«ميلوس» رحلة بين الموسيقى والطعام في بلاد الإغريق

جلسة يونانية في قلب بيروت

مطبخ مفتوح ينم عن سياسة شفافة للمطعم (خاص الشرق الأوسط وإنستغرام ميلوس)
مطبخ مفتوح ينم عن سياسة شفافة للمطعم (خاص الشرق الأوسط وإنستغرام ميلوس)
TT

«ميلوس» رحلة بين الموسيقى والطعام في بلاد الإغريق

مطبخ مفتوح ينم عن سياسة شفافة للمطعم (خاص الشرق الأوسط وإنستغرام ميلوس)
مطبخ مفتوح ينم عن سياسة شفافة للمطعم (خاص الشرق الأوسط وإنستغرام ميلوس)

في قلب العاصمة بيروت، وبالتحديد في شارع مار مخايل يقبع مطعم «ميلوس (MYLOS)»، من المطبخ اليوناني. فهذه البقعة النابضة، وسط العاصمة، ستأخذك برحلة سفر إلى اليونان. وهناك ستعيش تجربة إغريقية بامتياز؛ حيث الموسيقى والمقاعد والأطباق تلبس طابع هذا البلد.

ديكورات بسيطة ومريحة تخيم على «ميلوس» في مار مخايل (خاص الشرق الأوسط وإنستغرام ميلوس)

للوهلة الأولى لدخولك «ميلوس»، سيخيَّل إليك أنك وسط مدينة أثينا، فموسيقى «ديموتيكو تراجودي» الشعبية، والـ«نيسيوتيكا» المعروفة، تصدح في أرجاء هذا المطعم. وعلى أنغام الـ«بوزوكي» تختار المكان الذي يعجبك في «ميلوس»، المُطل على شارع مار مخايل العريق. كل شيء هنا تطبعه الثقافة اليونانية، كراسي القش، والطاولات المستطيلة، الغالب عليها الخشب الأزرق تتوزع في أرجائه. ومع السقف المرتفع، والشبابيك ذات الفتحات الخشبية الزرقاء، تأخذك مباشرة إلى قلب اليونان. وبين ديكورات وعبارات تدعوك للاستمتاع بهذه الجلسة، تنطلق رحلتك.

أطباق تفتح الشهية

أطباق يونانية تفتح الشهية في «ميلوس» (خاص الشرق الأوسط وإنستغرام ميلوس)

تلقي نظرة سريعة على لائحة الطعام في مطعم «ميلوس»، فتطلب مساعدة المشرف عليه. يشير إليك بأسماء أكلات يونانية يشتهر بها المطعم. لا بد أن تبدأها مع طبق «سباناكوبيتا»، الجامع بين طعوم الحلو والمالح، وهو كناية عن فطائر محشوّة بجبن الفيتا والسبانخ مع نكهة حلوة. وإضافة إلى السَّلَطات، وفي مقدمتها اليونانية المؤلَّفة من خضر طازجة لا بد أن تجرب طبق الـ«موساكا»، فهو يشكل مفتاح الشهية لتكمل مشوارك مع طعوم مختلفة. ويتألف من طبقات من الباذنجان، وشرائح لحم البقر، والبطاطس الرقيقتين، تغمره صلصلة البيشاميل الممزوجة بأخرى من البندورة، والمكللة بجبن البارميزان.

تكمل مشوارك في استكشاف أطباق «ميلوس» مع تشكيلة من الـ«أورزو» المقدَّمة في أطباق خشبية. تختار ما يناسبك من مكونات تمزج بين اللحوم والخضر، فتحضر أمامك بروائح شهية ومكونات مختلفة تتراوح بين الكباب وثمار البحر والخضر الغارقة في صلصة الجوز.

ولمن يهوون تناول أطباق اللحوم اليونانية الأصيلة، لا بد أن يطلبوا الـ«سوفلاكي»، الذي يقدم مع خبز الـ«بيتا»، وصلصة «تزاتزيكي».

أجواء تنبض بالحياة، تتوسطها مشهدية واضحة لا غش فيها تنم عن مطبخ مفتوح يعمل فيه الطباخون أمام عينيك مباشرة، فتأخذ فترة استراحة، وأنت تراقبهم عن قرب يحضرون الأطباق بدقة وبمكونات طازجة.

ولأن بلاد اليونان تقع على المتوسط، فلا بد أن تلفتك أطباق تشبه إلى حد كبير بمكوناتها، أطباق بلاد الشام. فجبن الحلومي اللذيذ يحضر تحت اسم يوناني «ساغاناكي». والـ«كالاماراكيا تيغانيتا» تذكِّرك بحلقات الكالاماري المقلية المعروفة في لبنان. وتنتقل بعدها إلى سلطة الـ«كريتان»، والبطاطس المقلية مع خلطة البهارات اليونانية. ومن ثم تتوقف عند «بقلاوة الدجاج» بطعمها المميز والمقرمش. ولتختتم رحلتك هذه بأطباق الحلوى من «بقلاوة»، مع المثلجات ولفائف الشوكولاته مع اللوز.

فترة استجمام تمضيها بلحظات

جلسة يونانية بامتياز بين الموسيقى والطعام (خاص الشرق الأوسط وإنستغرام ميلوس)

يغلب على مطعم «ميلوس» البساطة والأطباق المنمنمة، فعلى كل طاولة موزعة فيه تحمل باقة ورود زهرية صغيرة الحجم، ويشرح لك النادل بأنها مقدمة للترحيب بالزبائن على طريقة «ميلوس».

تتلفت يميناً ويساراً، فتراقب ديكورات تريح النظر لا زخرفة فيها ولا عجقة ألوان.

ومع رشة زعتر من هنا، ونكهة بابريكا وجوزة الطيب من هناك، تستمتع بتذوقها، فهي أطباق تذكِّرك ببلدك الأم بحيث لن تشعر بالغربة عن المطبخ اللبناني.

ولمن يهمه تناول أطباق «ميلوس» في جلسة عائلية بمنزله، فهو يقدم خدمة «ديلفري» حتى باب بيتك.

تخرج من «ميلوس» مزوَّداً بالطاقة الإيجابية التي يستحدثها عندك لا شعورياً، فهو من خلال أسلوب تقديمه الأطباق اليونانية، ومراقبتك كيفية تحضيرها، تلمسك الشفافية السائدة في هذا المكان. أما موسيقى الـ«بوزوكي» فتظل ترن في أذنك، حتى بعد مغادرتك المطعم، مردداً نغماتها بفرح الأطفال.

رحلة سفر إلى اليونان على بُعد أمتار قليلة، تشكل عندك حاجة لا بد أن تستعيد تجربتها مرة جديدة عندما تزور بيروت.


مقالات ذات صلة

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز

نادية عبد الحليم (القاهرة)

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)
كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)
TT

الشاي... من الفنجان إلى الطبق

كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)
كعكة شاي إيرل جراي مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليامن شيف ميدو (الشرق الأوسط)

«يمكن للشاي أن يضيف نكهةً مثيرةً للاهتمام، ويعزز مضادات الأكسدة في أطباق الطعام، وقد لا يعرف كثيرٌ أننا نستطيع استخدام هذه النبتة في الطهي والخبز بطرق غير متوقعة»، هكذا يتحدث الشيف المصري وليد السعيد، عن أهمية الشاي في وصفات لذيذة. أطباق كثيرة يتخللها الشاي وتتنوع بمذاقات مختلفة؛ من بينها فطائر الكريب، وكعكة «شاي إيرل غراي».

وينصح السعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بتجربة الشاي الزهري مثل الياسمين والبابونج، أو الأسود العادي، خصوصاً بالنسبة للمصريين، أو شاي بالقرفة والزنجبيل والقرنفل أو شاي دراغون ويل الأخضر الصيني برائحة الكستناء ونكهة الزبد والجوز، وغير ذلك من الأنواع.

الشيف وليد السعيد يستخدم الشاي بأنواعه في الكثير من الوصفات خاصة الحلويات (الشرق الأوسط)

ويرى السعيد أنه «في بعض الأحيان نستخدم نكهات صناعية من دون النظر إلى عواقب إضافة المواد الكيميائية والمضافة إلى طعامنا، في حين أنه يمكن الاستغناء عنها، واللجوء بدلاً من ذلك إلى استخدام الشاي، بوصفه يجمع بين كونه مكوناً طبيعياً، يجنبك تلك المواد الضارة، وكونه مُحمَّلاً بنكهات متنوعة تلائم الأطباق من الحلوة إلى المالحة، والساخنة والباردة».

ويوضِّح السعيد أنه «يمكن لأي وصفة تحتوي على سائل أن تكتسب نكهة جديدة تماماً عند الاستعانة بالشاي في تحضيرها، وذلك عن طريق تحويل هذا السائل إلى شاي، سواء كنت تستبدله بدلاً من الماء أو الحليب أو الشوربة أو غير ذلك».

فطائرالكريب بالشاي الأخضر وجوز الهند من شيف ميدو (الشرق الأوسط)

لكن كيف يمكن استخدام الشاي في هذه الحالة؟ يجيب السعيد: «إذا كانت الوصفة تتطلب الماء مثل العصائر والسموذي، فقم بتحضير بعض الشاي بدلاً من الماء، عن طريق تحضير كمية كبيرة من الشاي وتجميدها، إما في برطمانات أو قوالب مكعبات الثلج، ثم إضافتها للطعام».

«أما إذا كانت الوصفة تحتوي على مرق أو حليب، فيمكنك نقع هذا السائل بالشاي؛ لإضافة نكهة إضافية مع الفوائد الغذائية: سخن السائل، وانقع الشاي واستخدمه حسب الحاجة في الوصفة، لكن عليك أن تراعي أنك ستحتاج إلى مزيد من استخدام الشاي، مع تجنب نقعه لفترة أطول حتى لا يصبح مراً». هكذا يوضح الشيف المصري.

ومن هنا عند دمج الشاي في الوصفات تحتاج إلى صنع نحو ربع كوب شاي أكثر من استخدامك المعتاد. على سبيل المثال، إذا كانت الوصفة تتطلب كوباً واحداً من السائل، فقم بغلي 1.25 كوب من الشاي.

امزج أوراق الشاي المطحونة مع الأعشاب، واستخدمها كفرك (تتبيل) جاف للحوم المشوية أو المطهوة، ولمزيد من الحرفية مثل الطهاة استخدم معه السكر البني والملح والفلفل الأسود وحبيبات أو بودرة البصل والثوم والزعتر وإكليل الجبل وقشر الليمون، والزنجبيل، وقشر البرتقال، ومسحوق الفلفل الحار، والبهارات، والقرفة أو القرنفل.

ويلفت الشيف السعيد إلى أنه يمكن استخدام الحليب أو الكريمة المنقوعة بالشاي لصنع صلصة البشاميل والصلصات الأخرى على شكل كريمة للفطائر والبطاطس المقلية، علاوة على حساء الكريمة والخضراوات الكريمية، على أن تستخدم للطعم الكريمي في هذه الأطباق شاياً بنكهة لذيذة، تكون من ضمن مكوناته الشاي الأخضر والأرز المنفوخ والذرة، ولذلك يفضل أن يكون شاياً يابانياً.

أما بالنسبة للحلويات فاستخدم مسحوق الماتشا في الخليط. إذا كنت تخبز البسكويت، فيمكنك أيضاً نقع الزبد المذاب بأوراق الشاي الكبيرة الطازجة، ثم تصفية ذلك، وفي حالة ما إذا كانت الوصفة تتطلب الحليب، فقم بنقع الشاي في الحليب الدافئ أو الماء لمدة من 5 إلى 10 دقائق، وأمامك خيار آخر، وهو طحن الشاي إلى مسحوق في محضر الطعام وخلطه مع المكونات الجافة.

«وإذا كنت تبحث عن الاستمتاع بنكهة حلوة خفيفة مع نكهات زهرية أو فاكهة، فجرب إحدى خلطات الشاي العشبية الكثيرة مثل شاي البابونج والحمضيات أو شاي الكركديه أو شاي التوت البري. اطحن الشاي السائب في مطحنة التوابل حتى يتحول إلى مسحوق، واستخدم ملعقتين كبيرتين لكل دفعة من العجين، ولأن الشاي يمتص السوائل، قلل من كمية الدقيق المطلوبة في الوصفة بملعقتين كبيرتين»، بحسب السعيد.

وليس بعيداً عن ذلك، ينصح الشيف ميدو الذي يعد واحداً من الطهاة المصريين الذين اعتادوا على استخدام الشاي في الطعام، ومن أشهر أطباقه في هذا المجال فطائر الكريب بالشاي الأخضر وجوز الهند، ويصف ذلك بـ«ثنائية اللون محشوة بكريمة الفانيليا ومغطاة باللون الأخضر»، وكذلك يقدم كعكة «شاي إيرل غراي» مع العسل المنقوع بالقرفة والفانيليا، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمنح البقع السوداء الصغيرة من الشاي هذه الكعكة كثيراً من الطعم والرائحة».