كيف تختار «الأطباق الجانبية» المناسبة للطبق الرئيسي؟

السلطة الخفيفة إلى جانب الأرز والخضراوات المشوية مع الباستا

شيف وليد السعيد (الشرق الأوسط)
شيف وليد السعيد (الشرق الأوسط)
TT

كيف تختار «الأطباق الجانبية» المناسبة للطبق الرئيسي؟

شيف وليد السعيد (الشرق الأوسط)
شيف وليد السعيد (الشرق الأوسط)

عندما تخطط لدعوة الأصدقاء على عشاء من المشويات في منزلك، أو حتى عندما تفكر فيما يمكن إعداده من طعام لأسرتك بإحدى الأمسيات الصيفية، فإن شغلك الشاغل يكون هو الطبق الرئيسي، الذي ربما تبالغ في الاحتفاء به على حساب «الأطباق الجانبية» رغم أنها هي ما تحقق لك توازن الوليمة.

سلطة كفتة الفراخ المشوية بالنكهة الآسيوية من أطباق شيف أسماء درويش (الشرق الأوسط)

لكن اختيار «الأطباق الجانبية» لا يتم بشكل عشوائي أو بحسب المكونات التي تمتلئ بها ثلاجتك؛ إنما الأمر يخضع لمعايير، يراها الطهاة ضرورية، سواء كنت بصدد إعداد عزومة في منزلك الصيفي على حفل شواء أو كنت تتجه إلى إعداد وليمة دسمة في مناسبة خاصة، ووفق نصيحة الشيف المصري وليد السعيد، فإن «الطريقة الأكثر مثالية لاختيار طبق جانبي هي البدء بالنظر إلى الطبق الرئيسي على سبيل المثال، هل المعكرونة أم شرائح اللحم المشوي، أم الدجاج الرانش أم السمك المقلي؟».

ويبرر ذلك في حديث إلى «الشرق الأوسط» موضحاً: «(السايد ديشز) هي أطباق تكميلية إلى حد كبير، فلا ينبغي أن تخلط بينها وبين الطبق الرئيسي وإلا ستزدحم مائدتك بعدة أطباق رئيسية من دون أن تدري، وهو ما يرهق ميزانيتك ويتعب معدة ضيوفك عبر مكونات غير متناسقة ونكهات متضاربة».

الطبق الجانبي قد يكون مجرد سلطة خضراء مع أجبان (الشرق الأوسط)

على سبيل المثال، إذا كنت تعد كبسة مع ضلع غنم أو تقدم شرائح لحم ضأن مع صلصة كريمة اللبن من الضروري أن تذهب لطبق جانبي خفيف، مثل الذرة المشوية الحلوة أو السلطة الخضراء المنعشة، أو سلطة الفاصوليا الخضراء والفلفل الأصفر، أو حتى الطماطم المنكهة بزيت الزيتون والأعشاب الطازجة والتوابل مع خبز من الحبوب الكاملة.

وإذا كنت تصنع طبق معكرونة بالصوص الأحمر ابحث عن خضراوات مشوية متبلة ومكونة على سبيل المثال من القرع والفلفل الألوان والبروكلي المضاف إليها الخل البلسمك والفلفل والملح.

«التوازن بين النكهات أمر أساسي في اختيار الأطباق الجانبية» يقول السعيد، موضحاً: «ما لم تكن يقظاً إلى طبيعة إجمالي النكهات ما بين الأطباق التي تقدمها في الوليمة فإن الأمر حتماً سينتهي بك بعد عمل شاق إلى مجموعة من المذاقات (شبه الموحدة)، وكأنك تتناول المذاق نفسه في كل مرة تمد يدك فيها إلى أحد الأطباق».

سلطة خضراء (الشرق الأوسط)

ويشرح: «إذا كان طبقك الرئيسي على سبيل المثال يحتوي على طعم حلو أي مضاف إليه القليل من السكر أو الفاكهة أو العسل أو التمر ففكر في استكماله بطبق جانبي بصلصة خل منعشة أو صلصة الليمون الحامضة التي لن تتيح له فرصة منافسة الطبق الرئيسي في مذاقه».

وبالمثل، فإن السلطات ذات النكهة اللاذعة مثل تلك المكونة من خس الروزا، وخس البيوندا، وبراعم الجرجير، وبراعم البازلاء، فثق أنها ستعمل بشكل جيد مع شرائح اللحم الدسم الغنية أو أطباق الحساء أو المعكرونة الكريمية، وفق نصائح السعيد.

ويلتف الشيف إلى أنه «إذا كان الطبق الرئيسي الخاص بك مالحاً فيمكنك إعداد طبق جانبي حلو مثل الكول سلو أو البطاطا الحلوة المشوية مع فطر سوتيه ولبن أو كريمة، أو ربما يمكنك استعارة طبق من المطبخ المغربي مثل البسطيلة الصويبع أو لتختر خبز الذرة بالكريمة مع زبدة العسل، وسيكون من الصعب لضيوفك مقاومة مذاق (كابوناتا الباذنجان الكريمي) مع مجموعة من الخضراوات الصيفية».

خضروات مشوية متبلة من إعداد شيف عمر شبراوي (الشرق الأوسط)

القاعدة الذهبية عند التفكير في الأطباق الجانبية وفق شيف مي أمين، هي أنك «لا تبحث عن الأسهل أو التقليدي»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «يختار الكثيرون البطاطس ويعتقدون أنها الطبق المثالي بالنسبة للمشويات على وجه الخصوص باعتبارها تحقق بدسامتها التوازن، لكن هناك في واقع الأمر عالماً كاملاً من الأطباق الجانبية الأخرى التي تقوم بعمل رائع في مواجهة اللحوم المشوية»، وتقترح لنا طبقاً من الخضراوات المشوحة بالعسل والمكون من الطماطم والجزر والكراث الصغير والبطاطا الحلوة وفصوص الثوم الكاملة في تتبيلة لذيذة من زيت الزيتون والليمون والعسل وأغصان إكليل الجبل.

أما إذا أردت قدراً أكبر من البساطة فإليك هذا الكنز سريع التحضير ولذيذ المذاق وهو «شرائح الكوسة الرفيعة»، فما عليك سوى «تشويحها» في قليل من زيت الزيتون على النار مع الملح والفلفل الأسود، ومن الممكن القليل من الريحان أو الروز ماري حسب رغبتك، ومن ثم إضافة القليل جداً من الماء وتركها عدة دقائق.

سلطة بروكلي بالدجاج والدريسنج من إعداد شيف أسماء درويش (الشرق الأوسط)

لكن إذا كنت تتمسك بالبطاطس فحاول أن تقدم نكهة جديدة، فكر على سبيل المثال في هذا الطبق الجانبي المناسب ليرافق طبقاً رئيسياً خفيفاً، قم بتقطيع البطاطس إلى نصفين، ثم اسلقها حتى تنضج، واستخرج المحتوى الداخلي منها، ثم أدمجه مع مزيج عطري من الرمان والكزبرة الطازجة وعصير الليمون والعدس البني المتبل بالكمون والكركم والزنجبيل والبصل والفلفل الحار ومسحوق الكاري.

قم بسكب المزيج مرة أخرى في «قشور البطاطس»، ضعها في صينية بالفرن حتى تمام النضج، ولن تنافس هذه الطريقة سوى البطاطا الحارة اللبنانية الغنية بالنكهات والأعشاب الطازجة أو طبق البطاطس الممتزجة بالبطاطا المشوية الذي تعده شيف أسماء درويش، على مدونتها.

شيف وليد السعيد (الشرق الأوسط)

وتتابع درويش: «يجب أن تحتوي الأطباق على مجموعة متنوعة من الألوان والقوام، إذا كنت تقدم طعاماً مقرمشاً اختر طبقاً من الأكل (المهروس) أو الذي يذوب في الفم بسهولة».

مجموعة كبيرة من المدونين يقدمون أطباقاً جانبية مبتكرة منهم شيف عمر شبراوي الذي يقدم على سبيل المثال «كريمي باستا» المكون من القرنبيط بالثوم ومرقة الخضراوات وزيت الزيتون.


مقالات ذات صلة

جيل الألفية يبتكر وصفات اليقطين على طريقته

مذاقات وصفات متنوعة لليقطين (الشرق الأوسط)

جيل الألفية يبتكر وصفات اليقطين على طريقته

أجيال عديدة تعرف اليقطين الشهير في الدول العربية باسم «القرع» كوصفة حلوة مزينة بطبقات العسل، بينما جيل الألفية أعاد تقديم اليقطين على طريقته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)

هل هناك طريقة أفضل من تغليف الخضار بالبلاستيك؟

في ظل فرض حكومات قيوداً على تعبئة الأطعمة والأغذية في عبوات أو أغلفة بلاستيكية، يجري البحث عن بدائل صديقة للبيئة بدرجة أكبر... فيما يلي بعض منها.

كيم سيفرسون (نيويورك)
مذاقات الشوفان صحي ولكنه ليس سحراً لإنقاص الوزن (شاترستوك)

هل يمكن للشوفان أن يساعد حقاً على إنقاص الوزن؟

تمزج امرأة في «تيك توك» نصف كوب من الشوفان مع كوب ماء وعصير نصف ليمونة. ثم تجبر نفسها على التبسم وترشف منه بتردد. ثم تقول بتصنّع مكشوف: «هذا سيئ جداً».

أليس كالاهان (نيويورك )
مذاقات تورتة اللحوم الباردة (الشرق الأوسط)

تورتة بالرنجة والتونة... وتارت بالفسيخ والبصارة

كيف للأسماك المملحة أن تتداخل بين طيات تورتة ناعمة تعلوها حبات من الجمبري؟ وبأي مبرر أُدخلت البصارة والطعمية بين شرائح التارت، هكذا اعتمد المصري خالد حنفي

نادية عبد الحليم (القاهرة )
مذاقات شاي بعد الظهر في فندق هيلتون بلندن (الشرق الاوسط)

أفضل أماكن تناول الشاي بعد الظهر في إنجلترا لعام 2024

لتقليد الشاي الإنجليزي الذي يقدم فترة ما بعد الظهر في لندن خاصة، والمملكة المتحدة عامة ويعرف باسم (Afernoon Tea) أو (High Tea) سحر خاص.

جوسلين إيليا (لندن)

جيل الألفية يبتكر وصفات اليقطين على طريقته

وصفات متنوعة لليقطين (الشرق الأوسط)
وصفات متنوعة لليقطين (الشرق الأوسط)
TT

جيل الألفية يبتكر وصفات اليقطين على طريقته

وصفات متنوعة لليقطين (الشرق الأوسط)
وصفات متنوعة لليقطين (الشرق الأوسط)

أجيال عديدة تعرف اليقطين، الشهير في الدول العربية باسم «القرع»، كوصفة حلوة مزينة بطبقات العسل، بينما جيل الألفية أعاد تقديم اليقطين على طريقته، فخرجت وصفة القهوة بالحليب واليقطين، والتي تتبناها مقاهٍ بالعالم حتى تحول المشروب في وقت سابق إلى «ترند».

اليقطين يدخل في الكثير من الوصفات الحلوة والحادقة (الشرق الاوسط)

ودخل اليقطين حلبة منافسة طُهاة «السوشيال ميديا»، و«الفود بلوغرز» أو مدوني الطعام بوصفات تعيد للقرع مكانته كطبق رئيسي حلو، وحادق لوصفة مُشبعة، وصحية مُجهزة من اليقطين الشهي.

شوربة اليقطين (الشرق الأوسط)

شعبية اليقطين لم تأتِ من المذاق فحسب، بينما ثمة علاقة روحية تربطنا بهذا النبات، بحسب حديث سابق للدكتور ريتشارد لوبيز، أستاذ علم النفس في كلية بارد الأميركية، لـشبكة «سي إن إن» قال «اليقطين هو إشارة إلى أن الخريف على الأبواب، وعادة ما يشعر الناس بأن ثمة أشياء جيدة قادمة»، ويُعدد الأسباب «كل شيء يتغير في الخريف، بداية من رائحة الهواء، مروراً بتلون أوراق الشجر بالبرتقالي والأخضر الداكن، حتى عيد الهالوين، أو الفزع، كل هذه تعد محفزات عاطفية تربطنا باليقطين».

وصفات متنوعة لليقطين (الشرق الأوسط)

تقول الطاهية اللبنانية وداد زرزور، مقدمة فقرة المطبخ في برنامج «صباح الخير يا عرب» على «إم بي سي»، إن القرع له أثر في النفس يسبق المذاق، وتروي لـ«الشرق الأوسط» أهمية اليقطين في مطبخها قائلة: «بداية من سبتمبر (أيلول) وحتى نهاية العام ننتظر خروج القرع، تتزين المزارع باللون البرتقالي الساحر ومذاقه الحلو، فإن القرع واحد من الأطعمة (السوبر) كما يطلق عليه، ويعود ذلك إلى محتواه من فيتامين (ج) الذي يجدد الخلايا، ويقتلع الجذور الحرة المسببة للالتهابات، كما أن محتواه من فيتامين (أ) يجعله خياراً رائعاً للبشرة والعيون».

وتعدد زرزور فوائد القرع فتقول «بمجرد طهي القرع ولو لعدة دقائق يتحول إلى قوام ناعم يعزز صحة الأمعاء، ويساعد على الهضم بفضل محتواه من الألياف، وللسبب عينه هو رائع لمن يتبعون حمية غذائية بهدف إنقاص الوزن». وتضيف «فضلاً عن الفوائد السابقة، فإن القرع غني بالفسفور، وهو معدن ضروري لصحة جيدة، لذلك هو رائع لمرضى ضغط الدم».

مدونو الطعام يبتكرون وصفات جديدة لليقطين (الشرق الأوسط)

اليقطين أو القرع طعام يعزز الشعور بالشبع لفترة أطول، كما أنه يحتوي على ما يقرب من 90 في المائة من الماء، لذا يساعد على الحفاظ على رطوبة الجسم، فضلاً عن سعراته الحرارية المحدودة، كل هذا يدفع به ضمن أكلات الحمية الغذائية المستهدفة إنقاص الوزن.

تشير زرزور إلى أهمية اليقطين للبشرة، وتقول «البيتا كاروتين الموجود في اليقطين يحمي البشرة من أشعة الشمس فوق البنفسجية المسببة للتجاعيد، أما تطبيق القرع على البشرة مباشرة فهو طريقة رائجة بين النساء لتقشير وترطيب البشرة».

القرع طعام واحد يُطهى بـ100 طريقة، هكذا تقول الطاهية اللبنانية «في الخليج يميلون إلى (القرع المحشي) أما في لبنان فنجهز (كِبة القرع)، أما على العشاء فنفضل تناول مربى القرع الذهبية التي تزين ليل الخريف بأكلة شهية مع توست محمص».

تحضير مربى القرع لها طريقتها الخاصة، تخبرنا بها زرزور قائلة «يُنقع القرع لمدة يوم كامل، ثم في اليوم التالي يُغسل جيداً، ثم يُسلق في الماء المغلي، ثم يضاف له شربات العسل مع رشة من القرنفل».

لأن القرع طعام عالمي ارتبط بمناسبات وأعياد كعيد الفزع، فإن فطيرة القرع هي أسهل وصفة، وأكثرها شهرة، والتي باتت تُقدم في أشهر المطاعم، وحتى في المقاهي، مع كوب من القهوة الساخنة.

واحدة من أشهى وصفات القرع هي «الحساء البرتقالية»، أو هكذا تطلق عليها زرزور، تقول «هي من أحب الوصفات إلى قلبي، مذاق طيب، وقيمة صحية بالغة، سميت بالحساء البرتقالية بفضل مكوناتها من القرع، والبطاطا الحلوة، والجزر، والطماطم، والبصل، والثوم، مع الخُضرة الورقية، وزيت الزيتون، والزعتر، كل هذا يندمج مع مرقة الدجاج لصحن حساء خريفية تحمي الجسم من هجمات فيروسات الطقس البارد».

كما جلب جيل الألفية القرع إلى القهوة، وشاهدنا ترند «لاتيه اليقطين»، ثمة وصفات عصرية أخرى كان البرتقالي بطلها، تقول زرزور: «أغرب وصفة للقرع تحولت إلى ترند على (إنستغرام)، هي بيتزا القرع، والتي تعتمد على استبدال صلصة الطماطم التي تعد الطبقة الأولى للبيتزا، بمهروس القرع، ورغم اختلافها فإنها مثيرة للتجربة، وتغازل الشهية بألوانها».

ثلاثة أشهر فقط على مدار العام مدة قصيرة للاستفادة من فوائد القرع، لذلك يميل كثيرون إلى تخزينه لتحضير وصفاته على مدار العام، وما يميز القرع أنه قابل للتخزين دون الحاجة لتقطيعه، تقول زرزور «يمكن الاحتفاظ بقشرته الغليظ كطبقة للحماية من خلال وضعه على قطعة قماش فقط بعيداً عن الرطوبة، ولكن يجب ألا يُترك على الأرض مباشرةً، بهذه الطريقة السهلة يمكن أن يبقى طازجاً لمدة تصل إلى 4 أشهر، وربما حتى 6 أشهر».

أما الطريقة الثانية للتخزين، بحسب أسرار زرزور، فهي «أن يُقطع، ثم يُسلق في الماء المغلي لبضع دقائق، وبعد أن يتحول إلى مهروس يُخزن في وعاء مُحكم الغلق بالفريزر». وتضيف «لا أفضل التخزين بهذه الطريقة طالما يمكن الاحتفاظ به كما هو لمدة طويلة دون جهد التحضير».


هل هناك طريقة أفضل من تغليف الخضار بالبلاستيك؟

الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)
الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)
TT

هل هناك طريقة أفضل من تغليف الخضار بالبلاستيك؟

الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)
الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)

في ظل فرض حكومات قيوداً على تعبئة الأطعمة والأغذية في عبوات أو أغلفة بلاستيكية، يتم البحث عن بدائل صديقة للبيئة بدرجة أكبر. فيما يلي بعض منها ربما تجدها في متجر البقالة القريب منك. تم استخدام البلاستيك في تغليف الأطعمة للمرة الأولى خلال حقبة الثلاثينات، ووصل الأمر الآن إلى كل شيء.

إذا كان يبدو الأمر وكأن البلاستيك يحيط تقريباً بكل ثمار الخيار والتفاح والفلفل في ممر المنتجات الزراعية داخل المتاجر، فهذا حقيقي. ما بدأ بورق السلوفان خلال فترة الثلاثينات تسارع مع ظهور الأغلفة البلاستيكية خلال فترة الثمانينات، والسلاطة المعبأة داخل أكياس خلال فترة التسعينات. وزاد تسوق سلع البقالة عبر الإنترنت من وتيرة الأمر.

مع ذلك يستهدف السباق ما يطلق عليه الأشخاص، الذين يزرعون ويبيعون الفواكه والخضراوات، أملاً منشوداً، وهو تقويض وإنهاء هيمنة البلاستيك على المنتجات الزراعية. في استطلاع رأي تم إجراؤه خلال شهر مارس (آذار) بين المتخصصين والعاملين في مجال المنتجات الزراعية على موقع «لينكد إن»، تم تأييد التحول نحو استخدام مادة متحللة حيوياً. وقال سورين بيورن، الرئيس التنفيذي لـ«دريسكولز»، أكبر مؤسسة لزراعة التوت في العالم واتجهت نحو استخدام الأغلفة الورقية في الكثير من الأسواق الأوروبية، إن «الأمر كبير ومهم». وأنتجت «دريسكولز» أغلفة شفافة في التسعينات، وهي الآن تصمم أغلفة ورقية.

تفرض إسبانيا ضريبة على استخدام البلاستيك، وتضع فرنسا قيوداً صارمة على المنتجات الزراعية المعبأة داخل أغلفة بلاستيكية، ويوشك الاتحاد الأوروبي على وضع قيود خاصة به أيضاً. وتحاول كندا وضع خطة تتيح التخلص من التعبئة البلاستيكية للمنتجات الزراعية بنسبة 95 في المائة بحلول عام 2028. وفي الولايات المتحدة الأميركية، حظرت 11 ولاية تعبئة المنتجات داخل أغلفة بلاستيكية. في إطار خطة شاملة مناهضة للإهدار، تدعو إدارة بايدن إلى طرق جديدة لتعبئة الأغذية تستخدم مواد صديقة للبيئة ومضادة للميكروبات تستهدف الحد من الاعتماد على البلاستيك.

استعمال الحاويات الورقية من بين الحلول المطروحة (شاترستوك)

هل نتفق إذاً على أن التخلص من البلاستيك هو الحل؟

إن الحد من استخدام البلاستيك طريقة واضحة لمواجهة التغير المناخي. يتم إنتاج البلاستيك من الوقود الحفري، الذي يعد أكبر مساهم في غازات الدفيئة. إنه يخنق المحيطات، ويتسرب إلى السلسلة الغذائية. تتنوع التقديرات، لكن التعبئة مسؤولة عن نحو 40 في المائة من الفضلات البلاستيكية. مع ذلك يعدّ البلاستيك أكثر المواد والأدوات فاعلية في مكافحة خطر بيئي آخر هو إهدار الطعام. إن بيع المنتجات الزراعية مثل الإمساك بمكعب ثلج آخذ في الذوبان والسؤال عن الثمن الذي سوف يدفعه شخص مقابل الحصول عليه. إن الزمن أمر ضروري، والبلاستيك خيار جيد لإبطاء عطب وتحلل الخضراوات والفواكه. ويعني هذا إهدار كمية أقل من المنتجات الزراعية، تتسبب في نحو 60 في المائة من انبعاثات غاز الميثان في مكبّات النفايات حسب تقرير صادر عن وكالة حماية البيئة لعام 2023.

أوضحت دراسة سويسرية تم إجراؤها عام 2021 أن كل ثمرة خيار متعفنة فاسدة يتم التخلص منها تعادل أثراً بيئياً لـ93 غلافاً بلاستيكياً لثمار الخيار. اخترع علماء في جامعة كاليفورنيا بمدينة دافيس بديلاً من الجليد يبدو مثل حلوى جلاتينية، يمكن إعادة استخدامه عشرات المرات، ثم يتحلل حيوياً سريعاً. إن الطعام هو المادة الأكثر شيوعاً في مكبّات النفايات؛ حيث تنفق الأسرة الأميركية المتوسطة المكونة من أربعة أفراد 1500 دولار سنوياً على طعام يكون مصيره سلة القمامة. وتمثل الفواكه والخضراوات نحو نصف إجمالي الطعام المهدر من جانب الأسر، حسب بحث أجرته جامعة ولاية ميشيغان. ليس الطعام المهدر فقط هو الذي يزيد التغير المناخي؛ حيث تؤثر الجهود التي تم بذلها في عملية الزراعة والنقل وإهدارها في إنتاج الطعام الذي تم التخلص منه على المناخ أيضاً.

لا يمثل كل من منع إهدار الطعام والحد من استخدام البلاستيك هدفين منفصلين لا يجتمعان، فللاثنين أولوية على جدول أعمال إدارة بايدن، التي أصدرت خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) مسوّدة لاستراتيجية وطنية للحد من إهدار الطعام على المستوى القومي بمقدار النصف بحلول عام 2030. يزداد عدد المستهلكين الذين يؤكدون أن استخدام كميات أقل من البلاستيك ومواد التعبئة أمر ذو أهمية بالنسبة إليهم، لكن توضح عادات التسوق الخاصة بهم أمراً مختلفاً. اشترى متسوقون أميركيون سلاطة معبئة تقدر قيمتها بـ4.3 مليار دولار خلال العام الماضي، حسب الاتحاد الدولي للمنتجات الزراعية الطازجة. كذلك توضح تجارب التسويق وأبحاث مستقلة أن السعر والجودة يحددان الاختيارات الغذائية أكثر مما تحدده المخاوف البيئية.

على متاجر البقالة اتخاذ قرارات صعبة أيضاً؛ حيث اشتكى المتسوقون من الاضطرار إلى شراء منتجات زراعية تمت تعبئتها بالفعل داخل أغلفة بلاستيكية، ووضع بطاقة السعر عليها. يعدّ عدم بيع المنتجات حسب الوزن أسهل بالنسبة إلى المتجر؛ حيث لا يحتاج العاملون به إلى وزن كل سلعة. مع ذلك يضطر ذلك في كثير من الأحوال المتسوقين إلى شراء أكثر مما يحتاجون.

ما بدائل البلاستيك التي تلوح في الأفق؟

فيما يلي بعض الأفكار المتجهة إلى ممر المنتجات الزراعية داخل المتاجر.

حقائب مصنعة من الأشجار. تستخدم شركة نمساوية أشجار الزان لتصنيع حقائب على شكل شبكة من السليلوز القابل للتحلل الحيوي لتغليف المنتجات الزراعية. وتعرض شركات أخرى حقائب لها شكل مماثل تتحلل في غضون أسابيع قليلة.

غشاء من القشور. يتم تحويل قشور البرتقال والقريدس وغيرها من الفضلات الطبيعية الأخرى إلى غشاء يمكن استخدامه مثل ورق السلوفان، أو يتم تصنيع حقائب منه. ويتم رش طبقة قابلة للأكل مصنوعة من أحماض دهنية مستخرجة من نباتات على ثمار الخيار والأفوكادو وغير ذلك من المنتجات الزراعية التي يتم بيعها في الكثير من متاجر البقالة. إنها تعمل بطريقة مشابهة للطبقة الشمعية التي عادة ما يتم استخدامها على الحمضيات والتفاح.

أغلفة من الورق المقوى. تمثل الأغلفة البلاستيكية تجارة تقدر قيمتها بـ9.1 مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية، وعدد المزارعين الذين يستخدمونها هائل. سوف يمثل استبدال تلك الأغلفة تحدياً هائلاً، خصوصاً في حالة الفواكه والخضراوات سريعة العطب. يحاول الكثير من المصممين تحقيق ذلك. تعمل مؤسسة «دريسكولز» على تصنيع أغلفة ورقية يتم استخدامها في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وفي الوقت نفسه، تستخدم الشركة كمية أكبر من البلاستيك، الذي يمكن إعادة تدويره في تصنيع مواد التعبئة التي تُستخدم في الولايات المتحدة الأميركية.

الجليد الذي يبدو مثل الجيلاتين. اخترع لوكسين وانغ، وعلماء آخرون في جامعة كاليفورنيا بمدينة دافيس، جليد الهلام الذي يمكن إعادة استخدامه. إنه أخف وزناً من الجليد ولا يذوب. ويمكن أن ينهي ذلك الحاجة إلى عبوات الثلج البلاستيكية التي لا يمكن إعادة تدويرها. بعد نحو عشرات المرات من الاستخدام، يمكن الإلقاء بجليد الهلام في حديقة أو سلة مهملات حيث يتحلل.

صناديق حفظ. عادة ما يتم شحن البروكلي داخل صناديق مغطاة بالشمع، بداخلها ثلج. لا يمكن إعادة تدوير العلب الرطبة، وتستخدم حاويات شحن البروكلي، التي لا تستخدم الثلج، خليطاً من الغازات تساعد في الحفاظ على سلامة الخضراوات بدلاً من تبريدها باستخدام الثلج الذي يصعب شحنه لثقل وزنه، والذي يمكن أن ينقل مسببات أمراض حين يذوب.

كذلك يتم تصميم صناديق شحن أخرى مستدامة وأخف وزناً لإزالة الإثيلين وهو هرمون نباتي يحفز النضج.

كما يتم تحويل قش الأرز غير المقشور الذي يتخلف عن عملية الحصاد والعشب وسيقان قصب السكر، وحتى الطعام المهدر، إلى صوانٍ وصناديق قابلة للتحلل الحيوي أو قابلة للاستخدام بوصفها سماداً عضوياً.

* خدمة «نيويورك تايمز»


هل يمكن للشوفان أن يساعد حقاً على إنقاص الوزن؟

الشوفان صحي ولكنه ليس سحراً لإنقاص الوزن (شاترستوك)
الشوفان صحي ولكنه ليس سحراً لإنقاص الوزن (شاترستوك)
TT

هل يمكن للشوفان أن يساعد حقاً على إنقاص الوزن؟

الشوفان صحي ولكنه ليس سحراً لإنقاص الوزن (شاترستوك)
الشوفان صحي ولكنه ليس سحراً لإنقاص الوزن (شاترستوك)

تمزج امرأة في «تيك توك» نصف كوب من الشوفان الملفوف مع كوب من الماء وعصير نصف ليمونة. ثم تجبر نفسها على التبسم وترشف منه بتردد. ثم تقول بتصنّع مكشوف: «هذا سيئ جداً».

ليس المقصود من المشروب أن يكون مذاقه جيداً؛ فمن المفترض أن يكون اختراقاً في عالم إنقاص الوزن.

تناوله كل يوم، كما يزعم بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تخسر 40 رطلاً في شهرين... «أوتزيمبيك (Oatzempic)، كما يسمى تيمناً «Oat» أو ما يعني الشوفان، في إشارة إلى عقار «أوزيمبيك (Ozempic)» لمرضى السكري، والذي ينتمي إلى فئة من الأدوية التي ارتفعت شعبيتها لقدرتها البارزة على مساعدة الناس على إنقاص الوزن.

تقول الدكتورة كولين توكسبري، الأستاذة المساعدة في علم التغذية بجامعة بنسلفانيا: «هذه الطريقة الموصوفة تستقوي بتأثير تلك الأدوية».

تقول إميلي هالر، اختصاصية التغذية في «برنامج طب نمط الحياة» في «ترينيتي هيلث آن أربور» في ميشيغان: «رغم أن الشوفان مغذٍّ بالتأكيد، فإنه (لا شيء سحرياً) بشأنه في إنقاص الوزن».

ماذا يمكن أن يفعل الشوفان لصحتك؟

قالت السيدة هالر إن الشوفان مصدر جيد للألياف القابلة للذوبان، خصوصاً نوعاً واحداً يسمى «بيتا غلوكان»، الذي ثبت أنه يخفض مستويات الكولسترول في الدم ويقلل من ارتفاع نسبة السكر بعد الوجبات.

بشكل عام، فإن تناول كمية كافية من الألياف يمكن أن يقلل أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، فضلاً عن دعم الأمعاء السليمة وعادات الأمعاء المنتظمة؛ كما أضافت.

الشوفان صحي ولكنه ليس سحراً لإنقاص الوزن (شاترستوك)

يحتوي نصف كوب من الشوفان الملفوف نحو 4 غرامات من الألياف؛ توصي الإرشادات الغذائية بأن يستهلك البالغون ما لا يقل عما بين 21 و38 غراماً في اليوم.

كما تستغرق الأطعمة الغنية بالألياف وقتاً أطول للهضم مقارنة بالأطعمة قليلة الألياف، ويمكن أن تبطئ حركة الطعام عبر الأمعاء، مما قد يساعدك على الشعور بمزيد من الشبع والامتلاء لفترة أطول، وفقاً لما قالته السيدة هالر.

هل يمكن أن يساعدك مشروب الشوفان الممزوج في إنقاص الوزن؟

يشير بعض الأبحاث إلى أن إضافة الشوفان إلى نظامك الغذائي قد ترتبط بقدر صغير من فقدان الوزن، ربما لأنه يساعدنا على الشعور بالشبع. ولكن لم تخلص كل الدراسات إلى ذلك، كما قالت الدكتورة توكسبري، مضيفة أنها لم تكن على علم بأي بحث خاص باختبار الشوفان الممزوج بالماء. كما لا يوجد دليل على أن عصير الليمون يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن.

كما قالت الدكتورة ميلاني جاي، الباحثة بمجال السمنة في «مركز لانغون للصحة» بجامعة نيويورك، إنه إذا كان الناس يفقدون كميات كبيرة من وزنهم بسبب تناول «أوتزيمبيك»، فربما يكون ذلك لأنهم يستخدمونه لاستبدال وجبة ذات سعرات حرارية أعلى.

يحتوي نصف كوب من الشوفان الملفوف نحو 150 سعراً حرارياً، وإذا كنت تتناول ذلك بدلاً من الإفطار الذي يحتوي على سعرات حرارية أعلى، فيمكن أن تحتوي شطيرة البيض والنقانق مع البسكويت أكثر من 500 سعر حراري على سبيل المثال، فمن المحتمل أن تفقد وزناً؛ كما قالت. وأضافت أن الأمر يشبه الاستبدال بالوجبة شيئاً مثل المشروب المخفوق أو قطعة شوكولاته لإنقاص الوزن، والذي يمكن أن يكون فعالاً لإنقاص الوزن؛ في المدى القصير على الأقل.

لكن الشوفان الممزوج بالماء وعصير الليمون «ليس وجبة متوازنة،» كما قالت السيدة هالر. وقالت إن وعاء من دقيق الشوفان ربما يُقدم مع الحليب وزبدة المكسرات والفواكه والبذور «سيكون إفطاراً أكثر توازناً ومشبعاً».

قالت الدكتورة جاي إن استهلاك كمية كافية من البروتين مهم بشكل خاص إذا كنت تفقد الوزن، وذلك لمساعدتك على تجنب فقدان كثير من العضلات. نصف كوب من الشوفان يحتوي نحو 4 غرامات.

وقالت أيضاً إن استخدام مخفوق «أوتزيمبيك» لإنقاص الوزن من المرجح أيضاً أن يكون غير مستدام. وأضافت: «إذا عدت إلى ما كنت تأكله من قبل، فسوف تكتسب الوزن مرة أخرى».

وقالت إن كثيراً من المرضى الذين يعانون من السمنة «فقدوا مئات الأرطال في حياتهم» من خلال الأنظمة الغذائية الرائجة والأساليب الشبيهة بـ«أوتزيمبيك». لكن الوزن غالباً ما يعود؛ لأن أجسادهم تستجيب ببطء لعملية التمثيل الغذائي والمزيد من الجوع.

وأضافت أن «الصعود والهبوط المتكررين في الوزن» اللذين يمكن أن يترافقا مع تجربة اختراقات إنقاص الوزن العصرية، يمكن أن يكونا مثبطين.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية المزيفة إلى «هاجس غير صحي» لفقدان الوزن غير الواقعي، فضلاً عن علاقة سلبية بالطعام، كما قالت السيدة هالر.

هل الشوفان مثل عقار «أوزيمبيك»؟

تقول هالر: «إن الشوفان ليس (أوزيمبيك). وليس قريباً منه أيضاً».

تقول الدكتورة توكسبري إن أدوية إنقاص الوزن «مطلوبة بشدة» لأنها فعالة... «يكاد يكون من الإفراط في التفاؤل أن نتوقع التأثير نفسه من دقيق الشوفان أو الشوفان».

تعمل الأدوية بشكل جزئي عن طريق محاكاة هرمون يسمى «GLP-1»، الذي يطلقه جسمك بعد تناول الطعام. يبطئ هذا الهرمون حركة الطعام عبر الأمعاء، ويرسل إشارات الشبع إلى الدماغ. ولكن، كما قالت الدكتورة جاي، كمية هرمون «GLP-1» التي تطلقها بعد تناول الشوفان أو أي طعام أقل بكثير، وليست طويلة الأمد تقريباً، كما هي الحال في الأدوية.

في كثير من الدراسات، قاس الباحثون مستويات هرمون «GLP-1» في الدم بعد أن تناول الأشخاص الشوفان أو خبز القمح، أو الإفطار مع أو من دون مسحوق الشوفان المضاف، ووجدوا أن الشوفان لا يزيد مستويات هرمون «GLP-1» أكثر من الأطعمة الأخرى.

قالت السيدة هالر إن جنون «أوتزيمبيك» هو «مجرد اتجاه (تريند) آخر على منصات التواصل الاجتماعي. وهذا ما تفعله (شبكة) الإنترنت تماماً». وأضافت أنه من المرجح أن تكون شعبية ذلك المشروب «قصيرة للغاية».

* خدمة «نيويورك تايمز»


تورتة بالرنجة والتونة... وتارت بالفسيخ والبصارة

تورتة اللحوم الباردة (الشرق الأوسط)
تورتة اللحوم الباردة (الشرق الأوسط)
TT

تورتة بالرنجة والتونة... وتارت بالفسيخ والبصارة

تورتة اللحوم الباردة (الشرق الأوسط)
تورتة اللحوم الباردة (الشرق الأوسط)

كيف للأسماك المملحة أن تتداخل بين طيات تورتة ناعمة تعلوها حبات من الجمبري؟ وبأي مبرر أُدخلت البصارة والطعمية بين شرائح التارت، هكذا اعتمد المصري خالد حنفي، مشروعه «Craftsman - Creamy bites» قاصداً العمل على تقديم التراث الغذائي المصري، بصورة عصرية.

فبعد قرابة 35 سنة من العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الهندسة، قرر حنفي، إطلاق مشروعه في مجال الطعام لإشباع شغفه بالطهي، وخصوصاً في هذه النوعية من الكيك الحادق، كما يقول: «قد تكون الفكرة غريبة، لكنها مميزة».

ويرى أنه حين «تتصدر تورتة من الجمبري أو السلمون المدخن (Saumon Fume) بشكلها الجميل مائدتك فإن مذاقها سيبهرك».

ولم يخف حنفي غرابة الفكرة، بالنسبة للبعض، لكنه قال إن «الطلب تزايد على منتجاته»، «نعم التورتة الحادقة ليست واسعة الانتشار في مصر، لكنها موجودة، في نطاق محدود».

المهندس المصري خالد حنفي (الشرق الأوسط)

ويلفت إلى أنه توسع في الأفكار والمكونات، وجعلها في متناول الجميع، وليست فئة واحدة، عبر تقديمها بمكونات متنوعة، وليس مكون واحد فاخر ومرتفع الثمن.

ويستعرض حنفي قائمة، من بينها: تورتة الجمبري بالتوست والجبن الكريمي، وتورتة السلمون، فضلاً عن تورتة الرنجة والتونة، وتورتة اللحوم الباردة، بجانب مجموعة متنوعة من التارت بالمكونات البحرية، وفي محاولة لربط القديم بالجديد وتقديم تراث بلده الغذائي في صورة عصرية على حد تعبيره، يقدم التارت بالفول والبصارة والطعمية.

تورتة بالتونة (الشرق الأوسط)

يقول: «أقدم الطعام المصري التقليدي في صورة حديثة، ليتناوله الجيل الجديد بشكل مختلف، فلا يشترط أن تتناول ساندويتشات الفول والطعمية أو طبق البصارة من أحد مطاعم (التيك أواي)، إنما تستطيع أن تتناولها في تارت لذيذ»، متابعاً: «هكذا، لا ينفصل الشباب عن إرثهم الغذائي، كما أنه يصبح أمام الكبار طرق جديدة يكسرون بها النمطية في غذائهم ويضيفون المختلف إلى ثقافتهم».

ويقدم حنفي الرنجة والفسيخ في التارت: «ربما لا يقبل كثيرون على تناول هذه الأسماك المملحة التي تعود إلى الحضارة المصرية، وقد يشعرون بالنفور منها، بسبب صعوبة تحضيرها، لكنهم من خلال هذه التارت يجدون الأمر مقبولاً، ويستطيعون الاستمتاع بمذاقها».

كان حبه للطهي يدفعه إلى ابتكار أطباق ذات تنسيق مميز وأسلوب تقديم خاص في وقت فراغه أو عند استقبال ضيف عزيز، يقول حنفي: «زاد من ثقافتي في هذا المجال أن طبيعة عملي كانت تحتم عليّ كثرة السفر، ما جعلني أغوص في مطابخ العالم، ولا سيما أوروبا وأميركا، كما أنني تعلمت كثيراً من برنامج الشيف أسامة السيد، الذي كان يحتفي للغاية بتركيب المكونات معاً».

تارت بمكونات ومذاقات مختلفة (الشرق الأوسط)

يحضّر حنفي كل مكونات التورت في المنزل يدوياً بقدر الإمكان، حيث لا يشتري شيئاً سوى الخامات الأساسية، فهو يخبز التوست، وبعد محاولات طويلة وصل إلى درجة الإتقان التي توفر له منتجاً بالمواصفات التي يريدها، وهي أن يكون هشاً، وقابلاً للتقطيع مثل الكيك.

«حتى الجبن، كنت أشتريها جاهزة، ومع الوقت أصبحت أحضر كل المكونات يدوياً في المنزل، لأنها تكون ذات جودة أعلى ومذاق أفضل»، بحسب حنفي.

تورتة السلمون المدخن (الشرق الأوسط)

ويرى أنه على من يبحث عن التجديد والابتكار في مطبخه أن يراعي 3 عوامل رئيسية؛ الأول عدم الاعتماد على الصنعة وحدها، إذ ينبغي الحرص على حسن اختيار جودة المكونات والمواد الخام المستخدمة، لأن العناصر الرديئة تفسد المذاق وتؤثر على نكهته.

أما العامل الثاني فهو إجادة تركيب الأطعمة، حيث أنصح أي شخص يدخل المطبخ أن يجرب اللعب بالمكونات، حتى يتقن صنع تركيبات حسنة المذاق، وهو شيء يصل إليه عبر التزود بثقافة الغذاء والمحاولات المستمرة.

تارت بالطعمية والفول والبصارة من الإرث الغذائي المصري بلغة عصرية (الشرق الأوسط)

والعامل الثالث الذي ينصح به حنفي، ضرورة أن يتمتع الطعام بالملمس الناعم مع القاسي أو «الهارد» و«الكرانشي» حيث يتمتع من يتذوقه بثراء طعمه، ما بين الناعم والمقرمش. إلى الآن، يدير حنفي مشروعه بمساعدة زوجته من المنزل، لكنه يستعد لافتتاح مطعم قريباً يتخصص في الأصناف الحادقة.


أفضل أماكن تناول الشاي بعد الظهر في إنجلترا لعام 2024

شاي بعد الظهر في فندق هيلتون بلندن (الشرق الاوسط)
شاي بعد الظهر في فندق هيلتون بلندن (الشرق الاوسط)
TT

أفضل أماكن تناول الشاي بعد الظهر في إنجلترا لعام 2024

شاي بعد الظهر في فندق هيلتون بلندن (الشرق الاوسط)
شاي بعد الظهر في فندق هيلتون بلندن (الشرق الاوسط)

لتقليد الشاي الإنجليزي الذي يقدم فترة ما بعد الظهر في لندن خاصة، والمملكة المتحدة عامة ويعرف باسم (Afernoon Tea) أو (High Tea) سحر خاص، لدرجة أن السياح الذين يأتون إلى لندن يظنون بأن البريطانيين والمقيمين في العاصمة يواظبون على تأدية هذا التقليد بصورة يومية، إنما الواقع فلا يمت بهذه الفكرة بصلة، لأن تقليد الشاي الذي ترافقه السندويتشات وقطع الحلوى المنمنمة أصبح نوعاً من الاحتفال بالمناسبات الخاصة، ولكنه لا يزال يحظى بإقبال شديد؛ لأن الفنادق تتنافس حالياً على تقديم الأفكار الجديدة والعصرية.

في حفل يقام في لندن سنوياً من تنظيم موقع «AfternoonTea.co.uk» تم اختيار أفضل الأماكن في المملكة المتحدة للاستمتاع بشاي بعد الظهر الفاخر، وتم تقسيم الجوائز على ثلاث فئات رئيسة: الفئة الأولى هي جائزة أفضل شاي تقليدي، والفئة الثانية: أفضل شاي معاصر، أما الفئة الثالثة فهي تُعنى بالفكرة أو تحت عنوان معين أو ما يعرف باسم (Best Themed Afternoon Tea).

أطباق جميلة لفكرة شاي بعد الظهر عصرية (الشرق الاوسط)

وقام فريق من الحكام المستقلين بتقييم جميع جوانب تجربة شاي بعد الظهر، بدءاً من إجراء الحجز إلى دفع الفاتورة، مع التركيز على طريقة التقديم والخدمة العامة في المكان.

كما تم تقديم «جائزة التميز» أيضاً إلى 19 مكاناً رأى الحكام أنها قدمت أعلى المعايير في خدمة شاي بعد الظهر.

وقال كيث نيوتن، المدير الإداري للموقع: «لقد أثبت الفائزون بالجوائز أنهم قادرون على تقديم تجربة رائعة لشاي بعد الظهر للزبائن، مع التشديد على القيمة مقابل المال، لا سيما خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم حالياً».

وجاءت النتائج على الشكل الآتي:

• أفضل شاي تقليدي بعد الظهر - فندق بومونت، مايفير The Beaumont Hotel, Mayfair.

• أفضل شاي معاصر بعد الظهر - «كومو ذا هولكن» COMO The Halkin, London.

• أفضل شاي بعد الظهر بفكرة معينة أو «Themed afternoon tea» - فندق والدورف هيلتون، لندن The Waldorf Hilton, London.

فندق بومونت، مايفير - أفضل شاي بعد الظهر التقليدي

وقال الحكام عن هذا الفندق: «هذا شاي بعد الظهر لا يخيب الآمال، مع خدمة عالية الجودة وطعام ممتاز، كل ذلك في بيئة مريحة».

حلوى جميلة من حيث التقديم في "ذا بومونت" (الشرق الاوسط)

COMO The Halkin، لندن - أفضل شاي بعد الظهر معاصر.

قال الحكام عنه: «نظرة معاصرة جداً للشاي بعد الظهر التقليدي، وتم تنفيذ الفكرة بشكل جيد. تم تقديم الطعام بشكل جميل، وكان الموظفون مرحبين وودودين».

شاي بعد الظهر تحت عنوان «كن ضيفنا» في فندق والدورف هيلتون - أفضل شاي بعد الظهر بطابع خاص.

قال الحكام عنه: «لقد تم نقل الموضوع خلال التجربة بأكملها، والتي كانت جميلة، وأضفت مزاجاً رائعاً في غرفة الشاي. بدت طاولتنا مثيرة للإعجاب عند وصولنا، وتم تقديم الطعام بشكل جميل ولا يفتقر إلى الأصالة».

شاي بعد الظهر علىى طريقة فندق كومو بلندن (الشرق الاوسط)

وقد تم تقديم «جائزة التميز» إلى الأماكن التالية:

• شارع توينتي برنسس، إدنبره Twenty Princes Street, Edinburgh

• فندق كافيه رويال، لندن Hotel Café Royal

• ذا لانغام، لندن The Langham

• ذا تي هاوس، طريق بافيليون، لندن The Tea House, Pavilion Road

• فندق براون، لندن Brown's Hotel

• فندق ذا آمبرساند، لندن – «شاي بعد الظهر العلمي» The Ampersand Hotel, London – ‘Science Afternoon Tea’

• فندق مايلستون، لندن The Milestone Hotel

• كارلتون تاور جميرا، لندن The Carlton Tower Jumeirah

• روزوود لندن Rosewood London

• ذا ستافورد لندن • سوفيتيل لندن، روز لاونج The Stafford London Sofitel London, Rose Lounge

• بارك كورنر براسيري، هيلتون بارك لين Park Corner Brasserie, Hilton Park Lane

• كورنثيا لندن Corinthia London

• أوسكار لندن L'Oscar London

• فندق ذا آمبرساند، لندن The Ampersand Hotel, London - Jurassic Afternoon Tea

• لانسبورو لندن The Lanesborough London

• كوورث بارك، أسكوت Coworth Park, Ascot

• فندق جراند برمنغهام The Grand Hotel Birmingham

• الفراشة القبيحة، كورنوال Ugly Butterfly, Cornwall

كيف بدأت قصة الشاي الإنجليزي في بريطانيا؟

في بدايات القرن التاسع عشر ازداد معدل تناول الشاي في بريطانيا. ويقال إنه في خلال هذه الفترة، اشتكت الدوقة السابعة لبيدفورد «آنا» من «شعور بالنعاس» في فترة ما بعد الظهيرة. وفي هذا الوقت، كان من المعتاد أن يتناول الأفراد وجبتين فقط من الطعام خلال اليوم، وهما وجبتا الإفطار والعشاء في نحو الساعة 8 مساء. وكان الحل بالنسبة للدوقة يتمثل في تناول فنجان من الشاي، وقطعة من الكيك التي تأكلها سراً في حجرة ملابسها فترة ما بعد الظهيرة.

فندق كومو الفائز بجائزة أفضل مكان لتناول الشاي الانجليزي في لندن (الشرق الاوسط)

وبعد ذلك، كانت الدوقة تدعو الأصدقاء لمشاركتها في وجبتها الخفيفة في الغرف الخاصة بها في ووبرن أبي، وقد أصبح ذلك تقليداً صيفياً، حيث استمرّت الدوقة على ذلك عندما عادت إلى لندن، حيث كانت تقوم بإرسال بطاقات الدعوة إلى الأصدقاء، لتطلب منهم تناول «الشاي والسير بين الحقول».

وقد التقط أصحاب الطبقات الاجتماعية المخملية هذا التقليد الذي أصبح يحتل مكانة رفيعة حتى إنه قد انتقل إلى غرف الرسم الخاصة بهؤلاء. وبعد ذلك، حافظ معظم أفراد المجتمع الراقي على تناول بعض الوجبات الخفيفة في فترة ما بعد الظهيرة. وكانت الفنادق تقدم من آن إلى آخر «شاي آخر النهار». وكانت الطبقات الراقية تتناول شاي «أول النهار» و«ما بعد الظهيرة» في نحو الساعة الرابعة قبل التجول في حديقة «هايد بارك». وكانت الطبقات الفقيرة والمتوسطة تتناول «شاي آخر النهار» لاحقاً، في نحو الساعة الخامسة أو السادسة، بدلاً من العشاء.


الوصفات السريعة عبر «السوشيال ميديا» تسرق وهج كتب الطبخ

الشيف دانا الحلاني تقدم وصفات طعام سريعة عبر الإنترنت (إنستغرام)
الشيف دانا الحلاني تقدم وصفات طعام سريعة عبر الإنترنت (إنستغرام)
TT

الوصفات السريعة عبر «السوشيال ميديا» تسرق وهج كتب الطبخ

الشيف دانا الحلاني تقدم وصفات طعام سريعة عبر الإنترنت (إنستغرام)
الشيف دانا الحلاني تقدم وصفات طعام سريعة عبر الإنترنت (إنستغرام)

أي طبق يخطر اليوم على بال ربة المنزل أو جيل الشباب أصبح تحضيره سهلاً بفضل الصفحات الإلكترونية. فعملية تحضير طبق الـ«فتوتشيني» أو «المغربية» أو «لحم البقر مع عصير البرتقال»، وغيرها من الأكلات الخارجة عن المألوف صارت وصفاتها بمتناول الجميع.

ومن خلال صفحات «إنستغرام»، و«غوغل»، و«يوتيوب»، و«تيك توك» وما يشبهها يمكن لأي شخص تحضير الطبق الذي يريده. وهو ما أسهم في ركود حركة بيع كتب الطبخ، حتى أن من يحتفظ بها في مكتبته نسيها، وغطاها الغبار من قلة استعمالها. المرأة الروبوت «سيري» تدخل أيضاً على خط هذه الظاهرة، فبمجرد أن يسألها صاحب التطبيق عن أسماء وصفات يريدها حتى تدرج له لائحة طويلة منها يمكنه إيجادها عبر الإنترنت. أما تطبيق «تشات جي بي تي»، فهو حقق قفزة في هذا الموضوع. ومن خلال التسامر الإلكتروني يقدم لك آلاف الوصفات وكيفية تحضيرها بلحظات.

بظرف دقائق قليلة يتم تحضير وذكر مكونات أي طبق عبر السوشيال ميديا (إنستغرام)

وإذا ما قمنا بجولة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي فسوف نلاحظ اجتياحها من قبل طباخين شباب. كما تتوزع على صفحاتها أنواع طبخ من جميع بلدان العالم.

وبذلك نستطيع تحضير «الطعمية»، أو «الكشري» المصريين، أو «تشيزي تشيكن باستا» من المطبخ الإيطالي. وتطول لائحة المطابخ التي تقدم نفسها عبر تلك الوسائل لتشمل الهند وماليزيا وفرنسا وموسكو وغيرها. وبظرف دقائق قصيرة يطلع المتصفح على مكونات الطبق المدونة على الصفحة، وفي الوقت نفسه يتابع كيفية تحضيره أمامه مباشرة.

ومن الصفحات المشهورة في لبنان تلك الخاصة بمواهب جديدة على الساحة. وكما «فاطمة كيتشن» وفرح كساب ومي بساط، تحضر وصفات طباخين مشهورين. فتطالعنا دانا الحلاني والشيف وداد زعرور وليلى فتح الله وروي حزبون. وجميعهم يقدمون وصفات سريعة لسلطات وأطباق رئيسية ومازات وغيرها.

الشيف دانا الحلاني تقدم وصفات طعام سريعة عبر الإنترنت (إنستغرام)

النساء «ستات البيوت» يجدن في هذه الظاهرة نعمة من نعم الحياة. فهن ما عدن مجبرات على الاتصال بالوالدة أو بالحماة والصديقة والجارة كي يستعلمن عن كيفية تحضير طبق معين. فيما جيل قديم الجدات يرفضن الانخراط فيها تحت شعار.

شريحة من الرجال لفتتها هذه الظاهرة التي تعم وسائل التواصل الاجتماعي، أحياناً يتحمسون لتحضير طبق شاهدوا مكوناته وسرعة في تحضيره، فيصنعونه من باب الحشرية مرات، ولهواية الطبخ التي يتمتعون بها مرات أخرى.

الشيف وداد زعرور تشتهر بأطباقها الخارجة عن المألوف (إنستغرام)

وتقول إلسا ربة منزل في العقد الثالث من عمرها بأن أفكار الطبخ تنهال عليها بالكميات بسبب زوجها. «إنه يمضي وقته يتصفح (غوغل) و(تيك توك). ويفاجئني بأفكار لطبخات لم أسمع بها من قبل، فنتشارك في تحضيرها بدقائق قليلة».

أما جميل الزين من ناحيته فيخبر «الشرق الأوسط» أنه لم يتخيل نفسه يوماً يدخل المطبخ لصنع طبق ما. ولكن «محتوى هذه الصفحات يسيل اللعاب ويفتح الشهية، ويحمسني لدخول المطبخ كوني أعيش وحدي. فأتسلى وأستفيد في الوقت نفسه. وهو ما انعكس إيجاباً على نمط حياة روتيني كنت أعيشه من قبل».

تزخر صفحات الطبخ الإلكترونية بالملايين من المتابعين من أنحاء العالم. فهواة الطبخ عبر الإنترنت باتوا ينبتون مثل الفطر بغزارة. ومع كل يوم جديد تولد صفحة لأحد صناع المحتوى الغذائي، ويتفاعلون مع متابعيهم من خلال عبارات يرددونها، أهمها، «اضغطي على زر اللايك»، أو يصطحبون أحد أولادهم كي يخلقوا أجواء عائلية تهم ربة البيت. فيثني الولد على طبخ أمه، وتقوم ربة المنزل بتقليدها بدورها.

هذه الظاهرة أثرت أيضاً على برامج الطهي التلفزيونية، فخفت نسبة متابعيها من الجيل الجديد. وتألفت غالبيتها من أعمار نساء متقدمة لا تزال متمسكة بمشاهدة هذا الشيف أو ذاك عبر قنوات فضائية ومحلية.

وفي المقابل تؤكد مسؤولة عن بيع كتب الطبخ في مكتبة في الأشرفية أن حركة بيع هذه الكتب تأثرت لفترة قصيرة. ولكنها عادت واستعادت نشاطها وزخمها حالياً. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع تحديد نسبة البيع ولكنها جارية بشكل جيد. فهناك شريحة من الناس لا تزال تعطي أهمية لكتاب الطبخ».

فرح كساب ومي بساط موهبتا طبخ تطلان عبر صفحات إلكترونية (إنستغرام)

وبينهم من يختار شيفاً معيناً أو محتوى كتاب مشهور منذ زمن. برأيهم أن كتاب الطبخ يعطي الوصفات بدقة ويكون أكثر موضوعية. كما أن من يقف وراء تلك الوصفات شخص يوثق به مشهور، وله باع طويل في إعداد الطعام. وهي ميزة لا نلاقيها عبر وسائل التواصل عادة، لأن غالبية الصفحات تقدمها مواهب جديدة أو أشخاص مجهولو الهوية، وبينهم من اتخذها وسيلة ليجمع نسبة مشاهدة مرتفعة تدر مبالغ من المال. فيما تشير نوال في مكتبة في شارع الحمراء، في بيروت، إلى أن حركة بيع هذه الكتب تشهد تراجعاً يوماً بعد يوم، ووحدها ذات المحتوى الخاص بالطبخ اللبناني لا تزال على قيد الحياة.


«غايا»... يحمل مذاق اليونان إلى لندن عن طريق الشرق الأوسط

تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)
تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)
TT

«غايا»... يحمل مذاق اليونان إلى لندن عن طريق الشرق الأوسط

تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)
تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)

شهدت لندن في الأول من ديسمبر (كانون الأول) ولادة عنوان طعام جديد في قلب منطقة مايفير بوسط لندن. العنوان جديد، ولكن الاسم مألوف؛ لأن مطعم «غايا» GAIA استطاع أن يضع نفسه على خريطة الطعام في منطقة الشرق الأوسط بعد نجاحه في كل من دبي والدوحة ومونتي كارلو، ليصل بعدها إلى لندن لينضم إلى قافلة المطاعم الراقية والغالية والمميزة في العاصمة.

العنوان وحده يكفي ليكون «غايا» من الأماكن الراقية بلندن؛ لأنه يقع مقابل فندق الـ«ريتز» مباشرة، ويحتل مساحة واسعة وطابقاً سفلياً وآخر علوياً.

ديكور هادئ ينقلك إلى أجواء المتوسط (الشرق الأوسط)

أول ما تراه عند دخولك إلى المطعم منصة من الثلج كبيرة تحمل على متنها ما لذ وطاب من الأسماك والقواقع الطازجة، عبر عتبة صغيرة تنزل إلى صالة المطعم المميزة بإنارتها القوية والثريات البيضاء المتدلية من الأسقف وآرائك باللون الأزرق الفاتح، وطاولات تكسوها أغطية ناصعة البياض.

ديكورات بسيطة وأنيقة في الوقت نفسه (الشرق الأوسط)

المطعم يوناني مع لمسة إيطالية على لائحة الطعام التي تشدد على الأسماك والأطباق اليونانية التقليدية وغيرها المتصرف بها، فالطاهي الرئيس إيزو آني هو بريطاني من أصول أفريقية، وهذا ما يساعده على وضع بصمة خاصة به على الأطباق من خلال استخدام بعض البهارات غير المستعملة بشكل كبير في المطبخ المتوسطي.

عندما افتتح رجل الأعمال إيفغيني كوزين «غايا» في دبي لاقى مشروعه إقبالاً كبيراً، وحبّه للندن جعله يكمل قصة النجاح عن طريق الشرق الأوسط، فاستطاع بأن يخلق جواً من الرفاهية في واحد من أكثر الشوارع رقياً بلندن، فاختار العنوان الصحيح، كما أن الأطباق مميزة جداً؛ لأن المطبخ المتوسطي بشكل عام مرغوب جداً في لندن خاصة الأسماك، ولا توجد مطاعم يونانية (راقية) عديدة، مما يجعل هذا العنوان مميزاً جداً، وليس لديه كثير من المنافسين.

السلطة اليونانية التقليدية (الشرق الاوسط)

لائحة الطعام تأتي على شكل مازة وأطباق رئيسية، من ألذ ما تذوقناه السمك النيئ «سيفيشي»، واللافت هي طريقة تقديم السمكة التي تقدم كاملة، وتم انتزاع كل لحمها ووضعها على جنب، وتم إعادة وضعها على هيكل السمكة، ولكن بطريقة رائعة تشبه شكل السمكة الأصلي، ويأتي النادل بمجموعة من الصلصات (الليمون والأفندي)، ويشرح لك كيفية تناول تلك القطع المنمقة من السمك غير المطهو. إذا كنت من محبي هذا النوع من الأسماك فننصحك به. ومن الأطباق المميزة أيضاً: «تراماسالاتا» و«ميليتزانوسالاتا» و«كالاماري مع صلصلة حمراء وقواقع بحرية وروبيان». وإذا كنت من محبي اللحم فننصحك بلحم الضأن «Paidakia Arnisia» وهو عبارة عن قطع من اللحم تقدم مع صلصة تزاتزيكي وقطع من خبز البيتا اليوناني.

تونا مدخنة مع الكمأة (الشرق الاوسط)

بما أنك في مطعم يوناني فلا بد أن تبدأ مهرجان الطعام بالسلطة اليونانية التي تتميز بنوعية جبن الفيتا فيها، وبعدها يمكنك تذوق الكركند المشوي مع السباغيتي والصلصة الحمراء.

وتوجد أيضاً على اللائحة عدة أطباق إيطالية يدخل السمك في معظمها.

الطابق العلوي في غايا لندن (الشرق الاوسط)

ومن الضروري أن تترك مساحة صغيرة في معدتك لتذوق الحلوى اليونانية، وهي عبارة عن زبادي يوناني على وجهه الكثير من الفستق السوداني مع العسل، الوصفة غريبة ولذيذة جداً، وتأتي مع طبق من كريات من العجين صغيرة الحجم ومقلية تشبه العوامات اللبنانية أو اللقيمات المعروفة في شتى أنحاء العالم العربي، ولذيذة جداً عندما تخلطها مع الزبادي.

جلسات جميلة ومريحة (الشرق الاوسط)

الكلام عن الطعام في «غايا» يطول؛ لأن الأصناف عديدة ولا بد أن يجد كل زبون شيئاً يحبه على لائحة الطعام؛ لأنها متنوعة جداً، ولكن ما يجب التكلم عنه أيضاً هي الطوابق الأخرى في المبنى، ففي الطابق السفلي تجد ما يشبه الـ«لاونج»، وهو مخصص للمأكولات الخفيفة، وفيه يمكنك التمتع بأنغام الموسيقى، وفي الطابق العلوي أو الـ«ميزانين» هناك جلسات مريحة أيضاً مطلة على الطريق العام، وتناسب الباحثين عن الهدوء وتذوق أطباق خفيفة أيضاً.

صالة الطعام أشبه ببيوت منطقة البحر المتوسط (الشرق الاوسط)

قصة «غايا»

ولدت فكرة «غايا» بعد التقاء عقلين بنفس الرؤية، وهو مفهوم مبتكر محلي يمزج بين الثقافة والتقاليد والخيال اليوناني.

تم تطويره من قبل خبراء في مجال الضيافة، منهم: إيفغيني كوزين والشيف إيزو آني؛ بهدف خلق تجربة طعام يونانية جديدة.

تأسست شركة «غايا» في دبي عام 2018، وتجد «غايا»، اليوم في مونتي كارلو والدوحة ولندن وقريباً في ماربيا وميامي.


جولة على المطاعم التاريخية والشهيرة في مومباي

«كياني» من أشهر مطاعم مومباي (الشرق الأوسط)
«كياني» من أشهر مطاعم مومباي (الشرق الأوسط)
TT

جولة على المطاعم التاريخية والشهيرة في مومباي

«كياني» من أشهر مطاعم مومباي (الشرق الأوسط)
«كياني» من أشهر مطاعم مومباي (الشرق الأوسط)

مومباي؛ يُشار إليها باسم «مدينة الأحلام»، وهي أيضاً حلم لعشاق الطعام. إذا كنت تحب الطعام الذي يلامس ويثير الحنين إلى الماضي، فإنها المكان المثالي بالنسبة إليك. هنا، يمكنك تجربة كل شيء؛ من شاحنات الطعام، إلى المطاعم الفاخرة ذات «الخمسة نجوم». مومباي مكان رائع لعشاق الطعام الذين يحبون نكهات الماضي. كثير من المطاعم قد وجد لنفسه مكاناً هنا منذ عقود ويقدم أطعمة منزلية وقصصاً مثيرة من الماضي. إذا كنت في مومباي وترغب في الاستمتاع ببعض السحر القديم، فاتجه إلى بعض المطاعم الشهيرة، ليس فقط لشهرتها في الطعام والمشروبات، ولكن أيضاً لتاريخها الطويل.

مقهى «ليوبولد» في كولابا

كافيه «ليوبولد» من أقدم العناوين في مومباي (الشرق الأوسط)

مقهى «ليوبولد» معلم أثري مهم في مومباي، حيث ظل في مكانه منذ عام 1871. يعكس هذا المقهى روح المدينة واجتاز اختبار الزمن لأكثر من 153 عاماً.

يظل هذا المقهى التاريخي شهيراً ومحبوباً بشدة بين السكان المحليين والسياح على السواء. يظهر بشكل كبير في رواية «شانتارام» للكاتب غريغوري ديفيد روبرتس. وما يجعل «ليوبولد» غنياً بالتاريخ هو أن المقهى نجا من الهجمات المميتة في مومباي يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008. ولا تزال جدران المقهى تحمل آثار الرصاص، حيث جرى الحفاظ عليها من قبل الإدارة لتكريم واحترام كل من عانى في ذلك الوقت.

سُمّي المطعم على اسم الملك ليوبولد من بلجيكا، وتأسس على يد المهاجر الإيراني شيريزاد داستور.

تشمل قائمة المقهى مزيجاً من الأطباق الهندية والأوروبية. تعدّ الباستا والريزوتو والستروغانوف والسندويشات والكباب والكاري المغولي من بين الأطباق الأكثر طلباً في المقهى. إذا كنت من محبي المأكولات الهندية - الصينية، فجرب أطباقهم، مثل الدجاج بالفلفل الحار، والخضراوات المنشورية. غالباً ما يتوجه الناس إلى هذا المكان أيضاً من أجل القهوة الباردة والحلويات اللذيذة.

زيارة «ليوبولد» تجربة في حد ذاتها؛ إذ إن مقهى «ليوبولد» بالنسبة إلى كولابا كما هو «تاج محل» بالنسبة إلى أكرا. توقع أسعاراً معقولة، وقائمة رائعة مع كثير من الخيارات.

«كياني وشركاه»

«كياني» من أشهر مطاعم مومباي (الشرق الأوسط)

القول المأثور: «القديم لا يزال جريئاً» ينطبق تماماً على هذا المطعم البالغ من العمر 120 عاماً في مومباي. يُعرف بأنه أحد أقدم المطاعم في مومباي؛ إذ ظل مستمراً بقوة.

تأسس «كياني»، كما هو معروف هناك، عام 1904 من قبل شخص نبيل يُدعى خودرام ماريزبان، ثم استحوذ عليه أفلاطون شكري في نهاية عام 1959. ومنذ ذلك الحين، تحافظ عائلة شكري على ازدهار المطعم.

إنها متعة المأكولات في أفضل شكل لها؛ سواء أكان ذلك كوباً من الشاي الممتزج بكمية كبيرة من الهيل، أم فطيرة الدجاج الطازجة، أم وجبة إفطار نصف مقلية مع الفرنكفورتر، أم تناول الدجاج التندوري أو «كيما باف»... إن بساطة هذه الأطباق هي ما تجعلها تستحق المتابعة من أي جزء من المدينة تعيش فيه.

الديكورات الداخلية مذهلة... لا يزال أول إعلان مرسوم يدوياً لكعكة أعياد الميلاد الطازجة من عشرينات القرن الماضي يقف شامخاً بين كثير من الإعلانات الأخرى. الطريق إلى الطابق العلوي هو سُلم خشبي جميل على الطراز القديم بُني قبل أكثر من 120 عاماً مع لوحات خشبية داكنة ومحفورة. المطعم مُبهج للغاية من الداخل، من الصعب تخمين ما ينبثق عنه من السحر... الصور باللون البني الداكن لمومباي القديمة بعمر مائة عام، والقسم الصغير للمخبوزات في إحدى زوايا المطعم، والكراسي من الخشب الأسود المحفوظة بعناية، والبسط المرقطة، وبعض الطاولات المستديرة في جميع أنحاء الكافيه.

يُعلق كثير من الصور الفنية الجميلة لمومباي البريطانية على الجدران. الكراسي الريفية، والطاولات القديمة، والألواح الخشبية المحفورة، والنوافذ الزجاجية الهائلة، مع الجرار الزجاجية الكبيرة المليئة بالبسكويت والكعك، تجعل من «كياني» شبحاً بصرياً مذهلاً. يمكنك طلب ما يصل إلى 10 أطباق ولا تنفق أكثر من 500 روبية هندية.

أطباق من القسم الجنوبي للهند (الشرق الأوسط)

جرب الدجاج «سالي بوتي»، والكباب الإيراني، و«كرة الروم»، وساندويتش دجاج «سلامي»، و«بورجي» الدجاج والجبن، و«كاوري» على التوست المحمص. كان كثير من المشاهير في «بوليوود» مثل شاروخان، وشاهد كابور، والرسامين مثل إم. إف. حسين، من بين الزوار الدائمين هنا، مع كثير من المشاهير الآخرين. لم يعد «كياني» مجرد مطعم، وإنما مؤسسة واحدة متسقة مع النسيج الجيني لمدينة مومباي.

بكلمات شكري: «إنه ربط عاطفي بين الماضي والحاضر والمستقبل. جاءت الأجيال وكبرت، وجلبوا أطفالهم وأحفادهم لربط أنفسهم مع الماضي. رأيت أشخاصاً كانوا يأتون ويجلسون هنا حين كانوا طلاباً في الكلية، ثم ذهبوا إلى الخارج، وتعلموا، وعادوا إلى هنا مرة أخرى مع عائلاتهم».

«بريتانيا وكومباني» في «بالارد ايستيت»

يوجد داخل فيلا استعمارية في «بالارد ايستيت»، «بريتانيا آند كومباني». توجد في منطقة فورت؛ واحدة من أقدم مناطق مومباي. إذا كنت عاشقاً للطعام، فيجب أن تخوض تجربة فريدة في هذا المطعم الذي لم يتقدم في العمر يوماً واحداً!

في العام الماضي، احتفل المطعم بمرور قرن من الزمان عليه؛ إذ تأسس مطعم «بريتانيا آند كومباني» عام 1923 على يد المهاجر الإيراني رشيد كوهينور. كانت عائلة كوهينور قد هاجرت من إيران واستقرت في مومباي... في السنوات المائة التي شهدها المطعم، عاصرت العائلة الحرب العالمية الثانية وحرب استقلال الهند.

تعدّ بالارد ايستيت نقطة جاذبية كبيرة للسياح الذين يأتون لتناول الطعام في هذا المطعم بعد المشي مسافات طويلة. يمكنك تجربة مذاق لذيذ لـ«الكاتشاماك»، والبط المشوي، والدجاج «دانساك». في البداية، كان المطعم يقدم أطباق «الكونتيننتال» التي تجذب أذواق البريطانيين، ولكن بعد الاستقلال، أصبحت النكهات المغولية والفارسية هي السائدة.

قدمت السيدة الراحلة باشان، زوجة المالك الحالي بومان كوهينور، كثيراً من وصفاتها لقائمة المطعم. يعدّ طبق «بيري بولاو» الشهير لديهم واحداً من تلك الوصفات، وتجب تجربته في «بريتانيا». اطلب زجاجة مبردة من صودا التوت لتقضي على العطش، واختم الوجبة الشهية بكاسترد الكراميل.

كافيه «مدراس» في ماتونغا

كافيه «مدراس» مؤسسة عندما يتعلق الأمر بالطعام الهندي الجنوبي في مومباي. يقع في منطقة ماتونغا إيست. هذا المطعم الصغير يقدم منذ عام 1940 طعاماً رائعاً للزبائن الجائعين (معلناً بفخر عن نسبه عند بوابة المطعم).

لقد كان هذا ملاذاً لعشاق الطعام الجنوبي الهندي في هذه المنطقة لفترة طويلة، ولا شك في أنه سوف يظل كذلك في المستقبل. إذا كنت تشعر بالرغبة في تناول بعض الأطعمة الهندية الجنوبية اللذيذة في مومباي، فلا تبحث أكثر بعد كافيه «مدراس» لتناول وجبة مُرضية. يتوجه سكان المنطقة يومياً إلى الكافيه لتناول وجبة الإفطار بسبب إدمانهم على الـ«إدلي»، والـ«دوسا»، والقهوة المفلترة. جربوا «دوسا ماسالا» بالقمح الناصع و«راسام إدلي» (كعكة الأرز بالعدس المطهو بالبخار في حساء تقليدي مصنوع من التمر الهندي والطماطم والتوابل الدافئة والأعشاب العطرية)، وكذلك «داهي ميسال» (وجبة شارع هندية لذيذة تجمع بين البسكويت المقرمش، والعدس الأخضر المورق، مع الزبادي والصلصات اللاذعة).

مطعم «غايلورد» في تشيرش غيت

إذا كنت ترغب في تذوق طعم الحنين وجاذبية تناول الطعام الراقي، فإن «غايلورد» هو المكان الذي يجب عليك الحجز فيه. مع صالة الرقص، ومنطقة مخصصة للعروض الفنية مثل حفلات الجاز، فإنه المكان الذي كانت تتوجه إليه الطبقة الراقية في الأيام الخوالي.

تأسس مطعم «غايلورد» عام 1956 على يد بيشوري لال لامبا وإقبال غاي، وهما رجلان من رواد صناعة الأغذية من دلهي، وأسسا أيضاً سلسلة مطاعم «كواليتي» في العاصمة.

المطعم معروف بالدجاج بالزبدة، و«بانير تيكا»، والـ«برياني»، و«روغان جوش»، و«نان» الجبنة الزرقاء، و«كالي دال»... إجمالاً للقول؛ إنها من أطباق شمال الهند المذهلة والمُرضية... هذا هو المكان الذي يذهب إليه المرء عندما يحنّ إلى الماضي الجميل.

كان من بين رعاة المطعم «ديليب كومار»، و«بي آر تشوبرا»، و«لاتا مانجيشكار»، و«راج كابور»، و«آشا بهوسلي». إذا كنت من محبي الإبداعات القارية القديمة مثل دجاج «ألا كييف» ودجاج «سيسيليا»، فإن قائمة «غايلورد» سوف توفر لك متعة التذوق الرائعة.

حصل المطعم على جائزة «أفضل مطعم في المنطقة الغربية» من رئيس الوزراء السابق أتال بيهاري فاجباي لعام 1997 - 1998.

إحدى ميزات مطعم «غايلورد» الأكثر إثارة للإعجاب هي الفناء مع مقاعد من حديد الزهر. هناك أيضاً مخبزه الشهير الذي يقدم الكرواسون بالزبدة الذي يذوب في الفم، وفطائر الدجاج، وكعك الشاي، وكعك اللوز... وغير ذلك الكثير. يمنح الفناء الخارجي الأجواء الباريسية الممتعة، حيث يمكنك الجلوس وشرب قهوتك، بينما تشاهد مومباي وهي تباشر أعمالها. لا بد للسياح من زيارته.

«كافيه تشرشل»

رغم أن «كافيه تشرشل» قد لا يكون له تاريخ يعود إلى مائة عام، فإن قصته بالتأكيد لها صدى مع كثير من الناس. يمتلكه زوجان فارسيان، وهو مكان لجميع عشاق اللحوم. منذ البداية؛ يحتفظ الكافيه الصغير بنحو 5 أو 6 طاولات فقط؛ لكنه كان مفضلاً للسكان المحليين والسياح منذ فترة طويلة. جرب شيئاً جديداً من المأكولات الإيطالية. يبذل الطهاة في «كافيه تشرشل» قصارى جهدهم لتوفير الطعام اللذيذ، مثل ساندويتشات «كلوب»، والفيليه الأميركي، واللازانيا باللحم. سوف تستمتع بمأكولاته، لا سيما فطيرة «البانوفي» المطهوة بطريقة مثالية، وكعك الجبن بالليمون، وكعك الـ«تيراميسو». يمكنك هنا طلب القهوة المثلجة الرائعة، أو عصير الليمون، أو الشاي المثلج.


وراء سلسلة مطاعم «إم شريف» امرأة لم ترحم حتى نفسها

العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)
العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)
TT

وراء سلسلة مطاعم «إم شريف» امرأة لم ترحم حتى نفسها

العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)
العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)

كانت ميراي حايك امرأة لا تكترث للشهرة. فالسيدة اللبنانية التي أسّست سلسلة مطاعم «إم شريف» الشهيرة، أحبّت المطبخ والإبحار في النكهات. الشغف يوصل بعيداً، إن التزم الاجتهاد والتعب. وهي ممَن كدُّوا للتوسُّع والحفاظ على مشروع العمر. تحضُر في حلقة من برنامج «بصمة» (الشرق ديسكفري) بوجهيها الطَموح وسريع الغضب. ذلك لأنّ مَن يحلمون بالقمم لا يكفّون عن كونهم مزعجين أحياناً، لإلمامهم بالتفاصيل المُعذِّبة.

بدأتْ من التعلُّق بالمطبخ، ومن تململ الزوج وهو يرى انهماكها بملاحقة عملها على الجوال. مازَحَها: «كفّي عن النطق بكلمة فتوش، وتبولة، وحمّص!». شكّل مع الأخ سنداً لامرأة لم تتكئ على أحد. بدأت تقريباً من الصفر. من حيث يكمن الشغف. جعلته مُحرّكها ومُوجِّه أحلامها. بالمصادفة وُلد المطعم تيمّناً بابنها البِكر شريف. جهدٌ كثيف جرَّ سلسلة. واليوم، مطاعم «إم شريف» في العواصم الكبرى.

كلما دعت أصدقاء إلى مائدتها، أحبّوا الأصناف، ونصحوها بافتتاح مطعم. تقول: «منذ سنوات لم أعرف الراحة. هذا الوصول تطلّب العناء المرير».

ميراي حايك صاحبة سلسلة مطاعم «إم شريف» الشهيرة (بصمة)

تعود إلى الطفولة المُطعَّمة بشيء من القسوة. ميراي حايك بهذه الصرامة، لأنها لم تُدلَّل ولم تُفسَد. حصلت على الأشياء حين استحقّتها: «تربّيتُ في منزل جمع العاطفة بالانضباط الصارم. اختراق القواعد كان محالاً. لم أشاهد التلفزيون إلا في أوقات يحدّدها الأهل، ولم أتناول الشوكولاته متى شئت. وكان عليَّ أن أقرأ قبل النوم».

يشتدّ العود حين لا تتوافر الأشياء على طبق من فضة. تفسّر طفولتها قسوةَ الطباع بعد النضج. فهي، إنْ تعلّق الأمر بحلمها، تشتعل وتغضب. لا تتردّد في الاعتراف بأنها لا تملك الوقت لطول البال. فمَن يعرفها، يُدرك أنّ العناية بالتفاصيل تُنهِكها وتُنهِك مَن حولها. يكبُر الحلم، فتتقلّص المساحة لتقبُّل الخطأ. على الأشياء أن تتّخذ موقعها. الثغر والمواظبون على ارتكابها، مكانهم ليس «إم شريف».

هكذا يوحي ظهورها في المطبخ؛ بغضبها وتباهيها بالصرامة كأنه شيء من الكاراكتير الطامح. مثل الطفلة الممنوعة عن مشاهدة التلفزيون خارج العطلة، والتي اشتهت الشوكولاته ومُنعت عن التلذّذ بها إلا في وقت مُحدّد، تكون ميراي حايك سيدة الأعمال. من القسوة التي صنعتها، تصنع «إم شريف» وتجرّ السلسلة نحو التوسُّع ونيل الثقة. عاتبت الأم على مسارات التربية، واليوم تشكرها. أدركت أنّ عدم إفسادها صَقَلها، وما لم تحصل عليه بسهولة، علَّمها الاجتهاد لكسب المُشتهى.

جهدٌ كثيف جرَّ سلسلة مطاعم (حساب إم شريف على فيسبوك)

ظنّت أنّ تخصّصها الجامعي مساعِدةً اجتماعية، هو ما سيبقى للحياة. نشأت في منزل تجيد نساؤه الطبخ، وبهنَّ تأثّرت. «كنَّ يتبارين على أطيب أكلة. عمّتي أحبّت الطبخ ولم تشعر بالتعب خلال وقوفها الطويل في المطبخ. أمضت أيامها في إعداد الكبّة وورق العنب وكل ما يطيب تناوله».

زواجها ثبَّت الشغف، حين وجدت نفسها تُعدّ الأطباق لشريك العمر. يقول مقرّبون منها إنها شديدة الاهتمام بديكور المائدة، ولديها حسّ تذوّق خاص. مازحها أخوها: «ما رأيكِ بافتتاح مطعم؟». وتحوّلت الدعابة مسألة بالغة الجدّية. لمرات أعادت المحاولة كلما قلَّ الرضا عن وصفة، ولم تُخفِ الاعتراف بذرف الدمع. «التجربة الأولى هي الأصعب»، وتعني مطعمها الأول. الخبرة تُهوِّن الصعاب وتُذلّل وعورة الدروب.

لطالما شعرت بأنّ التجربة لن تكتمل ما لم تفتتح مطعماً لبنانياً «يمثّل السِتّ اللبنانية». تجعل من «إم شريف» رسالة وطنية إلى العالم. ملوك ورؤساء ورجال وسيدات أعمال، جلسوا على طاولاته وتناولوا طعاماً أشرفت على إعداده. تتحدّث عن «زبائن أوفياء»، وتترقّب «آراء تُخبرني الحقيقة، عوض أن تمدحني دائماً». من المنتقدين، تقول إنها تُحسِّن، ومن الخطأ تقول إنها تتعلّم.

تعمل ميراي حايك لـ18 ساعة يومياً لأفضل نتيجة (حساب إم شريف على فيسبوك)

تعمل ميراي حايك لـ18 ساعة يومياً: تُشرف، وتُتابع، وتتدخَّل، وتتذوّق، وتُصوِّب، وتتأكد أنّ الأشياء تحت سيطرتها. لا تُخفي طباعها الحادّة وهي تتحدّث مع موظّف، فتضفي جوّ الرهبة على المطبخ. تريد الجميع أن يعمل بالشغف الذي يُحرّكها نحو الأفضل. فإنْ لمحت انطفاء لحماسة أو هدوءاً لأحلام، بيّنت جانبها القاسي. ذلك المُحرِّض على البقاء في القمة، وإن رأى الآخرون فيه تعالياً وعجرفة.

20 فرعاً حول العالم، ومن شارع «مونو» البيروتي الشهير، انتقل مطعم «إم شريف» إلى وسط بيروت، حيث يرتاده باحثون عن تجربة كاملة. يُبيّن حديث ميراي حايك أنها أيضاً مشمولة بالقسوة التي تمارسها على غيرها. «أنتقدُ نفسي بشكل صارم. ولو استطعتُ التذوّق عبر الجوال، لما تردّدتُ»، تقول لتُبيّن الانكباب الكامل والتفاني لعطاء أفضل.

وإنْ ذلّلت الخبرة صعوبات، يبقى الخوف رفيق كل خطوة. هو المُسبِّب للخفقان، رافع الأدرينالين إلى أقصاه، والدافع خلف تكثيف التعب لحصاد وافر. علّمها العمر الرأفة بنفسها بعد جلْد مريع، وأنّ «المشكل مش آخر الدني». تتطلّع اليوم إلى مراياها، وتقول: «أنا حنونة، لكنني قاسية. لا أقبل الخطأ ولا أسمح به».

العناية بالتفاصيل تُنهك ميراي حايك ومَن حولها (حساب إم شريف على فيسبوك)

نيلها الجوائز لا يغيّر نظرتها تجاه الجائزة الأعظم «أن أراقب الوجوه حول المائدة وألمح السعادة على ملامحها». تتوجّه إلى النساء: «لا تقلن هذا قدري وتُعلنَّ الاستسلام. طاردن شغفكنّ حتى النهاية».


وصفات سريعة لكرات اللحم والدجاج والجبن... وأكثر

كرات السوشي من الداخل طبق للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)
كرات السوشي من الداخل طبق للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)
TT

وصفات سريعة لكرات اللحم والدجاج والجبن... وأكثر

كرات السوشي من الداخل طبق للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)
كرات السوشي من الداخل طبق للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

ما بين اللحم، والدجاج، والجبن، إلى الحلوى، ابحث عن الوصفة المثالية المناسبة لك من قائمة كرات الطعام «Ball shaped food»؛ لتستمتع بوجبات خفيفة مناسبة لأي وقت خلال اليوم.

تلك الكرات المليئة بالمواد المغذية تكفي لتبقيك متمتعاً بمقدار كبير من التركيز والنشاط بغض النظر عمّا تلقيه الحياة عليك من مهام ومسؤوليات، والرائع أنها سهلة الصنع، وكذلك سهلة التناول في أثناء العمل أو الراحة أو التنزه، بحسب الشيف المصري علي عبد الحميد.

«في بعض الأحيان تحتاج إلى قليل من الانتعاش والإحساس السريع بالشبع، وهنا يمكن لكرات الطاقة، المليئة بالفائدة والنكهة المركزة، أن تفعل ذلك تماماً، فهي وجبة مشبعة مثالية»، بحسب عبد الحميد، الذي يقول إن «معظمها لا يتطلب سوى الجمع بين بعض المكونات في معالج الطعام، ثم لفها على الفور على شكل كرات».

الشيف المصري أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

ويعدّ الشيف أن الأكثر كلاسيكية هي كرات اللحم «Meatballs»، المصنوعة من اللحم البقري المفروم، وينصح بأن إضافة «البيض يحافظ على كرات اللحم من الجفاف، ويعمل على تماسك وترابط المكونات، فضلاً عن استخدام كوب من الجبن الرومي الطازج المبشور في لحظة إعدادها».

وتستطيع، بحسب الشيف عبد الحميد، «طهي كرات اللحم كذلك في الفرن على ورق البرشمان؛ للحصول على بديل صحي، ويتم تقديمها مع السباغيتي أو مع البطاطس المهروسة أو الأرز أو النودلز». ويشير إلى أن «المصريين بطبيعتهم يفضّلون عمل كرات اللحم مع الصلصة الحمراء، فضلاً عن إضافة البطاطس إليها أحياناً».

كرات الجبن متعة التذوق... إعداد الشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

أما إذا كنت تخطط لإعداد الجبن والمقرمشات لتتناولها مع أسرتك أو أصدقائك في عطلة نهاية الأسبوع، فدعني أقترح عليك كرات الجبن المنعشة»، بحسب عبد الحميد؛ فهي حل مضمون لنشر أجواء خاصة في المكان، توفر لك المكونات اختيارات متنوعة من النكهات، من أبرزها كرة جبن البارميزان والثوم، وكذلك كرات الجبن الكريمي، والشيدر، والصلصات المفضلة مع البقدونس والمكسرات.

أما كرات الدجاج بالجبن فهي طريقة ممتعة ولذيذة للاستمتاع بالدجاج بنكهة وشكل مختلفين يجذبان الجميع، لا سيما الأطفال، إذ يفسح الجزء الخارجي المقرمش المجال للجزء الداخلي من الدجاج الطري والمشبع بالجبن الذائب «جوسي» أن يستقبلها الفم بترحاب شديد، وأن تمثل مقبلات رائعة للعزائم أو للعشاء العائلي.

كرات السوشي للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

وتعتمد طريقتها على القيام بطحن صدور الدجاج المطبوخة، ومن ثم نقلها إلى وعاء أكبر مع سكب صفار البيض، والدقيق، والجبن، والبصل الأخضر، والبابريكا، وإكليل الجبل، ومسحوق الثوم، والملح، والفلفل عليها.

ويتم خلط المكونات معاً، ويتبع ذلك تشكيل الخليط إلى كرات باستخدام اليدين، ومن ثم تغليف تلك المكونات بفتات الخبز أو البقسماط المطحون، وقليها في الزيت على الموقد، أو وضعها في «الإيرفراير»، وتستطيع كذلك غمرها في نوع الصوص المفضل، قبل وضعها في الفرن مع إضافة التوابل حسب الرغبة.

كرات السوشي من الداخل طبق للشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

ويقدم الشيف سيد إمام طريقة كرات لحم الدجاج المستوحاة من المطبخ الآسيوي، والمليئة بنكهات شرق آسيا مثل الزنجبيل، والبصل الأخضر، والثوم، وزيت الكانولا، والفلفل الأسود. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «هي وصفة تتيح لك تناول الدجاج المليء بالعصارة والنكهة المميزة». ويتابع: «ويتم غمسها في الصلصة المكونة من صلصة الصويا، ونشا الذرة، والعسل وزيت السمسم المحمص، وخل الأرز، أو صلصة الثوم، أو الصلصة الآسيوية المفضلة».

ويمكن وصف كرة الحلوى بأنها بمثابة «قطعة من الطاقة»؛ وفق الشيف أسامة أحمد، صاحب مدونة «بيت الشيف»، الذي أضاف لـ«الشرق الأوسط»: «خلال التنقل سواء أكان ذلك أول شيء في الصباح أم بعد الظهر، يكون الجميع بحاجة إلى زيادة الطاقة في وقت ما خلال اليوم، وهنا تبرز تلك الكرات المليئة بالمواد المغذية التي تحمل قدراً من السكر، وكثيراً من الفائدة».

ومن أبرز الأمثلة لكرات الحلوى هي كرات جوز الهند أو زبدة الفول السوداني بالشوكولاته، والزبيب بالقرفة واللوز، وكذلك كرات الكراميل مع جوز الهند، وكرات التوت البري واللوز أو الليمون، وكرات الطاقة بالمشمش والزنجبيل، فضلاً عن كرات الشوفان والتمر... وفي الأخيرة يكون التمر بمثابة الغراء للكرات، وهي مثالية للمشي لمسافات طويلة أو خلال ممارسة كثير من أنواع الرياضة بشكل عام «بحسب الشيف أسامة.

ومن أبرز الشيفات و(البلوغرز) المصريين الذين يقدمون الكرات، الشيف أحمد إسماعيل صاحب مدونة «Ahmeds.Zone» الذي يقدم كرات السوشي، يقول: «إنها أبسط طريقة يمكن أن نأكل بها السوشي، وتصنع من الأرز المصري، وأصابع الكابوريا، ومن الممكن إضافة التونة والجمبري، والبصل الأخضر، وحبة البركة، والمايونيز، وورق النوري، وسيراتشا أو هوت صوص، أو سويت شيلي، بالإضافة إلى خليط التمبورا»، كما يقدم الشيف أحمد إسماعيل كرات اللحم المغموس في فتة الزبادي، وطاجن أرز بالجبن، وكرات اللحم.

أما الشيف سارة، صاحبة مدونة «El cuisina With Sara»، فهي تقدم كرات اللحم بالصوص البني وكرات البطاطس بالجبن، وكرات الشوكولاته بالمكسرات والتمر.