دليلك إلى أطعمة تمنحك الدفء وتحميك من أمراض الشتاء

طهاة ينصحون بالثوم والقرفة والكستناء

نودلز بالتوابل الآسيوية مطعم شانتونغ (الشرق الأوسط)
نودلز بالتوابل الآسيوية مطعم شانتونغ (الشرق الأوسط)
TT

دليلك إلى أطعمة تمنحك الدفء وتحميك من أمراض الشتاء

نودلز بالتوابل الآسيوية مطعم شانتونغ (الشرق الأوسط)
نودلز بالتوابل الآسيوية مطعم شانتونغ (الشرق الأوسط)

توليفة من النباتات الطبيعية، أو البروتينات الحيوانية قد تتخلل طعامك، أو تصنع منها طبقاً شهياً قد تقيك من تقلبات الشتاء وأمراضه. فما بين الثوم المطهي والقرفة، بالإضافة إلى الكستناء أسرار عجيبة يحدثنا عنها عدد من الطهاة بوصفها تحسن من مناعتنا لمقاومة الطقس البارد.

الشيف سيد إمام (الشرق الأوسط)

هنا يقدم لنا الطهاة ما يمكن أن نسميه دليلاً متنوعاً من أطعمة ومكونات، من بينها التوابل التي لا غنى عنها، لكونها من العناصر التي تمنحنا مذاقاً مميزاً، ويرى الشيف سيد إمام مدير مطعم «شانتونغ» أنها «سر الدفء»، لأنها تضم جوزة الطيب والقرنفل والفلفل الأسود والقرفة والتوابل الآسيوية؛ ويرى أنها لا تعزز عملية التمثيل الغذائي والدفء فحسب، بل تقلل أيضاً من الالتهابات التي يصاب بها البعض في الطقس البارد مثل التهاب الحلق.

البط بالبنكيك شانتونغ من المطعم الآسيوي إعداد شيف سيد إمام (الشرق الأوسط)

وينوه إمام لـ«الشرق الأوسط» بأن فصل الشتاء مرادف لنزلات البرد بالنسبة للبعض؛ «مما يستلزم إضافة التوابل إلى نظامنا الغذائي؛ لأنها تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة جهازك المناعي».

وفي حين أن التوابل لا ينبغي أن تكون بديلاً عن العلاج الطبي أو الأدوية الموصوفة من الأطباء فإن دمج التوابل في الطهي اليومي قد يساعد على تعزيز صحتك العامة، بحسب إمام خبير الأغذية الآسيوية، الذي أضاف: «جميع التوابل منخفضة الدهون المشبعة والكوليسترول بشكل طبيعي، وهي بديل صحي للسكر والملح لإضافة نكهة إلى طعامك».

مأكولات بالتوابل الصينية تمنح الدفء بمطعم شانتونغ (الشرق الأوسط)

وينصح بإضافة القرفة لبعض أنواع اللحوم والصلصات والأرز والحساء والحلويات والمشروبات، بجانب إضافة «الهيل» للشوربة ومع اللحوم والدجاج بكثرة، وكذلك يحتل الكاري مكانة خاصة في قائمة التوابل التي يمكن استخدامها في هذا الموسم، أما التوابل الحارة فهي الإضافة الضرورية للسي فود وبعض أنواع الدجاج.

ويرى أن الزنجبيل هو أفضل صديق لك في موسم الشتاء؛ له خصائص توليد الحرارة في الجسم أثناء الطقس البارد، إذ يمكن للأشخاص إدراجه في أطعمتهم وفي العصائر، والخضراوات المطبوخة، وأنواع الشاي المختلفة، لما له من خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات، مما يساعد الشخص على البقاء بصحة جيدة خلال هذا الفصل.

ويتنوع دليل الأطعمة التي يمكن تناولها في الشتاء، من بينها البط، الذي ينصح به الشيف إمام في الشتاء، لقدرته على تعزيز جهاز المناعة.

كيك الشكولاتة بالبرتقال شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

ويشتهر المطبخ المصري بالبط المحمر والمشوي والمحشي، لكن يمكن كذلك استعارة وصفات من مطابخ أخرى لطهيه في الشتاء؛ مثل البط بالبنكيك شانتونغ من المطعم الآسيوي الغني بالإضافات والتوابل المثالية للطقس البارد، أو البط بالملفوف الأحمر والتوت البري؛ فيعد هذا الطبق رائعاً لأشهر الشتاء.

ويأتي عين الجمل على غرار التوابل والبط في الشتاء؛ فليس هناك ما هو أفضل من خبز أو كيك بالزبيب المليء بعين الجمل أو كعكة الزنجبيل والجوز مع رشها بطبقة من الليمون أو فطيرة التفاح والكريمة بعين الجمل. ولطبق مالح جرب سلطة السبانخ مع التوت والجوز المسكر؛ فهي اختيار آخر أمامك يجعلك تشعر بالدفء، وحتى أولئك الذين لا يحبون السبانخ عادة يغيرون رأيهم بعد اللقمة الأولى منها، يقول إمام: «ليس هناك ما هو أفضل من خصائص الجوز الدافئة التي تخفف من السعال الشتوي، استمتع بها نيئة أو مطبوخة».

عندما تتسوق في قسم الخضراوات، ستصادف أيضاً بعض المكونات غير العادية التي ستفضلها بمجرد تجربتها؛ إذ يعد الخرشوف أحد أنواع الخضراوات الشتوية التي لا ينبغي تجاهلها؛ فهو يقوى مناعتك في هذا الموسم، يمكنك تقطيعها إلى شرائح رفيعة وقليها بالزيت أو الزبدة؛ لإضافة بعض القرمشة إلى طبق المعكرونة، وتستطيع أن تقدمه محشواً باللحمة المفرومة بالصنوبر أو كقطع صغيرة كحشو، جرب البطاطس المحشوة بالخرشوف والتونة والريحان، أيضاً ما أروع حساء الخرشوف في الأمسيات الباردة في الشتاء.

الثوم هو أحد الأطعمة السحرية التي يمكنها تغيير مذاق الطعام بشكل مدهش، وهو غني بالعناصر الغذائية التي تعزز المناعة؛ لذا يلجأ بعض الأشخاص في الاعتماد عليه خلال فصل الشتاء، بتأثيره الدافئ على الجسم، وتخفيف أعراض البرد أو الإنفلونزا؛ وبالتالي فإن إدراج الثوم في قائمة طعامك كثيراً خلال هذا الموسم هو اختيار ملائم، وأمامك قائمة لا حصر لها من الأطباق التي ترحب باستقبال الثوم من أجل نكهة طعام مميزة، بحسب الشيف إمام.

كعكة الفانيليا بالكستناء شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

وتستطيع تناول الثوم المشوي والمتبل بالزعتر وزيت الزيتون كطبق جانبي أو بيتزا الثوم بالصلصة والخضراوات والأعشاب والجبن، أو تورلي الخضراوات بالثوم، فضلاً عن استخدامه في أطباق «السي فوود» والعدس والفتة بأنواعها.

عندما يتعلق الأمر بفصل الشتاء، يمتنع البعض عن استخدام الليمون لاعتقادهم بأنه يسبب التهاباً في الحلق أو يضر المصاب بهذا الالتهاب، غير أن هذه الفاكهة الحمضية لديها من الخواص ما يحمي من الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية، مع تعزيز المناعة، بالإضافة إلى البرتقال وفق الشيف ميدو، الذي يرى أنه «يٌعد أهم الفواكه الحمضية»، إذ يعدُّ البرتقال هو الأفضل، ويمكن التوسع في استخداماتها ما بين الأطباق المالحة والحلوة، ويقدم ميدو عبر مدونته الغذائية على «إنستغرام» طريقة عمل الكيك بالشوكولاته والبرتقال معاً.

نودلز بالتوابل الآسيوية مطعم شانتونغ (الشرق الأوسط)

من رائحة الكستناء المحمص يتعزز الإحساس بأن أعياد الميلاد على الأبواب، فهو يدخل في العديد من الأطعمة المالحة مثل استخدامها المكسرات مع الكثير من الأطباق كالأرز المطبوخ، أو الدجاج، وفي الأطعمة الحلوة مثل الشوكولاته وقوالب الحلوى ومنها «مارون غلاسيه».

وقد تمثل الكستناء، بحسب الشيف ميدو. وعديد الطهاة وجبة خفيفة احتفالية رائعة لتقديمها في حفلات العشاء أو ببساطة في ليلة سعيدة، وأيضاً في فطائر الشوكولاته والكعك؛ لأنها تضيف نكهة جوزية خفيفة إلى أطباق الحلوى بمجرد طهيها، ويمكنك كذلك تقطيعها ورشها فوق الخضراوات المشوية؛ مما يمنحها نكهة حلوة، أنصحك أن تجرب طريقة شيف ميدو لهذه الكعكة في الأعياد المقبلة واحتفالات رأس السنة.


مقالات ذات صلة

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

مذاقات أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات يعمل الشيف حسين فياض وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام»

فيفيان حداد (بيروت )
مذاقات القشطوطة (الحساب الرسمي لمحل بلبن)

الحلويات المصرية تتأثر بالعرب المقيمين

«الحلو إيه» سؤال اعتاد المصريون ترديده بمجرد الانتهاء من سفرة الطعام، فـ«التحلية» جزء أصيل من العادات الغذائية حول العالم، غير أن هذه الأصناف الحلوة شهدت تطورات

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
مذاقات اللمسة خاصة بكل شيف ولا وصفة صارمة تُطبَّق بالحذافير (فيسبوك)

حكايةُ الكنافة بالشكولاته في دبي نجمة الإنترنت الشهية

تخدع التسمية؛ ففي لبنان مثلاً تعني الكنافة كعكة محشوَّة بجبن تعلوه حلوى أقرب إلى «النمّورة»، وسط كثافة القَطر المتدلّي، عادةً، إلا لمَن يفضِّل الحدّ من الحلاوة

فاطمة عبد الله (بيروت)
مذاقات بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» (الشرق الأوسط)

بيير هيرميه «بيكاسو الحلويات» في أبوظبي

أعلن فندق «روزوود أبوظبي» افتتاح «المجلس من بيير هيرميه»، الذي سيكون الوجهة الفريدة من نوعها في قلب «جزيرة الماريه».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي )
مذاقات حَمْل الإرث من جيل إلى جيل (صور كلود قريطم)

مثلّجات تخطّى عمرها القرن تُحرّك ذاكرة متذوّقيها

تُكمل كلود قريطم طريق جدّها ووالدها مع شقيقتها، مُتجاوزةً تحدّيات لبنان الاقتصادية والأمنية، بالإصرار على الصمود والجودة وأمانة حَمْل الإرث.

فاطمة عبد الله (بيروت)

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
TT

الشيف حسين فياض: «زيت الزيتون ينافس الزبدة بشهرته العالمية»

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)
أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

بدقة متناهية يعتمد فيها على المسطرة و«المازورة» والمعايير بالغرامات، يعمل الشيف حسين فياض. وإذا ما تصفحت صفحته الإلكترونية عبر «إنستغرام» لا بد أن يلفتك بذلك. فكأن الطبق الذي يحضّره يولد من رحم مقاييس يحسبها بأنامله وعقله.

يلتزم بأسلوب مشبعاً بـ«الديسيبلين» أو الانضباط. فكل ما يقوم به يجب أن يأخذ نفس الحجم إذا ما تألف من الكبة أو لفائف السباغيتي ورقائق اللحم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ صغري أحب القيام بأعمالي بهذا الأسلوب. وعندما كنت أدخل مطبخ والدتي كانت تشعر بالارتباك للدقة التي أنفذ بها الأطباق. وجاءت دراستي في معهد (كوردون بلو) الفرنسي ليزيدني تمسكاً بذلك. فما يميّز طبّاخاً عن غيره هو تأنيه بما يقوم فيه. وكما الشكل، كذلك المذاق والنكهة، يجب أن يشكلوا مجتمعين عناصر أساسية لطبق شهي».

أطباق تدخل فيها الفاكهة (الشرق الأوسط)

يملك حسين فياض مطعماً له في جنوب لبنان، ويعمل في هذا المجال منذ نحو 12 عاماً. أما قاعدته الأساسية في عمله فترتكز على الخبرة، «لا شك أن البدايات يجب أن تتألف من شغف وحب للمهنة. فهما يؤلّفان ميزان الطبخ عند الطاهي. كما أن الدقة في تحضير الأكلات الحلوة والمالحة يجب أن تنضج بفعل التجارب. صحيح أني أركن إلى معايير دقيقة ألتزم بها أثناء عملي، ولكن بعد تراكم الخبرات تصبح للعين مكانتها في الموضوع».

عمل في مطاعم فرنسية خلال دراسته خارج لبنان. فاستفاد من تجربته هذه بحيث راح يبتكر أطباقاً تجمع بين المطبخين اللبناني والفرنسي، «صرت أمرر بعض الخلطات الخفيفة للزبائن. وبعد أن لاقيت استحساناً كبيراً من قبلهم رسمت الخطة في رأسي».

وتقضي خطّته بابتكار أطباق بين المطبخين، فهناك كثير من المكونات المشتركة بينهما، «لا أركن أبداً إلى البهارات والمنكهات التي تغطي على الطعم الأساسي للطبق. أكتفي بإضافة منكهات مستخرجة من الأعشاب الخضراء. أحياناً أستخدم الصعتر والحبق. أما المكون الرئيسي في أطباقي الحلوة والمالحة فهو زيت الزيتون. فأستعمله حتى في تحضيري للمثلجات وفي الحلويات. وفي بلاد الغرب يقدّرون كثيراً هذا المكون الشائع في بلادهم. وهو اليوم ينافس بشدّة الزبدة. أنا شخصياً أفضله عليها إذ يتمتع بمذاق ألذ ولا يؤثر على صحتنا سلبياً».

في مطبخ مطعمه الجنوبي المقفل اليوم بسبب الحرب الدائرة هناك يبتكر أطباقاً لذيذة.

فمتبل «بابا غنوج» يحضّره بطريقة فريدة من نوعها. بعد شيّ الباذنجان في الفرن مع لمسة من زيت الزيتون، يهرسه في وعاء بعد تفريغه من قشرته. يضيف إليه مكعبات البندورة والبصل والثوم بقطعه الصغيرة. ومع قطع مماثلة من الفلفل الأخضر والأحمر والبقدونس يؤلّف الخلطة. ويختمها بمزجها مع عصير الحامض والطحينة. وبعد خلطها بشكل جيد يضعها من جديد في جوف قشرة الباذنجان المفرغة. ويزينها بطبقة من حبوب الرمان ليضفي إليها نكهة مميزة.

الشيف حسين فياض (الشرق الأوسط)

ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الطبق لاقى انتشاراً واسعاً حتى إن البعض في لبنان راح يقلّده. فالتجديد في أي طبق لبناني أصيل كـ(بابا غنوج) يستحوذ على أفكاري التجددية. وهناك بعض الأطباق التي تذكرني بطفولتي وبمائدة والدتي، أنوي تحديثها أيضاً».

كثافة المواقع الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي تلفته. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها لا تزعجني ولكني نادراً ما أتوقف عند واحدة منها. فجميعها متشابهة، وهناك نوع من فوضى لا أحبها يتبعها الطباخون في تحضيرهم الطعام. وفي المقابل، أعتقد أن هناك مواهب لافتة في مجال الطبخ في لبنان. وأتوقّع لها مستقبلاً زاهراً».

أطباق جميلة ومبتكرة (الشرق الأوسط)

وعن سبب ارتكازه بمشروعه المستقبلي على الجمع بين المطبخين الفرنسي واللبناني، يوضح لـ«الشرق الأوسط»: «المطبخ الفرنسي منتشر بشكل كبير في لبنان. ونحن نعرفه منذ نعومة أظافرنا. كما أن تحول جيل كبير من شباب اليوم إلى معاهد وجامعات فرنسية لتعلم الطبخ وثّق هذه العلاقة بشكل أكبر. وإذا ما دخلنا معظم المطاعم في لبنان فسنلاحظ حضور أطباق فرنسية فيه. فأي مطعم ندخله لا بد أن يقدّم أيضاً الحلوى الفرنسية كالفوندان والبافلوفا والكريم بروليه».