عصير القصب... مشروب شعبي في مصر يعاني «مرارة» الغلاء

مذاقه «غير عادي» ويصعب تعويضه بآخَر... خصوصاً إن اشتدَّ الحرّ

إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)
إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)
TT

عصير القصب... مشروب شعبي في مصر يعاني «مرارة» الغلاء

إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)
إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)

على ناصية واسعة من شارع العشرين المكتظّ بالمصريين والسودانيين بالجيزة (غرب القاهرة)، وقف محمود السيد (41 عاماً) داخل محل العصير مُمسكاً بأعواد القصب، ويدفعها بقوة نحو المعصرة، ليستقرّ العصير في إناء يُفرَّغ في آخَر بعد التصفية من الشوائب ليكون سائغاً للشاربين.

أمامه، وقف بعض الظمأى، وقد شَخَصت أبصارهم نحو العصير المُصفَّى الذي يرفعه إلى أعلى درجة بيده اليمنى، قبل أن ينهمر مثل شلال عذب إلى الأكواب المتراصّة في خفة معهودة لا يقدر عليها إلا العاملون في مثل هذه المحالّ.

شرب الزبائن العطشى العصير بلهفة وشوق، ومع أول تمهُّل بدَت على وجوههم علامات الانتشاء، مُتمتِمين: «الله»، بصوت غير مسموع، للتعبير عن لذته ومذاقه الحلو، غير أنّ حلاوة العصير هذه تأثّرت بمرارة الغلاء التي ضربت جميع السلع والخدمات في مصر جرّاء تدهور الجنيه أمام الدولار وارتفاع نسبة التضخّم.

ويُبرّر محمود ارتفاع أسعار عصير القصب قائلاً: «كنا نشتري العام الماضي لبشة القصب بـ10 جنيهات، وحالياً نشتريها بأكثر من 30 جنيهاً (الدولار الأميركي يعادل 48 جنيهاً مصرياً)»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ ارتفاع سعر القصب في المزارع ليس السبب الوحيد وراء ارتفاع كوب العصير، بل أدّى ارتفاع سعر الوقود إلى رفع تكلفة النقل من جنوب البلاد حيث تكثُر زراعة القصب، إلى المحافظات الشمالية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والمياه والمواد البلاستيكية وأجرة العمال»، مؤكداً أنّ «أصحاب محالّ عصير القصب اضطرّوا تحت ضغط الغلاء إلى رفع سعره».

محل لبيع عصير القصب في الجيزة (الشرق الأوسط)

وارتفع سعر طنّ القصب في العام الحالي إلى مستويات قياسية؛ حيث قفز من 1500 جنيه للطنّ إلى أكثر من 4 آلاف جنيه في السوق، ما دفع كثيراً من المزارعين لزراعته مجدّداً، وأمام زيادات أسعار القصب المورَّد إلى محالّ العصير، حاولت الحكومة رفع سعره من 1100 جنيه إلى 2500 لهذا العام؛ لتوريده إلى مصانع السكر جنوب البلاد.

وبملامحها القمحية ووجهها الطفولي، دلفت آية محمود إلى محل عصير في شارع «الملك فيصل» بالجيزة، لدى عودتها من العمل في نهار صيفي حارّ، لتشتري كيسين من العصير من أصغر فئة (10 جنيهات)، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أشهُر كنتُ أشتري بمبلغ 20 جنيهاً 4 أكياس لي ولابنتَيّ وزوجي، لكن بسبب ارتفاع الأسعار أكتفي بإعطاء كيس واحد للابنتين تتشاركان فيه شرب العصير المحبَّب لقلوبنا»، مشيرةً إلى أنّ «لعصير القصب مذاقاً غير عادي، ويصعب تعويضه بأي مشروب آخر، طبيعي ويحتوي مواد كثيرة مفيدة، خصوصاً في الصيف».

عصير القصب مشروب محبَّب للمصريين (الشرق الأوسط)

ويُعَدّ قصب السكر غنياً بالنوع الجيّد من الكربوهيدرات، والبروتين والحديد والبوتاسيوم، والمواد المغذّية الأساسية الأخرى التي تجعل منه مشروب طاقة مثالياً، خصوصاً في الصيف؛ حيث يساعد كوب بارد منه في مقاومة الجفاف والتعب، وفق موقع وتطبيق «الطبي».

ويساعد أيضاً في حماية الكبد من الالتهابات؛ لاحتوائه على المواد المضادّة للأكسدة التي تحميه من العدوى، وتساعد في السيطرة على مستويات البيليروبين، كما يساعد في علاج التهابات المسالك البولية وحصى الكلى، ويحسّن حركة الأمعاء، ويخفّف الإمساك، وفق تقرير «الطبي».

أسعار العصير تتفاوت وفق كل منطقة (الشرق الأوسط)

في المقابل، يحذّر أطباء مصريون من تناول القصب من دون التأكُّد من نظافته ونظافة العصَّارة؛ إذ تحتوي بعض أعواده، وفق خبير التغذية الدكتور مجدي نزيه، على سموم فطرية بين أغلفته، لكن مصريين، من بينهم أحمد عبد الفتاح، 36 سنة، يعمل مندوب مبيعات في القاهرة، لا يعبأ بتلك التحذيرات: «سيبها على الله... منذ صغرنا ونحن نشرب عصير القصب ولم نُصَب بمكروه، هو مشروب طبيعي يردّ الروح، خصوصاً في أيام الصيف شديدة الحرارة».

محالّ العصير منتشرة بشكل لافت في جميع أنحاء مصر (الشرق الأوسط)

وتتفاوت أسعار عصير القصب في مصر وفق كل منطقة، فبينما يبلغ سعر أقل كوب عصير في المناطق الراقية 15 جنيهاً، يبلغ في المناطق الشعبية سعر أقل كوب عصير 10 جنيهات، لكن إبراهيم محمد، صاحب محل عصير قصب على ناصية بداية شارع ترعة عبد العال 1 في الجيزة، حاول التكيُّف مع موجة الغلاء، وأدخل نوعاً صغيراً من الأكواب للخدمة لبيعه بسعر 7 جنيهات فقط، مُتيحاً الفرصة لمحبّي هذا المشروب من أبناء الطبقة المتوسّطة ليشربوه.

وعلى غرار محلات البقالة والصيدليات ومتاجر بيع إكسسوارات أجهزة الهواتف المحمولة، تنتشر محالّ عصير القصب في جميع أرجاء البلاد على مسافات متقاربة، خصوصاً في الأحياء الشعبية. وإلى جانب عصير القصب تبيع هذه المحالّ مشروبات أخرى، من بينها المانغو والبرتقال والفراولة والتمر هندي والسوبيا، ويُعدّ عصير المانغو الأغلى بينها جميعاً.

إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)

ووفق إبراهيم وآخرين، فإنّ «كوب العصير الذي كان يُباع العام الماضي بـ7 جنيهات، بات سعره حالياً 20 جنيهاً، والكوب الذي بلغ سعره 6 جنيهات أصبح يباع بـ10»، مؤكداً «تراجع الإقبال على عصير المصريين المفضّل بسبب ارتفاع أسعاره بالآونة الأخيرة».

وتشهد مصر موجة كبيرة من ارتفاعات السلع الغذائية والخضراوات، من بينها الطماطم التي وصل سعرها في بعض المناطق إلى أكثر من 40 جنيهاً للكيلو؛ ما دعا رئيس الوزراء إلى تفسير سبب الأزمة، قائلاً إنها «تعود لتَضرُّر كميات كبيرة من إنتاجية محصول الطماطم بسبب ارتفاع درجات الحرارة»، كما تشهد البلاد ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المواصلات العامة والكهرباء والاتصالات.

جانب من عملية توريد محصول القصب في صعيد مصر (الشرق الأوسط)

وتواجه زراعة قصب السكر في مصر تحدّيات كبيرة، من بينها ارتفاع أسعار الأسمدة ومشكلات الريّ، وارتفاع أجرة العمالة.

ووفق آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حول إنتاج مصر من القصب الذي يعود إلى عام 2019، فإنّ الإنتاج الكلّي منه بلغ 15.91 مليون طن، ولا إحصائيات بشأن استهلاك محالّ العصير.


مقالات ذات صلة

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة

جوسلين إيليا (جنيف)
مذاقات ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».