جوزيف بو نصار لـ«الشرق الأوسط»: أُعمّر الشخصية حجراً حجراً ولا أساوم

يستعد لتصوير دور كوميدي في مسلسل «درجة درجة»

3- جوزيف بو نصار يرفض التشابه بين دور وآخر (فيسبوك الفنان)
3- جوزيف بو نصار يرفض التشابه بين دور وآخر (فيسبوك الفنان)
TT

جوزيف بو نصار لـ«الشرق الأوسط»: أُعمّر الشخصية حجراً حجراً ولا أساوم

3- جوزيف بو نصار يرفض التشابه بين دور وآخر (فيسبوك الفنان)
3- جوزيف بو نصار يرفض التشابه بين دور وآخر (فيسبوك الفنان)

إن كان لا بدّ من حصاد يشكّل عصارة العُمر، فإنّ أغلى ما يكسبه جوزيف بو نصار هو السلام الداخلي. منذ أن شقّ طريقه في الفن، قبل 50 عاماً، ولبنان يُخيّل إليه على فوهة بركان. ظلّ على مسافة من عواصفه، ينأى بنفسه عما يهبّ حوله. يتأنّى بالأدوار: «المهم أنّ نحبّ ما نقوم به». فلسفته أنّ الحياة تكمن حيث يخفق القلب.

يُخبر «الشرق الأوسط» أنه يفضّل البقاء في البيت على الوقوع في التساهل. إذن، هو راضٍ عن جميع أعماله، في المسرح والسينما والتلفزيون؟ جوابه «نعم»، مع التأكيد على قناعته بأن عدم الاستهانة شرط لصون المكانة.

زاد التلفزيون شهرته، مقارنة بالمسرح والسينما رغم زخم العطاء في الحقلين. «الله ينجّينا من كلمة شهرة»، يضحك، ثم يوضح: «منحني دوري في فيلم (بيروت الغربية) لزياد دويري (1998) شهرة تتّقد إلى اليوم. التلفزيون يُدخل الممثل إلى المنازل، وهذا صحيح. عرفني الجمهور بأدوار تلفزيونية عدة. لكن السينما لها فضل في انتشاري، يليها المسرح. أنا مشهور لإصراري على العمل المحترم. الشهرة عينها لم تكن يوماً هاجسي».

يرى أنّ الماضي مضى ولا تنفع المقارنات. ذلك رداً على سؤال، هل تشعر بحفرة داخلية تُعمّقها الفوارق بين الأمس واليوم؟ عاصر روّاد المسرح وصنّاع الإبداع، فهل تلفحه خيبة زمن الرخاوة هذا؟ بالنسبة إليه، «اختلفت المعايير في العالم كله. لستُ ممَن يهدرون الوقت في الحسرة والبكاء على الأطلال. أملي أن يُحيي موهوبون من الجيل الجديد أحلام الأمس الجميلة».

يتحدّث نجم فيلم «بيروت يا بيروت» لمارون بغدادي (1975)، عن أرضية يتطلّبها ازدهار الفن الإبداعي: «في لبنان، تتضاءل هذه الأرضية. إننا نبني والمسؤولون يهدمون. نعيش أسطورة سيزيف وشقاءه. كلما رفعنا الصخرة إلى فوق، أتى مَن يُنزلها إلى تحت. قدرنا إعادة المحاولة».

جوزيف بو نصار قارئ نهم، يشاهد أفلاماً بكثرة، ويتذوّق الموسيقى. يرى «الثقافة متكاملة، فالرسم والرواية والتمثيل، جوانب متداخلة، الأجدر بمَن يتعاطى الفن الالتفات إليها». من قراءاته ومشاهداته، يكوّن خلفية صوَرية ونفسية تساعد في بناء الشخصيات. لكنه حين يستعد لدور، يدع جانباً كل المعارف. يأتي بورقة بيضاء ويبدأ من الصفر.

يفضّل وصْف «أُعمّر» الشخصية، على «ألعبها» أو «أؤديها»: «أُعمّرها حجراً حجراً، ولا أستعمل أدوات بناء قديمة. قد أتسلّم دورين تاريخيَيْن، لكنني أجزم بأنّ أياً منهما لن يشبه الآخر. مواد البناء مختلفة، مرّة أبني بالصخر مثلاً ومرّة بالباطون... تقودني الشخصية إليها فأمنحها ما تحتاجه. لذا، أنا مقلّ. يتطلّب التمثيل مني وقتاً طويلاً للاستعداد».

هذا خياره. أمكن، لولا أنه أسلوبه، أن يُسهِّل العملية. جوزيف بو نصار من الأسماء اللبنانية القديرة، لأنه لا يستسهل ولا يؤمن بمبدأ «التحصيل الحاصل». يبدأ الدور بورقة بيضاء خالية من الإشارات، ثم يضيف المعلومات والدلالات ويُسقط خلفيته الثقافية من دون أن يشعر. المسألة عنده على هذا الشكل: «لو كنتُ مهندساً وشئتُ تصميم مبنيَيْن في منطقتَيْن، هل أنهي الأول لأعود وأنتزع منه أبوابه وشبابيكه فأستعملها في الثاني؟ هل أستعير زجاجه وحجارته؟ التمثيل كذلك».

الممثل اللبناني جوزيف بو نصار يعمّر الشخصية حجراً حجراً (فيسبوك الفنان) 2

يستعدّ لدور كوميدي لا يزال في مرحلة «تعميره». قبل الحديث عنه، فلنتطرّق إلى واقع النصوص التلفزيونية. ما حجم الأزمة؟ يردّ: «الهَمّ اللبناني، وحتى السوري، لم يكن كتابة السيناريو. انشغلنا بنوعين من الفن وأبدعنا فيهما: الرسم والرواية. السيناريو مشتقّ من السينما، لم ندركه سوى قبل مدّة. مصر سبّاقة. نحن لا نزال نتخبّط بين النصّ الإبداعي الراقي، ضئيل الجماهيرية، والنص التجاري. كتابة السيناريو اليوم تصبح غبّ الطلب، وهنا الأزمة».

يتوقف عند المعادلة السائدة: «اكتبوا نصوصاً تُباع!». لا يُعمّم موقفه، بل يُبقي هامشاً للاستثناء: «في لبنان، ورغم التردّي، لا تزال العطاءات في المسرح والسينما والتلفزيون قائمة. الحسّ الإبداعي لا يخفت، لكن الغالب هو منطق الربح».

اسم المسلسل الكوميدي المُرتقب «درجة درجة»؛ يكشف لـ«الشرق الأوسط» عن أنه من تأليف مايا سعيد، وإخراج مارك سلامة، وإنتاج «روتانا» وإيلي عرموني (Wild cherry productions)، وهو من بطولة أيمن قيسوني، ونسرين زريق، وطارق تميم، وإيلي متري، وأندريه ناكوزي... يتألف من 15 حلقة، مدّة الواحدة 15 دقيقة، تعرضه «LBC الفضائية».

يصفه بـ«الكوميديا الذكية خارج الابتذال»، ركيزتها الموقف الاجتماعي مرآةً للواقع اللبناني من خلال سكان مبنى في بيروت. تبدأ القصة مع وصول «الزوجين» قيسوني وزريق من مصر إلى لبنان للإقامة في منزل اشتراه الزوج من سمسار بلا استفسار عن تفاصيله، ليصطدما بشارع مزرٍ وجيرة تتخطّى التوقعات.

حين يوافق بو نصار على عمل، لا يتطلّع إلى سنّ المخرج وجنسيته، بل إلى الخبرة. «قد يكون مبتدئاً لكنه واعد، فيظهر الإنسان فيه من الجلسة الأولى». من خبرته في الإخراج المسرحي، يُنجز فروضه قبل التصوير: «أوصل الشخصية المطلوبة من الألف إلى الياء. لذا، تقلّ ملاحظات المخرجين. منذ 20 سنة إلى اليوم، لم أصطدم بأحدهم على الإطلاق».

«نحن لا نزال نتخبّط بين النصّ الإبداعي الراقي، ضئيل الجماهيرية، والنص التجاري. كتابة السيناريو اليوم تصبح غبّ الطلب، وهنا الأزمة»

جوزيف بو نصار



تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
TT

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل مُجدداً، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي، لكنها عاشت «المساكنة» مع زوجها السابق بعد أن جمعتهما قصة حب لـ9 سنوات قبل زواجهما، نافية الاتهامات بأنها مخرجة «أفلام الإغراء»، وقالت إن «أفلامها أصدق من أعمال المخرج خالد يوسف، كاشفة عن أنها أتمت السبعين من عمرها ولا تفكر بالموت».

وأضافت في حوارها أن سعاد حسني لم تُقتل لكنها انتحرت، وأن العاملين في الوسط السينمائي كانوا يتوقعون لها ولأحمد زكي أن ينتحرا لأنهما عاشا حياتهما من دون تخطيط، وسعاد كانت تشعر بتراجع نجوميتها الكبيرة، وعدّت ياسمين صبري ممثلة مثيرة أكثر من هيفاء وهبي.

وحلّت إيناس الدغيدي ضيفة على الإعلامية ناديا الزغبي عبر برنامجها «القرار» الذي تقدمه على قناة «الغد»، ووصفت ناديا المخرجة المصرية بأنها امرأة «دون خطوط حمراء»، ويليق بها لقب «الجريئة» بوصفها واحدة من أهم مخرجات السينما في مصر، وتحدثت الدغيدي قائلة إنها «بالفعل جريئة وحياتها كلّها جرأة، لكنها لم تكن تعرف ذلك عن نفسها»، لافتة إلى أن «جُرأتها بدأت منذ قرّرت دخول معهد السينما لتصبح مخرجة، ولم يكن لأي من أسرتها علاقة بالفن لكونها من عائلة ملتزمة دينياً، ووالدها كان يعمل مدرساً للغة العربية والدين».

ورفضت المخرجة خلال الحوار لقب «مخرجة أفلام الإغراء»، مؤكدة أنها «تقدم مشاهد إغراء داخل أفلام لها قيمة».

إيناس الدغيدي في أحد البرامج (إنستغرام)

وبسؤالها عن الأكثر جرأة في أفلامها... هي أم المخرج خالد يوسف؟ قالت إن أفلامها أصدق لأن جُرأتها بلا أهداف، بل تعبّر عن فكرها الحقيقي، بينما يوسف قد تكون لديه أهداف سياسية يتحرك من أجلها، لا سيما في الفترة الأخيرة.

وذكرت الدغيدي أنها أتمت عامها السبعين وأنها سعيدة بعمرها ولا تشعر أنها كبرت، ولديها قدرة كبيرة على العطاء، نافية أنها تفكر بالموت الذي تراه «حياة فيها جمال»، لكونه أكثر هدوءاً وروحانية وسلاماً.

وقالت إنها من المستحيل أن تختلف مع كلٍّ من يسرا وإلهام شاهين، مؤكدة أنها بدأت مشوارها ويسرا معاً وعاشتا مع بعضهما العمر كله.

وعن فيلم «الصمت» الذي تُعِدّ له، وتتطرّق فيه لمشكلة «زنا المحارم»، قالت إن منصة «نتفليكس» سترحب بعرضه وسينجح في صالات السينما بمصر لكونه فيلم إثارة تقدمه بشكل يشوّق الناس لمشاهدته من خلال مواصفات درامية جيدة، لافتة إلى أنه لا توجد علاقة بالفيلم بين محارم لأنها لا تستسيغ ذلك، لكن الموضوع كله يرتبط به، وقد التقت بنات تعرضن لذلك والفيلم يتطرق لحياتهن بعدما كبرن، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تناقش هذه المشكلة التي تحدث في كثير من دول العالم.

وعبّرت المخرجة المصرية عن فخرها باكتشاف النجمين أحمد عز وهند صبري، وأنهما من أهم اكتشافاتها مخرجة، وقدمتهما أبطالاً لفيلم «مذكرات مراهقة» قائلة، كانت لديهما الجرأة لعمل الفيلم في بداياتهما، ربما يخافا الآن على اسميهما ونجوميتهما لو عُرض عليهما عمل مماثل، لأننا صرنا نعيش في مجتمع يحاسب الفنان على أفلامه وليس على تصرفاته.

وذكرت أن خلافاً وقع بينها وبين النجم الراحل أحمد زكي خلال تصوير فيلم «استاكوزا» كاد يهدّد بعدم إكمال الفيلم لانصرافه في أثناء التصوير دون أن يخبر أحداً، فقالت له: «نجوميتك تتعامل بها خارج الاستوديو، لكنك هنا تتعامل بالشخصية التي تؤديها»، وقالت إنه «قد عاد وقال لي حقك عليَّ»، مؤكدة أنه كان صديقها وجارها.

إيناس الدغيدي (إنستغرام)

وعن اعتزال «الزعيم» عادل إمام قالت إنه اكتفى نجاحاً وشهرة، ويريد الآن أن يستمتع بحياته، يقول لمن حوله لو أن هناك خبراً سيئاً لا تخبروني به، لذا أرجو أن نتركه ونحترم تاريخه.

وحمّلت المرأة المسؤولية في ظاهرة «التحرش»: «عندما نقول إنه تم التحرش بي، لو كان المتحرش مريضاً فسيُصفع على وجهه وسيتوقف». مضيفة أن «بعض السيدات في جزء من تصرفاتهن يشجعن الرجل على التحرّش بهنّ».

وعن الفنانة الأكثر إثارة في الوقت الحالي اختارت ياسمين صبري على هيفاء وهبي، قائلة إنه قبل 5 سنوات كانت هيفاء والآن ياسمين.

وتخرجت إيناس الدغيدي في معهد السينما بالقاهرة عام 1975 وعملت مساعدة مخرج لكبار المخرجين، أمثال بركات الذي أقنعها بالتمثيل أيضاً في فيلم «أفواه وأرانب» أمام فاتن حمامة ومحمود ياسين، وأخرجت أول أفلامها الطويلة «عفواً أيها القانون» عام 1985 من بطولة نجلاء فتحي، ومحمود عبد العزيز، ووصل عدد الأفلام التي أخرجتها 16 فيلماً طويلاً من بينها «امرأة واحدة لا تكفي»، و«قضية سميحة بدران»، و«زمن الممنوع»، و«كلام الليل»، و«مذكرات مراهقة»، و«الباحثات عن الحرية»؛ وأنتجت من بينها 7 أفلام، ونالت أفلامها جوائز عدة في مهرجانات «القاهرة السينمائي» و«الإسكندرية»، و«جمعية الفيلم»، وقد أثارت أفلامها وأحاديثها الجريئة جدلاً كبيراً على مدار مشوارها.