7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

المدينة الحمراء كانت المضيف والضيف الأقوى

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
TT

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

منذ 6 سنوات، اختارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من السنة لكي يكون مناسبة متجددة للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي مبادرة باتت عالمية، اسمها «فاشن تراست آرابيا»، هدفها اكتشاف المصممين الصاعدين ودعمهم مادياً ومعنوياً ولوجيستياً. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتفتح لهم منصات ومحال عالمية مثل «هارودز» أبوابها لتستعرض إبداعاتهم أمام زبائنها.

من الفائزين بجوائز هذا العام (خاص)

هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.

أما جائزة الإكسسوارات، فكانت من نصيب ريم حامد من مصر، وجائزة فرانكا سوزاني، وتقدر بـ50 ألف دولار، للموهبة الصاعدة سيلويا نزال وهي فلسطينية - أردنية، بينما حصلت بتول الرشدان من الأردن على جائزة Fashion Tech، وكل من زافي غارسيا وفرانكس دي كريستال على جائزة البلد الضيف: إسبانيا.

شكَّل قصر البديع خلفية رائعة في ليلة من الأحلام والتاريخ (خاص)

لم يفز أي مغربي في هذه الدورة، باستثناء المصمم شرف تاجر مؤسس علامة «كازابلانكا» الذي حصل على جائزة شرفية بوصفه رجل أعمال. لكن فازت مراكش بالجائزة الكبرى بلا منازع. كانت المضيف والضيف القوي في الوقت ذاته. حضورها كان طاغياً وجمالها آسراً تجلى في مبانيها وقدرات حرفييها على تحويل الأحجار إلى لوحات فنية سواء في زخارف الجدران أو جص الأسقف أو فسيفساء الأرضيات، فضلاً عن فخامة الأبواب. ليست مبالغة إن قلنا إنها، أي مراكش، سرقت الأضواء وألهبت وسائل التواصل الاجتماعي. كانت خير تغيير للدوحة، البلد الأم. فالفعالية التي شهدت الدوحة ولادتها منذ 6 سنوات واحتفلت فيها لحد الآن بكل نسخها السابقة، بما فيها اثنتان؛ الأولى افتراضية بسبب جائحة «كورونا» وما ترتب عليها من منع السفر، والأخرى أُلغيت بسبب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وما ترتب عليها من حالة نفسية لم تفتح النفس على الاحتفال. ومع ذلك فإن إلغاء السفر لم يحرم الفائزين من أخذ فرصهم. فقد تسلموا جوائزهم ونالوا نصيبهم من التدريب والتطوير بفضل التكنولوجيا.

صورة جماعية تظهر فيها الأميرة لالة حسناء والشيخة مياسة وتانيا فارس مع الفائزين لعام 2024 (خاص)

هذا العام، ولأول مرة، تخرج الفعالية من مسقط رأسها. جاء اختيار مراكش، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024»، وهي مبادرة تقود التبادل الثقافي وتشجع الحوار القائم على الخبرات المشتركة في شتى الفنون. وبما أن «الموضة لغة فنية» كما قال النجم المصري أحمد حلمي، منشط الحفل لهذا العام، كان من الطبيعي أن تُفكر «فاشن تراست آرابيا» في المشاركة في هذه الفعالية بكل قوتها، وهكذا على مدى 3 أيام و3 ليالٍ، شهدت المدينة حركة ربما تعوّدت عليها منذ سنوات طويلة، إلا أنها اكتسبت جمالية أكبر هذه المرة نظراً لنوعية الضيوف. فقد نجحت «فاشن تراست آرابيا» في أن تجمع في نفس المكان والزمان نجوم السينما ووسائل التواصل الاجتماعي والعارضات العالميات بصناع الموضة، لتكتمل الخلطة.

كارلا بروني والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حضرا الحفل (خاص)

فليس جديداً أن تجذب مراكش النجوم وصناع الموضة. تشدهم للاستقرار فيها أو لقضاء إجازاتهم أو إقامة مناسباتهم المهمة فيها، بدليل أن إيف سان لوران كان من عشاقها كذلك المصمم المخضرم روميو جيلي وغيره ممن استقروا فيها. الجديد أن «فاشن تراست آرابيا» كشفت لمَن سمعوا عنها ولم يُسعفهم الحظ بزيارتها من قبل خباياها وأسرارها الكامنة في معمارها الفريد وديكورات بيوتها العريقة وقصورها التاريخية وألوان صحاريها.

ماي ماسك والدة إيلون ماسك في الحفل (خاص)

يوم توزيع الجوائز، كان قصر البديع واحداً من هذه الأماكن. فيه تم استقبال الضيوف وتسليم الجوائز. كل ركن فيه كان يعبق بالتاريخ والحرفية، من أبوابه الخشبية إلى مياهه وهيبة أسواره التي تحكي كل طوبة بُنيت بها قصة وإنجازات بطولية. كل هذه التفاصيل شكلت خلفية رائعة لم يستطع الحضور المتميز، بدءاً من كارلا بروني إلى إيشا أمباني، ابنة الملياردير موكيش أمباني، رئيس شركة ريليانس أو ماي ماسك، والدة إيلون ماسك وغيرهن، منافستها بريقاً.

الأميرة لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس (خاص)

حضور الأميرة المغربية لالة حسناء الحفل وتقديمها جائزة «فاشن تراست آرابيا» للفائزة في فئة أزياء السهرة، ياسمين منصور، كان له مفعول السحر، لأنه وبكل بساطة وضع المكان في إطاره التاريخي المهيب، باستحضاره جلسات الملوك والأمراء وهم يحتفلون بالنجاحات والإنجازات بعد كل انتصار. كان واضحاً أن علاقتها بالشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني قوية وفخرهما بكل ما هو عربي ومغربي واضح. اختارت الأميرة قفطاناً عصرياً طُرِّز بالأصالة الممزوجة بالمعاصرة. بفخامة هادئة أبدعتها أنامل «معلم» محترف، لم يحتج إلى أي تطريزات براقة ومبالغ فيها. الشيخة المياسة بدورها استعملت لغة دبلوماسية راقية؛ حيث ارتدت فستاناً بتفاصيل مبتكرة من تصميم المغربي محمد بن شلال، الذي فاز بجائزة «فاشن تراست آرابيا» عام 2021 عن فئة أزياء المساء والسهرة. منذ ذلك الحين، وهو ينتقل من نجاح إلى آخر إلى حد أن أميرات أوروبا وملكة هولندا، ماكسيما، يعتمدن تصاميمه في المناسبات الرسمية والخاصة.

إنجازاته بعد حصوله على الجائزة لا تترك أدنى شك بأن الفعالية ليست مجرد حفل كبير يلتقي فيه النجوم بقدر ما هي جادة في أهدافها وتحمسها للمصممين العرب. وهذا ما تؤكده تانيا فارس، مؤسسة «فاشن تراست» التي بعد مسيرة طويلة في العمل مع مجلس الموضة البريطاني وغيره، تدعم مصمميها الشباب، رأت أن الوقت حان لتصوب أنظارها نحو المنطقة العربية. تقول: «انتبهت أننا لا نفتقر إلى المواهب، كل ما نفتقر إليه هو منصات وجهات تدعمها وتُخرج ما لديها من إمكانات ومهارات». وهكذا شكَّلت مع الشيخة المياسة ثنائياً ناجحاً، لا سيما أن وجهات النظر واحدة كذلك الأهداف.


مقالات ذات صلة

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

لمسات الموضة ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

احتفلت «بولغري» مؤخراً بطرح نسخ جديدة من مجموعة «توبوغاس» عادت فيها إلى البدايات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق من ألف ليلة (المعرض)

معرض عن ليزا بِين أول عارضة أزياء في العالم

قد لا يبدو اسمها مألوفاً للأجيال الجديدة، لكن ليزا فونساغريفس (1911 ـ 1992) كانت واحدة من أيقونات الموضة في النصف الأول من القرن الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025

تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025
TT

تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025

تصاميم بنسبة تستوستيرون عالية لربيع وصيف 2025

كم تغيَرت صورة المرأة بين الأمس واليوم، وكم زادت ثقتها ووضوحها في مواجهة المجتمع. مصطلحات مثل الجنس اللطيف والجنس الخشن أصبحت تبدو من الكليشيهات القديمة، في عالم الموضة على الأقل. صحيح أن المرأة لم تصل بعد إلى تلك المرحلة التي تقرِر فيها مصيرها بالمطلق، إلا أنها حالياً تعيش حياتها بعيداً عن إملاءات المجتمع والثقافة الذكورية التي كبَلتها لقرون. فهذه كانت حتى منتصف القرن الماضي، تفرض عليها العيش بازدواجية، لتُخفي إما ميولاً شخصية، أو لفرض نفسها في وظائف وأعمال كان يُنظر إليها أنها تقتصر على الرجل وحده ولا تؤخذ فيها هي على محمل الجد. الدليل؟ أديبات تخفين وراء أسماء مستعارة من ماريان إيفانز التي اشتهرت باسم جورج إليوت، وأمانتين أورو لوسيل التي تخفّت وراء اسم جورج ساند وشارلوت برونتي التي كانت تكتب تحت اسم كوريل بل، وأختها إميلي برونتي وغيرهن كثيرات.

كانت عارضات «سان لوران» يستحضرن صورة إيف نفسه (سان لوران)

من هذا المنظور تغيرت الصورة والثقافة على حد سواء، وهو ما التقطته مجموعة من المصممين في هذا الموسم بدءاً من أنطوني فاكاريللو، مصمم دار «سان لوران» وإيرديم وماثيو بلايزي مصمم دار «بوتيغا فينيتا»، الذي استضاف إيمان خليفة بطلة الملاكمة، وكأنه يريد أن يعيد لها اعتبارها لما تعرَضت له من تنمُر. وطبعاً لا يمكن عدم التطرق هنا لجيورجيو أرماني، الذي منح المرأة أهم أداة لتدخل بها عالم الرجل في الثمانينات، البدلة النسائية أو التايور، والذي لا يزال يطرحها في كل موسم بشكل ولون.

«سان لوران» تستعيد إيف

اللعب على الازدواجية بين الذكورة والأنوثة ليس جديداً على الدار لكن أنطوني فاكاريللو رفع من نسبة هرمون الذكورة هذه المرة (سان لوران)

بالنسبة لأنطوني فاكاريللو، الذي حقن هذه القطعة بجُرعة عالية من هرمون التستوستيرون، فإن العملية كانت طبيعية بحكم جينات الدار التي قدّم فيها الراحل إيف سان لوران، إبداعات يختلط فيها الذكوري بالأنثوي بأسلوب كان ثورة في عصره. في السبعينات مثلا، وعندما قدم «التوكسيدو» للمرأة، اعتبره الرجال غزواً لتصميم يخصهم. قاوموا لكي لا يخرج عن سيطرتهم، إلا أن رغبة المرأة فيه، غلبت. فقد أضفى عليها قوة وأنوثة لم تستشعرهما من قبل. هذه المرأة بالنسبة لفاكاريللو ليست عادية. بالعكس هي ذات شخصية متناقضة ومتمردة، تميل إلى خض المتعارف عليه. وحسب الدار «تميل إلى المخاطر وكل ما يمنحها المتعة غير آبهة بآراء الغير» وهذا ما ترجمه في هذه التشكيلة، من خلال عدد هائل من التايورات بصفوف مزدوجة أو بصف أزرار واحدة، وبأكتاف عريضة تلعب على الجانب الذكوري للمرأة.

كانت عارضات «سان لوران» يستحضرن صورة إيف نفسه (سان لوران)

والحقيقة أنها لم تكن سوى مرآة تعكس صورة إيف نفسه، بالنظر إلى ألوانها وقصاتها والنظارات الطبية ذات الإطارات السميكة وربطات العنق، التي ظهرت بها العارضات، إضافة إلى شعرهن المصفوف إلى الوراء أو المنسدل على الأكتاف.

كان واضحاً أن المصمم لم يستلهم من نساء احتضن البدلة الرجالية والتوكسيدو من مثيلات مارلين ديتريش أو كاثرين هيبورن وغيرهما، بل من صورة إيف سان لوران نفسه. أفليس هذا الأخير من قال: «أنا امرأة سان لوران؟». التقط فاكاريللو هذا التصريح ولعب عليه بأريحية. استحضر أسلوبه الخاص وجعل كل عارضة تبدو وكأنها بطلة تمسك بزمام أمور حياتها وفي الوقت تُذكرنا بالراحل إيف.

منذ أن طرح إيف التوكسيدو والمرأة تتمسك بالأسلوب الذكوري لما يمنحها من أنوثة لا تثير الغرائز (سان لوران)

بيد أنه في قوة هذه الصورة التي رسمها فاكاريللو يكمن ضُعفها أيضاً. جرعتها القوية لا تناسب كل امرأة أو مناسبة. وهذا ما أكده ماثيو بلايزي، مصمم دار «بوتيغا فنيتا» الإيطالية الذي قدم لها هو الآخر مجموعة من البدلات الرجالية، مُعلِقاً أنها خاصة بتلك المناسبات الخاصة جداً، التي ترغب فيها المرأة أن تكشف عن جانبها الجريء.

فاكاريللو وافقه الرأي رغم أنه لم يُعبِر عنه علانية، وذلك بطرحه مجموعة موازية رسمها ببوهيمية، هي أيضاً تُمثِل جانباً من عالم إيف سان لوران وعشقه لألوان مدينة مراكش. تنورات قصيرة وأخرى بكشاكش وأقمشة جاكار مطرزة كلها بألوان تستمد نكهتها من التوابل الدافئة.

إيرديم... قصة قديمة جديدة

في تشكيلة إيرديم اجتمع الذكوري بلمسات أنثوية خفيفة تتجلى أحياناً في الورود والتطريزات (إيرديم)

إيرديم مصمم عودنا على أن يسرد لنا قصصاً وحكايا مقتبسة من التاريخ يُلوِنها بالورود ويطرزها بشتى التفاصيل التي تزيد من إثارتها وتجعلها واقعاً حالماً. لعب هو الآخر في تشكيلته لربيع وصيف 2025 على الازدواجية بين الذكورة والأنوثة من خلال تايورات مفصلة بنعومة، وفساتين تتداخل فيها الرقة بالصرامة. مصدر إلهامه مختلف. يشرح لنا في بيانه الصحافي أنه استلهمها من «بئر الوحدة» The well of Loneliness للكاتبة رادكليف هول. رواية تحكي قصة امرأة عاشت كرجل طوال حياتها. تلبس ملابسه وتتصرف مثله. أتقنت دورها وتعايشت مع وضعها إلى حد أنه لا أحد كشف أمرها.

استعان إيرديم بخياط في سافيل رو للتأكد من كل التفاصيل الدقيقة (إيرديم)

إيرديم لم يكتف بالإيحاءات التي فصلها وطرزها للعصر الحديث، بل كتب أيضاً عنوان الرواية على حاشية البدلة. قال إن من بين الأشياء التي حفَزت فضوله وعلقت في ذهنه بعد قراءة الرواية أن البطلة كانت تُفصل بدلاتها في شارع سافيل رو الشهير بالتفصيل الإنجليزي، الأمر الذي جعله يستعين بالخياط المعروف إدوارد سيكستون للتأكد من أن البدلات مفصلة على أحسن وجه. ومع ذلك لم يتقيد إيرديم تماماً بالأسلوب القديم الذي صورته الرواية. طعَمه بخفة، منحته نعومة. ولأن الرواية نشرت في 1928، فإنه لم ينس أن هذه الفترة شهدت بداية تحرر المرأة من بعض القيود مثل الكورسيهات وظهور تصاميم أكثر اتساعاً تمنحها حرية أكبر للحركة والتعبير عن نفسها. ترجم هذا في فساتين تستحضر تلك الحقبة بخصورها المنخفضة وألوانها الهادئة وتطريزاتها التي تجعلها تبدو مثل لوحات مائية تتماوج مع أي خطوة وحركة.

جيورجيو أرماني يرسم مستقبلاً مثالياً

جيورجيو أرماني كان من أدخل البدلة عالم المرأة اليومي تزامناً مع اقتحامها عالم الرجل في العمل (إمبوريو أرماني)

إذا كان إيف سان لوران أهدى المرأة التوكسيدو، فإن جيورجيو أرماني هو من أهداها بدلة العمل. كان ذلك في سبعينات وثمانينات القرن الماضي عندما اقتحمت أماكن العمل لتتبوأ مناصب مهمة كانت حكراً على الرجل.

قدمها لربيع وصيف 2025، بأسلوب قديم جديد، بمعنى أنه لم يُخضعها لتغيير جذري. فالصورة الرمزية لعارضة مرتدية بدلة رجالية مع ربطة عنق تجسد قوة الأنوثة لأنها «خلاصة ما تم إنجازه من قبل، وفي الوقت نفسه إعلان صريح لما سيأتي». ربطة العنق، مثلاً، قد تؤكد المساواة بين الجنسين، إلا أنها ستكون إحدى صيحات الموضة تُضيف بعض الشقاوة و«خفة الروح» على السترات المفصلة والسراويل الفضفاضة أو سراويل ركوب الخيل.