دعوات للاحتفاء بعبلة كامل في «القاهرة السينمائي»

مدير المهرجان لـ«الشرق الأوسط»: لا يمكن تكريمها في غيابها

الفنانة المصرية عبلة كامل في مشهد من مسلسل «سلسال الدم» (أرشيفية)
الفنانة المصرية عبلة كامل في مشهد من مسلسل «سلسال الدم» (أرشيفية)
TT

دعوات للاحتفاء بعبلة كامل في «القاهرة السينمائي»

الفنانة المصرية عبلة كامل في مشهد من مسلسل «سلسال الدم» (أرشيفية)
الفنانة المصرية عبلة كامل في مشهد من مسلسل «سلسال الدم» (أرشيفية)

على الرغم من غياب الفنانة المصرية البارزة عبلة كامل عن الساحة الفنية منذ سنوات، فإن دعوات عدة تضعها مراراً في الأضواء سواء عبر مطالبتها باستئناف نشاطها الفني أو الدعوة لتكريمها عن مشوارها الفني.

وكانت الفنانة منة شلبي أحدث المطالبات بتكريم عبلة كامل، من خلال تغريدة عبر حسابها على «تويتر»، الاثنين. حين وجّهت سؤالاً للقائمين على مهرجان القاهرة السينمائي: «ألم يأتِ الوقت بعد لتكريم الأستاذة العظيمة عبلة كامل، حتى لو لم تظهر فنحن ممتنون لمشوار عظيم وموهبة كبيرة لا يوجد مثلها»، واصفة إياها بـ«الأسطورة العظيمة صاحبة الألف وجه».

وعلق متابعون معلنين دعمهم لدعوة الفنانة المصرية الشابة، وأكد بعضهم أن «اعتزال الفنان للأضواء والشهرة لا يجب أن يحول دون تكريمه»، في حين علّق آخرون بأن «الفنانة عبلة كامل لا تريد أن تظهر، ورغم أنها تستحق التكريم، فإنه يجب احترام رغبتها».

وأعاد المخرج يسري نصر الله، عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، منشوراً لأحد محبي الفنانة عبلة كامل يطالب فيه بتكريمها، جاء فيه: «ألم يئن الأوان لتكريم ست الكل عبلة كامل؟»، ووجه نصر الله المنشور لمهرجان القاهرة السينمائي.

بدورها، قالت المخرجة إنعام محمد علي، التي تعاونت معها عبلة كامل في بدايتها التمثيلية لـ«الشرق الأوسط»، إن «عبلة تستحق التكريم بالتأكيد، خصوصاً أنها تنتمي لمدرسة الأداء السهل الممتنع الذي يدخل القلب، ولديها قدرة متكافئة على الأداء الكوميدي والتراجيدي».

وتتذكر المخرجة المصرية البارزة أن عبلة كامل مثّلت لأول مرة معها في فيلم «امرأة عصرية» (1987) وكانت في بدايتها، ثم في مسلسل «ضمير أبلة حكمت» (1991) أمام الفنانة الراحلة فاتن حمامة، وقد بزغت أكثر في المسرح والدراما التلفزيونية والسينما أيضاً.

وكان آخر عمل فني شاركت فيه عبلة كامل قبل 5 سنوات عبر الجزء الخامس من مسلسل «سلسال الدم»، ومن ثَمّ توقفت عن الظهور في أي مناسبات فنية أو إعلامية، من دون إعلان رسمي بقرار اعتزالها.

ويبدي الناقد أشرف غريب حماسه لتكريم عبلة كامل في «مهرجان القاهرة السينمائي» سواء حضرت التكريم أم امتنعت؛ وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إنها لم تنل ما تستحق من تكريمات في كل المهرجانات المصرية، بصرف النظر عن كونها متوقفة أو معتزلة». وأضاف: «إذا كان لمهرجان القاهرة تقاليد فيما يتعلق بضرورة حضور الفنان المكرم فلدينا سوابق في المهرجان نفسه، حيث كُرّمت كل من ليلى مراد وشادية ولم يحضر أي منهما»، ويواصل: «بالنسبة لتاريخ عبلة كامل السينمائي فقد جمعت بين نوعين من الأفلام، أولهما الأفلام الفنية التي تليق بالمهرجانات مثل (وداعاً بونابرت) مع يوسف شاهين، ومع يسري نصر الله في (مرسيدس) و(سرقات صيفية)، ومع داود عبد السيد في (سارق الفرح)، كما لعبت بطولة أفلام جماهيرية على غرار (خالتي فرنسا) و(اللمبي)، وبالتالي فلها إرث وتاريخ سينمائيين تستحق عليهما التكريم منذ بدأت قبل أربعين عاماً».

وقال المخرج أمير رمسيس، مدير مهرجان القاهرة السينمائي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بالنسبة للفنانة عبلة كامل تحديداً فهي ترفض الظهور الإعلامي، وسبق أن اعتذرت عن عدم حضور تكريمها في مهرجان الدراما رغم محاولات نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي لإقناعها بالحضور».

وأضاف: «الطبيعي أنه لا يمكن أن نكرم فناناً رغماً عنه، لا سيما أنه لن يكون منطقياً إقامة تكريم في غيابها، فجانب من هذا التكريم يتطلب قيام الفنان بعمل (ماستر كلاس) أمام الجمهور عن مشواره الفني».

يذكر أن عبلة كامل قدمت أكثر من 100 عمل فني، من بينها 36 فيلماً سينمائياً ونحو 50 مسلسلاً تلفزيونياً، وعدداً من المسرحيات، ومن أبرز أعمالها «يوم مر.. يوم حلو»، و«اليوم السادس»، و«عرق البلح»، و«ليالي الحلمية»، و«لن أعيش في جلباب أبي»، وقد شاركت بالتمثيل أمام كبار النجوم، من بينهم، فاتن حمامة ونور الشريف ويحيى الفخراني وأحمد زكي.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».