«دوفتيل» من أحدث عناوين الأكل في مايفير بلندن

الطاهي توم سيليرز يحمل نجمتيه إليه تحت شعار «الاستدامة»

تشكيلة من الأسماك النيئة الطازجة (الشرق الأوسط)
تشكيلة من الأسماك النيئة الطازجة (الشرق الأوسط)
TT

«دوفتيل» من أحدث عناوين الأكل في مايفير بلندن

تشكيلة من الأسماك النيئة الطازجة (الشرق الأوسط)
تشكيلة من الأسماك النيئة الطازجة (الشرق الأوسط)

فتح مطعم «دوفتيل» Dovetale للطاهي توم سيليرز الحاصل على نجمتي ميشلان أبوابه بعد طول انتظار في منطقة مايفير بوسط لندن مضيفاً بذلك عنواناً جديداً للطعام في لندن.

في الثالث عشر من يوليو (تموز) الماضي وضع سيليرز لمساته الأخيرة على لائحة طعامه التي تضم ألذ الأطباق الأوروبية العصرية، والتي تشدد على الاستدامة واستخدام المنتجات المحلية.

يقع المطعم داخل فندق «وان هوتيل مايفير» الذي صُمّم على شكل واحة خضراء في قلب مدينة دائمة الحركة، ويعدّ ديكور المطعم امتداداً للديكور العام للفندق ولو أنه يتمتع بمدخل خاص به بالإضافة إلى إمكانية الدخول إليه من البهو الرئيسي في الفندق؛ فاللون الأخضر تراه طاغياً على التصميم العام للمكان ليذكرك بلون الشجر، وتم استخدام الخشب الطبيعي والمصطبات على شكل جذوع الشجر أيضاً، والأجمل في المطعم الجلسة الخارجية التي تتوسطها مدفأة نار حقيقية تزيد المكان رونقاً وجمالاً، وهذه المساحة مسقوفة؛ لكي يتسنى الجلوس فيها في جميع الأحوال الجوية المتقلبة بلندن.

ديكور يعتمد على الخشب الطبيعي (الشرق الأوسط)

لائحة الطعام ليست طويلة جداً، ولكنها تضم أطباقاً تعتمد على المنتج الطازج؛ فجميع اللحوم تأتي من مزارع داخل بريطانيا مثل «هيلز فارم» ويؤتى بالأسماك من «ذا سي ذا سي» وحتى البيض ومنتجات الحليب المستعملة في الوصفات يؤتى بها من مزارع متخصصة بالمنتجات العضوية، كما يتم تغيير الأطباق بحسب المواسم لضمان جودة نوعيتها ومذاقها.

ويشدد سيليرز في أطباقه على المشاوي بالإضافة إلى المأكولات غير المطهوة أيضاً، مثل المحار وغيره، ويعمل في المطبخ أيضاً إلى سيليرز الشيف توم أنغلسي والشيف أندرو بلاس المتخصص بتحضير الحلويات.

ومن ألذ ما يجب أن تتذوقه جبن بوراتا مصنوع في إنجلترا مع زيت الزيتون وطبق السمك «Cuttlefish» على طريقة أهالي روما، ولمحبي الأسماك أيضاً يقدم سيليرز وصفة لذيذة لسمك الـDover Sole الطازجة؛ لأنها تعتمد على الصيد اليومي.

المطعم يعتمد على الاستدامة وهذا واضح في الديكور (الشرق الأوسط)

ولمحبي اللحم تجد على لائحة الطعام لحم الضأن المشوي الذي يقدم إلى جانب صلصلة الزبادي مع الثوم. كما تجد على لائحة الطعام ستيك واغو وقطعة سمك Meuniere تكفي لشخصين.

ميزة المطعم أنه يضم جزاراً في المطبخ يتولى عملية تقطيع وحفظ اللحوم ليكون مذاقها أفضل بكثير من تلك المجلدة، وهذه الميزة لا تجدها في الكثير من المطاعم، والشيء نفسه ينطبق على الأسماك، لا سيما القواقع والمحار؛ فكلها طازجة مما يجعلها فريدة من نوعها ويؤتى بها من شواطئ كورنوول في إنجلترا.

عربة الحلوى التقليدية (الشرق الأوسط)

وعندما يأتي وقت تناول الحلوى ستنقلك هذه اللحظة إلى الماضي عندما ترى العربة التي تحمل الأطايب التي تأتي إلى الطاولة لتختار منها ما لذ وطاب. هذه العربة هي مصنوعة يدوياً وتعرف باسم «نيكربوكر» وتوضع عليها أصناف لذيذة من الحلوى مثل البوظة يدوية الصنع بالإضافة إلى أصناف حلوى أخرى، مثل تارت جوز الهند.


مقالات ذات صلة

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

مذاقات البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات مبنى «آر إتش» من تصميم المهندس المعماري البريطاني السير جون سوان (الشرق الأوسط)

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

سحر الريف الإنجليزي لا يقاوم، وذلك بشهادة كل من زار القرى الجميلة في إنجلترا. قد لا تكون بريطانيا شهيرة بمطبخها ولكنها غنية بالمطاعم العالمية فيها

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات طبق الكشري المصري (شاترستوك)

مبارزة «سوشيالية» على لقب أفضل طبق كشري في مصر

يبدو أن انتشار وشهرة محلات الكشري المصرية، وافتتاح فروع لها في دول عربية، زادا حدة التنافس بينها على لقب «أفضل طبق كشري».

محمد الكفراوي (القاهرة )
مذاقات مطعم "مافرو" المطل على البحر والبقايا البركانية (الشرق الاوسط)

«مافرو»... رسالة حب إلى جمال المناظر الطبيعية البركانية في سانتوريني

توجد في جزيرة سانتوريني اليونانية عناوين لا تُحصى ولا تُعدّ من المطاعم اليونانية، ولكن هناك مطعم لا يشبه غيره

جوسلين إيليا (سانتوريني- اليونان)
مذاقات حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

نصائح الطهاة لاستخدام مشتقات جوز الهند في الطهي

حين تقرّر استخدام جوز الهند في الطهي، فإنك ستجده في أشكال مختلفة؛ إما طازجاً، مجفّفاً، أو حليباً، أو كريمة، وثمرة كاملة أو مبشورة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
TT

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات، في حين عُرف بالاعتماد على مذاق المكونات الأساسية، مع لمسة محدودة لم تتخطَّ صنفين أو ثلاثة من التوابل.

غير أن الوضع تبدّل الآن، وباتت الأكلات المصرية غارقة في توليفات التوابل، فدخل السماق والزعتر البري والكاري والبابريكا على الوصفات التقليدية. وعلى مدار سنوات عدة قريبة تطوّر المطبخ المصري، وبات أكثر زخماً من حيث النكهات، ليطرح السؤال عن مدى تأثره أو تأثيره في الجاليات التي توجد بالبلاد.

ويرى خبراء الطهي، أن معادلة التوابل لدى المصريين اختلفت بفضل الاندماج الثقافي وتأثير الجاليات العربية التي دفعتهم ظروف الحروب لدخول مصر والاستقرار بها، أيضاً منصات التواصل الاجتماعي التي أزاحت الحدود، ودفعت بمفهوم «المطبخ العالمي»، فنتج خليط من النكهات والثقافات استقبلته المائدة المصرية بانفتاح.

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

ورأت الطاهية المصرية أسماء فوزي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المطبخ المصري الآن «بات مزيجاً من ثقافات عربية»، وقالت: «عندما بدأت أتعلَّم الطهي من والدتي وجدتي، كانت توليفة التوابل الأشهر تشمل الملح والفلفل، وفي وصفات شديدة الخصوصية قد نستعين بالكمون والحبّهان على أقصى تقدير، أما الكزبرة المجففة فكانت حاضرة في طبق (الملوخية) فقط».

لكنها أشارت إلى أنه قبل سنوات معدودة لاحظت تغييراً واضحاً في تعاطي المطبخ المصري التوابل، و«بدأتُ للمرة الأولى أستعين بنكهات من شتى بقاع الأرض لتقديم مطبخ عصري منفتح على الآخر».

التوابل والأعشاب المصرية مرت برحلة مثيرة عبر قرون من التاريخ والثقافة، واشتهر المطبخ المصري قديماً بمجموعة من الكنوز العطرية، تشمل الكمون بنكهته العميقة التي ارتبطت بطبق «الكشري»، والكزبرة، تلك الأوراق الخضراء المجففة التي تضيف لطبق «الملوخية» نكهته الفريدة، كما عرف الشبت ذو النكهة العشبية المميزة الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بوصفات التمليح (التخليل) والسلطات.

يتفق محمود عادل، بائع بأحد محال التوابل الشهيرة في مصر، يسمى «حاج عرفة»، مع القول بأن المطبخ المصري تحوّل من محدودية النكهات إلى الزخم والانفتاح، ويقول: «المصريون باتوا يميلون إلى إضافة النكهات، وأصبح أنواع مثل السماق، والأوريجانو، والبابريكا، والكاري، والكركم، وورق الغار، وجوزة الطيب والزعتر البري، مطالب متكررة للزبائن». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة انفتاح على المطابخ العالمية بسبب منصات التواصل الاجتماعي انعكس على سوق التوابل، وهو ما يعتبره (اتجاهاً إيجابياً)».

ويرى عادل أن «متجر التوابل الآن أصبح أكثر تنوعاً، وطلبات الزبائن تخطت الحدود المعروفة، وظهرت وصفات تعكس الاندماج بين المطابخ، مثل الهندي الذي تسبب في رواج الكركم وأنواع المساحيق الحارة، فضلاً عن الزعفران»، منوهاً كذلك إلى المطبخ السوري، أو الشامي عموماً، الذي حضر على المائدة المصرية بوصفات اعتمدت نكهات الزعتر والسماق ودبس الرمان، ووضعت ورق الغار في أطباق غير معتادة.

وتعتقد الطاهية أسماء فوزي، أن سبب زخم التوابل وتنوعها الآن في مصر، يرجع إلى «الجاليات العربية التي دخلت البلاد عقب (ثورة) 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، أي قبل أكثر من عقد». وتقول: «بصمة المطبخ السوري بمصر كانت واضحة، فالجالية السورية اندمجت سريعاً، وقدمت مهارات الطهي من خلال المطاعم و(المدونين)، وانعكس ذلك على اختيارات التوابل، وبات ملاحظاً إضافة توليفات التوابل السوري، مثل السبع بهارات لوصفات مصرية تقليدية».

بهارات متنوعة (صفحة محال رجب العطار على «فيسبوك»)

كما أشارت إلى أن «المطبخ العراقي ظهر، ولكن على نحو محدود، وكذلك الليبي»، وتقول: «ما أتوقعه قريباً هو رواج التوابل السودانية، مع تزايد أعدادهم في مصر بعد الحرب، لا سيما أن المطبخ السوداني يشتهر بالتوابل والنكهات».

انفتاح أم أزمة هوية؟

كلما انعكست مظاهر الانفتاح الثقافي على المطبخ المصري، ازدادت معه مخاوف الهوية، وفي هذا الصدد تقول سميرة عبد القادر، باحثة في التراث المصري، ومؤسسة مبادرة «توثيق المطبخ المصري»: «إنه (المطبخ المصري) لم يعتمد في أصوله على النكهات المُعززة بالتوابل المختلطة»، وترى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تفرّد المطبخ المصري القديم يرجع إلى اعتداله في إضافة التوابل... «هذا لا يعني إهماله لسحر مذاق البهارات والتوابل، غير أنه كانت له معادلة شديدة الدقة، كما أن علاقة المصري بالتوابل ذهبت قديماً إلى ما هو أبعد من فنون الطهي».

وأرجعت الباحثة في التراث المصري زيادة الاهتمام بالتوابل إلى (المؤثرين) وطُهاة «السوشيال ميديا»، وتقول: «المطبخ المصري لا يعتمد على التوابل بهذا القدر، في حين هناك عوامل كانت وراء هذا الزخم، أهمها (المؤثرون) و(مدونو) الطعام؛ غير أن إضافة التوابل بهذا الشكل ربما تُفقد المطبخ المصري هويته».

ولفتت إلى أن «المطبخ المصري القديم اعتمد على الملح والفلفل والكمون فقط، أما بقية التوابل فكانت تستخدم لأغراض مثل العلاج والتحنيط؛ وفي العصور الوسطى شهد بعض الاندماج بعد فتح قنوات التواصل مع الدول المحيطة، ولكن على نحو محدود لا يُقارن بالزخم الحالي».