الأمين العام لمركز الحوار العالمي خلال زيارة الفاتيكان... «تعزيز التفاهم والتآزر»

تمهيداً لزيارة قداسة البابا إلى لشبونة في أغسطس المقبل

الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي خلال زيارة للفاتيكان (الشرق الأوسط)
الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي خلال زيارة للفاتيكان (الشرق الأوسط)
TT

الأمين العام لمركز الحوار العالمي خلال زيارة الفاتيكان... «تعزيز التفاهم والتآزر»

الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي خلال زيارة للفاتيكان (الشرق الأوسط)
الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي خلال زيارة للفاتيكان (الشرق الأوسط)

في خطوة تهدف إلى التأكيد على أهمية الحوار والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات في تعزيز التفاهم والتآزر، اختتم الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد) الدكتور زهير الحارثي أمس، زيارته الرسمية إلى الفاتيكان، وأطلع الدكتور الحارثي خلال زيارته على التاريخ والثقافة الثرية للفاتيكان، بما في ذلك كاتدرائية القديس بطرس وكنيسة سيستين المشهورة، بدأ لقاءاته مع صاحب النيافة الكاردينال أيوسو، رئيس المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان وعضو مجلس إدارة كايسيد، في الدائرة الفاتيكانية.

وأشاد الأمين العام لكايسيد بالجهود القيمة والدعم الكبير الذي يقدمه صاحب النيافة الكاردينال أيوسو، عضو مجلس إدارة كايسيد، للمركز منذ تأسيسه، وسلط الجانبان الضوء على أهمية الحوار بين أتباع الأديان.

وواصل الأمين العام لمركز الحوار العالمي (كايسيد)، لقاءاته في الفاتيكان، إذ التقى، رئيس وزراء دولة الفاتيكان صاحب نيافة الكاردينال بيترو بارولين، في مكتبه بالفاتيكان، وناقش الطرفان سبل التعاون ومختلف الأنشطة والمجالات التي تدعم الحوار، فضلاً عن زيارة بابا الفاتيكان إلى لشبونة في أغسطس المقبل، مع التأكيد على التعاون الوثيق والمستمر بين كايسيد والفاتيكان.

وشدد رئيس وزراء الفاتيكان صاحب نيافة الكاردينال بيترو بارولين على دور كايسيد المحوري والإنساني، مؤكداً أن المركز منصة حوار عالمية لها دور فعال في تعزيز التعايش السلمي وترسيخ مبادئ الحوار، متطلّعاً نحو عمل المركز المستقبلي في لشبونة.

وأشاد الدكتور الحارثي بالدور الهام الذي تقوم به منظمات الحوار بالتعاون مع القيادات الدينية في حل التحديات والمشاكل التي تواجه كل المجتمعات في عصرنا الحالي.

في المقابل، التقى الأمين العام لكايسيد، رئيس الأساقفة صاحب الغبطة وزير خارجية الفاتيكان المطران بولغالاغر، الذي أكد بدوره دعم الفاتيكان المطلق لكايسيد ورسالته النبيلة، مشدداً على ثقته في مساعي كايسيد المستقبلية، وخاصة في البلد المضيف الجديد، البرتغال.



مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».