نجل مبارك على خط أزمة مقابر المشاهير في مصر

بعد مناشدات بعدم هدمها لطابعها التاريخي

مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
TT

نجل مبارك على خط أزمة مقابر المشاهير في مصر

مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)
مقبرة الراحل طه حسين (الشرق الأوسط)

دخل نجل الرئيس المصري الأسبق، علاء مبارك، على خط أزمة إزالة مدافن المشاهير وبعض الرموز الثقافية في مصر، وذلك بعد أيام من مناشدات للحكومة المصرية بـ«عدم هدم هذه المقابر لطابعها التاريخي». وقال النجل الأكبر لمبارك (الاثنين) عبر صفحته الشخصية على «تويتر»، إن «الحكومة المصرية تعتزم تعويض أصحاب المقابر التي هُدمت بأخرى بديلة في مناطق أخرى»، مضيفاً أن «بعض هذه المناطق التي تُزال هي مناطق تاريخية، وتُعدّ تراثاً وتاريخاً تحتوي على تحف معمارية وقباب ضريحية جميلة، وشواهد رخامية عليها نقوش قديمة لا تقدر بثمن تعود إلى مئات السنين».

وأوضح نجل الرئيس المصري الأسبق أنه «لا أحد ضد التطوير؛ لكنه يجب ألا يأتي على حساب إزالة الرُفات والجثث، خصوصاً أن بعض هذه المقابر تقع في مناطق لها طابع تاريخي، وتحتوي على فنون معمارية نادرة، وذات قيم روحية ورمزية».

«ألا توجد بدائل وخطط أخرى لدى الحكومة المصرية لتجنب إزالة تلك المدافن بكل ما تحمله من دلالات تاريخية ووطنية؟»

الناقد الثقافي محمود عبد الشكور

وقبل أيام، ناشدت أسرة الشاعر المصري الراحل محمود سامي البارودي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتدخّل لعدم إزالة مقبرته من مكانها، بعد أن وضعت محافظة القاهرة علامة «إزالة» على المدفن تمهيداً لهدمه، لتنضم أسرة البارودي إلى كثير من أسر الرموز التاريخية، التي ناشدت الحكومة المصرية من قبل بالتدخل، بعد إخطارهم بإزالة مقابر ذويهم من منطقة الخليفة والإمام الشافعي والسيدة نفيسة في قلب القاهرة القديمة، ضمن أعمال إزالات المقابر التي تقوم بها محافظة القاهرة، التي تصل إلى نحو 2700 مقبرة، ونقلها لأماكن جديدة في مدينتي 15 مايو، والعاشر من رمضان، ضمن خطة تطوير الطرق في هذه المنطقة.

 

مدافن بالقاهرة تتضمن جماليات وزخارف متفردة (الشرق الأوسط)

وتساءل محمود عبد الشكور، الناقد الثقافي في مصر: «ألا توجد بدائل وخطط أخرى لدى الحكومة المصرية لتجنب إزالة تلك المدافن بكل ما تحمله من دلالات تاريخية ووطنية؟». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «مع كل خبر يتكرر حول هدم مقبرة لاسم راحل، سواء أكان كاتباً أو شاعراً كبيراً أو أحد الرموز الثقافية والتاريخية، نجد أننا إزاء (أمر مؤسف)»، موضحاً: «نتفهم مقتضيات التطوير من شق الطرق، لكن هناك بدائل بكل تأكيد، حتى تتفادى تلك التوسعات مقابر أسماء مهمة، ولها دلالتها التاريخية، فهذا موضوع في حاجة إلى مراجعة من الحكومة المصرية بدلاً من تجدد الأحاديث حوله من وقت لآخر».

مقبرة البارودي تصعّد الجدل حول مصير مقابر المشاهير (فيسبوك)

وتواكب أعمال الإزالة بتلك المنطقة التاريخية انتقادات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتشمل تداولاً لصور مقابر عدد من الرموز الثقافية والوطنية بتلك المناطق التاريخية القديمة، منها مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، ومقبرة «شاعر النيل» حافظ إبراهيم، ومقبرة الأديب الراحل يحيى حقي، الذي نقلت رفاته بالفعل من مقبرته بجوار السيدة نفيسة إلى مدافن في مدينة العاشر من رمضان، بالتزامن مع ذكرى رحيله الثلاثين.


مقالات ذات صلة

«وسام فلسطين» لرئيس «الآثاريين العرب»

يوميات الشرق الدكتور محمد الكحلاوي يتسلم نجمة الاستحقاق الفلسطينية من السفير دياب اللوح (اتحاد الآثاريين العرب)

«وسام فلسطين» لرئيس «الآثاريين العرب»

منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، نجمة الاستحقاق ووسام دولة فلسطين للدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للآثاريين العرب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من الكشف الأثري في جبَّانة أسوان بجوار ضريح الأغاخان (وزارة السياحة والآثار)

جبَّانة أسوان ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية عالمياً في 2024

جاءت جبَّانة أسوان الأثرية المكتشفة بمحيط ضريح الأغاخان في مدينة أسوان (جنوب مصر) ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم خلال عام 2024.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق واجه الآثاريون مشاقَّ في الوصول إليها والتنقيب في أسرارها وفك رموزها (واس)

مدوَّنة سعودية لحفظ تراث 14 قرناً من نقوش الجزيرة العربية

بعد أن بقيت النقوش القديمة محفوظة على الصخور وبطون الأودية في الجزيرة العربية أضحت تلك الكنوز التاريخية متاحة من خلال مدونة لغوية أطلقتها السعودية للوصول إليها.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق نال الراشد منحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتاريخ الجزيرة العربية عام 2017 (واس)

«سعد الراشد» حياة في الآثار ودراسة حضارات الجزيرة العربية

مسيرة مهنية فذّة للبروفيسور سعد الراشد في مجال الآثار ودراسات الحضارة والنقوش في الجزيرة العربية انطلاقاً من جوهرة أعماله في استكشاف طريق الحج من الكوفة إلى مكة

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق إقبال كبير على معرض «قمة الهرم» في الصين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

معرض «حضارة مصر القديمة» في الصين يتجاوز المليون زائر

حققت المعارض الأثرية التي تقيمها مصر مؤقتاً في الخارج أرقاماً «قياسية» خلال العام الماضي 2024، وفق ما أعلنته وزارة السياحة والآثار.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«وسام فلسطين» لرئيس «الآثاريين العرب»

الدكتور محمد الكحلاوي يتسلم نجمة الاستحقاق الفلسطينية من السفير دياب اللوح (اتحاد الآثاريين العرب)
الدكتور محمد الكحلاوي يتسلم نجمة الاستحقاق الفلسطينية من السفير دياب اللوح (اتحاد الآثاريين العرب)
TT

«وسام فلسطين» لرئيس «الآثاريين العرب»

الدكتور محمد الكحلاوي يتسلم نجمة الاستحقاق الفلسطينية من السفير دياب اللوح (اتحاد الآثاريين العرب)
الدكتور محمد الكحلاوي يتسلم نجمة الاستحقاق الفلسطينية من السفير دياب اللوح (اتحاد الآثاريين العرب)

منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، نجمة الاستحقاق ووسام دولة فلسطين للدكتور محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للآثاريين العرب؛ لدوره في حماية التراث الفلسطيني وجهوده المبذولة في كشف مخاطر الاعتداءات الصهيونية على التراث الفلسطيني.

وسلّم سفير دولة فلسطين في القاهرة، دياب اللوح، الوسام ونجمة الاستحقاق للكحلاوي باسم الرئيس محمود عباس في حضور عدد من أعضاء البعثة الفلسطينية بمقر السفارة في القاهرة.

وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير المكتب الإعلامي لمجلس الآثاريين العرب، أن «حيثيات منح وسام الاستحقاق جاءت تقديراً لمسيرة الدكتور محمد الكحلاوي الثقافية الحافلة بالعطاء ولجهوده البحثية الكبيرة في ترسيخ السردية والرواية التاريخية الفلسطينية، وتثميناً لجهوده في دعم قضايا أمته العربية، وفي مقدمتها فلسطين».

ويرأس الدكتور محمد الكحلاوي المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب، المنبثق من اتحاد الجامعات العربية منذ عام 2020 وحتى الآن، وهو أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية في كلية الآثار جامعة القاهرة، وخبير في «منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة» (الإيسيسكو) منذ عام 2009، وهي المكلفة مناقشة تقرير الاعتداءات الصهيونية على الحرم القدسي منذ 2015.

كما كُلّف الكحلاوي ملف القدس لدى جامعة الدول العربية من 2008، وهو المنسق العام لمؤتمر القدس الذي عقد في الدوحة 2011.

وقال ريحان لـ«الشرق الأوسط» إن «تكريم الدكتور محمد الكحلاوي يأتي تتويجا لدوره في حماية الآثار والتراث العربي والإسلامي ودفاعه عن قضية القدس وعن الآثار الفلسطينية عموما، التي يتم نهبها وتشويهها ومحاولة السطو عليها باستمرار»، موضحا أن «الكحلاوي له العديد من الإصدارات والأبحاث التي تؤكد جهوده في حماية التراث والآثار على مستوى الوطن العربي».