يستحضر مطعم «حارة أبو عصام» أجواء دمشق القديمة بكلّ تفاصيلها، ليُعيد إلى الذاكرة صورة الحارات الشامية التي ترسَّخت في المُخيّلة العربية عبر المسلسل السوري الشهير «باب الحارة». ويقع المطعم في منطقة «ذا غروفز» ضمن فعاليات «موسم الرياض»، وقد صُمِّم ليمنح الزوار تجربة مباشرة تُعيدهم إلى شوارع دمشق القديمة.

ويبرز المطعم بتصميمه المُستوحى من أسلوب الأبلق الدمشقي، المعروف بتعاقُب الحجارة البيضاء والسوداء في الواجهات والمداخل، وهو أحد أشهر ملامح العمارة الشامية القديمة. وتمتد عناصر الهوية البصرية للمكان عبر المداخل المقوَّسة، والنوافذ الخشبية، والأزقّة الحجرية التي تستقبل الزائر بعبق التاريخ وذاكرة البيوت الدمشقية التقليدية. وتمنح هذه التفاصيل إحساساً بأنّ المكان ليس مجرّد مطعم، بل محاكاة لحارة حيّة وأفنية تستعيد ضجيج الأسواق وخطوات المارّة في الأزقّة.

ويمتدّ حضور هذا التراث إلى أداء العاملين الذين يرتدون الملابس العربية المُستلهمة من شخصيات «باب الحارة»، بما في ذلك العباءات والطربوش الدمشقي والإكسسوارات التقليدية التي تُجسّد صورة «الحارة»، كما عرفها جمهور المسلسلات السورية. ويعيش الزوار أمسية احتفالية تتداخل فيها العروض الموسيقية الشرقية من عزف العود والقانون، إلى جانب الدبكة الشامية على غرار الأعراس والمناسبات الشعبية.

ويستقبل ضياء الزيبق، أحد العاملين في مطعم «حارة أبو عصام»، الزوار بالترحيب على الطريقة الدمشقية وباللكنة المميزة. ويكشف لـ«الشرق الأوسط» عن شعور الزوار وكأنهم «عادوا إلى سوريا بالفعل»، مُضيفاً: «الأجواء هنا مُشابهة تماماً لحارات دمشق القديمة وشوارعها، مثل الأبواب الخشبية الكبيرة والفناء الداخلي الذي يتوسّطه حوض الماء وخريره، وشجرة الليمون». ويشير إلى أنّ استقبال الضيوف بالنداءات واللكنة السورية يعكس دفء الضيافة الشامية، ويجذب الزوار ومحبي الثقافة إلى الاستكشاف والدخول.

وحظي المطعم بزيارة أحد نجوم الشاشة السورية، الممثل عباس النوري الذي أدّى شخصية «أبو عصام» في مسلسل «باب الحارة»، وهي من أشهر أدواره التي رسَّخت اسمه في الدراما العربية. ويستلهم المطعم اسمه من كنيته في العمل، ليمنح المكان روح الحارة الدمشقية الأصيلة، ويضع الزوار في أجواء المسلسل الذي شكّل جزءاً من ذاكرة المُشاهد العربي. كما يعرض قائمة مأكولات سورية أصيلة تشمل أطباقاً معروفة مثل المشاوي بأنواعها، والمناقيش، والكفتة، والمقبّلات الباردة والساخنة، وغيرها من الأطباق الشعبية التي تنتمي إلى المطبخ الشامي العريق، وتقدَّم بطريقة تتماشى مع الطابع العام للمكان. وقد أصبح محطة بارزة لمحبّي الأعمال السورية، كما أنه يتطلّب الحجز المسبق.

ودُشِّنت منطقة «ذا غروفز» في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ضمن فعاليات «موسم الرياض» في حي الرفيعة، مُقدّمةً تجارب ترفيهية متنوّعة. وتضم مفاهيم جديدة مثل «خانم جلناز» الذي يجمع بين التراث الفارسي والموسيقى المباشرة، و«حارة أبو عصام» المُستوحى من أجواء الشام القديمة، إلى جانب وجهات أخرى مثل «تشارلي تشونكا»، و«زودياك غاردن»، و«زاما زولو» المستلهم من الطراز الأفريقي، وقرية «ذا فيليج» التي تحتضن المحلات التجارية والمقاهي. كما تتيح المنطقة عروضاً استعراضية على المسرح الرئيسي وتجارب مختلفة مثل «اختر كشتتك»، بالإضافة إلى حديقة الكلاب «لوكا بارك»، مما يجعلها إحدى أبرز الوجهات الترفيهية لهذا العام.










