الشاي يبقى المفضل لدى البريطانيين... والمنافسة مع البن قائمة

يتناولون أكثر من 100 مليون كوب يومياً مقابل 98 مليون كوب من القهوة

خطوات تحضير الشاي على الطريقة الانجليزية ( شاتر ستوك)
خطوات تحضير الشاي على الطريقة الانجليزية ( شاتر ستوك)
TT

الشاي يبقى المفضل لدى البريطانيين... والمنافسة مع البن قائمة

خطوات تحضير الشاي على الطريقة الانجليزية ( شاتر ستوك)
خطوات تحضير الشاي على الطريقة الانجليزية ( شاتر ستوك)

على عكس الأبحاث التي نشرت أخيراً، التي تفحصت عدد عبوات القهوة والشاي المباعة، وعلى عكس ما قد يظنه البعض وارتفاع نسبة مبيعات القهوة وانتشار المقاهي في بريطانيا إلا أن الشاي لا يزال معشوق الإنجليز من جميع الأعمار. فيشرب البريطانيون عدداً أكبر من أكواب الشاي يومياً داخل المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم بالمقارنة مع القهوة.

في هذا الصدد، ذكرت د. شارون هول، الرئيسة التنفيذية لجمعية الشاي والمشروبات الساخنة في المملكة المتحدة: «يشرب البريطانيون أكثر من 100 مليون كوب من الشاي يومياً مقابل 98 مليون كوب من القهوة - أي ما لا يقل عن مليوني كوب إضافي من الشاي كل يوم مقابل القهوة. وفي جميع أنحاء العالم، يتم تناول ما يزيد عن 5 مليارات كوب من الشاي يومياً - أي أكثر بكثير عن الـ2 مليار كوب من القهوة التي يجري تناولها يومياً. ونتيجة لذلك، يظل الشاي بعد الماء المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم، وكنزاً وطنياً حتى بين البالغين الأصغر سناً الذين يميلون لتجربة المشروبات المختلفة».

القهوة موجودة بقوة ولكن الشاي الأعلى تناولاً في بريطانيا (شاتر ستوك)

وخلصت أبحاث جرت حول 4 آلاف من البالغين بالمملكة المتحدة، إلى أن أكثر عن ثمانية من كل 10 (83 في المائة) ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يتناولون كوباً من الشاي يومياً. أما السبب الرئيسي الذي طرحه المشاركون، فهو المذاق الرائع - الذي ذكره 80 في المائة من البالغين الأصغر سناً و85 في المائة ممن تزيد أعمارهم عن 25 عاماً. وبذلك يتضح أننا جميعاً نعشق الشاي، بغض النظر عن الفئة العمرية التي ننتمي إليها. وبالنظر إلى أن 31 في المائة من البالغين الأصغر سناً الذين شملهم الاستطلاع، قالوا إنهم يشربون الشاي أكثر من آبائهم، لذلك فهو بعيد عن كونه مشروباً عفا عليه الزمن.

في الواقع، يشرب البالغون الأصغر سناً شاي الإفطار الإنجليزي خلال النهار، سعياً للشعور بالاسترخاء والدفء، ويختارون شاي الأعشاب ليلاً للاسترخاء. وتكشف التقديرات أن سبعة من كل 10 شباب يحرصون على تحضير فنجان من الشاي بمجرد نهوضهم من السرير. وعندما سُئلوا عن الكلمة التي يربطونها بالشاي، أجاب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً بالدفء، ويربطون الشاي بذلك الشعور الجميل الدافئ والمحبب الشبيه بالحصول على عناق في صورة كوب.

وأظهر استطلاع آخر جرى نشره أخيراً، وشمل أكثر عن 1000 من البالغين بالمملكة المتحدة، أن البالغين في منتصف العمر وكبار السن يعتقدون أن الشاي مفيد للترطيب وتحسين الحالة المزاجية، بينما يشرب البالغون الأصغر سناً الشاي للمساعدة في تخفيف التوتر أو التخلص منه.

مع حب كل فئة عمرية لفنجان الشاي، وتأكيد جيل الشباب أنهم لن يتخلوا عن التقليد البريطاني العظيم لتناول الشاي، إليكم أهم النصائح الخاصة بإعداد الشاي لتحضير الفنجان الأفضل:

كادر

خطوات تحضير الشاي على الطريقة الإنجليزية ( شاتر ستوك)

تنصح د. شارون هول باتباع الخطوات البسيطة الآتية لإعداد أفضل كوب من الشاي:

- استعن بكيس شاي رفيع الجودة أو أوراق شاي، واحرص على تخزينه في مكان بارد وجاف.

- تجنب تخزين الشاي بجوار أطعمة ذات نكهة قوية أو معطرة.

- استخدم دائماً مياه طازجة، ومن الأفضل استخدام جهاز لتنقية المياه. وهنا، شرحت د. هول أنه: «ببعض أرجاء البلاد، تؤثر مياه الصنبور على طعم الشاي».

- استخدم كيساً واحداً من الشاي أو ملعقة صغيرة مستديرة من الشاي السائب لكل كوب.

- الغليان الذكي: استخدم الكوب الخاص بك، واحرص على قياس كمية الماء التي تحتاجها لإعداد كوب أو كوبين فقط وقم بغليها فقط.

- اسمح للشاي أن يتخمر للمدة الموصى بها قبل صبه. اقرأ التعليمات الموجودة على العبوة، وإذا كنت تحضر الشاي باستخدام كيس داخل كوب، فإن إضافة الحليب أخيراً الخيار الأفضل.

- ينبغي السماح بغليان معظم أنواع الشاي الأسود لمدة ثلاثة أو أربعة دقائق. أما شاي «لابسانغ سوتشونغ» الأسود، فمن الأفضل تركه يغلي لمدة أربع أو خمس دقائق. أما الشاي الأخضر، فمن الأفضل أن يستمر في الغليان ثلاث أو أربع دقائق، بينما يفضل غليان شاي «أولونغ» ما بين ثلاث وخمس دقائق، حسب الرغبة.

- ارفع الكيس بعد الغليان، قبل إضافة الحليب.


مقالات ذات صلة

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز

نادية عبد الحليم (القاهرة)

الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
TT

الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك، وفي كل الأحوال البصل الأخضر أو الناشف المشطور حلقات ضيف مائدتك، إن راق لك ذلك.

فطبق الفول «حدوتة» مصرية، تُروى كل صباح بملايين التفاصيل المختلفة، لكي يلبي شهية محبيه لبدء يومهم. فقد يختلف طعمه وفق طريقة الإعداد من «قِدرة» إلى أخرى، وطريقة تقديمه حسب نوعيات الزيت والتوابل، إلا أن كلمة النهاية واحدة: «فول مدمس... تعالى وغمس».

"عربة الفول" تقدم الطبق الشعبي بأصنافه التقليدية (تصوير: الشرق الأوسط)

سواء قصدت «عربة فول» في أحد الأحياء أو اتجهت إلى مطاعم المأكولات الشعبية، ستجد طبق الفول في انتظارك، يستقبلك بنكهاته المتعددة، التي تجذبك لـ«تغميسه»، فالخيارات التي يتيحها ذلك الطبق الشعبي لعشاقه عديدة.

من ناحية الشكل، هناك من يفضلون حبة الفول «صحيحة»، وآخرون يرغبونها مهروسة.

أما عن ناحية المذاق، فيمكن تصنيف أطباق الفول وفق الإضافات والنكهات إلى العديد من الأنواع، ولعل الفول بالطحينة أو بالليمون، هما أكثر الإضافات المحببة لكثيرين، سواء عند إعداده منزلياً أو خارجياً. أما عن التوابل، فهناك من يفضل الفول بالكمون أو الشطة، التي تضاف إلى الملح والفلفل بوصفها مكونات رئيسية في تحضيره. بينما تأتي إضافات الخضراوات لكي تعطي تفضيلات أخرى، مثل البصل والفلفل الأخضر والطماطم.

طبق الفول يختلف مذاقه وفق طريقة الإعداد وطريقة التقديم (مطعم سعد الحرامي)

«حلو أم حار»؟، هو السؤال الأول الذي يوجهه جمعة محمد، صاحب إحدى عربات الفول الشهيرة بشارع قصر العيني بالقاهرة، للمترددين عليه، في إشارة إلى نوعَيْه الأشهر وفق طريقتي تقديمه التقليديتين، فطبق فول بالزيت الحلو يعني إضافة زيت الذرة التقليدي عند تقديمه، أما «الحار» فهو زيت بذور الكتان.

يقول جمعة لـ«الشرق الأوسط»: «الحار والحلو هما أصل الفول في مصر، ثم يأتي في المرتبة الثانية الفول بزيت الزيتون، وبالزبدة، وهي الأنواع الأربعة التي أقدمها وتقدمها أيضاً أي عربة أخرى»، مبيناً أن ما يجعل طبق الفول يجتذب الزبائن ليس فقط نوعه، بل أيضاً «يد البائع» الذي يمتلك سر المهنة، في ضبط ما يعرف بـ«التحويجة» أو «التحبيشة» التي تضاف إلى طبق الفول.

طاجن فول بالسجق (مطعم سعد الحرامي)

وبينما يُلبي البائع الخمسيني طلبات زبائنه المتزاحمين أمام عربته الخشبية، التي كتب عليها عبارة ساخرة تقول: «إن خلص الفول أنا مش مسؤول»، يشير إلى أنه مؤخراً انتشرت أنواع أخرى تقدمها مطاعم الفول استجابة للأذواق المختلفة، وأبرزها الفول بالسجق، وبالبسطرمة، وأخيراً بالزبادي.

كما يشير إلى الفول الإسكندراني الذي تشتهر به الإسكندرية والمحافظات الساحلية المصرية، حيث يعدّ بخلطة خاصة تتكون من مجموعة من البهارات والخضراوات، مثل البصل والطماطم والثوم والفلفل الألوان، التي تقطع إلى قطع صغيرة وتشوح وتضاف إلى الفول.

الفول يحتفظ بمذاقه الأصلي بلمسات مبتكرة (المصدر: هيئة تنمية الصادرات)

ويلفت جمعة إلى أن طبق الفول التقليدي شهد ابتكارات عديدة مؤخراً، في محاولة لجذب الزبائن، ومعه تعددت أنواعه بتنويع الإضافات والمكونات غير التقليدية.

بترك عربة الفول وما تقدمه من أنواع تقليدية، وبالانتقال إلى وسط القاهرة، فنحن أمام أشهر بائع فول في مصر، أو مطعم «سعد الحرامي»، الذي يقصده المشاهير والمثقفون والزوار الأجانب والسائحون من كل الأنحاء، لتذوق الفول والمأكولات الشعبية المصرية لديه، التي تحتفظ بمذاقها التقليدي الأصلي بلمسة مبتكرة، يشتهر بها المطعم.

طاجن فول بالقشدة (مطعم سعد الحرامي)

يبّين سعد (الذي يلقب بـ«الحرامي» تندراً، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الفنان فريد شوقي)، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن الأنواع المعتادة للفول في مصر لا تتعدى 12 نوعاً، مؤكداً أنه بعد التطورات التي قام بإدخالها على الطبق الشعبي خلال السنوات الأخيرة، فإن «لديه حالياً 70 نوعاً من الفول».

ويشير إلى أنه قبل 10 سنوات، عمد إلى الابتكار في الطبق الشعبي مع اشتداد المنافسة مع غيره من المطاعم، وتمثل هذا الابتكار في تحويل الفول من طبق في صورته التقليدية إلى وضعه في طاجن فخاري يتم إدخاله إلى الأفران للنضج بداخلها، ما طوّع الفول إلى استقبال أصناف أخرى داخل الطاجن، لم يمكن له أن يتقبلها بخلاف ذلك بحالته العادية، حيث تم إضافة العديد من المكونات للفول.

من أبرز الطواجن التي تضمها قائمة المطعم طاجن الفول بالسجق، وبالجمبري، وبالدجاج، والبيض، و«لية الخروف»، وبالموتزاريلا، وباللحم المفروم، وبالعكاوي. كما تحول الفول داخل المطعم إلى صنف من الحلويات، بعد إدخال مكونات حلوة المذاق، حيث نجد ضمن قائمة المطعم: الفول بالقشدة، وبالقشدة والعجوة، وبالمكسرات، أما الجديد الذي يجرى التحضير له فهو الفول بالمكسرات وشمع العسل.

رغم كافة هذه الأصناف فإن صاحب المطعم يشير إلى أن الفول الحار والحلو هما الأكثر إقبالاً لديه، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي تدفع المصريين في الأغلب إلى هذين النوعين التقليديين لسعرهما المناسب، مبيناً أن بعض أطباقه يتجاوز سعرها مائة جنيه (الدولار يساوي 48.6 جنيه مصري)، وبالتالي لا تكون ملائمة لجميع الفئات.

ويبّين أن نجاح أطباقه يعود لسببين؛ الأول «نفَس» الصانع لديه، والثاني «تركيبة العطارة» أو خلطة التوابل والبهارات، التي تتم إضافتها بنسب معينة قام بتحديدها بنفسه، لافتاً إلى أن كل طاجن له تركيبته الخاصة أو التوابل التي تناسبه، فهناك طاجن يقبل الكمون، وآخر لا يناسبه إلا الفلفل الأسود أو الحبهان أو القرفة وهكذا، لافتاً إلى أنها عملية أُتقنت بالخبرة المتراكمة التي تزيد على 40 عاماً، والتجريب المتواصل.

يفخر العم سعد بأن مطعمه صاحب الريادة في الابتكار، مشيراً إلى أنه رغم كل المحاولات التي يقوم بها منافسوه لتقليده فإنهم لم يستطيعوا ذلك، مختتماً حديثه قائلاً بثقة: «يقلدونني نعم. ينافسونني لا».