لؤي الكيلاني لـ«الشرق الأوسط»: المنافسة بيننا كـ«بلوغرز» تحفزنا لتقديم الأفضل

هواية جعلت منه اسماً لامعاً في عالم الطعام الافتراضي

يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)
يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)
TT

لؤي الكيلاني لـ«الشرق الأوسط»: المنافسة بيننا كـ«بلوغرز» تحفزنا لتقديم الأفضل

يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)
يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)

يلقبونه في بلده الأم الكويت بـ«عاشق لبنان»، فحبه لوطن الأرز يعود إلى طفولته. كان يرافق والديه في زيارة لبنان بموسم الصيف، ويقيمون في مناطق بحمدون وفالوغا وعاليه.

البلوغر لؤي الكيلاني صار اليوم أشهر من أن يعرّف، بوصفه مستكشف مطاعم ومقاهٍ وأطباق لبنانية في مختلف المناطق. يسكن في منطقة ضبية، ولكنه ضليع في معرفة مناطق وشوارع بيروت؛ كالجميزة والأشرفية وشارع الحمراء. يزور لبنان باستمرار ليمارس هوايته، بعدما بلغ سن التقاعد. «القصة بدأت معي خلال الجائحة. وعندما حصلت على حقنة اللقاح الثانية ضد (كورونا) تنفست الصعداء وقلت لنفسي: لبنان، أنا آتٍ إليك. ومن هنا انطلقت بوصفي بلوغر طعام، أتجول في مناطقه، وأستكشف مطاعمه وطبيعته الخلابة. هناك كثيرون يجهلون ميزات هذا البلد، لا بل يعتقدون بأنه بلد السهر والحفلات فقط لأنهم يجهلون ميزاته الحقيقية. رغبت في التعريف به على طريقتي ونجحت».

يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)

تعلقه بلبنان يعود إلى طفولته. أكثر ما يتذكره من تلك الحقبة هو رائحة المنقوشة بالزعتر. «لا يمكنني أن أنسى رائحتها الشهية، إضافة إلى مشاهد أخرى أحتفظ بها في ذاكرتي، كالبائع المتجول لحلوى الـ(كرابيج) مع الناطف. كان يحمل صندوقه الخشبي ذا الواجهة الزجاجية ويدور في الأحياء. ونحن الأطفال كنا نتحلق حوله كي نشتريها. ولا أنسى أيضاً ماسح الأحذية؛ إذ كان والدي يستأنس به عندما يأتي إلى لبنان، ويتسامر معه أثناء ممارسته عمله على أحد الأرصفة».

يطول حديث لؤي الكيلاني عن لبنان؛ الطبيعة والجبل والبحر والطعام، وكوب القهوة الدافئ الذي يتناوله من دون سكر. ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أخذت على عاتقي تعريف الناس أينما كانوا إلى هذا البلد الجميل. أردت أن يتعرفوا إلى شلالاته وأنهاره وجباله، وطبعاً إلى أطباقه اللذيذة».

لؤي كيلاني من أهم المؤثرين في عالم الطعام الافتراضي (الشرق الأوسط)

أكثر الأطباق التي يحب تناولها في لبنان «ورق العريش مع لحم الكستلاتة. والمعروف في بلادنا العربية بأسماء كثيرة كـ«ورق الدوالي». لا يوفر أي نوع طعام ولا يتذوقه. «أحب الاستمتاع بالطعام اللبناني الأصيل، وكذلك من فئة (الستريت فود). سندويش الشاورما كما الـ(شيش طاووق) والمنقوشة على أنواعها تلفتني. أهلي علموني حب لبنان فورثته عنهم، وأنا أجول فيه أتذكر طفولتي وأشعر بسعادة كبيرة».

تربط لؤي الكيلاني علاقات وطيدة مع أصحاب مخابز وباعة مناقيش وطهاة لبنانيين وغيرهم. «أحب فترة الصباح في لبنان، وأتجول أكثر الأوقات في هذا الموعد. أجلس بحديقة منزلي في الضبية المليئة بالأشجار المثمرة. أو أتوجه إلى شارع الجميزة وبالتحديد إلى مقهى (نايبر هود) لأرتشف فنجان القهوة الذي أحب. صرت أعرف أهم محلات الطعام وتربطني علاقة وطيدة مع أصحابها والطهاة فيها. يمكنني أن أعد أسماء المئات منها (جوزف للشاورما) و(بي تو بي للمنقوشة) و(فلافل صهيون) في بيروت. وكذلك لن أنسى مطعم (أبو شادي) في الزلقا الذي يقدم أطباقاً لبنانية أصيلة كـ(فتة المقادم) و(بيض الفري) المقلي، وغيرها من أطباق الفطور الشهية».

لشدة حبه للبنان تزوج لؤي من لبنانية، ولكنها لا تجيد الطهي. «مش مهم لأني معها أستكشف أماكن تقدم أطيب الأطباق. فالمائدة اللبنانية هي الأغنى بين مطابخ العالم، لما تتضمن من أنواع مازات، وأكلات باردة وساخنة. وهو أمر لا نجده إلا في لبنان».

قبل أن ينطلق بهوايته هذه كان لؤي يعمل مديراً في سلسلة مطاعم عالمية «ماكدونالدز» في الكويت. «منذ أن تقاعدت قررت أن أطلق المكتب والأماكن المقفلة. فصارت اجتماعاتي تدور في المطاعم والمقاهي والأماكن المفتوحة في الهواء الطلق. لا شك أن عملي السابق زودني بثقافة مطبخ وطعام ممتازة. وأنا من محبذي القاعدة التي تقول: أول ثلث من الحياة نمضيه في الدراسة، والثاني منه في العمل، والثالث للمتعة الشخصية».

لؤي الكيلاني مدون طعام شهير على وسائل التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)

أخذ هوايته في تذوق الطعام من والدته نوال بهبهاني. «كانت متذوقة شرسة للطعام، تستطيع أن تتعرف بسرعة إلى الطعام ذي الجودة. كنت أراقبها وهي تعد الطعام، وكانت تعود إليّ للتأكد من نجاح طبق ما معها. ولكنني في المقابل لا أهوى الطبخ واكتفيت بإعداد أطباق خفيفة. أفضل تذوق الطعام بشكل أكبر، من أن أدخل المطبخ وأطهو».

يقول لؤي إن إقامته في لبنان تكون لفترات متقطعة، ولكنها طويلة، وقد وفرت له التعرف إلى «بلوغرز طعام» مثله. ألم تجد تنافساً وصعوبة بموازاة ذلك تؤثر على مشوارك؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «بالعكس تماماً كثرة (البلوغرز) من فئتي تنعكس إيجاباً على عملي. وتحفزنا جميعاً على تقديم الأفضل، خصوصاً أن هؤلاء يتعاطون مع موضوع الطعام من نواحٍ مختلفة؛ فمرات كثيرة لا نتشابه في المحتوى، لأن لكل منا هويته الخاصة في مشواره. البعض يتشابه مرات، ولكن لكل واحد شخصيته وأسلوبه في العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومن هم بعمري يعتبرون قلة، لذلك أجد في البلوغرز الشباب أصدقاء ورفقاء درب، فأتنقل معهم في نزهات داخل مناطق لبنانية بينها ما لم أكن أعرفها مثل منطقة الجنوب، فأنا أعتبرهم بمثابة أولادي، وأحبهم كثيراً، وأساندهم في أعمالهم».

وعلى سيرة الأولاد، فإن كيلاني نقل حبه للبنان إلى أولاده: «زيد وروان اليوم يعشقان لبنان مثلي. وابني يستقر في عمارة في الأشرفية، وهي منطقة أعرف أزقتها وأحياءها عن كثب». من المناطق التي يحب التجول فيها أيضاً «برج حمود». «كل منطقة من مناطق لبنان لها خصوصيتها. وأقف مشدوهاً أمام التنوع الاجتماعي الذي تكتنفه كل منها. فعندما أرى أسواقها والأعلام لمختلف بلدان العالم ترتفع فيها، وبينها علم أرمينيا، أتساءل إذا ما كان هذا المشهد يمكن أن نراه في مكان آخر. سيدات الأشرفية يتجولن بكامل أناقتهن فيها، وكذلك سكان أحياء برج حمود إضافة إلى جنسيات أخرى. كما أن الباعة يفترشون أرضها فهي فسيفساء حقيقية. إنها منطقة خلابة بمشهديتها المنوعة والغنية الثقافات».

أكثر ما يحب مشاهدته في لبنان هو غروب الشمس في بلدة إهدن. «أقف هناك مندهشاً لروعة المنظر فوق الغيوم من بلدة إهدن المطلة. ومن تحتها منظر بيوت تراثية يغمر قببها القرميد، فيخيل إليك لوهلة أنك في إيطاليا. وفي فاريا، ومع عمارة حديثة تسودها ويحيط بها الحدائق، تتذكر لا شعورياً فرنسا وريفها».

من المعروف عن لؤي الكيلاني زيارته أماكن لا يعرفها كثيرون في لبنان (الشرق الأوسط)

ويختم لؤي الذي يهوى التحدث مع الناس والتعبير عن أحاسيسه تجاه بلد يحبه: «لبنان بنظري هو الجنة على الأرض. طبعاً أمارس هوايتي هذه أيضاً في بلدي الكويت. فلبنان كان السبب في انطلاق شهرتي بعد مقطع فيديو أقول فيه (هيدا لبنان) فحصد نسبة مشاهدة عالية. ووضعتني على هذا الطريق الذي ما زلت أسير فيه بشغف».


مقالات ذات صلة

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز

نادية عبد الحليم (القاهرة)

الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
TT

الفول المصري... حلو وحار

طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)
طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك، وفي كل الأحوال البصل الأخضر أو الناشف المشطور حلقات ضيف مائدتك، إن راق لك ذلك.

فطبق الفول «حدوتة» مصرية، تُروى كل صباح بملايين التفاصيل المختلفة، لكي يلبي شهية محبيه لبدء يومهم. فقد يختلف طعمه وفق طريقة الإعداد من «قِدرة» إلى أخرى، وطريقة تقديمه حسب نوعيات الزيت والتوابل، إلا أن كلمة النهاية واحدة: «فول مدمس... تعالى وغمس».

"عربة الفول" تقدم الطبق الشعبي بأصنافه التقليدية (تصوير: الشرق الأوسط)

سواء قصدت «عربة فول» في أحد الأحياء أو اتجهت إلى مطاعم المأكولات الشعبية، ستجد طبق الفول في انتظارك، يستقبلك بنكهاته المتعددة، التي تجذبك لـ«تغميسه»، فالخيارات التي يتيحها ذلك الطبق الشعبي لعشاقه عديدة.

من ناحية الشكل، هناك من يفضلون حبة الفول «صحيحة»، وآخرون يرغبونها مهروسة.

أما عن ناحية المذاق، فيمكن تصنيف أطباق الفول وفق الإضافات والنكهات إلى العديد من الأنواع، ولعل الفول بالطحينة أو بالليمون، هما أكثر الإضافات المحببة لكثيرين، سواء عند إعداده منزلياً أو خارجياً. أما عن التوابل، فهناك من يفضل الفول بالكمون أو الشطة، التي تضاف إلى الملح والفلفل بوصفها مكونات رئيسية في تحضيره. بينما تأتي إضافات الخضراوات لكي تعطي تفضيلات أخرى، مثل البصل والفلفل الأخضر والطماطم.

طبق الفول يختلف مذاقه وفق طريقة الإعداد وطريقة التقديم (مطعم سعد الحرامي)

«حلو أم حار»؟، هو السؤال الأول الذي يوجهه جمعة محمد، صاحب إحدى عربات الفول الشهيرة بشارع قصر العيني بالقاهرة، للمترددين عليه، في إشارة إلى نوعَيْه الأشهر وفق طريقتي تقديمه التقليديتين، فطبق فول بالزيت الحلو يعني إضافة زيت الذرة التقليدي عند تقديمه، أما «الحار» فهو زيت بذور الكتان.

يقول جمعة لـ«الشرق الأوسط»: «الحار والحلو هما أصل الفول في مصر، ثم يأتي في المرتبة الثانية الفول بزيت الزيتون، وبالزبدة، وهي الأنواع الأربعة التي أقدمها وتقدمها أيضاً أي عربة أخرى»، مبيناً أن ما يجعل طبق الفول يجتذب الزبائن ليس فقط نوعه، بل أيضاً «يد البائع» الذي يمتلك سر المهنة، في ضبط ما يعرف بـ«التحويجة» أو «التحبيشة» التي تضاف إلى طبق الفول.

طاجن فول بالسجق (مطعم سعد الحرامي)

وبينما يُلبي البائع الخمسيني طلبات زبائنه المتزاحمين أمام عربته الخشبية، التي كتب عليها عبارة ساخرة تقول: «إن خلص الفول أنا مش مسؤول»، يشير إلى أنه مؤخراً انتشرت أنواع أخرى تقدمها مطاعم الفول استجابة للأذواق المختلفة، وأبرزها الفول بالسجق، وبالبسطرمة، وأخيراً بالزبادي.

كما يشير إلى الفول الإسكندراني الذي تشتهر به الإسكندرية والمحافظات الساحلية المصرية، حيث يعدّ بخلطة خاصة تتكون من مجموعة من البهارات والخضراوات، مثل البصل والطماطم والثوم والفلفل الألوان، التي تقطع إلى قطع صغيرة وتشوح وتضاف إلى الفول.

الفول يحتفظ بمذاقه الأصلي بلمسات مبتكرة (المصدر: هيئة تنمية الصادرات)

ويلفت جمعة إلى أن طبق الفول التقليدي شهد ابتكارات عديدة مؤخراً، في محاولة لجذب الزبائن، ومعه تعددت أنواعه بتنويع الإضافات والمكونات غير التقليدية.

بترك عربة الفول وما تقدمه من أنواع تقليدية، وبالانتقال إلى وسط القاهرة، فنحن أمام أشهر بائع فول في مصر، أو مطعم «سعد الحرامي»، الذي يقصده المشاهير والمثقفون والزوار الأجانب والسائحون من كل الأنحاء، لتذوق الفول والمأكولات الشعبية المصرية لديه، التي تحتفظ بمذاقها التقليدي الأصلي بلمسة مبتكرة، يشتهر بها المطعم.

طاجن فول بالقشدة (مطعم سعد الحرامي)

يبّين سعد (الذي يلقب بـ«الحرامي» تندراً، وهو اللقب الذي أطلقه عليه الفنان فريد شوقي)، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن الأنواع المعتادة للفول في مصر لا تتعدى 12 نوعاً، مؤكداً أنه بعد التطورات التي قام بإدخالها على الطبق الشعبي خلال السنوات الأخيرة، فإن «لديه حالياً 70 نوعاً من الفول».

ويشير إلى أنه قبل 10 سنوات، عمد إلى الابتكار في الطبق الشعبي مع اشتداد المنافسة مع غيره من المطاعم، وتمثل هذا الابتكار في تحويل الفول من طبق في صورته التقليدية إلى وضعه في طاجن فخاري يتم إدخاله إلى الأفران للنضج بداخلها، ما طوّع الفول إلى استقبال أصناف أخرى داخل الطاجن، لم يمكن له أن يتقبلها بخلاف ذلك بحالته العادية، حيث تم إضافة العديد من المكونات للفول.

من أبرز الطواجن التي تضمها قائمة المطعم طاجن الفول بالسجق، وبالجمبري، وبالدجاج، والبيض، و«لية الخروف»، وبالموتزاريلا، وباللحم المفروم، وبالعكاوي. كما تحول الفول داخل المطعم إلى صنف من الحلويات، بعد إدخال مكونات حلوة المذاق، حيث نجد ضمن قائمة المطعم: الفول بالقشدة، وبالقشدة والعجوة، وبالمكسرات، أما الجديد الذي يجرى التحضير له فهو الفول بالمكسرات وشمع العسل.

رغم كافة هذه الأصناف فإن صاحب المطعم يشير إلى أن الفول الحار والحلو هما الأكثر إقبالاً لديه، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي تدفع المصريين في الأغلب إلى هذين النوعين التقليديين لسعرهما المناسب، مبيناً أن بعض أطباقه يتجاوز سعرها مائة جنيه (الدولار يساوي 48.6 جنيه مصري)، وبالتالي لا تكون ملائمة لجميع الفئات.

ويبّين أن نجاح أطباقه يعود لسببين؛ الأول «نفَس» الصانع لديه، والثاني «تركيبة العطارة» أو خلطة التوابل والبهارات، التي تتم إضافتها بنسب معينة قام بتحديدها بنفسه، لافتاً إلى أن كل طاجن له تركيبته الخاصة أو التوابل التي تناسبه، فهناك طاجن يقبل الكمون، وآخر لا يناسبه إلا الفلفل الأسود أو الحبهان أو القرفة وهكذا، لافتاً إلى أنها عملية أُتقنت بالخبرة المتراكمة التي تزيد على 40 عاماً، والتجريب المتواصل.

يفخر العم سعد بأن مطعمه صاحب الريادة في الابتكار، مشيراً إلى أنه رغم كل المحاولات التي يقوم بها منافسوه لتقليده فإنهم لم يستطيعوا ذلك، مختتماً حديثه قائلاً بثقة: «يقلدونني نعم. ينافسونني لا».