الأسبوع السعودي الدولي للفخامة يفتح أبوابه في جدة مرة أخرى

جدة تستقبل صناع الفخامة مرة أخرى

افتُتح الأسبوع السعودي الدولي للفخامة في جدة بمشاركة عالمية (الشركة المنظمة)
افتُتح الأسبوع السعودي الدولي للفخامة في جدة بمشاركة عالمية (الشركة المنظمة)
TT

الأسبوع السعودي الدولي للفخامة يفتح أبوابه في جدة مرة أخرى

افتُتح الأسبوع السعودي الدولي للفخامة في جدة بمشاركة عالمية (الشركة المنظمة)
افتُتح الأسبوع السعودي الدولي للفخامة في جدة بمشاركة عالمية (الشركة المنظمة)

منذ أيام قليلة، وتحديداً في 27 من شهر أبريل (نيسان) الحالي، افتتح الأسبوع السعودي الدولي للفخامة أبوابه أمام الزوّار في جدة، باستعراض ابتكارات جديدة من المجوهرات الرفيعة والساعات الفاخرة. جمع هذا الحدث مجموعة كبيرة من الدور العالميّة والمصممين المستقلّين، من المملكة العربية السعودية وخارجها؛ كلهم أتوا محملين بمجوهرات رفيعة وساعات مصنوعة بحرفية عالية، تُلبي طلبات أي عاشق وعاشقة للفخامة. تصاميم تنافست لتغطي كل المناسبات، وتنقل صاحبها بسلاسة من النهار إلى الليل، سواء كانت ساعات بإصدارات محدودة، أو أطقم زفاف مرصعة بأحجار نادرة.

تواجد هؤلاء في المملكة له مبرراته. فالمجوهرات لها مكانة قوية وتعتبر جزءًا من تراث الثقافات المختلفة. من بين المشاركين في المعرض، تألقت السعودية رناد العمودي بتصاميم مبتكرة تستلهمها عادة من التراث السعودي وجمال الحضارة العربية.

تستلهم رناد العامودي تصاميمها من التراث السعودي وجمال الحضارة العربية (الشركة المنظمة)

أطلقت رناد العام الماضي أول مجموعة لها، بدأت العمل على تصاميمها منذ عام 2019، وذلك بعد أن درست وتدربت بين بريطانيا وسويسرا. وتتميز تصاميمها بالجمع بين الأناقة العصرية والعراقة اللتين ينطوي عليهما التراث السعودي. تستوحي رناد إلهامها من الثروة النباتية في المملكة؛ كالزهور، والهندسة المعمارية التي تتميز بها منطقة جدة التاريخية والمساجد العريقة والزخرفات التقليدية والكتابة الكوفية.

وحسب رناد العمودي، تعد مواكبة أحدث صيحات المجوهرات أمراً جوهرياً لعاشقات الموضة، مؤكدةً ضرورة اطّلاع مصممها على الموضة وإلمامه بالفنون المختلفة والثقافات المتعددة.

هذا الطقم من المعروضات التي أثارت الانتباه من «هاوس أوف غول» (الشركة المنظمة)

إلى جانب إبداعات رناد العمودي، برز من بين المعروضات طقم «Tribeca Trifecta» من «هاوس أوف غول»، (House of GOL)، تُترجِم فيه الدار براعتها في صياغة المجوهرات، ومهارة صاحبها خبير الماس الأميركي. يُقدّر سعر هذا الطقم بـ3.45 مليون دولار أميركي، وهو مصنوع من البلاتين والذهب، ومُرصّع بـ124.22 قيراط من الماس الطبيعي عديم اللون والأصفر المكثّف. كما تمّ تزيين القلادة والأقراط بـ480 ماسة، و9 ماسات بيضاوية باللون الأصفر المكثّف، بزنة تراوحت بين 2.52 و13.61 قيراط.

عقد «لازاروس» من دار المجوهرات الهندية «ألوك لودها» Alok Lodha (الشركة المنظمة)

دار المجوهرات الهندية «ألوك لودها» (Alok Lodha) أيضاً أتحفت الحضور بمجموعة مشبّعة بإرث عريق وبأحجار كريمة تضج بالألوان، في عقد «Lazarus» والأقراط المتطابقة، مثلاً: تراصفت أحجار الياقوت زنة 96.60 قيراط جنباً إلى جنب مع الماس وقطرات الماس، بينما تميّز عقد «Lace of Radiance» بنفحة كلاسيكية معززة بأحجار الماس بتقطيع «بريليانت» وعلى شكل كمثرى تتدفق بِحُريّة وكأنها شلال متدفق.

عقد مبتكر وفخم من «جورج حكيم» (الشركة المنظمة)

بدورها، استحضرت علامة «جورج حكيم» (George Hakim) ما يقرب من 150 عاماً من الخبرة الفنّية، وقدمت مجموعة من المجوهرات الرفيعة، مثل عقد مرصّع بـ32 قيراطاً من الماس الأبيض، بتقطيع «بريليانت» دائري وعلى شكل كمثري، في تناقض واضح مع ماسة مركزية نادرة باللون الأصفر الفاخر، وعلى شكل كمثري زنة 10.09 قيراط، يكمّلها زوج أقراط من الياقوت بدرجات ذهبيّة مختلفة.

من القطع المميّزة الأخرى، إبداعات ماسيّة من علامة «نسولي» (Nsouli) تضمّ 3 عقود يتميّز كلّ منها بأكثر من 40 قيراطاً من الماس المتلألئ والمتتالي. كما تقدّم مجوهرات «Kooheji» مجموعات خاصة بالعرائس، أي تشمل سلسلة من أطقم الزفاف.

عقد من «كارن سوين» (الشركة المنظمة)

بالإضافة إلى الدور العالمية والإقليمية البارزة، يشهد حدث هذا العام مشاركة مجموعة من مصممي المجوهرات المستقلّين من كافة أنحاء العالم، منهم المصممة السعودية ريناد العمودي التي قدمت مجموعة من المجوهرات والساعات مصممة حسب الطلب. وكارين سون (Karen Suen) من هونغ كونغ التي قدمت مجموعة معاصرة جمعت فيها اللؤلؤ الطبيعي، والأحجار الكريمة، والماس من مختلف الأشكال والألوان، في حين يطلق طارق رياض، الخبير في مجال التكنولوجيا الذي تحوّل إلى صائغ مجوهرات، مجموعة مبتكرة قابلة للتوسيع لتناسب كل المقاسات، وبالتالي حاصلة على براءة اختراع.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

لم تستغرق كاترانتزو طويلاً لتتأكد أن حمامات كاراكالا وزهرة الكالا بشكلها العجيب نبعان يمكن أن تنهل منهما.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة في توديع جمهورها بلاس فيغاس أبدعت أديل غناء وإطلالة (كلوي)

المغنية أديل تُودّع لاس فيغاس بفستان من «كلوي»

اختتمت نجمة البوب البريطانية أديل سلسلة حفلاتها الموسيقية في لاس فيغاس، نيفادا، بالدموع. كانت آخِر ليلة لها على خشبة مسرح «الكولوسيوم» بقصر سيزار في لاس فيغاس،…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
TT

ماريا كاترانتزو تستوحي من حمامات كاراكالا مجموعة «كالا»

دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)
دخول ماريا مصممةَ أزياءٍ إلى دار جواهر بادرة رحبت بها أوساط الموضة (بولغاري)

بوصفها أول مديرة إبداعية يجري تعيينها لقسم الأكسسوارات والسلع الجلدية في «بولغاري» للجواهر، لم يكن أمام المصمِّمة اليونانية الأصل، ماري كاترانتزو أي خيار سوى العودة إلى جذور الدار لتستوحي من تاريخها ما يزيد من وهجها وبريقها. لم تكن المهمة صعبة؛ نظراً لتاريخ يمتد على مدى قرون، ويحوي ما لا ينضب من الأفكار والأحجار الكريمة. بعد تفكير، وجدت أن حمامات كاراكالا، واحدة من عجائب روما السبع في العصور القديمة، وزهرة الكالا بشكلها العجيب، تُشَكِّلان نَبْعَيْنِ يمكن أن تنهل منهما، ومن هنا جاءت التسمية التي أطلقتها على المجموعة «كالا».

ماريا كاترانتزو وحقيبة مرصعة بالأحجار تجسد فسيفساء حمامات كاراكالا (بولغاري)

عندما أعلنت «بولغاري» في شهر أبريل (نيسان) الماضي التحاق ماري كاترانتزو، بها مديرةً فنيةً للمنتجات الجلدية والأكسسوارات، باركت أوساط الموضة والجواهر على حد سواء هذا القرار؛ فهذه خطوة ذكية من شأنها أن تَضُخَّ دماءً شابة بدار يبلغ عمرها أكثر من قرن. كان اسم ماري كاترانتزو وحده يكفي كي يثير فضول عشاق الجمال والإبداع؛ لأنهم يتوقعون منها إبداعات مهمة؛ كونها تتمتع بصيت طيب منذ تخرجها في معهد سانترال سانت مارتنز في عام 2008، لتصبح من بين أهم المصمِّمين الشباب المشاركين في أسبوع لندن. ومنذ سنوات قليلة، انتقلت للاستقرار في بلدها الأصلي، وتحديداً أثينا، لكن اسمها ظل محفوراً في أوساط الموضة، ومنقوشاً بطبعاتها الفنية الجريئة وتصاميمها الهندسية المثيرة.

المصممة ماري كاترانتزو مع المؤثرة الإيطالية أناديلا روسو (بولغاري)

بعد استقرارها في أثينا، بدأت سلسلة من الشراكات كانت دائماً تحقق النجاحِ؛ ففي عام 2019 قدمت عرضاً فخماً من خط الـ«هوت كوتور» في أثينا على خلفية معبد بوسيدون. في هذا العرض، تزيَّنت العارضات بجواهر من «بولغاري» عزَّزت فخامة الصورة من جهة، ودشَّنت علاقتها بالدار الرومانية من جهة ثانية. ربما يتساءل البعض عن كيف لدار متجذرة في التاريخ الروماني أن تتعاون مع مصممة يونانية، خصوصاً أن إيطاليا لا تفتقر إلى المواهب الشابة والمحترفة، ليأتي الجواب بسيطاً، وهو أن مؤسس الدار في الأصل يوناني، اسمه سوتيريو بولغاريس، كان ذلك منذ أكثر من قرنين من الزمن، لكن تغيَّرت فيه الأماكن وكذلك الاسم من «بولغاريس» إلى «بولغاري».

بالنسبة لدار تخصصت في الجواهر أولاً وأخيراً، فإن قرار تعيين مصمِّمة أزياء في منصب إبداعي، أمرٌ تكتيكي وذكي يستهدف ضخ دماء جديدة على قسم الأكسسوارات، وفي الوقت نفسه يريد استقطاب عميلات يعشقن أسلوب كاترانتزو، ولا يزال بداخلهن حنين للمساتها الفنية. تشير المصمِّمة إلى أن القرار لم يُتَّخذ بشكل سريع؛ فعلاقتها بالدار والمجموعة المالكة لها «إل في إم إتش» عمرها سنوات، بدأت بشكل تدريجي وعضوي بشراكات كثيرة، منها مشاركتها في عام 2021، في سلسلة الشراكات التي أطلقتها «بولغاري» تحت عنوان «سيربنتي بعيون...» وهي فعالية تستضيف فيها كل مرة مصمِّماً يضع بصماته الفنية على منتجها الأيقوني.

تقول ماري كاترانتزو إنها استلهمت من أرضية الحمامات وفسيفسائها المتعددة الألوان، شكل مروحة رصَّعتها في ورشات الدار بفلورنسا، باللؤلؤ والجمشت والزمرد والذهب؛ حيث أرادتها أن تحاكي قطعة جواهر بكل المقاييس، وهو ما كان. أمَّا من زهرة الكالا فاستلهمت شكلها النحتي المتعرج الذي يرمز للقوة والمرونة. وتشمل المجموعة حقائب «مينوديير» للسهرة، وأخرى جلدية لكل المناسبات، إلى جانب أوشحة حريرية. كانت التجربة ناجحة على المستويين التجاري والفني على حد سواء؛ فماريا تُدرك تماماً أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وهو ما أكده المصمِّم السعودي زياد البوعينين الذي تدرَّب في بداياته على يدها قائلاً في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» إن العمل معها عن قُرب كان فرصة ذهبية بالنسبة له، حيث «تعلمت منها الكثير من الأمور التي ساعدتني على فهم كيف تُدار أي دار أزياء أو شركة صغيرة من الداخل»، وتابع: «لم يكن العمل مع ماريا كاترانتزو ممتعاً من الناحية الفنية فحسب، بل فتح عيني على أمور كثيرة كانت غائبة عني بوصفي مصمماً شاباً يعتقد أن الابتكار في التصميم وحده يكفي».