مصر تحتفل بـ«اليوم العالمي للمتاحف» بمعارض مؤقتة وورش حرفية

الاستعداد لإعادة افتتاح «اليوناني الروماني» بالإسكندرية

مشربية من الخشب بـ«متحف الفن الإسلامي» (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مشربية من الخشب بـ«متحف الفن الإسلامي» (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تحتفل بـ«اليوم العالمي للمتاحف» بمعارض مؤقتة وورش حرفية

مشربية من الخشب بـ«متحف الفن الإسلامي» (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مشربية من الخشب بـ«متحف الفن الإسلامي» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بمعارض نوعية مؤقتة، ووِرش حِرفية، ومحاضرات أثَرية تدور حول كنوز مصر، وجولات مجانية داخل عدد من المواقع، احتفلت مصر، الخميس، بـ«اليوم العالمي للمتاحف»، الذي يوافق يوم 18 مايو (أيار) من كل عام.

ويستضيف «المتحف المصري» بالتحرير، في طابقه الثاني، معرضاً مؤقتاً بعنوان «التراث الصناعي في المتحف المصري»، ويستمر لأسبوعين، ويضم عدداً من مقتنياته التي كانت بحوزته في بداية القرن العشرين، ومنها آلة كاتبة يدوية كلاسيكية ماركة رويال، كانت تُستخدم في أعمال المتحف المصري الكتابية، وأقدم ساعة استُخدمت في المتحف المصري، خلال بداية القرن العشرين، وترجع لعام 1928، كما يقدم المعرض بعضاً من القِطع الأثرية من التراث الصناعي في مصر القديمة، والعصر الإسلامي، والعصر الحديث.

في السياق نفسه، ينظم «المتحف القبطي» بالقاهرة معرض «زينة وترف»، يتكون من 7 قطع أثرية، وفق جيهان عاطف، مدير عام المتحف، التي تضيف، لـ«الشرق الأوسط» قائلة إن «المعرض يجسد شعار الاستدامة وجودة الحياة، واهتمام المصريين بالزينة والرفاهية التي كانت تعطي حياتهم بهجة وسعادة».

وأوضحت أن «صناعة الحُليّ كانت أحد مظاهر الحياة في الحضارة المصرية القديمة، والتي اهتمت بأدقّ التفاصيل، وقد توارثت المرأة المصرية رِقة الذوق في اختيار أدوات زينتها وحُليّها على مر العصور، كما برعت أيضاً في مجال الموسيقى التي اهتم المعرض بإبرازها بقطعة من المعروضات».

وتتضمن المعروضات قلادة من الخرز، وزوجين من الأقراط المعدنية، وسوارين ينتهي طرف كل منهما برأس ثعبان، وقطعة من نسيج القباطي مرسوماً عليها مجموعة من الراقصين، وقطعة خشبية تصور حفلة موسيقية، ويظهر فيها عدد من العازفين بآلاتهم الموسيقية المختلفة، ومكحلة مزخرفة يأخذ طرفها الأعلى شكل صليب.

في هذا الإطار قام الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام لـ«المجلس الأعلى للآثار»، بتفقُّد عمليات ترميم وتطوير «المتحف اليوناني الروماني»؛ تمهيداً لافتتاحه في غضون الشهور القليلة المقبلة، ويُعدّ المتحف «أهم موقع للآثار اليونانية والرومانية في العالم كله»، وفقاً للدكتور حسين عبد البصير، مدير «متحف آثار مكتبة الإسكندرية».

وعن معرض «عز دائم»، المُقام حتى 4 من شهر يونيو (حزيران) المقبل، بـ«متحف الفن الإسلامي»، تقول ريهام طاهر، مدير إدارة المعارض بالمتحف، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض يعبّر عن الاحتفالية وما تشير له في رمزيتها من رخاء في «اليوم العالمي للمتاحف»، ويتضمن 36 قطعة تعبر عن الحِرف والصناعات التي ازدهرت في العصور الإسلامية، وخصوصاً في زمن المماليك والعثمانيين.

ويضم المعرض نسخة من المصحف مِن وقفٍ تابع للوالدة باشا، أم الخديو عباس حلمي، وكان موجوداً في «التكية النقشبندية الخالدية» التي أمر بإنشائها، وهناك عدد من القطع التي تعبر عن الحِرف مثل صناعة الفخار، التي ازدهرت في العصور الإسلامية، وقِدر صغير، وسُلطانية عليها رنك البولو، بالإضافة إلى صاجية صغيرة من النحاس المكفتة بالفضة تضيف لها قيمة، تعود جميعها للعصر المملوكي، وهناك مجموعة متنوعة من القطع المعدنية، منها مبخرة من النحاس تعود للعصر العثماني، وفقاً لقول طاهر.

من جانبها، أعلنت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني فتح المتاحف الفنية والقومية، التابعة لـ«وزارة الثقافة»، بالمجان؛ احتفالاً بـ«اليوم العالمي للمتاحف». وقالت، في بيان صحافي، الخميس، إنه جرى إعداد برنامج حافل يضم فعاليات فنية وثقافية تهدف لزيادة الوعي بالدور المهم الذي تلعبه المتاحف في الارتقاء بالذائقة الفنية، وحفظ التراث، والتعريف بتاريخ الرموز، وزيادة الوعي بالدور الذي تلعبه المتاحف في تنمية المجتمع.

وأشارت إلى أن الفعاليات ستكون في المتاحف التابعة لقطاعَي الفنون التشكيلية، و«صندوق التنمية الثقافية» بالقاهرة والمحافظات، ومنها في القاهرة متاحف «محمد محمود خليل، محمود مختار، حسن حشمت، عفت ناجي، سعد الخادم، نجيب محفوظ»، وفي الجيزة متاحف «محمد ناجي، أحمد شوقي، طه حسين، مصطفى كامل، زكريا الخناني، عايدة عبد الكريم، أم كلثوم»، و«متاحف الفنون الجميلة»، و«مركز محمود سعيد للمتاحف» بالإسكندرية، و«النصر للفن الحديث» ببورسعيد، و«الأبنودي للسيرة الهلالية» بقنا، و«المنصورة القومي» - «دار ابن لقمان».

وقال الدكتور هاني أبو الحسن، رئيس قطاع «صندوق التنمية الثقافية»: «إن الفعاليات بمتحفيْ أم كلثوم، ونجيب محفوظ، بدأت بعقد وِرش عمل، مطلع الأسبوع الحالي، تهدف لزيادة مساحة الوعي والمعرفة لدى الجمهور، ونشر الثقافة، والتشجيع على ممارسة الهوايات الأدبية المختلفة، ورعاية المواهب وتحفيزها».



البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
TT

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

أعلنت «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» انتهاء المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 مشاركاً من 49 دولة حول العالم، وبدء المرحلة الثانية للجائزة لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين في الرياض، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها المشاركات، مبيناً أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل، على حد تعبيره.

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي «جائزة القلم الذهبي» للأدب الأكثر تأثيراً»، التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابلية للتّحويل أعمالاً سينمائية، بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار، وإنتاجات سينمائية لعدد من الأعمال الفائزة.

وعدّ المستشار تركي آل الشيخ، حينها، الجائزة فرصة لظهور جيل جديد من الكتاب باللغة العربية، والمساهمة في الوصول إلى بنك متكامل من الروايات والمحتوى العربي، الذي يتواكب مع الإنتاجات السعودية والعربية الضّخمة.

وأوضح البازعي في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بأن الجائزة قد تدعم مستقبلاً ترجمة أعمال عربية إلى لغات أخرى، دعماً للأدب العربي، وقال: «إذا كان هناك حضور للأدب العربي عالمياً لا يمكن أن يكون إلا من خلال الترجمة، وتحويله عملاً سينمائياً وترجمته، الأعمال السينمائية والروائية التي حققت قدراً من العالمية كانت مترجمة، نحن في حاجة إلى دعم الأدب العربي بالتأكيد، وأعتقد أن الترجمة مهمة ويُحمَد للجائزة أنها تدعم الترجمة، وربما في المستقبل ندعم ترجمة الأعمال العربية إلى لغات أخرى، هذا قد يكون من التطورات المطلوبة التي أتمنى أن تحصل».

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهاء المرحلة الأولى

استهل الدكتور سعد حديثه بإعطاء لمحة عن مراحل الجائزة الأساسية التي بدأت في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأضاف: «الجائزة أنهت المرحلة الأولى من التحكيم التي انتهت من القائمة الطويلة كما هو معلن، وبدأت المرحلة الثانية والعمل على القائمة الطويلة للخروج بالقائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر، ومن ثم إعلان الفائزين في فبراير المقبل».

انتهت المرحلة الأولى للتحكيم على أن تبدأ مرحلة اختيار القائمة القصيرة قبل إعلان الفائزين فبراير المقبل (جائزة القلم الذهبي)

جائزة متفردة

ذكر رئيس جائزة القلم الذهبي مزايا عدة للجائزة تجعل منها متفردة وتصل للعالمية، من أبرزها التأكيد على الشفافية، وتوخي الحياد في التحكيم، إلى جانب السماح للأفراد بالمشاركة، ودعم العلاقة بين الرواية والسينما.

وفنَّد ذلك بقوله: «الأعمال تُرسَل رقمياً لكل المحكمين ولا يعرفون مَن هو مؤلف العمل، كذلك من المسائل التي اختلفت بها الجائزة عن غيرها أنها تسمح للأفراد بتقديم أعمالهم، والأكثر تفرداً للجائزة أنها تدعم العلاقة بين الرواية والسينما، حيث تكافئ الأعمال الكبرى بأربع جوائز تحولها أفلاماً سينمائية، اثنتان رواية واثنتان سيناريو».

د. سعد البازعي رئيس الجائزة يستعرض تفاصيلها خلال إطلاق الجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

وعدّ البازعي قيمة الجائزة الكبيرة المقدرة بـ740 ألف دولار بأنه ليس الرقم النهائي، حيث يتطلب تحويل الأعمال الفائزة أفلاماً سينمائية إلى ملايين، وقال: «الهيئة العامة للترفية التزمت بتحويل هذه الأعمال أفلاماً سينمائية، بما في ذلك من تكلفة إضافية ستجعل من الجائزة الأعلى من نوعها بالمطلق». وتابع: «نحن أمام تكريم نوعين بينهما علاقة وثيقة لم نعتد رؤية جائزة تربط بينهما الرواية والسينما، وهذا فيه خدمة كبيرة لصناعة السينما السعودية، التي ظل صناعها يشتكون من قلة النصوص لسنوات طويلة، الآن نتمنى أن تتوفر لأن من شروط قبول الرواية أن تكون صالحة لتحويلها فيلماً».

1969 مشاركة من 49 دولة

الأرقام التي وصلت للجائزة - بحسب الدكتور سعد البازعي - بلغت 1967 مشاركة من 49 دولة، يضيف بقوله: «هذه سمة عالمية للجائزة، نحن أمام جائزة عالمية بمعنى الكلمة، هناك مشاركات من أميركا، أستراليا، الأردن، السعودية وغيرها». تصنيفات الجائزة تشير إلى أن عدد المشاركين الذكور بلغ 69.7 في المائة، في حين حظيت مشاركة الإناث بنحو 30 في المائة، وشاركت 1347 رواية أصلية، 508 روايات مترجمة، إلى جانب 93 عمل سيناريو. وأشار البازعي كذلك إلى أن هنالك جوائز أخرى لم تفز بالجوائز الكبرى، لكنها تفوز بالتصنيف، مثل الكوميديا، الرعب، التشويق، الروايات التاريخية، الرومانسية، الغموض والجريمة، التشويق والإثارة، الفنتازيا، والواقعية.

القائمة الطويلة

أوضح رئيس لجنة القلم الذهبي أن اللجان فرزت نحو 2000 عمل للقائمة الطويلة، حيث تم اختيار 30 رواية، 7 روايات مترجمة، 10 أعمال سيناريو، بالإجمالي 47 عملاً. وأضاف: «معظم النصوص التي أُرسِلت لا علاقة لها بالسرد أو الرواية، وكان على اللجنة الاحتفاظ بالأعمال الجديرة، وأن يكون لها ترقيم دولي، وحقوق نشر، وإذا كانت مترجمة فحقوق ترجمة، كذلك كان على اللجنة مواجهة احتمالات التلاعب، سواء إدخال عمل لا يستحق أو الرقم الدولي غير صحيح، وعملية التأكد هذه أخذت وقتاً وجهداً».

القائمة الطويلة شملت 47 عملاً بين رواية ورواية مترجمة وسيناريو (جائزة القلم الذهبي)

القائمة القصيرة

سيتعين على لجنة التحكيم خلال الفترة المقبلة العمل على تحديد القائمة القصيرة من الأعمال التي تم اختيارها وعدد 47 عملاً، وفقاً للدكتور البازعي، الذي أوضح أن العدد لم يحدد بعد، ويعتمد ذلك على متغيرات كثيرة، منها عدد الأعمال الجيدة التي سيتم اختيارها، على حد تعبيره. وقال: «لو كان عدد الأعمال الجيدة 20 عملاً مثلاً، سنرفع عدد القائمة وتصبح قائمة طويلة، هناك مرونة». وتضم لجنة تحكيم «جائزة القلم الذهبي» روائيين ونقاداً ومخرجين وكتاب سينما، إلى جانب منتجين؛ وهو ما يجعلها قادرة على التعامل مع مختلف الأعمال المشاركة بشكل احترافي وشفاف، وفقاً للدكتور سعد البازعي. وفي رده على سؤال بشأن أبرز التحديات التي واجهت اللجان، أشار البازعي إلى أن ورود أعمال لا علاقة لها بالجائزة، وحدوث ازدواجية بين دور النشر والكتاب عبر إرسال العمل مرتين كانت من أبرز الصعوبات.

جائزة رقمية

وأكد الدكتور سعد البازعي أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تعدّ رقمية وغير ورقية، وهي الفكرة التي ابتكرها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، وقال: «الأعمال تصل بنسخة (PDF)، وتصنف بأرقام دون ذكر اسم المؤلف ويقرأها أكثر من شخص، وفي النهاية يظهر من حصل على أكبر عدد من الترشيحات».

لأول مرة تتيح «جائزة القلم الذهبي» مشاركة الأفراد بأعمال أدبية (جائزة القلم الذهبي)

دعم صناعة السينما السعودية

ومن المتوقع أن يكون لـ«جائزة القلم الذهبي» تأثير إيجابي على المشهد الثقافي السعودي، لا سيما صناعة السينما، وفقاً للبازعي الذي أردف بقوله: «هذه الجائزة سيكون لها تأثير نوعي؛ لأنها تدعم الأدب الروائي، والأدب السينمائي، تدعم صناعة السينما، تأثيرها سيكون كبيراً، إذا أنتجت محلياً 4 أفلام رئيسة من روايات عربية معروفة هذا إنجاز كبير، الجوائز بصفة عامة تشجع الإنتاج وتحفّز الآخرين عليه».

وفي الختام، كشف الدكتور سعد، عن أن هنالك جائزةً ستكون مخصصة للجمهور ضمن القائمة الطويلة، حيث سيُفتح المجال للجمهور للتصويت، مشيراً إلى أن ذلك «فرصة للجمهور لكي يقول رأيه وجائزة مرصودة لعمل يفوز نتيجة التصويت الجمهور».

اقرأ أيضاً