معرض المدينة المنورة للكتاب يستعد لاستقبال زواره الأسبوع المقبل

الدورة الماضية شهدت إقبالا كبيرا من الزوار  (صالح الغنام)
الدورة الماضية شهدت إقبالا كبيرا من الزوار (صالح الغنام)
TT

معرض المدينة المنورة للكتاب يستعد لاستقبال زواره الأسبوع المقبل

الدورة الماضية شهدت إقبالا كبيرا من الزوار  (صالح الغنام)
الدورة الماضية شهدت إقبالا كبيرا من الزوار (صالح الغنام)

تستعد المدينة المنورة، الأسبوع المقبل، لاستقبال زوار الدورة الثانية لمعرض الكتاب، الذي تنظمه «هيئة الأدب والنشر والترجمة»، في 18 مايو (أيار)، لمدة 10 أيام، بمشاركة 300 دار نشر من حول العالم.

وسيتيح المعرض لزواره فرصة لقاء الكُتّاب والمبدعين والأدباء، ضمن برنامجٍ ثقافي ثري يحتوي على جلسات حوارية، وأمسيات شعرية لنخبة من شعراء الشعر النبطي والفصيح، ومسرحيات، ولقاءاتٍ في «حديث الكِتاب» مع المؤلفين المعروفين التي يجيب فيها الكاتب عن الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان قرائه، إلى جانب ذلك توجد منصات لتوقيع الكتب؛ يلتقي من خلالها الكُتاب بالقُراء، كما سيتمكن فيها الزوار من الحصول على إهداءات خاصة، واقتناء الإصدارات الحديثة والمميزة.

وستثري الجلسات الحوارية ميادين الأدب والمعرفة والعلوم، لتناقش قضاياً معاصرة محلية وعالمية، تتخللها ندوات ومحاضرات ثقافية، فضلاً عن وجود ورش عمل تُثري المتلقي بمختلف الموضوعات، وتدور في فلك عدد من المجالات التي تهمّ الزوار، في الوقت الذي سيتيح المعرض للمرة الأولى ورش عمل لفئة الصم والبكم لتلبية احتياجاتهم والاستفادة من مهاراتهم، وتأهيل المجتمع للتعامل مع هذه الفئة ودعم أولياء أمورهم.

ويحتضن المعرض منطقة للطفل تهدف إلى إلهامهم وتنمية حب القراءة والاستطلاع لديهم، وتعزيز الجانب القرائي بطرقٍ حديثة ومبتكرة، وتقوية الثقة بالنفس، وتحفل بعشرات الأنشطة الأدبية والثقافية التي تُعزز القدرات الإبداعية لدى الأطفال واليافعين،، متضمنة ألعاباً تفاعلية، ومسرحاً لقراءة القصة، وعرض مسرحية الدمى والمسابقات الجماعية، ومتاهة تشمل ألغازاً معرفية.

كما يوجد في المعرض ركن «أنا وعائلتي»، الذي يشارك فيه الطفل والديه حل المسابقات والتحديات، وأركاناً لرواية القصة وصناعتها، إلى جانب ورش عمل تساعدهم على صقل مهاراتهم وتنمية قدراتهم في مجالات التفكير النقدي والإبداعي، ورسوم وتلوين القصة، والتمثيل والأداء المسرحي، والحرف اليدوية، ومنها صناعة الكُتب، وفنون إعادة التدوير، وصناعة الشخصيات وتصميمها، والكتابة الأدبية والشعرية، وتنمية مهارات القراءة، وتحسين الخط والكتابة.

وتسعى الهيئة في الدورة الثانية من المعرض إلى تقديم رحلة متكاملة للقراء في المدينة المنورة، وتمكين قطاع النشر، وتشجيع التبادل الثقافي، وتحقيق أهداف وزارة الثقافة الرامية إلى جعل الثقافة نمطاً للحياة، ورفع مستوى مساهمتها في النمو الاقتصادي الوطني، وتعزيز مكانة المملكة في العالم.

ويأتي معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 ثاني «معارض الكتاب» في المملكة لهذا العام، التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة بمختلف مناطق السعودية؛ للوصول إلى شريحة كبيرة من محبي القراءة والمعرفة، حيث سبقه معرض الشرقية للكتاب في شهر مارس (آذار) الماضي، ويُنتظر أن تتلوهما معارض للكتاب في مدن أخرى خلال العام الحالي، وذلك ضمن مبادرة «معارض الكتاب»؛ إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة.



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.