«تيفاني أند كو» تُشعل مجوهراتها بالنيران والشهب

مجموعة صيفية من وحي الطواويس والنيازك والنجوم

أقراط أذن من مجموعة «شوتينغ ستار» من الماس والذهب الأصفر والجمشت (تيفاني أند كو)
أقراط أذن من مجموعة «شوتينغ ستار» من الماس والذهب الأصفر والجمشت (تيفاني أند كو)
TT

«تيفاني أند كو» تُشعل مجوهراتها بالنيران والشهب

أقراط أذن من مجموعة «شوتينغ ستار» من الماس والذهب الأصفر والجمشت (تيفاني أند كو)
أقراط أذن من مجموعة «شوتينغ ستار» من الماس والذهب الأصفر والجمشت (تيفاني أند كو)

للكثير من بيوت الأزياء أو المجوهرات ولادتان: ولادة تأسيسية؛ بمعنى تاريخ انطلاقها، وولادة ثانية تكون في الغالب إبداعية تبث فيها روحاً فنية تغير مسارها وتأخذها إلى آفاق جديدة لا يمكن تخيلها. هذا ما ينطبق على دار المجوهرات «تيفاني أند كو»، إلى حد كبير.

وُلدت، أول مرة، على يد تشارلز لويس تيفاني في عام 1837، وثاني مرة على يد جان شلومبرجيه في عام 1956، بعد لقاء مع وولتر هوفينغ، مجلس إدارة «تيفاني أند كو» آنذاك، ليبدأ فصل جديد من تاريخ «تيفاني أند كو». فقد أدخل شلومبرجيه الأحجار المتوهجة والأشكال المبتكرة التي لا تزال من أيقونات الدار إلى اليوم. تعترف الدار وكل المصممين الذين توالوا على قيادتها، أنه كان مصمِّماً فذاً خلَف أرشيفاً غنياً لا يزالون يغرفون منه إبداعات وتُحفاً فريدة، كان آخِرها مجموعة «تيفاني سيليست: بلو بوك 2024». وكما يشير اسمها، استعانت فيها ناتالي فيديل، الرئيسة الإبداعية للمجوهرات الرفيعة، بخيال شلومبرجيه وتطلعه للسماء، لتصوغ قِطعاً تستمد بريقها من أشعة الشمس والنجوم والأفلاك والمجرّات البعيدة.

ظهرت أيضاً في أقراط بأحجار من الألماس الأصفر «فانسي إنتانس» يزيد وزنه عن قيراطين

كان واضحاً فيها نظرة جان شلومبرجيه الفنية لهذه الأفلاك. نظرة تلخص معنى المجاز الشاعري والفني على حد سواء. وقد سبَق للمصممة ناتالي أن قدمت مجموعة، في بداية العام، بهذه التيمات وجَّهتها لفصل الربيع، وسلّطت فيها الضوء على ستة تصاميم هي: «وينغز»، و«آرو»، و«كونستيلايشن»، و«أيكونيك ستار»، و«راي أوف لايت»، و«أبولو». ثم عادت إليها مؤخراً في مجموعة موجّهة للصيف، قسمتها إلى ثلاثة فصول هي: «بيكوك»، و«شوتينغ ستار»، و«فلايمز».

في قطعة «بيكوك» استعملت ناتالي الأحجار النابضة بالحياة كالتنزانيت والتورمالين الأخضر والألماس (تيفاني أند كو)

فصل «بيكوك» أو الطاووس مثلاً، مُستوحى، كما يدل اسمه، من ريش هذا الطائر القزحي الذي اعتقد علماء الطبيعة الأوروبيون عندما سمعوا مواصفاته أول الأمر، أنه مِن نَسْج الخيال. ولحد الآن، لا تزال ألوان ريشه تشدُّ الأنفاس وتثير شعوراً بالرهبة أمام جمالها. ناتالي استعملت، لترجمة صورته، الأحجار النابضة بالحياة كالتنزانيت والتورمالين الأخضر والألماس. قلادة أخرى من هذا الفصل، تضم نحو 17 حجراً من التنزانيت المقصوص بأسلوب كوشن يزيد وزنها عن 108 قراريط، بينما يعرض بروش «بيكوك» أحجار التنزانيت المقصوصة بأسلوب كوشن يزيد وزنها عن 13 قيراطاً.

في مجموعة «شوتينغ ستار» يُلتقط الضوء عبر شرائط الألماس المتألّقة والذهب الأصفر المنساب من الجمشت (تيفاني أند كو)

أما فصل «شوتينغ ستار» أو «الشهاب» فهو أيضاً مُستوحى من الأرشيف الذي خلفه جان شلومبرجيه، ترجمته المصممة بصورة ظلية كلاسيكية للنجوم مع شرائط متصاعدة تحاكي ترديد المسارات المتلألئة للشهاب. تجسدت هذه الصورة في قلادة من الألماس مرصّعة بأكثر من 78 قيراطاً من الجمشت. وتُلتقط ظاهرة الضوء في أحد التجليات عبر شرائط الألماس المتألّقة والمزينة بالذهب الأصفر التي تنساب حول الجمشت الكبير الفخم، وفي تجلٍّ آخر، عبر عرض مبهر للألماس المتألّق.

قلادة «فلايمز» من البلاتينوم والذهب الأصفر يرصعها أكثر من 53 قيراطاً من الألماس (تيفاني أند كو)

الفصل الثالث «فلايمز» أو «الشُّعلة»، فمستوحى هو الآخر من مجموعة «فلايمز» لجان شلومبرجيه. أثارت بانعكاساتها ناتالي فأعادت صياغتها في قلادة من البلاتينوم والذهب الأصفر عيار 18 يرصعها أكثر من 53 قيراطاً من الألماس، ويبلغ الألماس ذو القصّات المتفاوتة أكثر من 46 قيراطاً. غنيٌّ عن القول إن هذه الأحجار تتخذ شكل لهب النار، وقد ظهرت أيضاً في أقراط بأحجار من الألماس الأصفر «فانسي إنتانس» يزيد وزنه عن قيراطين - كل منهما مُحاط بلمسات دقيقة من الألماس الأبيض.


مقالات ذات صلة

«ديفيد موريس» تتعدى الصورة النمطية لما هو أعمق

لمسات الموضة أقراط «لاغونا أماريليس» من الياقوت والألماس (ديفيد موريس)

«ديفيد موريس» تتعدى الصورة النمطية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة يقدر سعرها بأكثر من مليون دولار والأحجار هي السبب (فابيرجيه)

بيضة «فابيرجيه» الجديدة بمليون دولار… فمن يشتري؟

بيضة بمليون دولار.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تيمة الظلمة والنور ظهرت في إطلالات هندسية وأخرى مفصلة   (آشي استوديو)

محمد آشي يحكي تفاصيل رحلة روحانية تتشابك فيها الظلمة بالنور

لم تكن فكرته الانفصال التام عن الواقع، بل فقط الابتعاد «ولو بأرواحنا وجوارحنا» عن إيقاع الحياة السريع الذي نعيشه اليوم.

جميلة حلفيشي (باريس)
لمسات الموضة صورة جماعية لعائلة أمباني (أ.ب)

عُرس أمباني... انتقادات كثيرة وإيجابيات كبيرة

بينما عدّه البعض زواج الأحلام بتفاصيله وجواهره وألوانه، وصفه البعض الآخر بالسيرك أو فيلم بوليوودي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة استُلهمت من ثلاثينات القرن الماضي الذي انتعشت فيه حركة الطيران والسفر (تيفاني أند كو)

«تيفاني أند كو» تطير بتحفة ساعاتية للكبار

بسعر 42 ألف دولار، يمكن لعشاق التحف الساعاتية والطيران، على حد سواء، اقتناء هذه القطعة المبتكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أزياء منغوليا تخطف الأنظار في أولمبياد باريس

أزياء منغوليا في أولمبياد باريس - تطبيق (إكس)- JustFreshKicks
أزياء منغوليا في أولمبياد باريس - تطبيق (إكس)- JustFreshKicks
TT

أزياء منغوليا تخطف الأنظار في أولمبياد باريس

أزياء منغوليا في أولمبياد باريس - تطبيق (إكس)- JustFreshKicks
أزياء منغوليا في أولمبياد باريس - تطبيق (إكس)- JustFreshKicks

تفاعل الجمهور على الإنترنت بشكل جنوني مع الأزياء التي حضر بها ممثلو منغوليا إلى أولمبياد باريس 2024. كانت مبهرة بدرجة تفوقت فيها على علامات عالمية مثل «لولوليمون» و«برلوتي» و«رالف لورين» و«كنزو» وغيرها مما دخلت هذا المضمار.

أزياء منغوليا في أولمبياد باريس - تطبيق (تيك توك)

تعود هذه التصاميم الرائعة إلى علامة «ميشيل وأمازونكا»، وهي علامة تجارية مقرها أولان باتور، متخصصة في إنتاج الملابس الراقية التي تعبر عن جوهر التقاليد والثقافة المنغولية بما تسميه «ضوء معاصر».

وكشفت العلامة عن تصاميمها من خلال سلسلة من الصور، وفيديو يشبه حملة الأزياء الفاخرة، وتشمل ملابس الرياضيات الإناث أقراط احتفالية وحقائب مزخرفة، بينما سيرتدي حاملو الأعلام الذكور قبعة الرماية وحزاماً وأحذية منغولية تقليدية.

وتتضمن التصاميم الألوان الوطنية كألوان الأزرق والأحمر والأبيض، وتزينها أنماط تقليدية وزخارف، بما في ذلك رمز «سويومبو» الذي يظهر في علم البلاد.

ولم تخل التصاميم من الإشارة إلى باريس والألعاب الأولمبية، مثل برج إيفل وشعلة الأولمبياد.

ضجت الإشادات بهذه الأزياء على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة «التيك توك» (من التيك توك)

اهتمام واسع وإشادة كبيرة

استغرق تجهيز كل زي نحو 20 ساعة، وفقاً للجنة الأولمبية الوطنية المنغولية.

وقد أثارت هذه الأزياء اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شاهد أكثر من مليوني شخص فيديو نشره كاتب الموضة، رايان ييب.

وأشاد معلقون آخرون، مثل بي جيميسون وصانع المحتوى الرياضي المشهور «geoff0w» بالتفاصيل الدقيقة والتصاميم الرائعة.

أزياء منغوليا في أولمبياد باريس - تطبيق (إكس) -JustFreshKicks

تاريخ وتفوق مستمر

تأسست علامة «ميشيل وأمازونكا» من قبل الشقيقتين، ميشيل تشويجالا وأمازونكا تشويجالا، وصممت سابقاً ملابس الفريق المنغولي في أولمبياد بكين الشتوية 2022 وأولمبياد طوكيو الصيفية 2020 وحصلت البلاد حين ذاك على ميدالية فضية وثلاث ميداليات برونزية.

منغوليا، التي شاركت في جميع الألعاب الأولمبية الصيفية ما عدا واحدة منذ عام 1964، قد حققت ميداليتين ذهبيتين في ألعاب بكين 2008.

المنافسة مع العلامات التجارية العالمية

في حين تصمم برلوتي ملابس حفل الافتتاح والاختتام لفرنسا، ويرتدي فريق الولايات المتحدة الأميركية ملابس من تصميم «رالف لورين»، فإن الأزياء المنغولية تظل محط الأنظار والإعجاب، مما يعزز مكانة منغوليا في عالم الأزياء الرياضية العالمية.