مصر تفتتح متحفاً تعليمياً بـ«قصر الزعفران الأثري»

قطعه الأثرية ترصد التاريخ بمختلف حقبه

خلال افتتاح المتحف الأثري (وزارة السياحة والآثار)
خلال افتتاح المتحف الأثري (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تفتتح متحفاً تعليمياً بـ«قصر الزعفران الأثري»

خلال افتتاح المتحف الأثري (وزارة السياحة والآثار)
خلال افتتاح المتحف الأثري (وزارة السياحة والآثار)

افتتحت مصر متحفاً تعليمياً بـ«قصر الزعفران الأثري» في جامعة عين شمس، بشرق القاهرة؛ إذ أفادت وزارة السياحة والآثار بأنه «يضم 167 قطعة أثرية ترصد التاريخ المصري بمختلف حقبه منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، إلى جانب مجموعة من القطع الأثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية للجامعة، وبعض من مقتنياتها ممثلة في مجموعة من ورق البردي والعملة من العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، ومخطوطات تراثية».

حضر الافتتاح وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي أيمن عاشور، ورئيس جامعة عين شمس محمود المتيني، بالإضافة إلى حشد من الفعاليات والوزراء.

وقال وزير السياحة الآثار المصري إنّ «إقامة المتحف جاءت في ضوء بروتوكول التعاون الموقّع بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة عين شمس قبل أسابيع، لإبراز ملامح الحضارة المصرية العريقة ونشر الوعي السياحي والأثري بين شباب المصريين»، مؤكداً أنّ «زيارة المتحف لن تقتصر فقط على طلاب هذه الجامعة؛ بل سيُسمح أيضاً للباحثين والدارسين من مختلف الجامعات المصرية بزيارته للتعرّف إلى القطع الأثرية المعروضة، وتزويدهم بتجربة تعكس ثراء تاريخ مصر العظيم وحضارتها العريقة من خلال عرض 167 قطعة أثرية من مختلف الحقب التاريخية».

بدوره، أكد رئيس جامعة عين شمس، الحرص على إحياء دور «قصر الزعفران التاريخي» العريق الشاهد على عدد من الأحداث الكبرى، منها توقيع معاهدة عام 1936 (ميثاق جامعة الدول العربية).

وتابع: «منه أُديرت جامعتا (القاهرة) و(عين شمس) لفترة، وفكرته جاءت مواكبة لعملية ترميم القصر بهدف تقديمه بشكل جديد بوصفه وجهة ثقافية وأثرية تليق بتاريخه العائد إلى عهد الخديو إسماعيل في عام 1901، إلى جانب إصدار كتاب عن القصر»، مشيراً إلى أنّ «المرحلة المقبلة ستشهد إقامة متحف مفتوح يضم الدور الأول إلى الطابق السفلي من قصر الزعفران».

ووفق وزارة السياحة والآثار، فإن «الخديو إسماعيل أنشـأ القصر على أنقاض قصر الحصوة في العباسية الذي أنشأه محمد علي باشا. وهو استخدم القصر في بداية إنشائه لقضاء عطلات نهاية الأسبوع وركوب الخيل؛ ثم استعمل مقراً للملك فؤاد الأول (1868 - 1936) والملكة نازلي، وبه وُلد الملك فاروق الأول (1920 - 1965)».

وأضافت الوزارة: «في عهد الملك فؤاد الأول، اتخذت مدرسة فؤاد الأول الثانوية من القصر مقراً لها، وعندما تقرّر نقل الجامعة المصرية إلى قصر الزعفران في أوائل عام 1925، نقلت هذه المدرسة إلى العباسية محل المدرسة الحسينية. وفي عام 1925 نُقل مقر الجامعة المصرية إلى قصر الزعفران حتى عام 1930، لتشتريه وزارة الخارجية، وتم ترميمه بالكامل مع أثاث فاخر لتصبح داراً رسمية للضيافة، ومقراً لإقامة كبار الزوار في الفترة من 1930 - 1947؛ حيث أقام فيه عدد من الملوك».

يُشار إلى أنّ للقصر مدخلين، ويتكون من طابقين، بينما عمارته الخارجية تتكوّن من أربع جهات حجرية تتوّجها زخارف بارزة بطرازَي الباروك والركوكو.

حقائق



إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)
الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)
TT

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)
الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده ردوداً متباينة، فبينما رأى مؤيدوه أنه «واجهة مدنية جيدة»، رأى معارضوه أنه «استمرار للنظام السابق»، ووسط الجدل الدائر بشأن الفنان المقيم في القاهرة، الذي لم يحسم بعد موعد عودته إلى دمشق، تصاعدت التساؤلات بشأن فرص التيار المدني في الوصول إلى سُدّة الحكم، في ظل سيطرة فصائل مسلحة على المشهد.

وأطاحت فصائل المعارضة في سوريا بالرئيس بشار الأسد، الأحد الماضي، بعد هجوم خاطف شهد، في أقل من أسبوعين، انتزاع مدن كبرى من أيدي النظام، وصولاً إلى دخولها العاصمة دمشق.

وتعليقاً على سقوط نظام الأسد، أعرب الفنان السوري وعضو «هيئة التفاوض السورية» جمال سليمان، في تصريحات متلفزة، عن «رغبته في الترشح لرئاسة البلاد، إذا لم يجد مرشحاً مناسباً»، مشيراً إلى أن ترشحه «رهن بإرادة السوريين». وأضاف: «أريد أن أكسر هذا (التابوه) الذي زرعه النظام، وهو أنه لا يحق لأحد الترشح للرئاسة أو للوزارة، وأن النظام هو فقط مَن يقرر ذلك».

سليمان لم يحدّد بعد موعد عودته إلى سوريا (حساب سليمان على «فيسبوك»)

وأكد أن «الانتقال السياسي في سوريا يجب أن يشمل جميع الأطياف، مع الابتعاد عن حكومة (اللون الواحد)»، مشدداً على «ضرورة طي صفحة الماضي». وقال: «نريد سوريا ديمقراطية تشكل الجميع». وتأكيداً على رغبته في المصالحة، قال سليمان إنه «سامحَ كل مَن اتهمه سابقاً بالخيانة».

وأثارت تصريحات سليمان جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدّ حساب باسم «يمان»، على منصة «إكس»، سليمان بأنه «وجه تسويقي مثالي لسوريا، وشخصية مقبولة من الكل؛ بسبب أصوله الطائفية المختلفة».

بيد أن بعضهم انتقد رغبة جمال سليمان في الترشح للرئاسة، وعدّوها بمنزلة «إعادة للنظام السوري»، مشيرين إلى تصريحات سابقة لسليمان، وصف فيها بشار الأسد بـ«الرئيس».

وفي حين أبدى الكاتب والباحث السياسي السوري غسان يوسف دهشته من شنّ حملة ضد جمال سليمان، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «من المبكر الحديث عن الانتخابات الرئاسية، لا سيما أن الحكومة الانتقالية الحالية ستستمر حتى الأول من مارس (آذار) المقبل».

وقال يوسف إن «الحكومة الانتقالية هي مَن ستضع ملامح الدولة السورية المقبلة»، موضحاً أن «الدستور الحالي يكفل لأي مسلم الترشح في الانتخابات، من دون النص على مذهب معين، ومن غير المعروف ما إذا كان سيُغيَّر هذا النص أو المادة في الدستور الجديد».

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري المقيم في مصر عبد الرحمن ربوع، أن «حق أي مواطن تنطبق عليه شروط الترشح أن يخوض الانتخابات»، موضحاً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «جمال سليمان فنان مشهور، وناشط سياسي له جهود معروفة في المجالَين السياسي والإنساني السوريَّين طوال 13 عاماً، ما يجعله واجهةً جيدةً لمستقبل سوريا، لا سيما أنه كان من جبهة المعارضة التي دقّت أول مسمار في نعش نظام الأسد». وفق تعبيره.

جمال سليمان له نشاطات سياسية سابقة (حساب سليمان على «فيسبوك»)

وأعرب ربوع، الذي أبدى دعمه لجمال سليمان حال ترشحه للرئاسة، عن سعادته من حالة الجدل والانتقادات والرفض لترشحه، قائلاً: «لم يكن بإمكاننا الترشح في الانتخابات، ناهيك عن رفض مرشح بعينه. هذه بوادر سوريا الجديدة».

ولعب سليمان دوراً في مقعد المعارضة، والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في فبراير (شباط) 2021. وقال، في منشور عبر «فيسبوك»، إنه «طرح خلال اللقاء، بصفته الشخصية، مقترح تشكيل (مجلس عسكري) يحكم سوريا في المرحلة الانتقالية، بوصفه صيغةً بديلةً لجسم الحكم الانتقالي الواردة في وثيقة جنيف، التي لم ترَ النور».

وتثير سيطرة التيار الإسلامي على المشهد الحالي في سوريا، تساؤلات بشأن تأثيرها في فرص المرشحين المدنيين للانتخابات الرئاسية في سوريا. وقال عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) محمود بدر، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «جمال سليمان رجل وطني محترم ومعارض وطني شريف»، متسائلاً عمّا «إذا كانت القوى المسيطرة على المشهد حالياً في سوريا ستسمح بانتخابات وبوجود شخصيات وطنية».

وهنا قال المحلل السياسي غسان يوسف: «إن الأمر رهن الدستور المقبل وقانون الانتخابات الجديد، ومن المبكر الحديث عنه، لا سيما أنه من غير الواضح حتى الآن ما الذي سينصُّ عليه الدستور الجديد لسوريا».

ويشير ربوع إلى أن «التيار الإسلامي» أظهر قدراً مفاجئاً من التسامح والعفو، لكن يتبقى أن ينفتح على المعارضة المدنية، التي ما زالت أبواب سوريا مغلقة أمامها. وأعرب عن تفاؤله بالمستقبل، مؤكداً «الاستمرار في الضغط من أجل دولة مدنية في سوريا».

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن تولّي فنانين مناصب سياسية أو حتى رئاسة الدولة أمر تكرر في العالم وليس جديداً، ضارباً المثل بالرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، والرئيس الأوكراني الحالي فولوديمير زيلينسكي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن النظرة التقليدية للفنان كأن يراه الناس (أراجوزاً) موجودة ولها تنويعات في العالم أجمع، ومن المؤكد أن التيار الإسلامي يرفض الفن عموماً، لذلك فمن الصعب أن يُقبَل فنان رئيساً».

مطار دمشق بعد سقوط نظام الأسد (أ.ف.ب)

لم يحدّد سليمان موعد عودته إلى سوريا، لكنه سبق وقال، في منشور عبر حسابه على «فيسبوك»، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، إنه «يتوق للعودة» إلى بلاده، التي أُجبر على «مغادرتها تحت سطوة الترهيب والتهديد المباشر». وأضاف: «سنعود إلى سوريا عندما يكون هناك نظام ديمقراطي يقبل الاختلاف ويقبل المحاسبة، نظام يقوم على الشفافية وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة».

وكان الفنان السوري المولود في دمشق عام 1959 قد حصل على درجة الماجستير في اﻹخراج المسرحي بجامعة ليدز البريطانية في عام 1988. وبعد عودته إلى سوريا بدأ التمثيل في عدد كبير من الأعمال الدرامية، منها «صلاح الدين الأيوبي»، و«ربيع قرطبة»، و«ملوك الطوائف»، «التغريبة الفلسطينية».

وبدأ سليمان رحلته في الدراما المصرية عبر مسلسل «حدائق الشيطان» في عام 2006، ليكمل رحلته في بطولة عدد من الأعمال على غرار «قصة حب»، و«الشوارع الخلفية»، و«سيدنا السيد»، و«نقطة ضعف»، و«الطاووس». و«مين قال».