بحلول عام 2050، من المتوقع أن يعيش واحد من كل 10 أفراد مع شكل من أشكال فقدان السمع، ومن بين مئات الملايين من حالات ضعف السمع التي تؤثر على الأفراد في جميع أنحاء العالم، غالباً ما يكون ضعف السمع الوراثي هو الأكثر صعوبة في العلاج.
وبينما توفر المعينات السمعية وغرسات القوقعة راحة محدودة، فإنه لا يوجد علاج متاح يمكنه عكس أو منع هذه المجموعة من الحالات الوراثية، مما يدفع العلماء إلى تقييم العلاجات الجينية للحصول على حلول بديلة.
وإحدى أكثر الأدوات الواعدة المستخدمة في هذه العلاجات، هي العلاج الجيني الذي يستخدم أحد الفيروسات الغدانية (AAV)، لنقل جين يعمل على علاج المشكلة.
وخلال الدراسة المنشورة الجمعة في دورية «العلاج الجزيئي»، استخدم الباحثون من معهد ماساتشوسيتس للعين والأذن بأميركا، الناقل الفيروسي (AAV) في نموذج فأر ناضج يحمل طفرة لجين بشري معيب (TMPRSS3)، الذي عادة ما يؤدي إلى فقدان السمع التدريجي.
ولاحظ الباحثون أن عملية إنقاذ قوية للسمع في الفئران المسنة، تمت عند حقن الحيوانات بالناقل الفيروسي (AAV)، الذي يحمل الجين البشري السليم (TMPRSS3).
ويقول تشنغ شين، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد ماساتشوسيتس للعين والأذن، بالتزامن مع نشر الدراسة: «كانت هذه أول دراسة أنقذت السمع لدى الفئران المسنة، مما يشير إلى جدوى متوقعة لعلاج المرضى في سن متقدمة»
وينتظر هذا العلاج الجيني خطوات لاعتماده، تتضمن تجارب على حيوان أكبر، ثم الانتقال إلى التجارب السريرية، كما يقول محمود حمدي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة).
ويضيف: «إذا نجح هذا العلاج الجيني الجديد في اجتياز تلك الخطوات، فسنكون أمام اختراق مهم، حيث لا توجد حالياً علاجات متاحة لعكس أو منع الصمم الوراثي».
وتتطلب العلاجات المتاحة، مثل زراعة القوقعة واستخدام المعينات السمعية، وظيفة سمعية متبقية، وهو ما لا يجعل تلك العلاجات متاحة لمرضى الصمم الوراثي، الذين يُتركون دون أي خيار علاجي.