وصفات «سموذي» لمقاومة حرارة الصيف

ما الفرق بينه وبين العصير... وأيهما أكثر فائدة؟

السموثي على طريقة شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)
السموثي على طريقة شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)
TT

وصفات «سموذي» لمقاومة حرارة الصيف

السموثي على طريقة شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)
السموثي على طريقة شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

كيف تصنع لنفسك كوباً من عصير «السموذي» يقيك حرارة الصيف ويمنحك قدراً من الانتعاش ويقوي مناعتك؟

في الآونة الأخيرة احتل مكاناً متميزاً، وتنافس «البلوغرز» الطهاة في مصر على تقديم وصفات جديدة له.

يقول الشيف عصام راشد: «إذا كنت تبحث عن مشروبات صحية لإنقاص الوزن أو تحرص على الالتزام بطريقة أفضل لبدء يومك فإن هناك حيلاً ومكونات معتمدة يمكنك وضعها في الخلاط لتستمتع بها في أسرع وقت ممكن، وفي مقدمتها السموذي».

السبانخ مكون مهم في تحضير السموذي الأخضر نصيحة من شيف مها شعراوي (الشرق الأوسط)

وسواء كنت منجذباً لمذاق الأناناس أو الفراولة أو التفاح أو الموز وغيرهم، فهناك خيارات لذيذة كثيرة، ولكن قبل أن تقرر إعداد إحدى هذه الوصفات الرائعة عليك أولاً أن تدرك الفرق ما بين العصير والسموذي.

ويوضح: «قد لا يكون للسموذي نفس درجة انتشار العصير بين المتذوقين المصريين، بل ربما لا يزال البعض يخلط بينه وبين العصير رغم وجود اختلافات فارقة بينهما».

والسموذي هو مزج الفواكه والخضراوات الكاملة وبشكل كامل، بينما العصير عملية تصفية الألياف من الفواكه والخضراوات، واستخراج المحتوى السائل منها.

من البنجر والجزر والبرتقال إصنع سموذي منعش في الصيف من مها شعراوي (الشرق الأوسط)

ومن المعروف، وفقاً لاختصاصيين، أن الألياف تعمل على إبطاء عملية الهضم، وتثبيت نسبة السكر في الدم، وتبقينا ممتلئين لفترة أطول. وهو أمر مفيد لخفض نسبة الكوليسترول ودعم صحة الأمعاء وزيادة نضارة البشرة أيضاً.

ويرى الشيف راشد أنه «من العوامل التي تساعد على زيادة سُمك السموذي أنه ليس مجرد فاكهة أو خضراوات فقط؛ فإلى جانب ذلك قد يحتوي على الزبادي أو الحليب أو زبدة الجوز أو بذور الكتان أو الشوفان، أو غير ذلك من الإضافات، على عكس العصائر التي قد تحتوي على الماء فقط».

السموذي بالموز والتوت لشيف ميدو برسوم

إذن متى تختار السموذي؟ يجيب الشيف المصري: «هو خيارك الصحيح إذا كنت جائعاً، وليس لديك الوقت لإعداد الطعام، فهو بمثابة وجبة خفيفة، وأيضاً هو مناسب إذا كانت لديك الرغبة في تناول المزيد من الألياف والبروتين أو رفع مناعتك أو مواجهة الأنيميا».

سموثي أخضربالسبانخ والكيوي والتمرلشيف مها شعراوي (الشرق الأوسط)

ومتى تختار العصير؟ حين لا تكون جائعاً، وتبحث فقط عن مصدر للطاقة السريعة، مع الرغبة في الحصول على القليل من المغذيات الدقيقة الإضافية في ذلك اليوم، أو إذا كنت تريد الاستمتاع بمشروب مثلج مُنعش مع وجبة الغذاء، بحسب الشيف راشد.

وسواء كنت تبحث عن السموذي الأخضر، أو الاستوائي أو بالفراولة، أو الموز، أو الأفوكادو أو كنت تفضّل سموذي الشوكولاتة الأكثر متعة، فإنك ستعثر على مختلف الوصفات ببساطة لدى الطهاة والبلوغرز.

كما تقدم شيف هنا عادل، وصفة سموذي التوت، وهي تتمثل في مزج حباته المجمدة مع حليب اللوز وزبدة اللوز والفانيليا حتى تصبح كريمية للغاية، ثم يتم سكبها في وعاء بدلاً من الكوب، ونضع عليها الفواكه الطازجة، أو نمزج الزبادي اليوناني والسبانخ والفراولة مع زبدة الفول السوداني؛ حيث تُعد هذه الوصفة الصحية الغنية بالبروتين مضادة للالتهابات أيضاً.

شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

ويمكنك كذلك بحسب الشيف هنا، تحضير سموذي التوت والشيا والنعناع، أو الاحتفاظ بشرائح الفراولة والبنجر المبشور وبذور الشيا في الثلاجة، حتى تصبح جاهزة دوماً لإضافة الحليب والمزج.

وترى الشيف هنا أن أفضل أنواع السموذي هي المكونة من الخضراء: «تعتبر وصفات السموذي الخضراء المغذية والمنعشة خياراً رائعاً؛ من بينها الأفوكادو واللفت والسبانخ، بينما تأخذ مذاقها المميز من زبدة الجوز والبذور والزبادي».

وتقترح هنا في هذا السياق خلط قطع البرتقال مع الزنجبيل وماتشا الشاي الأخضر مع الفانيليا والفاصوليا الخضراء المقطعة قطعاً صغيرة. بينما يعمل التفاح الأخضر مع الزعتر والنعناع في السموذي على التخلص من السموم، وتستطيع أن تكسبه مذاقاً لذيذاً عبر إضافة رذاذ الشوكولاتة، وهي إضافة ملائمة كذلك لمزيج الكرنب والأفوكادو مع بذور الشيا أو السبانخ وزبدة الفول السوداني والموز بالعسل بحسب هنا.

السموذي قوام سميك متعدد الفوائد لشيف مها شعراوي (الشرق الأوسط)

«صباحات الصيف الجميلة تبدأ بتناول السموذي»... شعار يرفعه الشيف ميدوبرسوم، ولكنه يعتمد في تحضيره على مبدأ: «لا للسكر، لا للغلوتين، لا للاكتوز»، وينصح: «اتبع أسلوب حياة أكثر صحة مع تناول السموذي، وسوف يتوافق ذلك مع أي نظام غذائي». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنه بديل رائع للحلوى في الصيف، ويمكنك إضافة الكثير من المكونات لطبقته العلوية، وتزيينها بأي طريقة تختارها».

سموذي الجزروالبرتقال والبنجرالمشوي لشيف مها شعراوي (الشرق الأوسط)

من جهته، يفضل ميدو السموذي بالموز والتوت الطازج مع تزيينه بالشوفان وبذور الشيا والمكسرات وتوت الغوجي ورقائق جوز الهند، ويصف: «بارد، ناعم، منعش ومغذي للغاية».

وعلى مدونتها cuisine_de_maha على «إنستغرام» تقدم شيف مها شافعي، طريقة عمل سموذي الجزر والبرتقال والبنجر المشوي من دون سلق مسبق؛ لكيلا يفقد قيمته الغذائية.

سموذي أخضربالسبانخ والكيوي والتمرلشيف مها شعراوي (الشرق الأوسط)

كما تقدم سموذي بطعم كريمي مكون من أوراق السبانخ مع الكيوي، وقطعة واحدة من التمر، ونصف ثمرة مجمدة من الموز، ونصف أو ربع ثمرة أفوكادو - حسب الرغبة - مع ملعقة كبيرة بذور الشيا، وإذا أردت طعماً أكثر ثراءً تنصحك بإضافة اللبن النباتي.

كما تستخدم ثلاثي السبانخ والموز المجمد والأفوكادو أيضاً مع الكرفس، والماتشا والقليل من مسحوق السبيرولينا في عمل سموذي أخضر مليء بالفوائد الصحية.


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.