معرض «الحالة البشرية» قراءات لشرائط حياة بالريشة

15 فناناً تشكيلياً ترجموا فيه ذكرياتهم وآراءهم

معرض «الحالة البشرية» قراءات لشرائط حياة بالريشة
TT

معرض «الحالة البشرية» قراءات لشرائط حياة بالريشة

معرض «الحالة البشرية» قراءات لشرائط حياة بالريشة

عندما يواجه الشخص نفسه، ويتحدث معها، تغيب الثرثرات العادية عن هذه الحوارات، فتأخذ شكلاً أكثر عمقاً بحيث يلمس الإنسان ما هو مدفون في داخله. وهذه الحوارات كناية عن مشاهد ومواقف وأفكار راودته ولم يتوفر له الوقت لتحليلها. هذه الصورة ينقلها المعرض التشكيلي «الحالة البشرية» في مركز «ريبيرث بيروت» في منطقة الجميزة. وهو من تنظيم «أرنيلي أرت غاليري» ومن تنسيق منار علي حسن.

يعرج الفنانون الـ15 المشاركون على مفاهيم فاتتهم مرات واختلجوا مشاعرها بعد حصولها. فيتذكرونها بريشتهم عندما تواجهوا مع أعمالهم فترجموها تلقائياً. لوحات زيتية وأخرى بألوان الـ«أكليريك» وتقنية «ميكسد ميديا» إضافة إلى منحوتات تحكي ألم الانفجار والزلازل.

ومن المشاركين في هذا المعرض جوني سمعان وآيا أبو حوش وماري كعدي ولودي صبرا وطارق صعب وكريكور أفيسيان ودزوفيك أرنيليان وغيرهم.

يحكي كل من هؤلاء في عدد لوحات لامست الـ70 مجتمعة تحت سقف «ريبيرث بيروت» عن مشاعرهم. وقد أخرجوها إلى النور بألوان رمادية مرات أو زاهية، وتتراوح بين الأبيض والأسود مرات أخرى.

في إحدى قاعات المعرض تلفتك لوحات وقعتها ماري كعدي تحكي فيها عن تجربة شخصية خاضتها، مستخدمة مواد فنية مختلفة في الرسم من جفصين وحديد وخشب وطلاء، نرى شخصياتها تتأرجح بين فضاءين. «إنها لحظة الفراق القائمة بين الحياة والموت. وهي تجربة عشتها مع والدي وقد تمخضت في ذهني بتلك اللحظات». معانٍ مختلفة تحملها كل مادة استخدمتها ماري في لوحاتها. فالشبك الحديدي هو هذا الحاجز الهش الموجود بين هذين العالمين. والخشب ذكرتنا من خلاله بآخر معقل نتواجد فيه عندما نودع الحياة، فيما الجفصين الأبيض الذي يغطي أجساد شخصياتها، فللدلالة على مشاعر تضيع بين ثبات الأرض وهشاشة الموت. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «هي أحاسيس تلقفتها من تجربتي مع والدي وهو يفارق الحياة. وربما لو جلست اليوم أترجمها بريشتي لأخذت شكلاً مغايراً، لأن كل ما أخرجته مني بتلك التجربة كان وليد اللحظة».

الفنانة التشكيلية ماري كعدي أمام لوحاتها من الجفصين والخشب (خاص الشرق الأوسط)

تكمل جولتك في المعرض لتستوقفك لوحات ضخمة ذات خلفية رمادية، تقترب منها لتكتشف فيها شخصيات تعيش الوحدة والعزلة يوقعها جوني سمعان. «أبرز تلك العلاقة الجدلية الموجودة بين العقل والجسد. وأمرّ أيضا على نبرة الصوت، فهو يترك أثراً له أيضاً في فضاء الحياة. وما أصوره بريشتي انطلقت منه بلوحات تحكي عن المجموعة، لتفرز فيما بعد ثنائيات وثلاثيات. وتصل أخيراً وحيدة ومنفردة في عالم خاص رمادي». لماذا الرمادي يطغى على هذه الرسومات؟ لأنه يشير إلى حالة الغموض والبحث المستمر الذي يلونها. «لا يمكن للفنان أن يقرر مسبقاً ما سترسمه ريشته. وعند وقوفه أمام هذه الصفحة البيضاء يبدأ بإخراج ما في داخله إلى العلن. ومعها تخرج كل التساؤلات والثقافات والقدرات الفنية تلقائياً ومن دون أي جهد». هكذا يشرح جوني معاني لوحاته التي ركز في بعضها على الشكل الهندسي. فمعها يرد على الصوت والجسد وعشوائية الأحاديث التي تدور في رأسه.

مع لوحات دزوفيك أرنيليان ينتقل زائر المعرض إلى مساحة ضوء مزخرفة بألوان فاقعة. وتحكي فيها أرنيليان عن العلاقات العاطفية ودفئها بريشة واقعية تشبه صورا حقيقية من الحياة. وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «أشدد على حاسة اللمس التي تغذي معاني الحب بكل مفاعيله. هذه الدوائر التي وضعت فيها بعض لوحاتي أردتها كمن يتفرج على مشهدية حميمة بالمنظار. فتبرز خطوط هذه العلاقات الرومانسية عن قرب».

من معرض "حالة بشرية" (الشرق الأوسط)

ومع لوحات مارال دربوغوصيان ولودي صبرا وجوانا رعد وتوفيق ملحم، نتفرج على لوحات زيتية وأخرى من «ميكسد ميديا» وأكليريك. فيها يطل كل واحد من الفنانين على ذكريات من الطفولة وبيت القرية والحياة الحميمة لديهم. أما إليزابيت هيفتي خوري، وهي لبنانية من أصول بريطانية فتشارك في المعرض بمجموعة لوحات وجدانية، كما تلعب دوراً في التعريف بالفن اللبناني من خلال «بلوم غاليري» الذي تملكه في بريطانيا. وتقول دزوفيك منظمة المعرض: «إن إليزابيت تسهم في تبادل الثقافات بيننا وبين لندن. وحالياً تعرض عدة لوحات تشكيلية لعدد من الفنانين اللبنانيين في (بلوم غاليري)».

وأخيرا وأمام منحوتة برونزية من توقيع كريكور أفيسيان تنقل الوجع بكل أوجهه. يحاول من خلالها التأكيد على أن الإنسان المتألم يحاول إخفاء معاناته أحياناً بسطحية. «المنحوتة ينسدل منها هذا الرداء الطويل الفخم محاولاً صاحبه إخفاء مشاعره تحته بسذاجة الأطفال. ولكن إذا ما نظرت إلى ظهر المنحوتة، ستكتشف أوجاعه المحفورة كطبقات عميقة».



ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.