أعلن علماء آثار صينيون أن حطام سفينتين ببحر الصين الجنوبي مليء بالبورسلين والأخشاب وينتمي لعصر مينغ، يحمل أدلة مهمة حول طرق التجارة البحرية المرتبطة بما كان يُعرَف بـ«طريق الحرير»، حسب صحيفة «الغاردين» البريطانية. وجاء اكتشاف حطامَي السفينتين في أكتوبر (تشرين الأول)، وشرعت السلطات الثقافية والأثرية في عملية استكشاف وحفر في أعماق البحار، تبعاً لما أعلنه مسؤولون حكوميون. وكان باحثون بحريون قد عثروا على حطام السفينتين في شمال غربي بحر الصين الجنوبي، على بُعد قرابة 1500 متر تحت مستوى سطح البحر. وأفاد المسؤولون بأن الحطام «كان محفوظاً بشكل جيد نسبياً، مع وجود عدد كبير من الآثار الثقافية به».
وأفاد خبراء بأن بعض أجزاء الحطام تعود إلى حقبة هونغتشي التي استمرت بين عامي 1488 و1505، في عهد أسرة مينغ. وكانت السفينة الغارقة تحمل شحنة من أخشاب أشجار البيريسيمين وبعض الفخار.
في المقابل، يعود حطام السفينة الأخرى إلى حقبة زهنغدي، بين عامي 1506 و1521. وكانت السفينة محملة بأكثر عن 100 ألف قطعة من الأواني المصنوعة من البورسلين. وتكشف الصور وجود أكوام مكدسة من الأواني والألواح والجِرار، تتميز بتصميمات مركبة لا تزال واضحة رغم وجودها أسفل الماء والطمي. وأوضح علماء بمجال الآثار أن السفينتين القديمتين كانتا مسافرتين في اتجاهين مختلفين، وعثر على الحطام على مسافة تقل عن 20 كيلومتراً (12 ميلاً) عن بعضهما.
وأكدوا أنها المرة الأولى التي يعثر فيها على سفن في اتجاهي الذهاب والعودة بالقرب من بعضها البعض، ما يوحي بأنهما كانتا تسيران على طريق تجارية مهمة. وفي هذا الصدد، قال تانغ وي، مدير المركز الوطني الصيني للآثار: «يساعدنا هذا الكشف في دراسة التدفق المتبادل عبر طريق الحرير البحرية».