وجبات للفطور وأطباق للغداء... وصفات بالفراولة

تضاف للشوفان وتُخلط في صلصة لطلاء الدجاج المشوي

بودينغ الموز من «نولا» (صفحة «نولا» على «فيسبوك»)
بودينغ الموز من «نولا» (صفحة «نولا» على «فيسبوك»)
TT

وجبات للفطور وأطباق للغداء... وصفات بالفراولة

بودينغ الموز من «نولا» (صفحة «نولا» على «فيسبوك»)
بودينغ الموز من «نولا» (صفحة «نولا» على «فيسبوك»)

هل جربت يوماً تناول ثمرة الفراولة في وصفات بالدجاج واللحوم أو مخلوطة مع دقيق الشوفان؟ وهل فكرت أن تتناول فطوراً أو غداءً يحتوي أطباقاً تزينها هذه الثمرة؟

يرى الشيف اللبناني حسني بداح أن كثيراً منا يحب تقطيع الفراولة إلى شرائح ووضعها في سلطة الفواكه، أو تغطيتها بالشوكولاتة، أو دمجها في وجبة إفطار صحية من دقيق الشوفان أو البارفيه، لكن إضافة إلى ذلك هناك كثير من الأفكار الخاصة بالفراولة من جانب خبراء الطهي تقودك إلى الحصول على أكبر قدر من الفوائد الصحية والمذاقات المختلفة.

الشيف اللبناني حسني بداح (الشرق الأوسط)

ويعدّد الشيف اللبناني استخدامات الفراولة، قائلاً: «يمكن الاستمتاع بمذاقها بدءاً من الصلصات والعصائر والمخبوزات والأطباق الرئيسية حتى المربى. أشعر دوماً أنه لا يوجد شيء أكثر إلهاماً من الفراولة الموسمية الناضجة».

ويضيف: «نظراً لحلاوتها والحموضة الموجودة، فإنها تمثل خياراً رائعاً للحلويات والأكلات المالحة معاً»، لافتاً إلى أن الطهاة باتوا يضيفونها في المأكولات المالحة مثل تتبيلة السلطة ووصفات الدجاج واللحوم، كما يشاركون الجمهور النصائح في برامجهم التليفزيونية ومدوناتهم حول استخدام الفراولة في تحضيرات مختلفة، ويكشفون أيضاً عن بعض الأطباق المثيرة للاهتمام المصنوعة منها.

ويقترح بداح لحم الإسكالوب بالفراولة مع الفلفل الأحمر والليمون والشبت والكزبرة والفجل وزيت الأفوكادو أو الزيتون والملح والفلفل الأبيض والسكر والأعشاب المفرومة والبصل الأحمر، ليقدم مع رقائق التورتيلا.

كيك الكراميل بالفراولة من الشيف اللبناني حسني بداح (الشرق الأوسط)

ومن المطبخ الآسيوي، اختار لنا الشيف اللبناني البيض التايلاندي مع صلصة الفراولة، الذي يعتمد على سلق البيض وتقشيره، وبمجرد أن يبرد، يتم تجفيفه، ويغطى بنشا الذرة ودقيق الأرز ويقلى في الزيت حتى يصبح مقرمشاً وبني اللون.

ويستكمل الطريقة، قائلاً: «يتم تقديمه مع رذاذ من الصويا صوص، ويزين بالكراث المقلي، ويضاف السكر البني والخل المقطر، أما صلصة الفراولة فتصنع بإضافة قطع صغيرة من الفراولة وقليل من الماء الساخن والسكر وتترك قليلاً على النار مع تقليبها حتى تصبح سميكة وترفع وتتم تصفيتها، ويلاحظ أنه في هذا الطبق المالح لا يتم إضافة الفانيليا إلى الصوص».

أما صلصة الفراولة الحارة والفلفل المدخن فهي الصلصة المثالية للدهن على أوراك الدجاج المشوية الطرية والثوم وخل التفاح والعسل والملح.

بودينغ الموز من «نولا» (صفحة «نولا» على «فيسبوك»)

وتُعد سلطة المعكرونة المغطاة بالفراولة وجبن البوراتا الكريمية والريحان والخل البلسمي وصفة أخرى يقدمها الشيف بداح، ويقول: «قم بتزيينها بالصنوبر المحمص للحصول على قليل من القرمشة، وسيكون لديك طبق جانبي مثالي».

ويقول: «هكذا تعمل الفراولة في سيمفونية مثالية مع النكهات الأخرى. وهذا يجعلها مكوناً مرغوباً من الطهاة، لكن من الضروري اتباع نصائح استخدامها، وواحدة من أفضل الطرق للحفاظ على الفراولة الطازجة هي صنع المربى والجيلي منها».

ويوضح: «من أهم النصائح أنه عند شراء الفراولة عليك أن تتسوق بأنفك»، لافتاً: «اختر دائماً الثمار الأكثر امتلاءً والأكثر عطرية، ويجب أن تكون صلبة ونضرة، ومن دون أي عفن أو كدمات، ولها أغطية (سيقان) خضراء طازجة وزاهية ومثبتة بالكامل».

وفي جولة بين «البلوغرز» المصريين، يقدم خبراء الطهي مجموعة متنوعة من الأفكار. من بينهم شيف راندا المصري، التي تعتبر وصفة «شارلوت روس» بالكيكة الإسفنجية والفراولة هدية مثالية لعيد الحب.

الخبز الفرنسي بالفراولة والعسل من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

تقول المصري لـ«الشرق الأوسط»: «في القرن التاسع عشر ابتكر طاهٍ فرنسي كيكة الشارلوت روس تكريماً للقيصر الروسي، وفي الوقت الحاضر تتعدد طرق إعداد الكيكة، وقد ابتكرت لها نسخة خاصة من طبقة الكيكة الإسفنجية، التي تعلوها طبقة من صلصة الفراولة الطازجة، وحولها إطار من بسكويت السافوايار، المملوء بالكريمة البافارية اللذيذة والمغطى بقطع الفراولة التي لا تقاوم».

شيف راندا المصري تقدم شارلوت روس (الشرق الأوسط)

ويقدم شيف ميدو برسوم مجموعة من الوصفات بالفراولة للإفطار. منها التوست الفرنسي بالكريمة والعسل، كما يقدم وصفة كريب الفراولة والموز، الخالي من الغلوتين والسكر، مستخدماً خليطاً من دقيق الأرز وزبدة اللوز والشوفان مع الكريمة.

ومن أكثر المتاجر المصرية التي تهتم بتقديم حلوى بالفراولة، وتعمل على تطويرها من حين إلى آخر، هي «نولا» التي تقدم «الباباز» بالفراولة والكيك الكلاسيكية والـ«كاب كيك» بالفراولة والشوكولاتة وبراونيز الفراولة وليتشي بالفراولة، فضلاً عن بودينغ (حلوى) الموز بالفراولة.


مقالات ذات صلة

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

مذاقات البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات مبنى «آر إتش» من تصميم المهندس المعماري البريطاني السير جون سوان (الشرق الأوسط)

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

سحر الريف الإنجليزي لا يقاوم، وذلك بشهادة كل من زار القرى الجميلة في إنجلترا. قد لا تكون بريطانيا شهيرة بمطبخها ولكنها غنية بالمطاعم العالمية فيها

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات طبق الكشري المصري (شاترستوك)

مبارزة «سوشيالية» على لقب أفضل طبق كشري في مصر

يبدو أن انتشار وشهرة محلات الكشري المصرية، وافتتاح فروع لها في دول عربية، زادا حدة التنافس بينها على لقب «أفضل طبق كشري».

محمد الكفراوي (القاهرة ) محمد الكفراوي (القاهرة)
مذاقات مطعم "مافرو" المطل على البحر والبقايا البركانية (الشرق الاوسط)

«مافرو»... رسالة حب إلى جمال المناظر الطبيعية البركانية في سانتوريني

توجد في جزيرة سانتوريني اليونانية عناوين لا تُحصى ولا تُعدّ من المطاعم اليونانية، ولكن هناك مطعم لا يشبه غيره

جوسلين إيليا (سانتوريني- اليونان)
مذاقات حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

نصائح الطهاة لاستخدام مشتقات جوز الهند في الطهي

حين تقرّر استخدام جوز الهند في الطهي، فإنك ستجده في أشكال مختلفة؛ إما طازجاً، مجفّفاً، أو حليباً، أو كريمة، وثمرة كاملة أو مبشورة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
TT

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات، في حين عُرف بالاعتماد على مذاق المكونات الأساسية، مع لمسة محدودة لم تتخطَّ صنفين أو ثلاثة من التوابل.

غير أن الوضع تبدّل الآن، وباتت الأكلات المصرية غارقة في توليفات التوابل، فدخل السماق والزعتر البري والكاري والبابريكا على الوصفات التقليدية. وعلى مدار سنوات عدة قريبة تطوّر المطبخ المصري، وبات أكثر زخماً من حيث النكهات، ليطرح السؤال عن مدى تأثره أو تأثيره في الجاليات التي توجد بالبلاد.

ويرى خبراء الطهي، أن معادلة التوابل لدى المصريين اختلفت بفضل الاندماج الثقافي وتأثير الجاليات العربية التي دفعتهم ظروف الحروب لدخول مصر والاستقرار بها، أيضاً منصات التواصل الاجتماعي التي أزاحت الحدود، ودفعت بمفهوم «المطبخ العالمي»، فنتج خليط من النكهات والثقافات استقبلته المائدة المصرية بانفتاح.

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

ورأت الطاهية المصرية أسماء فوزي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المطبخ المصري الآن «بات مزيجاً من ثقافات عربية»، وقالت: «عندما بدأت أتعلَّم الطهي من والدتي وجدتي، كانت توليفة التوابل الأشهر تشمل الملح والفلفل، وفي وصفات شديدة الخصوصية قد نستعين بالكمون والحبّهان على أقصى تقدير، أما الكزبرة المجففة فكانت حاضرة في طبق (الملوخية) فقط».

لكنها أشارت إلى أنه قبل سنوات معدودة لاحظت تغييراً واضحاً في تعاطي المطبخ المصري التوابل، و«بدأتُ للمرة الأولى أستعين بنكهات من شتى بقاع الأرض لتقديم مطبخ عصري منفتح على الآخر».

التوابل والأعشاب المصرية مرت برحلة مثيرة عبر قرون من التاريخ والثقافة، واشتهر المطبخ المصري قديماً بمجموعة من الكنوز العطرية، تشمل الكمون بنكهته العميقة التي ارتبطت بطبق «الكشري»، والكزبرة، تلك الأوراق الخضراء المجففة التي تضيف لطبق «الملوخية» نكهته الفريدة، كما عرف الشبت ذو النكهة العشبية المميزة الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بوصفات التمليح (التخليل) والسلطات.

يتفق محمود عادل، بائع بأحد محال التوابل الشهيرة في مصر، يسمى «حاج عرفة»، مع القول بأن المطبخ المصري تحوّل من محدودية النكهات إلى الزخم والانفتاح، ويقول: «المصريون باتوا يميلون إلى إضافة النكهات، وأصبح أنواع مثل السماق، والأوريجانو، والبابريكا، والكاري، والكركم، وورق الغار، وجوزة الطيب والزعتر البري، مطالب متكررة للزبائن». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة انفتاح على المطابخ العالمية بسبب منصات التواصل الاجتماعي انعكس على سوق التوابل، وهو ما يعتبره (اتجاهاً إيجابياً)».

ويرى عادل أن «متجر التوابل الآن أصبح أكثر تنوعاً، وطلبات الزبائن تخطت الحدود المعروفة، وظهرت وصفات تعكس الاندماج بين المطابخ، مثل الهندي الذي تسبب في رواج الكركم وأنواع المساحيق الحارة، فضلاً عن الزعفران»، منوهاً كذلك إلى المطبخ السوري، أو الشامي عموماً، الذي حضر على المائدة المصرية بوصفات اعتمدت نكهات الزعتر والسماق ودبس الرمان، ووضعت ورق الغار في أطباق غير معتادة.

وتعتقد الطاهية أسماء فوزي، أن سبب زخم التوابل وتنوعها الآن في مصر، يرجع إلى «الجاليات العربية التي دخلت البلاد عقب (ثورة) 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، أي قبل أكثر من عقد». وتقول: «بصمة المطبخ السوري بمصر كانت واضحة، فالجالية السورية اندمجت سريعاً، وقدمت مهارات الطهي من خلال المطاعم و(المدونين)، وانعكس ذلك على اختيارات التوابل، وبات ملاحظاً إضافة توليفات التوابل السوري، مثل السبع بهارات لوصفات مصرية تقليدية».

بهارات متنوعة (صفحة محال رجب العطار على «فيسبوك»)

كما أشارت إلى أن «المطبخ العراقي ظهر، ولكن على نحو محدود، وكذلك الليبي»، وتقول: «ما أتوقعه قريباً هو رواج التوابل السودانية، مع تزايد أعدادهم في مصر بعد الحرب، لا سيما أن المطبخ السوداني يشتهر بالتوابل والنكهات».

انفتاح أم أزمة هوية؟

كلما انعكست مظاهر الانفتاح الثقافي على المطبخ المصري، ازدادت معه مخاوف الهوية، وفي هذا الصدد تقول سميرة عبد القادر، باحثة في التراث المصري، ومؤسسة مبادرة «توثيق المطبخ المصري»: «إنه (المطبخ المصري) لم يعتمد في أصوله على النكهات المُعززة بالتوابل المختلطة»، وترى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تفرّد المطبخ المصري القديم يرجع إلى اعتداله في إضافة التوابل... «هذا لا يعني إهماله لسحر مذاق البهارات والتوابل، غير أنه كانت له معادلة شديدة الدقة، كما أن علاقة المصري بالتوابل ذهبت قديماً إلى ما هو أبعد من فنون الطهي».

وأرجعت الباحثة في التراث المصري زيادة الاهتمام بالتوابل إلى (المؤثرين) وطُهاة «السوشيال ميديا»، وتقول: «المطبخ المصري لا يعتمد على التوابل بهذا القدر، في حين هناك عوامل كانت وراء هذا الزخم، أهمها (المؤثرون) و(مدونو) الطعام؛ غير أن إضافة التوابل بهذا الشكل ربما تُفقد المطبخ المصري هويته».

ولفتت إلى أن «المطبخ المصري القديم اعتمد على الملح والفلفل والكمون فقط، أما بقية التوابل فكانت تستخدم لأغراض مثل العلاج والتحنيط؛ وفي العصور الوسطى شهد بعض الاندماج بعد فتح قنوات التواصل مع الدول المحيطة، ولكن على نحو محدود لا يُقارن بالزخم الحالي».