جنيف... حيث يجتمع الانضباط السويسري مع المذاق الفرنسي

جولة على بعض مطاعمها التي ترضي جميع الأذواق

تضم جنيف مجموعة من المطاعم المطلة على بحيرتها مباشرة (الشرق الأوسط)
تضم جنيف مجموعة من المطاعم المطلة على بحيرتها مباشرة (الشرق الأوسط)
TT

جنيف... حيث يجتمع الانضباط السويسري مع المذاق الفرنسي

تضم جنيف مجموعة من المطاعم المطلة على بحيرتها مباشرة (الشرق الأوسط)
تضم جنيف مجموعة من المطاعم المطلة على بحيرتها مباشرة (الشرق الأوسط)

تتربّع جنيف في قلب سويسرا وتتباهى بمطاعم استثنائية، حيث يكون الزوّار دوماً على موعد مع تجارب طعام متنوّعة. تنال وجهات الطعام الفاخرة في جنيف استحساناً هائلاً حول العالم، بدءاً من وجبات الفوندو (الجبن الذائب) الآسرة بجانب البحيرة، وصولاً إلى الأطباق المُبتكرة التي تقدّمها المطاعم الحائزة «نجوم ميشلان». فمن قلب هذه المدينة، يستطيع الزوّار وعشّاق الطعام على حد سواء تدليل حواسهم بتجارب طعام استثنائية.

تشتهر جنيف بتنوع المطاعم فيها بما يناسب جميع الأذواق (الشرق الأوسط)

توفّر مجموعة المطاعم الفاخرة في جنيف ملاذاً فريداً، حيث تتلاقى الأطباق الراقية مع روح الإبداع، فتستقطب ذوّاقة الطعام من مختلف أنحاء العالم.

في سويسرا تجد المأكولات الأوروبية والمتوسطية والسويسرية المحلية (الشرق الأوسط)

جولة على بعض من أجمل مطاعم جنيف

يقدّم مطعم لو شا بوتيه Le Chat Botte قائمةً مميّزةً من الأطباق الفرنسية المعاصرة المُعزّزة بنكهات متوسّطية. يستكنّ هذا المطعم في قلب فندق بوريفاج جنيف، ويَعِدُ الضيوف بتجربة طعام تجمع ما بين الرقيّ والمذاق الشهي.

دومين دو شاتوفيو Domaine De Chateauvieux يقع داخل مبنى تاريخي يعود القرن السادس عشر بين أحضان كروم العنب ويشكّل وجهةً تستحقّ الزيارة وهو على مسافة قريبة من جنيف. تتميز أطباقه بلمسة فرنسية محضّرةً بمكوّنات فاخرة مثل الكركند الأزرق من بريتاني وفيليه لحم بقر سيمنتال، وسط أجواء ملؤها الفخامة والرقيّ، حيث تتزاوج التقاليد والابتكار ليستمتع الزوّار بتجربة طعام لا تُنسى. وبحلول فصل الصيف في جنيف، تتحوّل ساحة المطاعم ملاذاً للزوّار الذين ينشدون نكهاتٍ منعشةً تخاطب الحواس. فهنا سيجدون أنفسهم أمام خياراتٍ لا تحصى للاحتفال بالموسم، بدءاً من الأطباق المحضّرة من الخضراوات وصولاً إلى المأكولات البحرية الشهية.

مطعم «دومين دو شاتوفيو» بمبناه التاريخي (موقع المطعم)

ريستوران دو لا بلاج Restaurant De La Plage فيه تختبر تجربة تجسّد ذروة الفخامة بجانب بحيرة جنيف. يقدّم هذا المطعم تشكيلةً فريدةً من الأسماك المحلية والمنتجات الموسمية، ليدغدغ الضيوف براعم ذوقهم بقائمة من الأطباق الشهية مثل فيليه سمك سلطان إبراهيم من البحيرة وسمك السلمون المرقّط من مزارع غيلبيرت للسمك في مونترو.

أوكتوبوس Octopus فتح أبوابه مؤخراً في حيّ شامبيل، يوفّر ملاذاً آسراً لعشّاق المأكولات البحرية. تحرص هذه الوجهة التي يغمرها الضوء الطبيعي على تقديم أجود الأسماك والمأكولات البحرية مع تشكيلة من الأطباق الشهية، بما فيها كارباتشيو الأخطبوط مع الرمّان، وأذرع الأخطبوط المشوية مع مستحلب الفلفل وأخرى مقرمشة مع البيض. كما تتيح القائمة للضيوف فرصة التلذّذ بنكهات سمك البوري الأحمر، والإسكلوب وترياكي السلمون، ليختبروا تجربة مأكولات بحرية لا تُنسى.

من أطباق مطعم «دومين دو شاتوفيو» الفرنسية (موقع المطعم)

يتميز Bains Des Paquisبموقعه الآسر على الواجهة البحرية. فهنا يستطيع الضيوف بدء يومهم بطاقة إيجابية مع فطور شهي، والتلذّذ بمجموعة رائعة من المخبوزات والمربّيات. علاوةً على ذلك، يوفّر هذا العنوان مروحةً من النشاطات الشيّقة لمختلف الأعمار، ليتسنّى للجميع الاستمتاع بوقته. كما أنّ مطعم يستضيف حفلات أعياد ميلاد لا تُنسى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة.

مطعم Un Art De Famille يوفر تجربة ممتازة للعائلات والصغار، فهو لا يقدّم مجموعةً من الأطباق المناسبة لهم فحسب، لا بل يضمّ أيضاً مساحةً مخصّصةً للألعاب، حيث يستطيع الصغار تمضية أمتع الأوقات. تشمل القائمة أطباقاً مُبتكرةً تُحضّر باستخدام مكوّنات محليّة، بينما يستطيع أفراد العائلات المشاركة في باقة من الألعاب والنشاطات الشيّقة.

مطعم بَليلة يقع بين رحاب فندق لونجمال الساحر في شارع باس، ويدعو الضيوف إلى تذوّق النكهات اللبنانية المنعشة والعصرية، واكتشاف غنى المطبخ اللبناني بدءاً من الحمّص وصولاً إلى التبولة والمتبّل الزاخر بالنكهات الآسرة والفلافل الشهية.

خلال موسم الصيف، يستطيع الزوّار التلذّذ بوجباتهم على الشرفة التي تكشف عن إطلالات مبهرة على ساحة بلاس لونجمال.

مطعم بَليلة يقدم المأكولات اللبناني بقالب عصري (موقع المطعم)

راسوي مطعم هندي في كاروج يجمع بين النكهات السويسرية والهندية بإبداع لا مثيل له، ليأخذ الضيوف في رحلة إلى شوارع الهند النابضة بالحيوية مع تشكيلة من الأطباق اللذيذة. تشمل قائمة الطعام تندوري السلمون، والسمبوسة مع كاري الحمص، ولحم ضأن روغان جوش الفوّاح المُعزّز بنكهات الزعفران والزنجبيل. تتميّز هذه الأطباق بمزيج ساحر من النكهات لتخاطب حواس الضيوف وتمنحهم تجربة تفاعلية بكلّ ما للكلمة من معنى.

المعروف عن جنيف أنها تقدم مجموعةً واسعةً من تجارب الطعام، بدءاً من الأطباق الفاخرة وصولاً إلى الأطباق العالمية والأطايب السويسرية التقليدية. انطلق في رحلة شيّقة إلى عالم الطهي من قلب هذه المدينة الساحرة، حيث تحمل كلّ لقمة قصّةً وتمنحك كلّ وجبة فرصةً لاكتشاف نكهات جديدة خارجة عن المألوف. استكشف ساحة مطاعم جنيف التي تنفرد بغناها وتنوّعها وإبداعها وتذوّق أطايب لا نظير لها بين ربوع هذه الوجهة الخلابة.

تأخذ تجربة الطعام المبهرة في جنيف الزوّار في رحلة حول العالم، حيث تنتظرهم مجموعة متنوعة من النكهات المستوحاة من المطابخ المكسيكية، والبيروفية، واليابانية، والصينية، واللبنانية، والهندية والمغربية. وبالتالي، سيتمكّنون من السفر إلى مناطق نائية من دون أن يخطو خطوةً واحدةً خارج هذه المدينة.


مقالات ذات صلة

مذاقات تجوب بربارة مسعد المناطق اللبنانية بحثاً عن أسرار المطبخ اللبناني (الشرق الأوسط)

بربارة مسعد لـ«الشرق الأوسط»: طفرة الطهاة على الـ«سوشيال ميديا» أمر جيد

تملك بربارة مسعد خطاً خاصاً بها في مجال الطعام والمطبخ اللبناني.

فيفيان حداد (بيروت )
مذاقات كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

الزبادي مكون متصالح مع جميع الأطباق من الحمص إلى الدجاج

تتجاوز نظرة الشيف وليد السعيد، للزبادي من اعتباره نوعاً من المقبلات الممتزجة بالثوم والأعشاب أو وجبة سريعة يتم تناولها في الصباح

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات ابتكار وصفات تقليدية بتكلفة أقل (إنستغرام)

«الحمام الكذاب» يغازل «الحمام المحشي»... بتكلفة أقل

أثناء رحلة منى، المواطنة المصرية، على «الإنترنت» بحثاً عن وصفة مبتكرة تجذب أسرتها، صادفتها وصفة «الحمام الكذاب»

إيمان مبروك (القاهرة )
مذاقات السوشي يدخل علب طعام الأطفال في المدارس (شاتر ستوك)

هل نقول وداعاً لسندوتشات المربى والجبن وأهلاً بالسوشي في علب الطعام؟

حقق باحثون بشركة «أمازون غروسري» في تطوير علب غذاء الأطفال (Lunch box) على مر السنين.

«الشرق الأوسط» (لندن )

بربارة مسعد لـ«الشرق الأوسط»: طفرة الطهاة على الـ«سوشيال ميديا» أمر جيد

تجوب بربارة مسعد المناطق اللبنانية بحثاً عن أسرار المطبخ اللبناني (الشرق الأوسط)
تجوب بربارة مسعد المناطق اللبنانية بحثاً عن أسرار المطبخ اللبناني (الشرق الأوسط)
TT

بربارة مسعد لـ«الشرق الأوسط»: طفرة الطهاة على الـ«سوشيال ميديا» أمر جيد

تجوب بربارة مسعد المناطق اللبنانية بحثاً عن أسرار المطبخ اللبناني (الشرق الأوسط)
تجوب بربارة مسعد المناطق اللبنانية بحثاً عن أسرار المطبخ اللبناني (الشرق الأوسط)

تملك بربارة مسعد خطاً خاصاً بها في مجال الطعام والمطبخ اللبناني؛ فهي تجول المناطق اللبنانية بحثاً عن كل ما يمكن أن يزودها بأسراره. تعيش في منزلها في بلونة محاطة بحديقة تزرع فيها نباتات وخضاراً وفواكه كي تقطفها طازجة. عاشت فترة من حياتها في أميركا واكتسبت خبرة الطهي في أثناء مساعدتها لوالدها. فهو مصور فوتوغرافي ويملك مطعماً لبنانياً في فلوريدا. إثر عودتها إلى لبنان في عام 1988، تدربت مع طهاة في مطاعم لبنانية وإيطالية وفرنسية. وفي 2006 انضمت إلى Slow Food Movement، وهي منظمة تعمل على تعزيز الحفاظ على التقاليد الغذائية المحلية والتنوع البيولوجي والإنتاج الغذائي المحدود حول العالم.

شغفها بالمطبخ اللبناني كان وراء تأليفها عدة كتب، بينها واحد عن «المنقوشة اللبنانية»، وكذلك آخر تناولت فيه المونة اللبنانية وكيفية الحفاظ عليها. أما أحدث مؤلفاتها فهي «بيروت إلى الأبد». وتقول عنه لـ«الشرق الأوسط»: «أردته تكريماً لمدينة أحبها ذاقت الأمرّين بعد انفجار 4 أغسطس (آب)، وفيه وصفات أكلات لبنانية استوحيتها من مشواري وتراكم تجاربي في المطبخ اللبناني».

تجوب بربارة مسعد المناطق اللبنانية بحثاً عن أسرار المطبخ اللبناني (الشرق الأوسط)

تفتخر مسعد بأصولها اللبنانية، وهي التي تحمل الجنسية الأميركية أيضاً، وتعتز بأن خوسيه أندرياس أحد أهم الطهاة الإسبان في أميركا كتب لها مقدمة هذا الكتاب. مشاركته هذه حفزته على زيارة بيروت فجال في المناطق اللبنانية يوزع الطعام والمساعدات على المتضررين من الانفجار.

تتباهى بلبنانيتها التي تسكنها حتى العظم: «بيروت قلب لبنان، مدينة لن تتكرر، وفي كتابي الأخير المهدى إليها وضعت قصيدة للراحلة ناديا تويني عنوانها: بيروت. أحب دائماً أن أركز إلى رمز لبناني أصيل في كتبي. وهذه المرة أدرجت صورة لتويني كان قد التقطها لها والدي، فشكلت نبعاً استوحيت منه الكثير في عملي».

من ربات المنازل في القرى تستكشف أطباق المطبخ اللبناني الأصيل (الشرق الأوسط)

تصف الطعام بأنه لغة بحد ذاته، يتواصل من خلاله الناس أينما كانوا: «ثقافة مطبخنا تلحق بنا أينما كنا، خصوصاً، عندما نكون خارج لبنان. ومن الجميل أن نلحظ تعلق الشباب اللبناني بمطبخه مؤخراً. فهو جزء من هويته وعليه أن يحافظ عليها».

بربارة مسعد هي واحدة من الأعضاء المؤسسين لمنظمة Slow Food بيروت، ومندوبة لمجموعة Terra Madre الدولية. قامت بتمثيل لبنان عام 2007 في كونغرس Slow Food النصف سنوى العالمي في بويبلا في المكسيك.

علاقة بربارة مسعد وطيدة بالأرض والطبيعة (الشرق الأوسط)

تصف المطبخ اللبناني بالمتنوع والغني جداً، وهو يناسب كل الأذواق والمتطلبات: «عندنا أطباق نباتية وتشكيلة من المعجنات والطبخات باللحم والدجاج. عندما عدت من أميركا، ولمجرد اكتفائي بتناول الطعام اللبناني الصحي خسرت 10 كيلوغرامات من وزني».

بينها وبين الزعتر قصة حب طويلة ترجمتها في كتاب حصدت عليه جوائز عالمية: «الزعتر بالنسبة لي من أهم مكونات المطبخ اللبناني. تخيلي أنني مؤخراً صنعت قالب حلوى يتألف من الشوكولاتة ومنكّهاً بالزعتر. جاء طعمه رائعاً لم أتوقعه أبداً. هذه الفكرة استوحيتها من طاهية في مطعم (طاولة) لكمال مذوق في أميركا. للزعتر ذكريات كثيرة عندنا في جميع مراحل حياتنا. والمنقوشة أشهر وصفة فطائر يمكننا صنعها منه. كانت في الماضي القريب تعرف بأكلة الفقير كما الغني، فهذه الفطيرة تشبكنا جميعاً في حبها».

وبخصوص طفرة الطهاة البارزة على وسائل التواصل الاجتماعي تعلق: «تناول الطعام هو بمثابة شغف وحب عند الإنسان. وهي هواية تشعرنا بحالة نفسية أفضل تماماً كتربية الحيوانات الأليفة. أكثر ما نفعله في حياتنا هو تناول الطعام، ولذلك يأخذ حيزاً من حياتنا اليومي. سؤالنا الدائم الذي نطرحه على أنفسنا أو بين بعضنا: ماذا أطبخ اليوم؟ أو ماذا آكل هذا المساء؟ نأكل 4 مرات في اليوم الواحد، أقله أن نلحظ هذه الظاهرة على السوشيال ميديا، ولكل من هؤلاء متابعوه حسب أسلوبه وفنه بالطبخ. وأرى هذه الظاهرة أمراً جيداً».

حاولت كما تقول بربارة لـ«الشرق الأوسط» أن تمارس مهنة «المدوّنة» (بلوغر): «لم أستطع مجاراة إيقاعها اليومي. فهو يتطلب التفرغ لها. ولكنني في الوقت نفسه أكنّ إعجاباً كبيراً لكثيرين من البلوغرز اللبنانيين».

تعد بربارة مسعد الزعتر البلدي من أهم مكونات الطعام في لبنان (الشرق الأوسط)

لا يستفزها مشهد تحضير الطعام من قبل أحدهم لا يتمسك بأصول هذه اللعبة: «مرات أتساءل كيف لهذا البلوغر ملايين المتابعين مع أن المحتوى الذي يقدمه حول الطعام غير جدير بذلك. ولكنني خلصت إلى قناعة بأن لكل شخص أسلوبه، والمكان يتسع للجميع».

تبدي سعادة كبيرة بما استطاعت تقديمه حتى اليوم على صعيد المطبخ اللبناني ككل: «إنه اليوم يلاقي انتشاراً واسعاً، كونه ينبع من منطقة عريقة ألا وهي الشرق الأوسط. وثانياً لأنه يحتوي على مكونات غذائية تختلف كثيراً عن غيرها في مطابخ غربية أو شرق آسيوية».

تستعد حالياً لتأليف كتاب جديد تقطف محتواه من زيارات أسبوعية إلى بلدات لبنانية. «في الماضي القريب ركزت على منقوشة الزعتر. أردتها أن تنافس بطعمها وشهرتها طبق البيتزا الإيطالي. اليوم أحاول نقل طعامنا من مختلف القرى والمناطق اللبنانية. أتعلم الكثير من الأشخاص الذين أزورهم، فأشاركهم الأحاديث حول المائدة اللبنانية، ومعاً نتناول الأطباق الأصيلة والشهية».


الزبادي مكون متصالح مع جميع الأطباق من الحمص إلى الدجاج

كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)
كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)
TT

الزبادي مكون متصالح مع جميع الأطباق من الحمص إلى الدجاج

كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)
كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

لعلك من الذين يتناولون أكواب الزبادي (اللبن) لمواجهة الحموضة، أو للمساعدة على هضم الطعام بشكل عام، لكن هل جربته يوماً ممزوجاً بمحتويات فطيرة الدجاج، أو مع فتة الحمص. هناك في هذا الموضوع سيدلك طهاة ومدونون على كيفية إعداد وصفة لذيذة، وذات فائدة صحية.

كيكة الشكولاتة بالزبادي إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

تتجاوز نظرة الشيف وليد السعيد، للزبادي من اعتباره نوعاً من المقبلات الممتزجة بالثوم والأعشاب أو وجبة سريعة يتم تناولها في الصباح، أو حتى كبديل للعشاء، إلى كونها إضافة رائعة ومهمة لأطباق رئيسية، فهي على حد تعبيره: «المرشح المثالي لوصفات الخبز والمعكرونة واللحوم والصلصات الكريمية والشوربات والسلطات؛ لذلك عليك أن تحرص على بقائها دوماً في ثلاجتك».

ويقول السعيد لـ«الشرق الأوسط»: «تزداد أهمية دمج الزبادي في طعامك عندما تبحث عن وصفات صحية أو كنت تبحث عن الرشاقة، فهي تخلصك من الدهون المتراكمة حول الخصر، وتنمي شعورك بالشبع لفترة أطول من المعتاد، لكونها تحتوي على مادة (بروبيوتيك) التي تساهم في تحسين عمليتي الهضم، والأيض».

شاورما اللحم بالزبادي شيف وليد السعيد (وليد السعيد)

ويدخل السعيد الزبادي في العديد من الوصفات مثل الكيك الهشة وفتة الحمص وتتبيلة الدجاج وشاورما اللحم، أما الفطائر فيقدم لها مجموعة من الوصفات باستخدام الزبادي، ومنها فطيرة الدجاج ووصفة الفطيرة بزيت جوز الهند بالكريمة المخفوقة مع الزبادي، كما يقدم طبق العدس بالبصل الأحمر والليمون والزبادي، ويقترح لعشاق الزبادي إعداد البيض المسلوق على طبقة من الزبادي تعلو الخبز المقرمش المغطى بالزبدة والمتبل بالثوم.

الزبادي مكون أساسي في الشاورمة إعداد شيف وليد السعيد (الشرق الأوسط)

كما يُستخدم في صنع البطاطا الحلوة المحشوة بالتوت الأزرق والمغطاة بالغرانولا، يوضح: «تعادل الزبادي هنا الحلاوة المرتفعة للبطاطا. أيضا أنصح باستخدامها في تحضير المافن؛ سوف يتفاعل الزبادي مع صودا الخبز لتحفيز التخمير، فتحصل على قوام رائع وطعم مغاير».

أما الوافل بالزبادي المضاف إليه جوز الهند والفانيليا فهو أحد الحلول السحرية لحلوى صحية خفيفة، بينما يقترح للعديد من الوصفات لاستخدام الزبادي بدلاً من مكونات أخرى مثل الاستغناء عن المايونيز في الكول سلو لتحل مكانها الزبادي؛ وذلك بهدف الاستفادة من القيمة الغذائية لها والحد من الدسم.

كيكة الزبادي والعسل إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

وعلى مدونتها على (إنستغرام)، تقدم الشيف ندى سعد مجموعة من الأطباق باستخدام الزبادي تقديراً منها لقيمتها الغذائية، ومنها فتة الباذنجان بالرمان.

ويفتح طهاة مصريون آخرون أمامك عالماً من الخيارات لاستخدامات الزبادي المتنوعة؛ فتقدم شيف هالة فهمي، «القرص الطرية» بالسكر والسمسم والسمن البلدي، والتي يدخل في تحضيرها الزبادي، فضلاً عن سلطة الحمص بالطحينة والزبادي، وكذلك شاورما الدجاج وكيك الشوكولاتة.

قرص بالسمسم باستخدام الزبادي إعداد شيف هالة فهمي (الشرق الأوسط)

من جهته، يقدم شيف أحمد إسماعيل أطباقاً مميزة بالزبادي ومنها فتة الدجاج؛ حيث يتبل الدجاج بالبابريكا والثوم باودر، والزعتر والقرنفل والزبادي المضاف إليها معلقة صغيرة زيت وملح وفلفل وكزبرة وعصير ليمونة ومعلقة خل ونعناع فريش والكركم، يقول: «يحب المصريون كثيراً الزبادي، ويفضلون مذاقها، ومن هنا نبع اهتمامي بتقديم وصفات تعتمد عليها بشكل أساسي».

ويصنع إسماعيل كذلك سلطة المعكرونة بالمايونيز والزبادي والجزر المبشور والزبيب ومكعبات التفاح الأخضر، كما يعد الدجاج بتتبيلة التندوري بصوص الزبادي ومعجون الفلفل.

ويعد الشيف أحمد عبد الهادي، الزبادي جزءاً من التتبيلة الملائمة لبعض أطباق السمك، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أضف خليط البارميزان والزبادي فوق شرائح سمك (قشر البياض) على سبيل المثال، في صينية بالفرن حتى يكتسب لوناً ذهبياً، أما شرائح السلمون المشوية مع صلصة الزبادي بالكزبرة والثوم فهي تأخذنا إلى طعم كلاسيكي يعشقه الكثيرون».

وبحسب عبد الهادي، فإن الدجاجة يمكن أن تصبح صلبة أو ما نصفها بـ«مجلدة» بسهولة عند طهيها بشكل غير صحيح، أو مطاطية عند نقعها في الخل أو عصير الليمون؛ لذلك من الأمور المهمة في طهيها – لا سيما صدور الدجاج أو عند شوي الدجاجة كاملة - هو إضافة الزبادي في تتبيلتها؛ فحينئذ ستستمتع بنكهة مميزة وقوام طري «جوسي» محبب.

ويتابع: «يقلل الزبادي من حرارة الطعم الحار لبعض التوابل أو الفلفل الأحمر، بعد خلطها ببعض الأعشاب العطرية، فيما يجعل في فمك روعة مذاق الصلصة الخضراء الكريمية الحارة المثالية للغمس، والمستلهمة من المطبخ الهندي»، ولتحصل على عجينة بيتزا ناجحة يقول: «قم بإدخال الزبادي في صنع العجينة المصنوعة من زبدة اللوز والدقيق ذاتي الرفع».

بينما يقترح للعديد من الوصفات استخدام الزبادي بدلاً من مكونات أخرى، مثل الاستغناء عن المايونيز في الكول سلو لتحل مكانها الزبادي، وهو ما يفيد أيضاً في رفع القيمة الغذائية لها، والإقلال من الدسم، أما الوافل بالزبادي المضاف إليه جوز الهند والفانيليا فهو أحد الحلول السحرية لحلوى صحية خفيفة، وكذلك العديد من أنواع الكيك لا سيما الإسفنجية التي تميل إلى أن تصبح كثيفة للغاية، فتأتي الزبادي لتخفف من قوامها».


«المملكة سوشيال داينينغ» تفتح أبوابها في الرياض

جانب من «المملكة سوشيال داينينغ» في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «المملكة سوشيال داينينغ» في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«المملكة سوشيال داينينغ» تفتح أبوابها في الرياض

جانب من «المملكة سوشيال داينينغ» في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من «المملكة سوشيال داينينغ» في الرياض (الشرق الأوسط)

تستقبل «المملكة سوشيال داينينغ»، الوجهة الأولى من نوعها بالمملكة للمطاعم والمأكولات الفاخرة، الزوار والضيوف في «مركز المملكة الأيقوني» الأطول في المملكة العربية السعودية.

ستقدم الوجهة تجارب طعام عالمية المستوى تجمع بين العلامات المحلية والعالمية ليستمتع كل عشاق الطعام بمذاقات لا مثيل لها بالإضافة إلى خدمات عالمية المستوى ليكتشفوا عالماً آخر من الطعام والنكهات الأصيلة، الفاخرة، والمبتكرة في أجواء غامرة، اجتماعية، وغير مسبوقة.

جانب من «المملكة سوشيال داينينغ» في الرياض (الشرق الأوسط)

تُعتبر «المملكة سوشيال داينينغ» نموذجاً فريداً في عالم الضيافة، وتحديداً في قطاع المطاعم والمشروبات؛ وتضم باقة من 21 مطعماً مختاراً بعناية لتقدّم أفضل ما تقدّمه العلامات المحلية والعالمية، عبر 8 مطابخ موزّعة على أربع مساحات متناسقة، وجميعها على مرأى من الزوار والضيوف الذين سيكتشفون طريقة التحضير والإعداد من المطبخ إلى المائدة.

سيكون للمطاعم المحلية موقع متقدم، لتستعرض ما تتميز به المنطقة من مأكولات وما تعكسه من تراث عريق في مجال الطهي، والذي أكسبها هويتها العالمية؛ سيتم تقديمها بأسلوبٍ عصري يواكب أفضل الممارسات الصحية، ولتشجع أصحاب المواهب السعودية في هذا المجال على الارتقاء بمفهوم صناعة الطعام.

وصرحت ندى العتيقي، رئيسة مجلس إدارة شركة «المركز التجاري - مركز المملكة»: «يشهد قطاع الطعام في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً، بالتزامن مع التقدم الكبير والملموس في قطاعي السياحة والأعمال في ظل رؤية السعودية 2030، لهذا أردنا ابتكار وجهة تناول طعام فريدة من نوعها وتوفير تجربة مميّزة في الرياض، تواكب النمو في أعداد الجنسيات التي تزور المملكة باستمرار».

وأضافت: «يسرّنا أن نرحّب بضيوفنا في (المملكة سوشيال داينينغ) ليختبروا تجارب رائعة في باقة من المطاعم الأولى من نوعها في السوق، والتي تتزامن مع الحلة الجديدة لبرج المملكة والذي طالما شكل وجهة رائعة بكلّ معنى الكلمة، كما يسعدنا أيضاً أن نحتلّ مكانةً ريادية في قطاع المأكولات والمشروبات سريع التطور في المملكة العربية السعودية».

وتابعت العتيقي: «نحن نتطلع إلى إطلاق عصر جديد من تجارب الطعام المشتركة في المملكة العربية السعودية، ونؤكّد لضيوفنا أنّهم سيحظون بتجربة طعام لا تُنسى مع كل زيارة».

سيتم تقسيم وجهة «المملكة سوشيال داينينغ» إلى أربعة أقسام يقدم كل منها عروضه الخاصة. يعمل قسم المأكولات العالمية، بالإضافة إلى قسم الأطايب الفاخرة، وكذلك قسم القهوة والمخبوزات على أساس خدمة قائمة على منضدة مشتركة، وستطلع الضيوف والزوار على عملية تحضير أطباقهم وتشركهم فيها من خلال المطابخ المفتوحة وطاولة السوشي، ومحطات الطهي الحي للباستا على سبيل المثال لا الحصر. أما المنطقة الرابعة قسم وجهات العالم والذي يضم مقهى ليليا فإنها تتطلب حجزا مسبقا، في حين أن قسم الأطايب الفاخرة، قسم المأكولات العالمية، وقسم القهوة والمخبوزات متاحة من دون أي حجز مسبق.

تضم بعض من المطاعم المحلية في «المملكة سوشيال داينينغ»، مطعم لا روستيكا للمذاق الأصيل لنابولي، مطعم رير جريل الذي يقدم أطباق ستيك محضرة بلمسة معاصرة وباستخدام مكوّنات مميزة، كذلك مطعم باو، الذي يقدم مجموعة واسعة من وصفات الأطعمة الفائقة، ومطعم هانوفر، موطن لأشهى أنواع الشوكولاتة والكعك. يشمل قسم المأكولات العالمية نوزومي بوتيك، الذي أطلقته علامة نوزومي الحائزة على عدة جوائز، وهو نسخة بوتيكية من المطبخ الياباني المعاصر الممزوج باللمسات الأوروبية، ومطعم سيراي بيسترو، الذي طوّرته علامة سيراي اللبنانية المحبوبة والذي تُقدّم عبره أشهى المأكولات اللبنانية الأصيلة.

وللمرة الأولى في السعودية، يتواجد مطعم كارني الأرجنتيني للبرغر بإدارة الشيف ماورو كولاغريكو الحائز على 3 نجوم ميشلان، ومطعم أسمبلي للمازة والمشاوي، وهو مفهوم جديد أطلقه الشيف تومي وأدرج على قائمة أفضل 50 مطعماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن بليندد باي ليرز الذي يقدم القهوة والمشروبات من الصباح حتى المساء.

وفي «المملكة سوشيال داينينغ»، ستتسنّى لك الفرصة لتختبر تجربة طعام غامرة وتفاعلية، بينما تشاهد مراحل تحضير الطعام في المطابخ المفتوحة، في وقت ستستمتع بأجمل العروض المسرحية والترفيهية فتكون تجربة طعامك ذكرى من العمر لا تنسى. ولتعكس «المملكة سوشيال داينينغ» بذلك مفهوماً جديداً رائداً في تأكيد هوية المملكة المنفتحة على العالم، ومثالاً على القيم التي ترتكز عليها رؤية السعودية 2030.


«الحمام الكذاب» يغازل «الحمام المحشي»... بتكلفة أقل

استخدام لحم مختلف في وصفات تقليدية بتكلفة منخفضة (إنستغرام)
استخدام لحم مختلف في وصفات تقليدية بتكلفة منخفضة (إنستغرام)
TT

«الحمام الكذاب» يغازل «الحمام المحشي»... بتكلفة أقل

استخدام لحم مختلف في وصفات تقليدية بتكلفة منخفضة (إنستغرام)
استخدام لحم مختلف في وصفات تقليدية بتكلفة منخفضة (إنستغرام)

أثناء رحلة منى، المواطنة المصرية، على «الإنترنت» بحثاً عن وصفة مبتكرة تجذب أسرتها، صادفتها وصفة «الحمام الكذاب». كما يبدو من اسمها هي حيلة مصرية لتقديم طبق يشبه «الحمام المحشي» لكن بتكلفة أقل.

ليس الحمام فحسب، وإنما وصفات الاسكالوب والكفتة حتى الجمبري يمكن إعادة تقديمها بمكونات بديلة قد لا تحتوي على البروتين من الأساس. اتجاه ذاع صيته يستهدف تقديم وصفات «مُقلدة» تحاكي الوصفات الأصيلة، على خلفية الأزمة الاقتصادية في مصر والعالم.

تقول السيدة الأربعينية، وهي أُم لخمسة أطفال، تعيش في محافظة بني سويف (جنوب القاهرة)، إن الحمام «الكاذب» كان ملاذها لإرضاء أفراد أسرتها بعدما بات طبق اللحوم معضلة بسبب ضيق ذات اليد، وتروي لـ«الشرق الأوسط»: «السر في الوصفة وليس في لحم الطائر نفسه، سواء كان حماماً أو دجاجاً، فمن خلال تجربتي، أوراك الدجاج تفي بالغرض وتمتعنا بمذاق طيب يشبه الحمام، وإن كان لا يطابقه».

تحويل أوراك الدجاج إلى حمام «محشي» يستغرق وقتاً ومجهوداً، تقول منى: «المهمة تبدأ بالتنظيف الجيد للأوراك من خلال إضافة الملح والليمون، ثم تأتي مهمة التوابل بتوليفتها المصرية، وتتضمن رشة جوزة الطيب وتوابل مشكّلة مع الفلفل الأسود والملح وبعض الأسرار التي تختلف من طاهٍ إلى آخر، ثم تُضاف إلى الأوراك وتُترك بعض الوقت ليتوغل المذاق داخل ألياف الدجاج لعله يعطي مذاق الحمام». كذلك يُجهَّز الأرز بالبصل مع التوابل والسمن البلدي المصري ليتجهز لمهمة حشوة الأوراك التي تتحول إلى حمام بمجرد لفها بطريقة محكمة حول الأرز باستخدام «الخلّة الخشبية» وورق الألمنيوم.

استخدام لحم مختلف في وصفات تقليدية بتكلفة منخفضة (إنستغرام)

بيد أن محاكاة الوصفات الأصيلة حقق ولو جزءاً من غرضه، والدليل رواج الفكرة لتشمل وصفات أخرى. تقول نعمة، ربة منزل خمسينية تعيش في حي عين شمس بالقاهرة، إن الوصفات «الكاذبة» هي كاذبة بالفعل لا تمنح المذاق العميق للوصفة، لكنها تلجأ إليها بغرض التجديد والتوفير، وعن تجربتها تقول لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة وصفات متعددة ظهرت لتحاكي الأطباق الأصلية، مثل الاسكالوب الذي يتراوح سعره بين 350 و400 جنيه مصري (الدولار يعادل 30.9 جنيه) للكيلوغرام، لذلك اتجهت إلى طريقة بديلة تتمثل في استبدال قطع اللحم المتماسكة ذات السُّمك الرفيع باللحم المفري، مع إضافة نفس التوابل وماء البصل للوصول إلى المذاق».

وتردف: «المجهود أكثر وأصعب والنتيجة غير مضمونة لأنها تتطلب طاهية ماهرة تتمكن من تحويل اللحم المفري المتناثر إلى قطعة متماسكة بإضافة البيض وفتات البقسماط».

وصفات متداولة على حسابات الطهي (إنستغرام)

حتى الجمبري لم يسلم من الوصفات «الكاذبة»، تقول نعمة: «الجمبري أكلة ترغب فيها عائلتي، غير أن الأكلات البحرية بشكل عام شهدت طفرة في الأسعار، لذلك بحثت عن طريقة (بديل الجمبري) والمفاجأة كانت أن هناك طريقتين، كلتاهما تعتمد على (الميزانية)».

حسب السيدة الخمسينية، إذا كان الحال ميسوراً تستبدل شرائح الدجاج المقلي بالجمبري، أما إذا كانت بحاجة لوصفة أقل في التكلفة فإنها البطاطس التي تتلون بأشكال وألوان ومذاقات وتفي بالغرض.

«في كلتا الحالتين تعتمد الوصفة على الليمون والكمون والكزبرة الجافة مع الثوم المفري وقليل من المستردة، تضاف إما إلى شرائح الدجاج المخلي المقطع بحجم الجمبري أوإلى بطاطس مسلوقة ومهروسة ثم يتم تشكيلها بحجم الجمبري، والطبقة الخارجية تتكون من الدقيق وقليل من نشاء الذرة وتُقلى في الزيت الساخن وتُقدم مع طبق الطحينة».

حمام محشي بالطريقة الأصلية (من حساب دينا حمدي)

«ترند» الوصفات «الكاذبة» تصدر محركات البحث، حتى وصل الأمر إلى تقديم «بديل اللحم» من الطحين والماء وقليل من الزيت، وصفة ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعدما نشرتها طاهية مصرية تُدعى رشا عبر صفحاتها على مواقع التواصل، وتدّعي أن وصفتها تحاكي اللحم الأحمر في المذاق لا القيمة، غير أن الوصفة أثارت كثيراً من الجدل لا سيما أن المكونات بعيدة عن مذاق اللحم.

تقول الطاهية المصرية دينا حمدي، صاحبة مبادرة «الحد من إهدار الطعام» إن الوصفات الكاذبة ليست اتجاهاً مستحدثاً نتاج أزمة، بينما هي سبيل لازم للمطبخ المصري على مر العصور، وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «رواج محتوى الأكل على مواقع التواصل الاجتماعي أسهم في انتشارها بالتزامن مع ارتفاع الأسعار، غير أنها في بعض الوصفات ربما لا تحقق التوفير كما هو متوقع، لأنها تعتمد على مكونات أكثر ووقت أطول».

وصفات مبتكرة بمنتجات مغايرة (إنستغرام)

بدلاً من الوصفات «الكاذبة» تنصح الشيف دينا، بالعودة إلى أصول المطبخ المصري، الزاخر بالوصفات الصحية بتكاليف محدودة: «لدينا الوصفات النباتية مثل الفول، والعدس، والفلافل، والباذنجان، وغيرها من الوصفات التي طالها الغلاء لكن تبقى خياراً مناسباً لا يقارَن باللحوم». «المطبخ المصري اشتهر بأكلات (قرديحي) وهو مصطلح يشير إلى تقديم سفرة من دون لحوم، ولا مانع الآن من الاستعانة بهذه القائمة».

الوصفات المُقلدة تعتمد على توليفة من التوابل لا ترى الطاهية المصرية أنها تضاهي الأكلة الأصلية، وتقول مثلاً: «الدجاج لحم أبيض لا يمكن أن يحاكي مذاق الحمام المعروف بلحمه الداكن المميز، قد تكون محاولة لتقديم بديل من حيث الشكل وليس المذاق».

وعن تجربتها مع الوصفات «الكاذبة» تقول الشيف المصرية: «المرة الوحيدة التي أقدمت فيها على تقديم وصفة مُقلدة لاجتذاب مذاق معين لم تكن في أكلة مصرية ولا بغرض التوفير، حينها قدمت شكلاً من الكيك شبيه في كرات الشوكولاته الذهبية الشهيرة (فيريرو روشيه)، وكانت بغرض الابتكار فحسب.

ابتكار وصفات تقليدية بتكلفة أقل (إنستغرام)

«الحلول الاقتصادية تكمن في العودة إلى الجذور»، هكذا ترى الشيف المصرية، وتدعو إلى «ترشيد الاستهلاك» بدلاً من تغيير أصل الوصفات بدعوى التوفير، وتضيف دينا: «باتت الحاجة ملحّة للحد من إهدار الطعام، وتغيير أنماط الاستهلاك التي تقوم على الرغبة وليس الاحتياج، علينا أن نتسوق بطريقة أكثر رصانة».


هل نقول وداعاً لسندوتشات المربى والجبن وأهلاً بالسوشي في علب الطعام؟

السوشي يدخل علب طعام الأطفال في المدارس (شاتر ستوك)
السوشي يدخل علب طعام الأطفال في المدارس (شاتر ستوك)
TT

هل نقول وداعاً لسندوتشات المربى والجبن وأهلاً بالسوشي في علب الطعام؟

السوشي يدخل علب طعام الأطفال في المدارس (شاتر ستوك)
السوشي يدخل علب طعام الأطفال في المدارس (شاتر ستوك)

حقق باحثون بشركة «أمازون غروسري» في تطوير علب غذاء الأطفال (Lunch box) على مر السنين، وكشفوا عن أن ما يصل إلى 89 في المائة من الآباء يصرّون على حصول أطفالهم على وجبة غداء أفضل من أي وقت مضى. خلص البحث، الذي أُجري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس شركة «أمازون»، إلى أن الآباء يرون أن شطيرة المربى ومثلثات الجبن المطبوخ قديمة الطراز.

أصبحت ذكريات السندوتشات المغلّفة بالمقرمشات المطحونة، والجبن الهش قديمة، حيث إن الأمهات والآباء في العصر الحديث يبحثون عن بدائل صحية مثل الطماطم الكرزية، والخبز الأسمر، والأناناس الطازج.

وقالوا وداعاً للبيض المسلوق واللفائف البيضاء ومثلثات الجبن المطبوخ، التي تشكل جميعها قائمة العناصر التي فقدت أفضليتها. حتى التفاحة المتواضعة، تم التصويت عليها كواحدة من أكثر مواد علب الغداء التي عفا عليها الزمن، من 17 في المائة من الآباء. بصفة عامة، يشعر سبعة من كل عشرة (70 في المائة) من الآباء بأن هناك غالباً منافسة خفيفة بين الآباء عندما يتعلق الأمر بما هو موجود في علب غداء أطفالهم. من بين أكثر من 1500 من الآباء شملهم الاستطلاع، قال 65 في المائة إن توفير وجبة غداء صحية هو الهدف الرئيسي عند تعبئة الطعام لأولادهم. في الواقع، شعر 49 في المائة من الآباء بالحرج عندما كانوا يعبئون أشياء مثل قطع الشوكولاته والمقرمشات. يعترف الثلث (33 في المائة) بأنهم ألقوا نظرة خاطفة داخل علبة الغذاء الخاصة بطفل آخر ليروا ما بداخلها، في حين أن أكثر من الربع (26 في المائة) يلتقطون الآن صوراً منتظمة لعلبة غذاء طفلهم، لنشرها على «إنستغرام». كما أن وجبات الغداء المعبأة تحظى بشعبية أكبر من وجبات العشاء المدرسية، حيث يقوم 57 في المائة من الآباء والأمهات بتوصيل أطفالهم إلى المدرسة مع وجبة الغداء خمسة أيام في الأسبوع. يستغرق الأمر 11 دقيقة في المتوسط كي يجهز الآباء علبة الغداء، حيث يقوم 65 في المائة من الآباء بتقطيع الشطائر الصغيرة إلى أشكال مبتكرة، في حين أن 43 في المائة منهم يضمون ملاحظات ورسومات لأطفالهم الصغار ليكتشفوها. بدلاً من استخدام العبوات البلاستيكية أو شرائط التغليف، يقدم واحد من كل عشرة (8 في المائة) تقريباً وجبة غداء لطفلهم في حقيبة بذراعين، في حين يرسل 23 في المائة أطفالهم مع علبة-حقيبة تبريد صغيرة. رغم تمتعهم بوجبة غداء أفضل، فإن 36 في المائة من الأطفال لا يزالون يجلبون صندوق الغداء الخاص بهم إلى المنزل من دون أن يأكلوه، في حين اشتكى 34 في المائة منهم لوالديهم من أن غداءهم المعبأ مملّ.

علب الطعام المخصصة لطلاب المدارس تواكب العصر (شاتر ستوك)

أهم 20 من عناصر الغداء المعبأة التي تعد الآن قديمة: 1- البيض المسلوق (39 في المائة). 2- شطائر المربى (36 في المائة). 3- شطائر البيض والجرجير (30 في المائة). 4- عبوات الحليب (30 في المائة). 5- الجبن المضغوط (29 في المائة). 6- مثلثات الجبن المطبوخ (27 في المائة). 7- المشروبات الغازية (25 في المائة). 8- عبوات صغيرة من الزبيب (23 في المائة). 9- قطع الشوكولاته والبسكويت (22 في المائة). 10- التفاح (17 في المائة). 11- اليوسفي (17 في المائة). 12- شرائح الجبن (16 في المائة). 13- عبوات الزبادي (15 في المائة). 14- رقائق البطاطا (15 في المائة). 15- عبوات العصير (14 في المائة). 16- الخبز الأبيض واللفائف البيضاء (14 في المائة). 17- شطيرة اللحم والجبن (14 في المائة). 18- شريحة من الكعك (13 في المائة). 19- أصابع السلامي (13 في المائة). 20- الفطائر المحلاة (10 في المائة).

أهم 20 من عناصر وجبة الغداء الحديثة: 1- اللفائف (52 في المائة). 2- شرائح الخبز (35 في المائة). 3- المأكولات الصحية (33 في المائة). 4- الطماطم الكرزية (30 في المائة). 5- كعك الأرز (30 في المائة). 6- خبز البيتا (27 في المائة). 7- شطيرة سلطة الدجاج (27 في المائة). 8- العصائر المثلجة (27 في المائة). 9- البوريتو (27 في المائة). 10– الخبز الأسمر (26 في المائة). 11- الأناناس الطازج (25 في المائة). 12- الخضار النيئ (23 في المائة). 13- رقائق البطاطا النباتية (14 في المائة). 14- الحمص (14 في المائة). 15- لفائف الحبوب (13 في المائة). 16- كعكات الشوفان (12 في المائة). 17- الزيتون (10 في المائة). 18- السوشي (9 في المائة). 19- الكسكسي (البَربُوش)، (8 في المائة). 20- جبن الفيتا (7 في المائة).


«الشركة السعودية للقهوة» تقدّم علامة «جازين» للقهوة عالية الجودة

قهوة «جازين» عالية الجودة (الشرق الأوسط)
قهوة «جازين» عالية الجودة (الشرق الأوسط)
TT

«الشركة السعودية للقهوة» تقدّم علامة «جازين» للقهوة عالية الجودة

قهوة «جازين» عالية الجودة (الشرق الأوسط)
قهوة «جازين» عالية الجودة (الشرق الأوسط)

أعلنت «الشركة السعودية للقهوة»، إحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة والتي تم تأسيسها لدعم وتطوير قطاع القهوة ليصل إلى العالمية، عن إطلاق علامتها التجارية المخصصة للقهوة، «جازين». وتشكّل منطقة جنوب المملكة العربية السعودية، التي تقع في حزام البُن في المملكة، المصدر الأساسي لعلامة «جازين» للقهوة المختصة عالية الجودة، ممزوجة بأجود أنواع البُن من مختلف أنحاء العالم، والتي تُحضر وفق أفضل ممارسات الاستدامة من قهوة «أرابيكا» الفاخرة لتقدّم إلى العالم مزيجاً فريداً بأصالةٍ سعودية.

قهوة «جازين» عالية الجودة (الشرق الأوسط)

وقال محمد زيني، مدير إدارة التسويق في «الشركة السعودية للقهوة»: «تأتي علامة (جازين) نتاجاً لتقديرنا وحبنا لوطننا وثقافتنا، وخصوصاً لمزارعينا، الذين حرصوا على العناية بمناطق القهوة في المملكة واستدامتها على مدى أجيال. وتعكس (جازين) طموحاتنا لتطوير قطاع القهوة المتأصل في إنتاجٍ مستدام يبدأ من الزراعة وحتى التغليف. ونحرص من خلال علامة (جازين) على تعزيز جهود مزارعينا المحليين ومنحهم الفرصة للمساهمة في تطوير علامةٍ وطنيةٍ تنطلق بمنتجنا المحلي إلى العالمية».

قهوة «جازين» السعودية على موقع «أمازون» (موقع «أمازون»)

وتأتي حبوب البُنّ الخاصة بعلامة «جازين» بمزيج فريد من حبوب بُن «أرابيكا» المنتجة محلياً وعالمياً. وتُعد نتاج أحد أقدم مجتمعات القهوة في العالم بإرثٍ يمتدّ لأكثر من 800 عام من زراعة القهوة في المنطقة الجنوبية من المملكة، والتي تتميز بأراضيها الخصبة ووديانها، فضلاً عن مياهها الجوفية وآبارها.

وستنطلق علامة «جازين» لتعكس مميزات تضاريس المنطقة ومناخها والممارسات الزراعية المعتمدة فيها. كما ستسلط الضوء على حبوب بُن «أرابيكا»، من منطقة الجنوب ابتداءً من جازان، الذي واظب المزارعون على زراعته وتطويره لأجيالٍ متعاقبة.

وتستثمر «الشركة السعودية للقهوة» في مجتمع القهوة في المنطقة الجنوبية في المملكة من خلال العمل مع المزارعين المحليين وتدريبهم على أفضل الممارسات العالمية، ومساعدتهم على اختيار بذور بجودةٍ أفضل، وتحسين طرق الزراعة المتّبعة، فضلاً عن إدارة مصادرهم بكفاءةٍ أكبر واختبار تقنيات جديدة لزيادة نتاجهم. وستقدم «الشركة السعودية للقهوة»، من خلال الشراكة مع القطاع الخاص، الدعم لكامل سلسلة القيمة الخاصة بمنتج القهوة الوطني من مرحلة الزراعة حتى يصل المنتج ليد المستهلك، مع مراعاة تحقيق الاستدامة في كافة مراحل الإنتاج والتوزيع والتسويق. وتضع «الشركة السعودية للقهوة» في اعتبارها تنمية وتطوير قطاع القهوة المحلي من خلال دعم المجالات التي لا تلقى استثماراً من القطاع الخاص. كما تعمل «الشركة السعودية للقهوة» مع أفضل محضري القهوة في المملكة لمساعدتهم على ابتكار تجارب مميزة تتيح لمحبي القهوة استكشاف غنى القهوة السعودية وتفرّدها وأصالتها.

وأضاف: «تشكّل القهوة، باختلاف أنواعها الشرقية والغربية، جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية في المملكة العربية السعودية، حيث تترافق مع أهم اللحظات في حياتنا وصولاً إلى أصغر التفاصيل اليومية. فهي جزءٌ من تراثنا وتاريخنا، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بتقاليد الضيافة الخاصة بنا. وبما أنّ القهوة تمثّل عشقاً يجمع العالم كله، فقد كان طموحنا بابتكار منتجٍ يكون سفيراً ثقافياً لنا يعكس النكهة السعودية الأصيلة بلمساتٍ عالمية».

ستوفر علامة «جازين» منتجات تتنوع بين القهوة المختصة والقهوة السعودية وغيرها من الأصناف. وستعمل على التعاون مع الجهات العاملة في هذا المجال مثل المقاهي ومحامص القهوة وغيرها في قطاع المطاعم والفنادق وخدمات تقديم الطعام في المملكة العربية السعودية، بما يعزز انتقال القهوة المحلية إلى منتجٍ عالمي.

وستتوفر علامة «جازين» للطلب عبر موقعها الإلكتروني، وفي مقاهٍ محلية مختارة، بدءاً من تاريخ 4 سبتمبر (أيلول) الحالي.


لؤي الكيلاني لـ«الشرق الأوسط»: المنافسة بيننا كـ«بلوغرز» تحفزنا لتقديم الأفضل

يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)
يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)
TT

لؤي الكيلاني لـ«الشرق الأوسط»: المنافسة بيننا كـ«بلوغرز» تحفزنا لتقديم الأفضل

يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)
يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)

يلقبونه في بلده الأم الكويت بـ«عاشق لبنان»، فحبه لوطن الأرز يعود إلى طفولته. كان يرافق والديه في زيارة لبنان بموسم الصيف، ويقيمون في مناطق بحمدون وفالوغا وعاليه.

البلوغر لؤي الكيلاني صار اليوم أشهر من أن يعرّف، بوصفه مستكشف مطاعم ومقاهٍ وأطباق لبنانية في مختلف المناطق. يسكن في منطقة ضبية، ولكنه ضليع في معرفة مناطق وشوارع بيروت؛ كالجميزة والأشرفية وشارع الحمراء. يزور لبنان باستمرار ليمارس هوايته، بعدما بلغ سن التقاعد. «القصة بدأت معي خلال الجائحة. وعندما حصلت على حقنة اللقاح الثانية ضد (كورونا) تنفست الصعداء وقلت لنفسي: لبنان، أنا آتٍ إليك. ومن هنا انطلقت بوصفي بلوغر طعام، أتجول في مناطقه، وأستكشف مطاعمه وطبيعته الخلابة. هناك كثيرون يجهلون ميزات هذا البلد، لا بل يعتقدون بأنه بلد السهر والحفلات فقط لأنهم يجهلون ميزاته الحقيقية. رغبت في التعريف به على طريقتي ونجحت».

يتميز لؤي الكيلاني بأسلوب مشوق عند تذوقه مأكولات لذيذة (الشرق الأوسط)

تعلقه بلبنان يعود إلى طفولته. أكثر ما يتذكره من تلك الحقبة هو رائحة المنقوشة بالزعتر. «لا يمكنني أن أنسى رائحتها الشهية، إضافة إلى مشاهد أخرى أحتفظ بها في ذاكرتي، كالبائع المتجول لحلوى الـ(كرابيج) مع الناطف. كان يحمل صندوقه الخشبي ذا الواجهة الزجاجية ويدور في الأحياء. ونحن الأطفال كنا نتحلق حوله كي نشتريها. ولا أنسى أيضاً ماسح الأحذية؛ إذ كان والدي يستأنس به عندما يأتي إلى لبنان، ويتسامر معه أثناء ممارسته عمله على أحد الأرصفة».

يطول حديث لؤي الكيلاني عن لبنان؛ الطبيعة والجبل والبحر والطعام، وكوب القهوة الدافئ الذي يتناوله من دون سكر. ويقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أخذت على عاتقي تعريف الناس أينما كانوا إلى هذا البلد الجميل. أردت أن يتعرفوا إلى شلالاته وأنهاره وجباله، وطبعاً إلى أطباقه اللذيذة».

لؤي كيلاني من أهم المؤثرين في عالم الطعام الافتراضي (الشرق الأوسط)

أكثر الأطباق التي يحب تناولها في لبنان «ورق العريش مع لحم الكستلاتة. والمعروف في بلادنا العربية بأسماء كثيرة كـ«ورق الدوالي». لا يوفر أي نوع طعام ولا يتذوقه. «أحب الاستمتاع بالطعام اللبناني الأصيل، وكذلك من فئة (الستريت فود). سندويش الشاورما كما الـ(شيش طاووق) والمنقوشة على أنواعها تلفتني. أهلي علموني حب لبنان فورثته عنهم، وأنا أجول فيه أتذكر طفولتي وأشعر بسعادة كبيرة».

تربط لؤي الكيلاني علاقات وطيدة مع أصحاب مخابز وباعة مناقيش وطهاة لبنانيين وغيرهم. «أحب فترة الصباح في لبنان، وأتجول أكثر الأوقات في هذا الموعد. أجلس بحديقة منزلي في الضبية المليئة بالأشجار المثمرة. أو أتوجه إلى شارع الجميزة وبالتحديد إلى مقهى (نايبر هود) لأرتشف فنجان القهوة الذي أحب. صرت أعرف أهم محلات الطعام وتربطني علاقة وطيدة مع أصحابها والطهاة فيها. يمكنني أن أعد أسماء المئات منها (جوزف للشاورما) و(بي تو بي للمنقوشة) و(فلافل صهيون) في بيروت. وكذلك لن أنسى مطعم (أبو شادي) في الزلقا الذي يقدم أطباقاً لبنانية أصيلة كـ(فتة المقادم) و(بيض الفري) المقلي، وغيرها من أطباق الفطور الشهية».

لشدة حبه للبنان تزوج لؤي من لبنانية، ولكنها لا تجيد الطهي. «مش مهم لأني معها أستكشف أماكن تقدم أطيب الأطباق. فالمائدة اللبنانية هي الأغنى بين مطابخ العالم، لما تتضمن من أنواع مازات، وأكلات باردة وساخنة. وهو أمر لا نجده إلا في لبنان».

قبل أن ينطلق بهوايته هذه كان لؤي يعمل مديراً في سلسلة مطاعم عالمية «ماكدونالدز» في الكويت. «منذ أن تقاعدت قررت أن أطلق المكتب والأماكن المقفلة. فصارت اجتماعاتي تدور في المطاعم والمقاهي والأماكن المفتوحة في الهواء الطلق. لا شك أن عملي السابق زودني بثقافة مطبخ وطعام ممتازة. وأنا من محبذي القاعدة التي تقول: أول ثلث من الحياة نمضيه في الدراسة، والثاني منه في العمل، والثالث للمتعة الشخصية».

لؤي الكيلاني مدون طعام شهير على وسائل التواصل الاجتماعي (الشرق الأوسط)

أخذ هوايته في تذوق الطعام من والدته نوال بهبهاني. «كانت متذوقة شرسة للطعام، تستطيع أن تتعرف بسرعة إلى الطعام ذي الجودة. كنت أراقبها وهي تعد الطعام، وكانت تعود إليّ للتأكد من نجاح طبق ما معها. ولكنني في المقابل لا أهوى الطبخ واكتفيت بإعداد أطباق خفيفة. أفضل تذوق الطعام بشكل أكبر، من أن أدخل المطبخ وأطهو».

يقول لؤي إن إقامته في لبنان تكون لفترات متقطعة، ولكنها طويلة، وقد وفرت له التعرف إلى «بلوغرز طعام» مثله. ألم تجد تنافساً وصعوبة بموازاة ذلك تؤثر على مشوارك؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «بالعكس تماماً كثرة (البلوغرز) من فئتي تنعكس إيجاباً على عملي. وتحفزنا جميعاً على تقديم الأفضل، خصوصاً أن هؤلاء يتعاطون مع موضوع الطعام من نواحٍ مختلفة؛ فمرات كثيرة لا نتشابه في المحتوى، لأن لكل منا هويته الخاصة في مشواره. البعض يتشابه مرات، ولكن لكل واحد شخصيته وأسلوبه في العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ومن هم بعمري يعتبرون قلة، لذلك أجد في البلوغرز الشباب أصدقاء ورفقاء درب، فأتنقل معهم في نزهات داخل مناطق لبنانية بينها ما لم أكن أعرفها مثل منطقة الجنوب، فأنا أعتبرهم بمثابة أولادي، وأحبهم كثيراً، وأساندهم في أعمالهم».

وعلى سيرة الأولاد، فإن كيلاني نقل حبه للبنان إلى أولاده: «زيد وروان اليوم يعشقان لبنان مثلي. وابني يستقر في عمارة في الأشرفية، وهي منطقة أعرف أزقتها وأحياءها عن كثب». من المناطق التي يحب التجول فيها أيضاً «برج حمود». «كل منطقة من مناطق لبنان لها خصوصيتها. وأقف مشدوهاً أمام التنوع الاجتماعي الذي تكتنفه كل منها. فعندما أرى أسواقها والأعلام لمختلف بلدان العالم ترتفع فيها، وبينها علم أرمينيا، أتساءل إذا ما كان هذا المشهد يمكن أن نراه في مكان آخر. سيدات الأشرفية يتجولن بكامل أناقتهن فيها، وكذلك سكان أحياء برج حمود إضافة إلى جنسيات أخرى. كما أن الباعة يفترشون أرضها فهي فسيفساء حقيقية. إنها منطقة خلابة بمشهديتها المنوعة والغنية الثقافات».

أكثر ما يحب مشاهدته في لبنان هو غروب الشمس في بلدة إهدن. «أقف هناك مندهشاً لروعة المنظر فوق الغيوم من بلدة إهدن المطلة. ومن تحتها منظر بيوت تراثية يغمر قببها القرميد، فيخيل إليك لوهلة أنك في إيطاليا. وفي فاريا، ومع عمارة حديثة تسودها ويحيط بها الحدائق، تتذكر لا شعورياً فرنسا وريفها».

من المعروف عن لؤي الكيلاني زيارته أماكن لا يعرفها كثيرون في لبنان (الشرق الأوسط)

ويختم لؤي الذي يهوى التحدث مع الناس والتعبير عن أحاسيسه تجاه بلد يحبه: «لبنان بنظري هو الجنة على الأرض. طبعاً أمارس هوايتي هذه أيضاً في بلدي الكويت. فلبنان كان السبب في انطلاق شهرتي بعد مقطع فيديو أقول فيه (هيدا لبنان) فحصد نسبة مشاهدة عالية. ووضعتني على هذا الطريق الذي ما زلت أسير فيه بشغف».


القاهرة تساعد الوافدين السودانيين على استعادة دفء الوطن من خلال نكهاته

مجموعة من الاطباق السودانية التقليدية (شاتر ستوك)
مجموعة من الاطباق السودانية التقليدية (شاتر ستوك)
TT

القاهرة تساعد الوافدين السودانيين على استعادة دفء الوطن من خلال نكهاته

مجموعة من الاطباق السودانية التقليدية (شاتر ستوك)
مجموعة من الاطباق السودانية التقليدية (شاتر ستوك)

على رائحة الشواء، تحولت المطاعم السودانية في عديد من الأحياء المصرية إلى ملتقيات ومنتديات عائلية لكثير من الوافدين الجدد إلى البلاد، لاستعادة عبق ودفء الوطن عبر الأكلات الوطنية.

مجموعة من الاطباق السودانية التقليدية (شاتر ستوك)

ويحرص «المطعم السوداني» بوسط القاهرة على تقديم الأصناف الشعبية والاقتصادية لتلبية احتياجات السودانيين الوافدين، مثل العصيدة، والبامية المفروكة (الويكة)، بجانب أنواع مختلفة من اللحوم، تُقدّم مع الخبز السوداني التراثي، مثل «الكسرى» الذي يصنع من الذرة أو القمح، و«القراصة» التي تصنع من دقيق القمح وتكون أكثر سمكاً.

واجهة أحد المطاعم السودانية في مصر (الشرق الاوسط)

مدير «المطعم السوداني» بوسط القاهرة مسعد أبو نائب، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المطاعم السودانية في مصر تشهد رواجاً كبيراً بسبب ازدياد أعداد الوافدين الجدد من السودان»، لافتاً إلى أن «هذه المحال باتت مقصداً لكثير من السودانيين، خصوصاً من وصلوا إلى مصر في الآونة الأخيرة، حيث يبحثون عن أصدقائهم ومعارفهم الذين فرقت بينهم ظروف الحرب».

ويرى أبو نائب، أن «الأصناف الشعبية الاقتصادية باتت أولوية راهناً للتسهيل على الوافدين، لكننا نقدم كل أصناف المطبخ السوداني الأخرى».

طبق الفول السوداني (شاتر ستوك)

وتشكّل اللحوم بأنواعها كافة مكوناً رئيسياً بالمطبخ السوداني، ومنها «الشية» وهي لحوم حمراء متبلة تُشوى على الفحم أو الصاج، بجانب اللحم المجفف عن طريق وضعه في الشمس أو تدخينه، كما يقدم مع «الكسرى» أو «الويكة»، و«الكمونية»، بالإضافة إلى أطباق «أم فتفت» الشهية، وهي عبارة عن أجزاء من أحشاء الذبائح منقوعة في خليط من التوابل، ويضاف إليها عصير الليمون وشوربة الضأن، وأيضاً فطيرة الكوارع، وكبد الإبل، التي تؤكل نيئة مع إضافة شرائح البصل وكثير من التوابل والشطة «الساخنة».

ووسط حي مدينة نصر (شرق القاهرة) يجتذب مطعم «زول» زبائنه من السودانيين والمصريين عبر المزج بين المطبخين (السوداني والمصري) لـ«تخفيف حدة وسخونة التوابل السودانية التي لم يعتد عليها المصريون». وما بين ديكورات سودانية بألوان زاهية، وحفلات موسيقية بالأغاني السودانية الشعبية والتراثية، يشكّل المطعم ملتقى لكثير من الوافدين إلى مصر.

أجواء غنائية داخل أحد المطاعم السودانية بالقاهرة (الشرق الاوسط)

صاحبة مطعم «زول» دلال تاج الدين، تقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «بجانب زيادة أعداد السودانيين الوافدين إلى مصر أخيراً، فإن من بين الأسباب الأخرى للإقبال الذي تشهده المطاعم السودانية أنها باتت تشبه ملتقيات اجتماعية وفنية يستعيد فيها الوافدون بعضاً من رائحة الوطن، سواء من خلال الأكلات الوطنية أو الأغاني التراثية، كما أنها (المطاعم) تشكّل وسيلة فعالة للبحث عن الأصدقاء والمعارف القادمين من السودان».

وحول أسباب المزج بين المطبخين السوداني والمصري، تقول تاج الدين: «قد يواجه المصريون صعوبة في تقبل الطعم والنكهة الحارة للتوابل السودانية مرة واحدة، لذلك نقوم بتخفيف حدتها حسب طلبهم، وزيادتها تدريجياً إلى أن يتعودوا عليها».

وتعد التوابل مكوناً رئيسياً بالمطبخ السوداني، حيث تضاف بكميات كبيرة إلى معظم الأطباق، وأيضاً إلى المشروبات، مثل «الذريعة» الذي يصنع منه مشروب «الآبري» ويطلق عليه عصير «حلو مر»، ويضاف أيضاً إلى «الويكة»، و«العصيدة»، و«البامية الجافة».

ومن أبرز التوابل السودانية، الشمار والكمون الأخضر والأسود والكزبرة، والقرنجال، وهو عشب عطري بهاري يشبه الجنزبيل، والشطة الحمراء والحرجل، الذي يتميز بطعمه الحار ورائحته المميزة، والكمبة، وتستخدم في تتبيل اللحوم لإذابة دهونها، والبردقوش والقرنفل والسماق والزعفران.

مجموعة من الأطباق السودانية (الشرق الاوسط)

ومن بين الأصناف المشتركة بين المطبخين السوداني والمصري، الفول والطعمية، غير أن الفول على الطريقة السودانية يقدم غير مهروس، وتضاف إليه أنواع مختلفة من التوابل والشطة الحارة، بينما تصنع الطعمية السودانية من الحمص.

وعلى الرغم من مزج مطعم «زول» بين المطبخين السوداني والمصري، فإنه يحرص على الاهتمام بالأصناف السودانية التراثية، وتضم قائمة الطعام عنواناً عريضاً لذلك تحت اسم «التراث السوداني»، ويضم أصنافاً سودانية متنوعة، منها «أقاشي» اللحم والدجاج، وهي عبارة عن لحم ضأن أو دجاج متبل ومشوي على الفحم، وأيضاً «دمعة دجاج» وتتكون من قطع من الدجاج متبلة بالبهارات السودانية المميزة ومطهوة في صلصة «مسبكة» بالبصل والثوم وصلصة الطماطم، وكذلك «شية فحم» وهي عبارة عن لحم مشوي على الفحم، و«شية الصاج» وهي لحم ضأن سوداني بالتتبيلة السودانية.

لحم وأرز على الطريقة السودانية (الشرق الاوسط)

ولا يختلف الأمر في مطعم «كنداكة» بحي المهندسين بالجيزة، الذي يحرص على تقديم الأصناف السودانية كافة، منها «القيمة» وهي لحم ضأن مطهو بالبطاطس مع الثوم والبصل والبهارات، بجانب أنواع الشيات السودانية المختلفة، والأصناف الشعبية.

وانتهت مديرة المطعم فاتن السعيد، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «نحرص على الاهتمام بالأصناف السودانية التراثية التي قد تختلف طريقة طهوها من إقليم لآخر، كما نحافظ على رائحة الوطن من خلال الديكورات والحفلات الموسيقية التراثية».


فيرخيليو مارتينيز... طاهٍ بيروفي يطلق مرحلة جديدة في عالم الطهي

الشيف فيرخيليو مارتيزيز صاحب مطعم «سنترال» المصنف من بين أفضل 50 مطعماً في العالم (أ.ف.ب)
الشيف فيرخيليو مارتيزيز صاحب مطعم «سنترال» المصنف من بين أفضل 50 مطعماً في العالم (أ.ف.ب)
TT

فيرخيليو مارتينيز... طاهٍ بيروفي يطلق مرحلة جديدة في عالم الطهي

الشيف فيرخيليو مارتيزيز صاحب مطعم «سنترال» المصنف من بين أفضل 50 مطعماً في العالم (أ.ف.ب)
الشيف فيرخيليو مارتيزيز صاحب مطعم «سنترال» المصنف من بين أفضل 50 مطعماً في العالم (أ.ف.ب)

تبرز واجهة مطعم «سنترال» الذي صُنّف في قائمة «أفضل 50 مطعماً» في العالم، في حي برجوازي ذي طابع بوهيمي في ليما، إلّا أنّ زوّاره لا يرتادونه رغبةً منهم في «تناول مأكولات الأغنياء»، حسب الطاهي فيرخيليو مارتينيز الذي يطلق مرحلة جديدة في فن الطهو.

الشيف فيرخيليو مارتيزيز صاحب مطعم «سنترال» المصنف من بين أفضل 50 مطعماً في العالم (أ.ف.ب)

ويعد مارتينيز أنّ مستقبل مجال الطهو لن يكون بمزج نكهات ومطابخ، بل بالعودة إلى «الأصل، أي مطابخ الأجداد». ويختبر زبائن مطعم «سنترال» تجربة السفر عبر النكهات، إذ على مدى أربع ساعات، ولقاء نحو 330 دولاراً للشخص الواحد، تأخذهم الأطباق في رحلة عبر المحيطات والأنهر والجبال والغابات في البيرو. ويقدّم المطعم 12 قطعة صغيرة من المأكولات، تمثّل حسب مارتينيز 12 مرحلة من «رحلة»، في أحد أشهر المطابخ في العالم المعروفة بمأكولاتها ذات النكهات الحلوة والحامضة والمالحة. وعلى الزبون أن يحجز طاولة قبل ثلاثة أشهر أقلّه في المطعم الذي رفع أسعاره منذ أن برز في تصنيف «أفضل المطاعم في العالم» الصادر عن جهة بريطانية، والذي يصحبه جدل عادة ما يُثار حول هذا النوع من القوائم. ولا تظهر أطباق بيروفية شعبية مثل «سيفيتشي» (سمك نيء مُتبّل) و«لومو سالتادو» (طبق من اللحم والخضر) على قائمة الأطعمة التي وضعها مارتينيز وزوجته بيا ليون، وهي طاهية أيضاً، في مختبرهما الخاص، بعدما أجريا تجارب استخدما فيها نباتات محلية ومشروبات ومنتجات متأتية من نظم إيكولوجية عدة.

شيف فيرخيليو مارتينيز أشهر الطهاة في البيرو (أ.ف.ب)

ويقول الطاهي، البالغ 45 سنة: «لا يكمن الهدف من ارتياد مطعم (سنترال) في تناول المأكولات الخاصة بالأغنياء، لأنّ ذلك سيحدّ من شعور المتذوّق بأحاسيس كثيرة. فالأشخاص يزورون المطعم ليسافروا، وهذا يكفي». وكان مارتينيس يرغب قبل الغوص في عالم الطهو في ممارسة التزلج على الألواح، لكن عدم وجود جهة راعية وتعرّضه لإصابتين في أكتافه دفعاه للتوجه نحو مهنة تحضير المأكولات. وبدأ مسيرته كطاهٍ في لندن، ثم انتقل إلى نيويورك وعاد إلى البيرو للعمل مع طهاة شهيرين من أمثال رافاييل أوسترلينغ وغاستون أكوريو. ويذهب باستمرار إلى إسبانيا أو كولومبيا في الأوقات التي لا يقوم خلالها برحلات استكشاف وبحث عن نكهات في جبال البيرو وغاباتها التي قادته إلى النجاح. فخلال هذه الرحلات المختلفة، اكتشف مكوّنات لم تخطر في باله من قبل، استخدمها لابتكار أطباق تتألف من أعشاب بحرية ذات مذاق حلو كالأصداف السوداء ذات الشكل الصخري من المانغروف، وقشريات الماء العذب والدرنات التي تنمو على علو مرتفع وتُعد جذوعها وأزهارها صالحة للأكل. مرتدياً قميصاً أبيض وسروال جينز، يتحدث أشهر الطهاة البيروفيين راهناً إلى وكالة الصحافة الفرنسية، عن مستقبل مطبخ أميركا اللاتينية بعد التقدير الذي حظي به خلال العقود الأخيرة. ويقول مارتينيز رداً على سؤال عن وضع المطبخ البيروفي: «لقد تطور هذا المطبخ بصورة كبيرة على مستوى دمج النكهات مدى 500 سنة، مع تأثره بالمطبخين الصيني والياباني لكنني أعتقد أننا سنكون يوماً ما أمام مطبخ يركّز على مكوّنات الطبيعة، المطبخ الأصلي ومطبخ الأجداد». ويضيف أنّ «المطبخ الذي يستند إلى دمج النكهات والسائد منذ 500 سنة كان ينطوي على أهمية كبيرة لكنني أتحدث عن مطابخ القدماء المطبخ الخاص بجبال الأنديس ومطبخ منطقة الأمازون الذي يضم بلداناً عدة، ومطبخ منطقة المحيط الهادئ الذي يشكل مطبخ أميركا الجنوبية، مطبخ يضم دول أميركا اللاتينية ويحمل رسائل الأصالة وزارعة القدماء ومعارف من آلاف السنين». ويوضح أنّ المطبخ الذي يستند إلى مكوّنات الطبيعة والأصلي هو «مطبخ ينقل الأشخاص إلى عالم مجتمعات الأنديس والأمازون، إلى المعرفة الخاصة بالأرياف، التي لا تصل ربما إلى المدن أو تصل متغيّرةً»، مضيفاً: «نناضل ضد المواد الغذائية المصنّعة وضد المنتجات المُباعة حالياً في المتاجر التي علينا التوقف عن استهلاكها فهي العدو الأكبر للصحة».


معرض الطهي العالمي في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات بمشاركة 600 جهة عارضة

ينطلق معرض الطهي العالمي «InFlavour» في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات (شاترستوك)
ينطلق معرض الطهي العالمي «InFlavour» في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات (شاترستوك)
TT

معرض الطهي العالمي في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات بمشاركة 600 جهة عارضة

ينطلق معرض الطهي العالمي «InFlavour» في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات (شاترستوك)
ينطلق معرض الطهي العالمي «InFlavour» في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات (شاترستوك)

ينطلق معرض الطهي العالمي «InFlavour» في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات في الـ29 من أكتوبر (تشرين الأول) ويستمر حتى الـ31 من الشهر عينه بمشاركة 600 جهة عارضة، بما فيها شركتا «الربيع» و«نادك»، ومن المتوقع أن يصل عدد الزائرين إلى 40 ألفاً، حيث يستضيف المعرض مجموعة من أبرز الشركات في قطاعي الأغذية والمشروبات.

وتنظم شركة تحالف التابعة لشركة «إنفورما»، بدعم من وزارة البيئة والمياه والزراعة والهيئة العامة للأمن الغذائي، هذا الحدث الذي يعد الأضخم في مجال الأغذية في المنطقة، ويسهم في تعزيز نمو قطاع الخدمات الغذائية الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، ويسلط الضوء على ثقافة المأكولات والمشروبات الغنية في المملكة العربية السعودية. ونال المعرض مؤخراً الدعم الرسمي من هيئة فنون الطهي السعودية، التي تسعى إلى استعراض الأطباق السعودية على الصعيدين المحلي والعالمي، والاعتزاز بتراث الطهي والمواهب في هذا القطاع.

يسلط المعرض الضوء على ثقافة المأكولات والمشروبات الغنية في السعودية (شاترستوك)

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال مايكل شامبيون، الرئيس التنفيذي لشركة تحالف: «انضمت الهيئة إلى مجموعة الداعمين لمعرض (InFlavour) بعد إدراكها الدور الريادي الذي يلعبه في الارتقاء بقطاع الأغذية والمشروبات في المملكة، والترويج للمملكة العربية السعودية بصفتها وجهة رائدة لتجارب الطهي الفريدة». وأكد عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، أن المعرض يمثل لحظة محورية في النهج الذي تعتمده المملكة لتعزيز قطاع الأغذية والمشروبات.

وأضاف الفضلي: «تسرنا مشاركة مجموعة من أبرز العلامات التجارية في قطاع الأغذية والمشروبات في الدورة الأولى من هذا الحدث الفريد، ما يدعم جهودنا الرامية إلى بناء وتعزيز بيئة أعمال تمكينية تجمع بين أبرز اللاعبين في هذا المجال. ويلعب المعرض دوراً مهماً في دعم الشركات العاملة في قطاع الأغذية وتمكينها من تحقيق الازدهار، مع استكشاف حلول مبتكرة لتأمين طعام مغذٍ يلبي الاحتياجات والتفضيلات الغذائية لمجتمعنا».

وتضم قائمة الجهات العارضة شركة لقمتي السعودية التي تقدم خدمة توصيل الطعام عبر الإنترنت؛ ومجموعة «غلوبال فودز»، العلامة الفرنسية الخاصة والرائدة في إنتاج وتوزيع المواد الغذائية والاستهلاكية، وشركة الجوف للتنمية الزراعية، الشركة المساهمة السعودية، وشركة المشروبات النقية للصناعة، التي تنتج مياه «إيفال» المعبأة.

ينطلق معرض الطهي العالمي «InFlavour» في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات (شاترستوك)

كما تشارك في المعرض شركة «نادك»، إحدى كبرى الشركات الغذائية والزراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشركة «الربيع»، أكبر شركة لتصنيع العصير في الشرق الأوسط، انطلاقاً من إدراكهما لدور المعرض المهم في تعزيز النمو التجاري وترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية في القطاع على المستوى العالمي.

من جهته، قال بسيم صبرا، الرئيس التنفيذي لشركة «الربيع»: «لطالما سعت علامتنا لتقديم منتجات صحية مناسبة وخيارات متنوعة بجودة عالية وأسعار مناسبة. ويشكل المعرض منصة تجمع أبرز المتخصصين العالميين وعشاق النكهات المميزة في قطاع الأغذية والمشروبات تحت سقف واحد. ونفخر في شركة «الربيع»، التي تعد إحدى كبرى شركات الأغذية والمشروبات المحلية في المملكة، بتعزيز مكانة المملكة من خلال تقديم منتجاتنا للحضور من جميع أنحاء العالم».

يعد معرض الطهي الأول في الرياض من أضخم المعارض المخصصة للمشروبات والأغذية (شاترستوك)

وأشار متحدث من شركة «نادك» إلى دور معرض الطهي العالمي «InFlavour» في التعريف بالمنتجات المبتكرة للشركات المحلية في سوق المملكة العربية السعودية الحيوي. وقال: «يسعدنا، بوصفنا إحدى الشركات العريقة في المملكة، أن نكون الشريك الاستراتيجي لدورة هذا العام من المعرض، وأن نسهم في تقديم المنتجات المغذية التي ترضي جميع الأذواق. ونتطلع للمشاركة في الحدث الذي يحتفي بمختلف النكهات المميزة بما ينسجم مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030».

وينطلق المعرض مستفيداً من الإمكانات الهائلة لقطاع الأغذية والمشروبات داخل السعودية، حيث كشفت وزارة الاستثمار السعودية عن توقعات متحفظة بتحقيق نمو سنوي بنسبة 6 في المائة على مدى السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى ذلك، كشفت شركة «فورتشن بيزنس إنسايتس» عن توقعاتها بوصول قيمة قطاع الخدمات الغذائية في المملكة إلى 30.47 مليار دولار أميركي بحلول عام 2029، مع تسجيل القطاع نمواً غير مسبوق مدفوعاً بعملية التحول التي يشهدها، إلى جانب الاستثمارات الضخمة في الفنادق والمنتجعات.

ويحفز المعرض جهود الابتكار ويدعم فرص الأعمال الجديدة. ويستضيف البرنامج المخصص للمستثمرين ما يزيد على 200 من أهم المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية من السعودية وجميع أنحاء العالم، مما يوفّر لهم فرصة التواصل مع أكثر من 50 شركة ناشئة متطورة. كما تتيح منصة الاستثمار والمشاركة لنخبة من رواد الأعمال والمستثمرين المشاركين في المعرض، الاطلاع على أحدث التوجهات والابتكارات التي تسهم في بناء بيئة استثمارية أكثر صحة واستدامة في القطاع الغذائي.

وتستضيف الفعالية مؤتمراً للبحث في التحديات الملحة التي تواجه القطاع، بما في ذلك الأمن الغذائي والمائي والتكنولوجيا الزراعية والاستدامة والخدمات اللوجيستية وتكنولوجيا الأغذية والاستثمار وبدائل البروتينات والأغذية النباتية والمطاعم المبتكرة والتميز في مجال الطهي وهدر الطعام وتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية. ويشارك في المؤتمر 200 متحدث، بمن فيهم ممولون من أصحاب الرؤى وقادة فكر في القطاع الغذائي ومبتكرون في مجال التكنولوجيا الزراعية ورجال أعمال وشركات ناشئة، حيث يطرحون حلولهم الاستراتيجية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمي.

لمزيد من المعلومات حول معرض الطهي العالمي «InFlavour»، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني www.inflavourexpo.com.