة ومستجدات على أرض الواقع تتعلق بمدى ضمان تكرار النجاح، وفرص التوزيع العادلة في السوق السينمائية في ظل جمهور جديد تحكم اختياراته ذائقة جديدة وفق نقاد ومتابعين.

كشف كاتب السيناريو محمد حلمي هلال، مؤلف «يا دنيا يا غرامي» عن انتهائه بالفعل من كتابة الجزء الثاني للفيلم، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن فكرة تقديم الجزء الثاني من الفيلم انطلقت من الفنانة ليلى علوي وأن الجزء الجديد سيتتبع ماذا حدث لبطلاته الثلاث بعد نحو 25 عاماً، مشيراً إلى أنه «كتب أيضا أربع حلقات لمسلسل تلفزيوني بعدما طلب أحد المنتجين تحويله ليكون لديه مساحة أكبر في تناول مصير بطلاته ليلى علوي وإلهام شاهين وهالة صدقي، وأضاف هلال أن «العمل يمكن تقديمه على أي نحو سواء بالسينما أو التلفزيون».

مؤكداً أن «لكل منهما معالجة مختلفة، وأنه من الطبيعي أن يضم أي منهما - الفيلم أو المسلسل - ممثلين شبانا يقدمون أدوار أبناء الأبطال الأساسيين».

فيلم «يا دنيا يا غرامي» (الشركة المنتجة)

ورأى المؤلف بشير الديك أنه لا يمكن الحكم المسبق على أي فيلم بالنجاح أو الفشل لأنه لا توجد قواعد مسبقة لذلك، وأن كل فيلم يبدأ فكرة ومع محاولة التعبير عن الواقع الاجتماعي تظهر ملامحه، وبهذا المنطق كتب «سواق الأتوبيس» و«ضد الحكومة» و«الحريف»، وغيرها من الأعمال. مؤكداً أن «هناك تحديات عديدة تواجه فكرة الأجزاء الثانية».

وأشار إلى أهمية تقديم جزء ثان من تلك الأعمال بغرض تقديم رؤية معاصرة تخاطب متفرجين جددا، لا بد أن يعجبهم الفيلم ويتحمسوا له، محذراً من أن محاولة «استثمار النجاح» من دون رؤية ومعالجة واضحة، قد تجعله «مسخا»، ضارباً المثل بفيلم «سواق الأتوبيس» الذي رغم نجاحه الكبير فإنه لا يقبل تقديم جزء ثان منه في عالم مختلف تماما عن زمنه. 

ووفقاً للناقد خالد محمود فإن تقديم أجزاء ثانية لأي فيلم ناجح في مصر يعد محاولة من سينمائيين لاستدعاء النجاح، لا سيما أنه لا يتم بتخطيط مسبق مثلما يحدث في سلاسل الأجزاء في الأفلام الأميركية الناجحة التي تتم تباعا كل عامين أو ثلاثة، وليس بعد 20 سنة أو أكثر، كما يحدث عندنا، مشيراً إلى أن الأكثر نجاحاً في سلاسل الأجزاء هي أفلام الخيال العلمي والأكشن، بينما الأفلام الاجتماعية والرومانسية وحتى الكوميدية غير مضمونة النجاح في أجزائها الثانية.

ويشير محمود إلى أن «الإقبال الجماهيري على الأجزاء الأولى للأفلام المصرية، من غير المؤكد تكراره مع عرض الأجزاء الثانية، كما أن بعض هذه الأفلام تواجه تحديات أخرى قد تعصف بها لأن أبطالها الذين ظهروا في بداياتهم في بطولة جماعية، صار كل منهم بطلاً منفرداً، مثلما حدث في فيلم (ولاد حريم كريم) الذي غابت عنه ياسمين عبد العزيز على الرغم من أنها كانت محور الحدث في الجزء الأول، كما أن رحيل بعض نجوم الأفلام المؤثرين قد يكون في غير صالح التجربة كلها».



محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)
محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)
TT

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)
محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

يعود الفنان المصري محمد سعد إلى الأضواء مجدّداً عبر أحدث أعماله السينمائية، «الدشاش»، وذلك بعد غياب 5 سنوات منذ بطولته فيلم «محمد حسين»، ومشاركته في بطولة فيلم «الكنز 2» عام 2019.

وتصدَّر سعد مؤشرات البحث في «غوغل» بمصر، السبت، عقب نشر الشركة المنتجة الملصق الترويجي للفيلم، وإعلان موعد طرحه بالسينمات عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك»، مُعلِّقة: «عالم (الدشاش) كله أسرار وحكايات»؛ في السينمات المصرية بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني) المقبل، وبالدول العربية منتصف الشهر عينه.

يجسّد سعد في «الدشاش» شخصية طبيب خلال الأحداث التي تدور في إطار اجتماعي كوميدي تشويقي، ويشاركه البطولة عدد من النجوم، من بينهم باسم سمرة، وزينة، ونسرين أمين، وخالد الصاوي؛ وهو من تأليف جوزيف فوزي، وإخراج سامح عبد العزيز.

الملصق الترويجي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

ظهر سعد في البرومو الترويجي الأول للفيلم بشكل مختلف وملامح حادّة ومغايرة، أظهرت طبيعة الأحداث التي يغلب عليها الأكشن والإثارة، كما أظهر البرومو بعض التفاصيل الكوميدية.

من جانبه، قال المؤلّف جوزيف فوزي إنّ «فكرة الفيلم تدور في إطار من الدراما والتشويق بجانب بعض اللمحات الكوميدية البسيطة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الجمهور سيرى تفاصيل مختلفة ومميّزة ومشوّقة تفوق توقّعات الناس، ويراهن عليها بشكل إيجابي».

وتابع: «الفكرة في بالي منذ سنوات؛ سجّلتها عام 2016، لكنني تأخّرت في تسويقها نظراً إلى ارتباطي بأفلام خاصة بالمهرجانات والمنافسة على الجوائز التي تطلّبت وقتاً ومجهوداً».

باسم سمرة ومحمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

ووصف فوزي محمد سعد بـ«الجدعنة»، مؤكداً أنه «فنان حسّاس ويحترم عمله، ويتمتّع بقبول جماهيري كبير، كما أنّ لديه جانباً إنسانياً مميّزاً»، مشيراً إلى أنّ السيناريو حاز على إعجابه، فأشاد به فور قراءته، حتى أنه ضحك كثيراً، مؤكداً أنّ حظه الجيّد جعله يتعاون معه في هذه التجربة التي توافقت مع قرار الفنان المصري العودة إلى جمهوره مجدّداً عبر شخصية لم يقدّمها من قبل.

كما أوضح فوزي أنّ سعد تحدّث معه في تفاصيل مهمّة، من بينها بلورة الأحداث بما يُضفي جرعة تمثيلية حادّة، وهو ما جعله يتجرأ ويذهب معه إلى منطقة «الدشاش»، مشيراً إلى أنه استفاد من خبرة سعد وموهبته على جميع المستويات.

المؤلّف جوزيف فوزي والفنان محمد سعد في كواليس «الدشاش» (الشرق الأوسط)

وخلال السنوات التي توقَّف فيها محمد سعد عن تقديم أعمال سينمائية، قدَّم بطولة مسرحيتَي «اللمبي في الجاهلية» عام 2021، و«علي بابا» عام 2023؛ عُرضتا ضمن فعاليات «موسم الرياض»، بجانب مشاركته بعمل إذاعي، وبطولته المسلسل التلفزيوني الكوميدي «إكس لانس»، الذي عُرض في موسم دراما رمضان 2023، وقدَّم من خلاله شخصية «الحناوي» التي قدَّمها من قبل في فيلم «كركر» عام 2007.

من جانبه، قال الناقد الفنّي الدكتور نادر رفاعي إنّ «عودة محمد سعد إلى السينما بعد غياب من خلال فيلم (الدشاش) تُثري الساحة، لأنه فنان مختلف ومميّز وله جمهوره»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «أحداث الفيلم لا بدّ أن تتضمّن عناصر جيدة ومتكاملة، بالإضافة إلى اهتمام بتقديم عمل مُحكم من جميع الجوانب، ليضمن سعد عودة قوية إلى الساحة السينمائية».