ممشى مصري جديد على النيل يثير جدلاً وتبايناً

أثار ممشى نيلي جديد، في حي الزمالك بالقاهرة، جدلاً وتبايناً واسعاً، خلال الساعات القليلة الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ولا سيما بين المعماريين وخبراء التخطيط العمراني والحضَري، فبينما انتقد البعض تعارضه مع الصورة الحضارية للمنطقة التي تعجُّ بالقصور والفيلات والمباني التراثية ذات الطابع الخاص، رأى آخرون أنه «يمثل متنفساً على النهر لفئات أوسع من خارج سكان المنطقة».

ويمتدّ الممشى الجديد، المُقام فوق صفحة النيل، بموازاة كورنيش ضفة النيل الغربية لفرع النيل الشرقي بمنطقة الزمالك أمام «قصر عائشة فهمي» التراثي (مجمع الفنون).

ورأت الدكتورة سهير زكي حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بجامعة القاهرة، أن التصميم «لم يُراع مفهوم التخطيط العمراني» المعروف بـ«TownScape»، أو فن «المشهد البصري للمدينة». وقالت، لـ«الشرق الأوسط»: «في إطار هذا المفهوم، لا يُسمح بأن تقيم مبنى ما قريباً من مكان له قيمة تراثية، حتى وإن لم يؤثر عليه بشكل مباشر، لمجرد أنه سيغير من الملامح العتيقة للمكان أو لمحيطه».

وتساءلت حواس عن الأبعاد البيئية للمشروع، وقالت إنه «يمتد في النيل عبر غرس مئات الأعمدة الخرسانية في المياه، الأمر الذي يتعارض مع قانون حماية النيل، وشروط البناء عليه».

ودشّنت الدولة «ممشى أهل مصر»، وفق موقع «الهيئة العامة للاستعلامات»، في إطار سعيها لزيادة المساحات المفتوحة للتنزه؛ عبر الاستفادة من مقوّمات السياحة الطبيعية التي تمتلكها مصر، وافتتحت المرحلة الأولى منه في 18 مارس (آذار) 2022.

ويستهدف المشروع، وفقاً لوصف «هيئة الاستعلامات»، قطاعاً عريضاً من سُكان القاهرة الكُبرى، مقدماً لهم رؤية جديدة لكورنيش النيل بصورة غير مسبوقة، وهو عبارة عن ممشى أو مسار موازٍ على طول نهر النيل، مزوّد بخدمات ومرافق متعددة، مع نظام إضاءة ليلي، كما يمتدّ إلى مناطق عدة؛ وذلك ليكون بالقرب من أكثر المناطق حيوية وحركة في القاهرة الكبرى.

وحاولت «الشرق الأوسط» الحصول على تعليق من وزارة الإسكان، لكن لم يتسنَّ الحصول على رد سريع.

وشهدت منطقة الزمالك، في نهاية العام الماضي، تجمعاً لعدد من سكانها؛ اعتراضاً على إنشاء ساحة انتظار للسيارات (جراج) على النيل، وقطع الأشجار، وفقاً لوصفهم. وجاء التجمع تلبية لدعوة من جانب القائمين على حملة «Save Zamalek» أو «الزمالك تنتفض»؛ لمناقشة إيقاف أعمال إقامة الجراج الجاري إنشاؤه على ضفاف النيل، وإزالة الحديقة القائمة بالموقع.