ساندويتشات منزلية التحضير... على طريقة الطهاة

وصفات سهلة تناسب تلاميذ المدارس

صدور الدجاج بصلصة المارينارا وهوت الصوص... إعداد الشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)
صدور الدجاج بصلصة المارينارا وهوت الصوص... إعداد الشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)
TT

ساندويتشات منزلية التحضير... على طريقة الطهاة

صدور الدجاج بصلصة المارينارا وهوت الصوص... إعداد الشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)
صدور الدجاج بصلصة المارينارا وهوت الصوص... إعداد الشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

بمزيج من الأصناف سابقة الطهي المحفوظة بالثلاجة، كقطع الدجاج، أو كرات اللحم، يمكنك تحضير ساندويتش لذيذ لابنك المتجه إلى المدرسة كطاهٍ محترف، كما أنه من السهل الاستعانة بأفكار يومية مبتكرة جاذبة للأطفال، من بينها وصفات من صدور الدجاج مع الريحان والموتزاريلا والتوابل، بجانب الكفتة بصوص الليمون المعصفر والخضراوات المشوية.

ومن بين عشرات الأصناف، يقدم الشيف المصري أحمد إسماعيل، عبر مدونته على «إنستغرام» كثيراً من الأفكار لإعداد ساندويتشات مفيدة لتلاميذ المدارس بشكل خاص؛ إذ يحتفي بالخضراوات المشوية، ومن بينها الفلفل الأخضر أو الألوان، والطماطم، والبصل، المستقر داخل الخبز المحمّر في الزبدة.

بيريا تاكوس الدجاج... للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كما يقدم إسماعيل تنويعة لساندويتشات «الحواوشي» التي تتناول في مناسبات مختلفة بأفكار ومكونات مبتكرة، ويحتفي أيضاً بأنواع الصوص المختلفة مثل «صوص زبادي الرانش» و«المايونيز بالثوم المشوي» التي تضفي مذاقاً خاصاً للشطائر التي تختارها من مجموعة وصفاته.

يقول إسماعيل لـ«الشرق الأوسط»: «أهتم كثيراً بتقديم وصفات للساندويتشات على مدونتي، وتلقى حفاوة من مختلف شرائح المتابعين، خصوصاً في وقت الدراسة؛ حيث يفضلها طلبة المدارس والجامعات».

ويلفت إلى أن «أكثر ما يميز الساندويتشات أنها سهلة التحضير، لا سيما إذا اعتمدت على مكونات وعناصر مسبقة الطهي؛ لذا فهي تلبِّي احتياج الكثيرين لوجبة لذيذة وسريعة، والرائع أنها لا تتطلب منك عند إعدادها أن تكون محترف طهي؛ فغاية ما في الأمر أنها تتطلب اتباع بعض النصائح و(الترِكّات)».

الساندويتشات عنصر أساسي في العزومات بشرط تنسيقها بشكل جيد... إعداد الشيف رغدة عبد الرازق

«إذا كان لديك خبز رائع، فستحصل على ساندويتش رائع»... هكذا يقول الشيف عصام راشد لـ«الشرق الأوسط»، ويتابع: «يجب أن يكون أي خبز تستخدمه في الساندويتش - الذي تأمل أن يكون على طريقة المطاعم - لذيذاً بما يكفي لتناوله بمفرده، ويعني ذلك شراء رغيف عالي الجودة».

ويضيف: «حتى أفضل أنواع الخبز - خصوصاً إذا كانت سميكة - قد لا تمنحك نتائج مُرضية، إذا لم تتعامل معها بشكل صحيح»، ويوضح: «لأنك إذا أسأت اختيار أو استخدام الخبز؛ فإنك حتماً ستفاجأ بشيء سيزعجك كثيراً، وهو أنك كلما أكلت قضمة من الساندويتش فإنك ستحصل على نكهة مليئة بالقمح في فمك، بدلاً من التعمق في مذاق الحشو بداخله».

وعلى الرغم من أنه عندما يتعلق الأمر باختيار الخبز المناسب لساندويتشك، فإن الأمر يعود بلا شك إلى التفضيل الشخصي، وفق الشيف راشد الذي يقول: «إن ذلك لا يمنع من أن هناك بعض القواعد، ومنها مراعاة ملاءمة قوام الخبز وحجمه مع نوع الحشو».

ويضيف: «إذا كنت تضع دجاجاً مقلياً مقرمشاً في الخبز، على سبيل المثال، فإن الخبز الأبيض فائق النعومة هو اختيارك الأفضل»، مشيراً إلى أن «الخبز الطري يسمح لك بوضع المزيد من المكونات، وهو ما يعني أنك لن تكون مضطراً طوال الوقت لدفع الحشوات إلى خارجه».

تشيكن راب بتورتيلا الشوفان... للشيف أحمد إسماعيل

«العامل الأكثر أهمية في صنع ساندويتش مميز هو الصوص»... هكذا يقول شيف أحمد نبيل لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «هي لا تمنح شطائرك تميز الشكل، وتحميها من الجفاف فقط، بل تجعل مذاقها أفضل بكثير أيضاً»، ويتابع: «الساندويتش الجيد يأتي من الصلصات التي تمنحها الثراء».

تستطيع أن تضع طبقة من البيض، أو الجبن، أو التونة، أو الدجاج، أو الديك الرومي، أو ما شئت كقاعدة للساندويتش، لكن يبقى وجود «صوص جيد ملائم للحشو هو مفتاح مذاقها الذي لن تستطيع مقاومته»، وفق نبيل، الذي ينصح متابعيه بقائمة طويلة ومتنوعة من الصوص، مثل سيراتشا، أو المايونيز، أو الخردل، أو صلصة الباربكيو، أو صلصة الخل البلسمي.

وتتعدد الخيارات الأخرى التي يمكن أن ترفع مستوى الساندويتش إلى مرحلة أخرى من النكهة المميزة، ومنها إضافة الأجبان بالنسبة لبعض الشطائر، والتوابل، وضبط الملح والفلفل، وكذلك طريقة طهي الحشو حين يكون نوعاً من اللحوم، لكن يبقى هناك خيار له خصوصيته وأهميته الخاصة، وهو إضافة الخضراوات بطريقة صحيحة وبمقدار سليم.

ويوضح نبيل قائلاً: «تمنح الخضراوات شطائرك النضارة والمذاق، وفي مقدمتها الخس والطماطم، أيضاً الخضراوات المخللة مثل: الخيار، والفلفل، والبصل، والفجل، وغيرها، كلها خيارات رائعة».

«هل ما زلت تبحث عن مذاق آخر مميز في الساندويتش؟ أذكّرك أنك من الممكن منحه المزيد من القرمشة عن طريق تحميصه في مقلاة»، ويضيف نبيل: «ما عليك سوى دهنه بالقليل من المايونيز، أو الصوص المفضل لديك، والمناسب لمحتواه، ومن ثم إضافة بعض الزبدة إلى مقلاة ساخنة، وتحميص الساندويتش على كلا الجانبين حتى يصبح لونه بنياً ذهبياً».

اختيار الخبز عامل أساسي في نجاح الساندويتش... إعداد الشيف رغدة عبد الرازق (الشرق الأوسط)

وتعد الشيف رغدة عبد الرازق، المتخصصة في تنظيم «العزومات»، أن الساندويتشات باتت عنصراً أساسياً في «العزومات»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «يزداد الاهتمام بها في مختلف المناسبات؛ لأنها تمثل الطعام السريع العملي اللذيذ؛ لذلك أنصح بها في (العزومات)، بشرط إعدادها من مكونات عالية الجودة، والاهتمام بطريقة تنسيقها وتقديمها».

وانتهت الشيف رغدة إلى أنه من الممكن تحويل مفهوم ساندويتش إلى وجبة متكاملة مفيدة عبر بعض المكونات والإضافات قليلة الدسم، وذات القيمة الغذائية المرتفعة، مع الحفاظ على كونها شهية للغاية.


مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.