طهي من دون طهي... وجبات لذيذة لا تحتاج الموقد

كل ما ستحتاجه مكونات بسيطة ووصفات سهلة ودقائق معدودة

البيض المخفوق مع صوص الأفوكادو للشيف عمر الشبراوي (الشرق الأوسط)
البيض المخفوق مع صوص الأفوكادو للشيف عمر الشبراوي (الشرق الأوسط)
TT

طهي من دون طهي... وجبات لذيذة لا تحتاج الموقد

البيض المخفوق مع صوص الأفوكادو للشيف عمر الشبراوي (الشرق الأوسط)
البيض المخفوق مع صوص الأفوكادو للشيف عمر الشبراوي (الشرق الأوسط)

يبحث كثيرون عن وصفات للطعام من دون طهي، لتلائم يومهم المزدحم بالمهام المتعددة، أو لتناسب عطلتهم الصيفية، خصوصاً في الطقس الحار؛ حيث يرغبون في التحرر من الطرق التقليدية لإعداد الأكلات المختلفة، إذا كنت من بين هؤلاء فلا تتردد في تغيير روتينك اليومي الخاص بالطبخ. ففي النهاية، كل ما ستحتاجه هو مكونات بسيطة ووصفات سهلة وبضع دقائق.

الشيف السوري عامر أحمد (الشرق الأوسط)

لا تعتقد أنك ستتناول طعاماً يفتقد المذاق المميز أو القيمة الغذائية المرتفعة، فالأمر عكس ما تتوقعه تماماً؛ إذ ستحصل على وجبات خفيفة سريعة من الشطائر والساندوتشات الممتلئة عن آخرها بما لذّ وطاب، إلى الشوربات الباردة المنعشة والمقبلات والحلويات الطازجة والسلطات المتنوعة، وفق الشيف السوري عامر أحمد، الذي يرى أنه «أحياناً يكون الجو حاراً جداً إلى حد أنك لا ترغب في استخدام الموقد، أو لا تحتمل النظر إلى الفرن، باختصار تشعر أنك لست في حاجة إلى الطهي أو الخبز حتى التسخين».

البيض المخفوق مع صوص الأفوكادو للشيف عمر الشبراوي (الشرق الأوسط)

ويقول أحمد لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك كثيراً من الأطباق التي لا تتطلب الموقد، منها ما هو مبتكر وتستطيع أنت نفسك تجديده وفق ذوقك أو رغبتك، وهناك ما هو تطوير لوصفات قديمة تقليدية؛ ليتم فيها الاستغناء عن الموقد، بل إن هناك أكلات تقليدية معروفة في هذا المجال».

فرينش توست بالزعتر والجبن للشيف رضوى عبد العظيم (الشرق الأوسط)

ويقدم أحمد وصفة المحمرة الحلبية، التي لا تتطلب في إعدادها حرارة، قائلاً: «أحضر 300 غرام بقسماط، 200 غرام دبس فليفلة حار، 150 دبس رمان، 300 غرام جوز، 150 غرام طحينة، زيت زيتون، 100 غرام عسل النحل، 5 غرامات كمون، كزبرة ناشفة، 400 غرام ثلج. ضع الخليط وبعض الثلج في محضر الطعام واخلطهم، ثم أضف نصف كمية البقسماط ونصف كمية الجوز، واخلط المكونات بدوران متقطع حتى تتجانس ثم يضاف البقسماط والجوز».

المحمرة الحلبية للشيف عامر أحمد (الشرق الأوسط)

لكن هل تتنوع الأكلات من دون طهي أم أنها محدودة؟ يجيب الشيف المصري رضا يزن عن سؤال «الشرق الأوسط»، قائلاً: «القائمة طويلة وغير محدودة. دعنا نجعل الأمر أكثر بساطة، ونقول إن الفكرة تقوم على خلط بعض الأشياء معاً لتحصل على وجبة لذيذة في أي وقت من الأوقات مع عدم وجود حرارة، أي ستبقي الموقد والفرن مغلقين».

إفطار خفيف من إعداد الشيف رضوى عبد العظيم (الشرق الأوسط)

ويوضح: «هذه الوجبات تقوم حول فكرتين أساسيتين، إما الاعتماد على مكونات بطبيعتها لا تتطلب الطهي، وغالباً ما تكون السلطات الثرية المطورة، أو تلك القائمة على الخضراوات الطازجة والصلصات»، ويتابع: «أو فكرة أخرى تقوم على تجميع مكونات تم طهيها بشكل مسبق في أيام سابقة، ويتم توظيفها في إعداد أطباق أو لفائف أو شطائر رائعة المذاق». ويتابع: «ومن ثم، فإن الوجبات التي لا تحتاج إلى طهي تبدأ في مكانين، هما السوبر ماركت ورف بقايا الطعام في الثلاجة».

فطور صحي للشيف أسامة القاضي (الشرق الأوسط)

لذلك، إذا كنت تبحث عن أكلات تبعدك عن حرارة الموقد فاذهب للسوبر ماركت أو متجر بقالة صغير واشتر منه علب البقوليات أو التونة أو الأسماك المعلبة، وستجد عشرات الوصفات لدمجها مع مكونات أخرى كالأعشاب والخضراوات وخيارات كثيرة من الصوص، وكذلك يمكنك البدء في تحضير وجبات سهلة من دون طهي عبر المكونات المطبوخة في ثلاجتك، مثل أرز السوشي أو أي نوع من الأرز والبيض المسلوق أو الحبوب المفضلة واللحوم المتبقية والخضراوات المشوية، لكن المهم ألا تنسى تخزين أطباقك في أوعية جيدة أو قدر معزول للحفاظ على نضارتها وفوائدها.

في هذا السياق يقترح يزن «التوفو»، قائلاً: «هو مكون آسيوي بديل عن الجبن، مصنوع من حليب الصويا، لكن يمكن الاعتماد على جبن آخر في حالة عدم توفره لك».

سلطة مكسيكية صحية للشيف رضوى عبد العظيم (الشرق الأوسط)

ويتابع: «لا يحتاج التوفو بالضرورة إلى الطهي، أحضر نحو 50 غراماً من صلصة الصويا، وملعقة كبيرة من خل الأرز والخل، وملعقة ونصف ملعقة من زيت السمسم، وفص ثوم مبشور، ونصف ملعقة صغيرة من الزنجبيل المبشور، وملعقة صغيرة من رقائق الفلفل الكوري، وملعقة صغيرة من السكر الأبيض وبصلاً أخضر مقطعاً ناعماً، وقم بعد ذلك بتصفية كتلتين من التوفو، يبلغ وزنهما نحو 400 غرام، ومن ثم ضع كل كتلة في وعاء، وأضف الصلصة وشرائح البصل الأخضر وملعقة كبيرة من الأعشاب البحرية المبشورة أو امزجها في هريس، يعلوه الفجل والمخللات والكزبرة والهالبينو وبذور اليقطين».

طبق لذيذ وسريع من دون طهي للشيف دنيا الصيرفي (الشرق الأوسط)

حساء الليمون غراس مع الكزبرة الخضراء الباردة أو شوربة الجزر الباردة مع سلطة الشمام بالحمضيات والبسطرمة وكذلك الكارباتشو، أو ذلك الحساء الإسباني البارد، كلها خيارات أخرى مثالية لوجبات لذيذة من دون التعرض لحرارة الطهي في أيام الصيف الحارة يقترحها يزن. ويقول: «قم بإقران الحساء المبرد مع سلطة مقرمشة أو شريحة خبز لإعداد وجبة كاملة، وعززها بلمسة من الكاري والكركم».

مشيراً إلى أن «الكرفس والطماطم والبصل الأخضر مع الأسماك المعلبة مثل الماكريل والأنشوفة أو التونة مع إضافة الزنجبيل والثوم والكزبرة والطماطم الكرزية وكثير من عصير الليمون. وزيت الفلفل الحار المكسيكي والخبز المحمص ولفائف التونة والفاصوليا البيضاء والخس يصنع طعماً استثنائياً لطبق رئيسي من دون طهي».

حلوى التفاح للشيف رضوى عبد العظيم (الشرق الأوسط)

من أشهر المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي المهتمين بإعداد الطعام من دون استخدام الموقد؛ الشيف دنيا الصيرفي، التي تقدم تشكيلة من السلطات والأطباق المدمجة على مدونة «دنيا كوكس»، التي من الممكن فيها استبدال بعض المكونات المطهية واستخدام المعلبة عند السفر أو ضيق الوقت. وعلى مدونة شيف أسامة القاضي كذلك تستطيع الاستمتاع بالأفوكادو مع البيض المسلوق مسبقاً على الخبز المحمص في فطور صحي، مع إضافات لذيذة، وأيضاً وصفات للحساء البارد.

تشيزكيك على طريقة الشيف رضوى عبد العظيم (الشرق الأوسط)

أما شيف رضوى عبد العظيم فعلى مدونتها «Rodys_food» على «إنستغرام» فتقدم كثيراً من الوصفات في هذا المجال، منها وجبة للمتبعين نظام «لوكارب»، وهي لفافة مكونة من كابوتشي أو خس تم غسله وتجفيفه جيداً، وحشوه بجبن لايت وفريش أفوكادو كمصدر للدهون الصحية، مع قطع صغيرة من الخيار وأي خضراوات مثل فلفل الألوان، ويتم لف الكابوتشي جيداً بالمكونات السابقة.

سلطة مكسيكية صحية للشيف رضوى عبد العظيم (الشرق الأوسط)

كما تقدم طريقة صنع بعض السلطات الممتزجة باللحوم المعدة مسبقاً في ثلاجتك، والسناك، ومنها «أبل كرامبل» لإفطار سريع ومفيد، ويعتمد على تقطيع تفاحة لمكعبات ورش القليل من القرفة عليها، وإضافة ملعقة كبيرة من النشا، ثم توضع في المايكرويف لمدة دقيقتين، ثم يتم إضافة ملعقتي شوفان سريع التحضير، وملعقة سكر جوز الهند أو سكر بني، ورشة قرفة وملعقة صغيرة من الزبدة أو زيت جوز الهند، ثم يوضع في المايكرويف من دقيقة إلى دقيقتين.

تقول عبد العظيم لـ«الشرق الأوسط»: «أقدم كثيراً من الوصفات الأخرى، مثل تشيزمج كيك وبراونيزمج وغير ذلك من الأكلات والحلويات التي لن تحتاج فيها إلى الموقد».


مقالات ذات صلة

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

مذاقات البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات مبنى «آر إتش» من تصميم المهندس المعماري البريطاني السير جون سوان (الشرق الأوسط)

«آر إتش» عنوان يمزج بين الأكل والأثاث في حضن الريف الإنجليزي

سحر الريف الإنجليزي لا يقاوم، وذلك بشهادة كل من زار القرى الجميلة في إنجلترا. قد لا تكون بريطانيا شهيرة بمطبخها ولكنها غنية بالمطاعم العالمية فيها

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات طبق الكشري المصري (شاترستوك)

مبارزة «سوشيالية» على لقب أفضل طبق كشري في مصر

يبدو أن انتشار وشهرة محلات الكشري المصرية، وافتتاح فروع لها في دول عربية، زادا حدة التنافس بينها على لقب «أفضل طبق كشري».

محمد الكفراوي (القاهرة ) محمد الكفراوي (القاهرة)
مذاقات مطعم "مافرو" المطل على البحر والبقايا البركانية (الشرق الاوسط)

«مافرو»... رسالة حب إلى جمال المناظر الطبيعية البركانية في سانتوريني

توجد في جزيرة سانتوريني اليونانية عناوين لا تُحصى ولا تُعدّ من المطاعم اليونانية، ولكن هناك مطعم لا يشبه غيره

جوسلين إيليا (سانتوريني- اليونان)
مذاقات حليب جوز الهند بلآلئ التابيوكا من شيف ميدو برسوم (الشرق الأوسط)

نصائح الطهاة لاستخدام مشتقات جوز الهند في الطهي

حين تقرّر استخدام جوز الهند في الطهي، فإنك ستجده في أشكال مختلفة؛ إما طازجاً، مجفّفاً، أو حليباً، أو كريمة، وثمرة كاملة أو مبشورة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
TT

هل تأثرت توابل المصريين بالجاليات الأجنبية؟

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)
البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

«رشّة ملح وفلفل»، معادلة مصرية تعود إلى الجدات، تختصر ببساطة علاقة المطبخ المصري بالتوابل، والذي لم يكن يكترث كثيراً بتعدد النكهات، في حين عُرف بالاعتماد على مذاق المكونات الأساسية، مع لمسة محدودة لم تتخطَّ صنفين أو ثلاثة من التوابل.

غير أن الوضع تبدّل الآن، وباتت الأكلات المصرية غارقة في توليفات التوابل، فدخل السماق والزعتر البري والكاري والبابريكا على الوصفات التقليدية. وعلى مدار سنوات عدة قريبة تطوّر المطبخ المصري، وبات أكثر زخماً من حيث النكهات، ليطرح السؤال عن مدى تأثره أو تأثيره في الجاليات التي توجد بالبلاد.

ويرى خبراء الطهي، أن معادلة التوابل لدى المصريين اختلفت بفضل الاندماج الثقافي وتأثير الجاليات العربية التي دفعتهم ظروف الحروب لدخول مصر والاستقرار بها، أيضاً منصات التواصل الاجتماعي التي أزاحت الحدود، ودفعت بمفهوم «المطبخ العالمي»، فنتج خليط من النكهات والثقافات استقبلته المائدة المصرية بانفتاح.

البهارات في مصر كانت تستخدم في الماضي للتحنيط والعلاج (شاترستوك)

ورأت الطاهية المصرية أسماء فوزي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المطبخ المصري الآن «بات مزيجاً من ثقافات عربية»، وقالت: «عندما بدأت أتعلَّم الطهي من والدتي وجدتي، كانت توليفة التوابل الأشهر تشمل الملح والفلفل، وفي وصفات شديدة الخصوصية قد نستعين بالكمون والحبّهان على أقصى تقدير، أما الكزبرة المجففة فكانت حاضرة في طبق (الملوخية) فقط».

لكنها أشارت إلى أنه قبل سنوات معدودة لاحظت تغييراً واضحاً في تعاطي المطبخ المصري التوابل، و«بدأتُ للمرة الأولى أستعين بنكهات من شتى بقاع الأرض لتقديم مطبخ عصري منفتح على الآخر».

التوابل والأعشاب المصرية مرت برحلة مثيرة عبر قرون من التاريخ والثقافة، واشتهر المطبخ المصري قديماً بمجموعة من الكنوز العطرية، تشمل الكمون بنكهته العميقة التي ارتبطت بطبق «الكشري»، والكزبرة، تلك الأوراق الخضراء المجففة التي تضيف لطبق «الملوخية» نكهته الفريدة، كما عرف الشبت ذو النكهة العشبية المميزة الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بوصفات التمليح (التخليل) والسلطات.

يتفق محمود عادل، بائع بأحد محال التوابل الشهيرة في مصر، يسمى «حاج عرفة»، مع القول بأن المطبخ المصري تحوّل من محدودية النكهات إلى الزخم والانفتاح، ويقول: «المصريون باتوا يميلون إلى إضافة النكهات، وأصبح أنواع مثل السماق، والأوريجانو، والبابريكا، والكاري، والكركم، وورق الغار، وجوزة الطيب والزعتر البري، مطالب متكررة للزبائن». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة انفتاح على المطابخ العالمية بسبب منصات التواصل الاجتماعي انعكس على سوق التوابل، وهو ما يعتبره (اتجاهاً إيجابياً)».

ويرى عادل أن «متجر التوابل الآن أصبح أكثر تنوعاً، وطلبات الزبائن تخطت الحدود المعروفة، وظهرت وصفات تعكس الاندماج بين المطابخ، مثل الهندي الذي تسبب في رواج الكركم وأنواع المساحيق الحارة، فضلاً عن الزعفران»، منوهاً كذلك إلى المطبخ السوري، أو الشامي عموماً، الذي حضر على المائدة المصرية بوصفات اعتمدت نكهات الزعتر والسماق ودبس الرمان، ووضعت ورق الغار في أطباق غير معتادة.

وتعتقد الطاهية أسماء فوزي، أن سبب زخم التوابل وتنوعها الآن في مصر، يرجع إلى «الجاليات العربية التي دخلت البلاد عقب (ثورة) 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، أي قبل أكثر من عقد». وتقول: «بصمة المطبخ السوري بمصر كانت واضحة، فالجالية السورية اندمجت سريعاً، وقدمت مهارات الطهي من خلال المطاعم و(المدونين)، وانعكس ذلك على اختيارات التوابل، وبات ملاحظاً إضافة توليفات التوابل السوري، مثل السبع بهارات لوصفات مصرية تقليدية».

بهارات متنوعة (صفحة محال رجب العطار على «فيسبوك»)

كما أشارت إلى أن «المطبخ العراقي ظهر، ولكن على نحو محدود، وكذلك الليبي»، وتقول: «ما أتوقعه قريباً هو رواج التوابل السودانية، مع تزايد أعدادهم في مصر بعد الحرب، لا سيما أن المطبخ السوداني يشتهر بالتوابل والنكهات».

انفتاح أم أزمة هوية؟

كلما انعكست مظاهر الانفتاح الثقافي على المطبخ المصري، ازدادت معه مخاوف الهوية، وفي هذا الصدد تقول سميرة عبد القادر، باحثة في التراث المصري، ومؤسسة مبادرة «توثيق المطبخ المصري»: «إنه (المطبخ المصري) لم يعتمد في أصوله على النكهات المُعززة بالتوابل المختلطة»، وترى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تفرّد المطبخ المصري القديم يرجع إلى اعتداله في إضافة التوابل... «هذا لا يعني إهماله لسحر مذاق البهارات والتوابل، غير أنه كانت له معادلة شديدة الدقة، كما أن علاقة المصري بالتوابل ذهبت قديماً إلى ما هو أبعد من فنون الطهي».

وأرجعت الباحثة في التراث المصري زيادة الاهتمام بالتوابل إلى (المؤثرين) وطُهاة «السوشيال ميديا»، وتقول: «المطبخ المصري لا يعتمد على التوابل بهذا القدر، في حين هناك عوامل كانت وراء هذا الزخم، أهمها (المؤثرون) و(مدونو) الطعام؛ غير أن إضافة التوابل بهذا الشكل ربما تُفقد المطبخ المصري هويته».

ولفتت إلى أن «المطبخ المصري القديم اعتمد على الملح والفلفل والكمون فقط، أما بقية التوابل فكانت تستخدم لأغراض مثل العلاج والتحنيط؛ وفي العصور الوسطى شهد بعض الاندماج بعد فتح قنوات التواصل مع الدول المحيطة، ولكن على نحو محدود لا يُقارن بالزخم الحالي».