«مسار خيري» لأزمة دولارات محمد رمضان

الدكتور جمال شعبان والفنان محمد رمضان (صفحة جمال شعبان بفيسبوك)
الدكتور جمال شعبان والفنان محمد رمضان (صفحة جمال شعبان بفيسبوك)
TT

«مسار خيري» لأزمة دولارات محمد رمضان

الدكتور جمال شعبان والفنان محمد رمضان (صفحة جمال شعبان بفيسبوك)
الدكتور جمال شعبان والفنان محمد رمضان (صفحة جمال شعبان بفيسبوك)

تحوّل مسار أزمة الصورة التي ظهر فيها الفنان المصري محمد رمضان وبجواره «رُزم من الدولارات» من اتجاه الانتقاد إلى الاحتفاء، بعد إعلانه عن التبرع بأموال لصالح العمل الخيري الطبي.

وكان رمضان تصدر «الترند»، قبل يومين عقب قيامه بنشر صور عدّة داخل طائرة خاصة وبجواره مبلغ من الدولارات، وذلك أثناء عودته إلى مصر بعد انتهاء جولته الغنائية التي بدأها أواخر شهر أبريل (نيسان) الماضي وشملت ولايات أميركية عدّة.

وأثار تصرف رمضان موجة من الانتقادات، إذ وجه الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب السابق عبر صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك» حديثه للفنان المصري قائلاً: «بهذه الدولارات التي يتضح أنك لست بحاجة لها، يجب عليك أن تشتري منظمات كهربائية في العناية المركزة لمرضى القلب»؛ وهو ما تفاعل معه رمضان إيجابياً، داعياً إياه للتواصل لتنفيذ المقترح.

وقال الدكتور جمال شعبان لـ«الشرق الأوسط» إنه التقى رمضان بالفعل لترتيب مسألة التبرعات، كما نشر صورة جمعتهما عبر صفحته في «فيسبوك».

وكتب شعبان: «وعدني (رمضان) بالمساهمة في علاج الحالات الخطيرة، التي تعاني من اختلال كهرباء في القلب والمعرضة لخطر السكتة القلبية»، مضيفاً: «بدأنا بالتواصل مع أول حالة من محافظة المنيا صعيد مصر، والترتيب لتركيب أول جهاز يتحمل تكاليفه كاملة التي تصل إلى 300 ألف جنيه مصري».

وقبيل الإعلان عن التبرع تعرض رمضان لانتقادات حادة كان منها ما أعلنته المذيعة المصرية لميس الحديدي في برنامجها «كلمة أخيرة»، حين قالت: «نحن لدينا أزمة دولارات... فما الغرض من نشر صورة كهذه سوى الاستفزاز». ووجهت سؤالها لمصلحة الضرائب المصرية عما إذا كان رمضان قد سدد الضرائب أم لا؟.

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن «رمضان يتعامل في حياته بلا خطة واضحة ويترك نفسه عرضة للانتقادات باستمرار، ولا يتعلم من الدروس السابقة». متابعاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ما فعله مع الطبيب المصري هو محاولة لتعديل الموقف والتخفيف من حدة الانتقادات بعد نشر الصور، كما أنه تصرف يدل على أن رمضان يتعامل مع ردود الفعل بشكل سريع، وهذا يحسب له».

ويعتقد عبد الرحمن أنه «لولا دعوة الطبيب المصري التي وجهها لمحمد رمضان لما فكر في موضوع التبرع من الأساس».

ويواصل رمضان تصوير فيلمه الجديد «ع الزيرو» بمشاركة الفنانة نيللي كريم للعرض في موسم عيد الأضحى المقبل، كما يعرض له حالياً في دور العرض المصرية فيلم «هارلي».



من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».