توّج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) العراقي زين العابدين المرشدي بجائزة لجنة التحكيم لقارئ العام، فيما فاز المشارك المغربي سفيان البراق بلقب قارئ العام بحسب تجربة الملتقى، واستحوذت السعودية بلقيس الصولان على جائزة الجمهور لاختيار قارئ العام، وحصل المعلم السعودي عبد الرحمن العوفي على جائزة سفير القراءة، كما نالت مدارس الظهران الأهلية لقب «المدرسة القارئة».
وفي حفل كبير، حضره وزير التعليم السعودي يوسف البنيان ورئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، كما حضره الشاعر السوري أدونيس وألقى فيه كلمة، كما حضره نخبة من المفكرين والمثقفين والأدباء والكتاب والإعلاميين السعوديين والعرب.
أزمة الإبداع الثقافي
وفي مستهل الحفل الختامي، أكد الشاعر والمفكر العربي أدونيس على أن «أقرأ» مفتاح في الرؤية القرآنية للإنسان والحياة لما لها من أثر خلّاق، لا سيما أن المعرفة سلطة وأما الكتابة فشرط أساسي لصحة القراءة، مؤكداً على أهمية إتقان اللغة الأم للعرب للخوض في ذواتهم باعتبار اللغة جوهر الذات، قائلا: «لن نجد شاعراً في معظم اللغات الحيّة يخطئ في لغته التي هي جوهره، كما نجد في لغتنا العربية، وأما الكتب المترجمة وبخاصة الفلسفية والشعرية فإن من أكثر الضرورات إلحاحاً أن يُنظر في أمرها على نحوٍ شامل».
ونوه إلى أن القراءة مسؤولية الجميع بوصفها فنّا وعلما، يجمعان الإنسان بالعالم، في الوقت الذي يكشف التاريخ الثقافي عن أن مسألة القراءة لم تشغل العرب معرفياً وفنّياً كما شغلتهم الكتابة لأسباب عدة، بحسب أدونيس، الذي وصف حال العالم العربي مع القراءة بأنه «يشكو من أزمة في الإبداع الثقافي كتابة وقراءة».
وقال أدونيس في ختام كلمته محاكياً عبارة مدام رولان، التي ذاع صيتها خلال الثورة الفرنسية عام 1789 ضد حكم الملك لويس السادس عشر: «أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك»، قال أدونيس: «آهٍ أيتها القراءة للإنسان والعالم والحقيقة كم من الجرائم ارتكبت وترتكب باسمك!».
125 ألف متسابق
من جانبه، أوضح مدير مركز إثراء عبد الله خالد الراشد أن «النسخة الفارقة في السنة العاشرة خاصة، أحدثت نقلة نوعية للبرنامج الذي بدأ كمسابقة وطنية ليصبح برنامجاً عربياً صُنع بأيدٍ سعودية تحت سقف إثراء، في تناغم يشهد عليه عدد المشاركات الكبيرة التي وردت من شبابنا العربي، الذي تجاوز أكثر من 125 ألف قارئ وقارئة، باتوا يمثلون جزءاً مهماً من هذه المنظومة المعرفية التي تسعى إلى صناعة جيل قارئ في عصر الانفجار المعرفي الهائل وثورة المعلومات المتسارعة».
وكشف الراشد عن سعي مركز إثراء بالعمل على بحث يعد الأول من نوعه في العالم العربي والأكبر على مستوى العالم في مجال الاتزان الرقمي، الذي يبحث مدى تأثير التقنية من وسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي وغيرها على العقل البشري، والحياة الاجتماعية، وزعزعة الارتباط بمصادر المعرفة والفكر.