في سوق حقائب اليد... كلما خلا تصميمها من التفاصيل الكثيرة ارتفعت أسهمها

الإقبال على تصاميم بسيطة وراقية يخلق منافسين لـ«البيركن» من «هيرميس»

رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)
رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)
TT

في سوق حقائب اليد... كلما خلا تصميمها من التفاصيل الكثيرة ارتفعت أسهمها

رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)
رغم هدوء التصاميم نجحت «تيسا فونتانيدا» في كسب ودّ جيل كامل من الأنيقات ومن تم افتتاح محلات جديدة في لندن ومدريد (خاص)

هيلاري كلينتون سياسية مخضرمة ومثقفة تتمتع بمؤهلات كثيرة قد يتفق عليها البعض أو لا يتفقون. لكن المؤكد أن الأناقة ليست واحدة منها، إذ يستحيل وضع اسمها ضمن خانة أيقونات الموضة بمفهومنا المعاصر. ومع ذلك، كانت أفضل من لخَّص أهمية حقيبة اليد في حياة المرأة حين قالت في لقاء أجرته معها مجلة أميركية عام 2011: «أعتقد أن هذا الإكسسوار له القدرة على الجمع بين النساء أو التفريق بينهن». وتابعت: «لا ينبغي لأحد أن ينتقد أي شخص آخر على اختياراته في هذا المجال... فالحقيبة حاجة نفسية عميقة تعكس رغبة في تنظيم ما هو مهم في حياتك اليومية وما تحتاج إلى حمله معك في كل الأوقات».

أصبحت تصاميم «تيسا فونتانيدا» تثير الرغبة فيها لعمليتها وحرفيتها (خاص)

لخصت هيلاري الدور الأساسي لحقيبة اليد، ألا وهو منح صاحبتها الطمأنينة والأمان وهي تعرف أنها تحمل معها كل الأغراض التي تحتاج إليها سواء كانت متوجهة إلى مكان العمل أو لحضور دعوة غداء. لكن ما لم تُشر له سيدة البيت الأبيض السابقة أن للحقيبة أدواراً أخرى تتعدى الدور الوظيفي. هي الآن من الإكسسوارات التي تُستعمل لتغذية رغبة دفينة تسكن المرأة والرجل على حد سواء في التميز والتفرد فضلاً عن كونها وسيلة للتعبير عن الوجاهة والمكانة الاجتماعية. لم تعد مجرد مكمل للأناقة، بل من أساسياتها مثلها مثل الجاكيت الأسود وبنطلون الجينز والقميص الأبيض أو الفستان الناعم. وكلما خلا تصميمها من البهرجة دخلت كل المواسم والفصول والمناسبات. ثم لا ننسى أنها الدجاجة التي تبيض ذهباً لبيوت الأزياء العالمية.

«برايفت آي» من «ميتييه» التي يُقدّر سعرها بـ2.250 جنيه إسترليني

لهذا كان من الطبيعي أن تُغذي بيوت أزياء شهيرة مثل «شانيل» و«هيرميس» وغيرهما هذه الاحتياجات النفسية والاجتماعية بابتكار أساليب تسويقية ذكية؛ «شانيل» برفع أسعارها باستمرار، و«هيرميس» بابتداع ما أصبح يعرف بلائحة الانتظار على حقيبتها «البيركن». كان للعمليتين مفعول السحر ترجمَتْه أرقام المبيعات. تبيَّن أنه كلما زاد السعر وارتفع وضَح الفرق بين المقتدرات والمتطلعات، وهذا هو المطلوب. هذا هو أيضاً السبب الذي يجعل «هيرميس» تنتقي بعناية شديدة من تُوفر له حقيبتيها: «الكيلي» و«البيركن».

صعوبة الحصول على حقيبة «البيركن» تحديداً لا يختلف عليها اثنان، ومنذ زمن يعود إلى 1984، تاريخ ولادتها. نُدرتها، بمعنى عدم توفرها في الأسواق، فضلاً عن الانتقائية التي يخضع لها كل من يسعى لاقتنائها، هما من أهم أسرار جاذبيتها وصمودها طوال هذه السنين كاستثمار بقيمة الذهب أو أكثر.

حقيبة «البيركن» من «هيرميس» في مزاد «سوذبيز» بنيويورك تؤكد أنها استثمار بقيمة الذهب وأكثر (رويترز)

منذ أسبوع تقريباً، انتشر خبر أن زبونتين أميركيتين رفعتا دعوة على محل «هيرميس» في سان فرنسيسكو. التهمة أن المحل يحتفظ بهذه الحقيبة لزبائنه المهمين فقط ويرفض توفيرها لغيرهم. جاء في الدعوة أيضاً أن واحدة من المدعيتين

قالت إنها لكي تحصل على الحقيبة كان عليها شراء منتجات أخرى من المحل، وهو ما يتعارض مع القانون. القضية مستمرة ومعها تستمر أهمية حقيبة اليد كإكسسوار يعكس الجاه والمكانة الاجتماعية ويُحسن الحالة النفسية.

الطريف في حقيبة «البيركن» بالذات، أنها بحجمها الكبير، أغوت حتى الرجال. هم أيضاً أقبلوا على استعمالها للتعبير على ميلهم للموضة من جهة، واستعراض قدراتهم المادية من جهة ثانية. في مشهد الموضة الحاضر، لم يعد مظهرهم يثير الاستغراب، لا سيما بعد أن دخلت هذه الحقيبة المزادات العلنية وتعدّت قيمتها في بعض الأحيان سعرها الأصلي. هي الآن أكثر ما ينافس الذهب بوصفها استثماراً بعيد المدى.

الأميرة رجوة تحمل حقيبة «غابرييل» من موينا (موينا)

لكن كل شيء يزيد على حدّه ينقلب إلى ضده. هذا الهوس بالحقيبة خلق نوعاً من التخمة من كل الحقائب التي تتعرف عليها العين من الوهلة الأولى، مما جعل شريحة مهمة من العارفين والعارفات بأسرار الموضة يبحثون عن بدائل.

انتعاش موضة تبدو بسيطة وهادئة في ظاهرها لكن تتضمن كل معاني الفخامة والرُقيّ في جوهرها كان المضاد الذي يبحثون عنه. لقيت هذه الموجة إقبالاً أدى إلى تقسيم عشاق الموضة إلى قسمين: قسم حقَّق ثروته من نجاحاته ويريد الاستمتاع بها على الملأ، وقسم ورثها أباً عن جد ولا يريد أن يتشبه بأحد في اختياراته وأناقته.

لم تقتصر هذه الموضة الهادئة على الأزياء وشملت أيضاً الإكسسوارات بما فيها حقائب اليد، مع العلم أن هذا لا يعني أن «البيركن» ستفقد مكانتها. أبداً، فهي استثمار مضمون بفضل خاماتها الطبيعية وطرق تنفيذها باليد والتي قد تستغرق أسابيع إن لم نقل أشهُراً عدا عن تصميمها الأنيق والعملي. لكنها ليست الوحيدة التي تتصدر المشهد حالياً. اصبح لها منافسون، من أمثال «مارغو» و«ماوسي» و«برايفت آي» وغيرها من الحقائب الخالية من «اللوغوهات».

حقيبة «مارغو» من علامة «ذي رو» تشهد إقبالاً منقطع النظير حالياً رغم بساطة تصميمها (خاص)

حقيبة «مارغو»

حقيبة تحمل توقيع الأختين أولسن، مؤسستي علامة «ذي رو». تصميمها لا يشد الانتباه كثيراً. فهي بسيطة بمقبض علوي بجوانب منحنية وإبزيمين على الجانبين. فقط شعار ذهبي صغير منقوش على جزء من الحافة يشي باسمها وهويتها. ومع ذلك الكل يتكلم ويتساءل عنها، حيث ارتفعت عمليات البحث عنها على مواقع التسوق الإلكتروني بنسبة 198 في المائة وفقاً لمنصة «لايست». محلات «سيلفريدجز» اللندنية أيضاً سجلت ازدياداً في الاهتمام والشراء إلى حد أنه أصبحت لها هي الأخرى قائمة انتظار. موقع «ماتشز» أيضاً سجل الإقبال ذاته، إذ أعلن أنها تنفّذ في أقل من أسبوع من طرحها. مثل «البيركن»، قوتها تكمن في أنها أنيقة وعمليّة بفضل جيوبها المتعددة وجلدها المرن الخالي من التفاصيل التي لا حاجة لها سوى أنها تُثقلها وتجعل العين تمل منها بعد فترة. ثم لا ننسى أنها بأسعار أقل مقارنةً بـ«البيركن».

«برايفت آي مراكش» من «ميتييه» مصنوعة من السويد (خاص)

حقيبة «برايفت آي»من «ميتييه»

«مارغو» ليست الحقيبة الوحيدة التي تثير الاهتمام أو تدخل ضمن خانة الأناقة الراقية والهادئة. فهناك حقائب أخرى مثل «ميتييه برايفت آي Métier’s Private Eye» التي يقدر سعرها بـ2.250 جنيه استرليني وتتمتع بنفس المواصفات الراقية والهادئة التي تتمتع بها «مارغو» و«البيركن». رأت هذه الحقيبة النور أول مرة في 2018، وسرعان ما ذاع صيتها بين العارفات بخبايا الموضة. مكمن قوتها أنها على الرغم من حجمها واللمسات التي أُضيفت إليها لتعزز تماسكها، تبقى خفيفة الوزن. وفق ما قالته المصممة ميليسا موريس، فإنها حرصت على أن تأتي بتصميمها مناسبة لحمل جهاز الكومبيوتر خلال النهار، كما لا تبدو نشازاً في أي مناسبة اجتماعية.

حقيبة «غابرييل» من «موينا» (خاص)

حقيبة «غابرييل» من علامة «موينا Moynat» التي تأسست عام 1849 كأحد أعرق صنّاع حقائب السفر في العالم. تَعدّ هذا التصميم من كلاسيكياتها. فكل ما فيها يفوح بالتميز ورائحة الجلود الطبيعية. من ناحية الشكل، فهي تعتمد على خطوط غرافيكية هندسية ودرزات منحنية في الأعلى والأسفل، بينما يزيّنها قفل يحاكي المجوهرات من البلاديوم يحمل الحرف الأول من الدار. مظهرها الكلاسيكي الذي لا يعترف بزمن لم يُلغ أنها عملية ومرنة يمكن استعمالها بعدة أشكال حسب المناسبة والرغبة. فهي تأتي بمقبض يُسهل حملها باليد، وأيضاً بحزام من الجلد قابل للتعديل أو الإخفاء في حال كانت الرغبة ارتداءها على الكتف.

حقيبة «بيغ موسي Big Mausi»

من تصميم «تيسا فونتانيدا» وهي حقيبة تتمتع بكل المواصفات المطلوبة لتكون الرفيق المثالي لامرأة أنيقة في كل المناسبات. تأتي بألوان متنوعة وبحزام قابل للفصل لتلك اللحظات الخاصة التي تحتاج إلى حقيبة مسائية. مثل أغلب الحقائب التي تحمل توقيع الدار، صُنعت يدوياً على يد حِرفيين لهم باع في تطويع جلد النابا الناعم. وتربط المصممة علاقة حميمة بهذا الجلد تحديداً، إذ تعرفت عليه أول مرة خلال عملها مع دار «لويفي» قبل أن تؤسس علامتها. رغم تميز الحقيبة، فإنها تخلو من أي لوغو يشي باسمها. فقط تلك الفقاعات الصغيرة التي تكسوها بالكامل وأصبحت ماركتها المسجلة هي التي تكشف عن هويتها. وهي نتيجة تقنية معقدة تعتمد على البخار اعتمدتها تيسا للاختلاف.


مقالات ذات صلة

5 خطوات لأناقة لا تعترف بمرور العمر

لمسات الموضة عارضات عالميات من أعمار مختلفة من بينهن المخضرمة جيري هول في عرض «كلوي» (كلوي)

5 خطوات لأناقة لا تعترف بمرور العمر

بالعمر تزداد الخبرة، وتصل المرأة إلى مرحلة من النضج والثقة، تنعكس على إطلالات متميزة تعبّر عنها بعيداً عن إملاءات الغير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

وأصبح للنظارات أكسسواراتها الثمينة!

استعملتها الجدات وكان دورها وظيفياً لا علاقة له بالموضة أو الزينة، إلى أن ظهرت بها أنيقات مثل العارضة بيلا حديد وغيرها لتدخل الموضة من أوسع الأبواب

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة قدمت الدار مجموعة متكاملة للرجل والمرأة مفعمة بالأناقة رغم اعتمادها على كلاسيكيات الدار (جيڤنشي)

«جيڤنشي» تُساوي بين الرجل والمرأة

غاب عن دار «جيڤنشي» مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها بعد خروج مصممها السابق، الأميركي ماثيو ويليامز منها منذ سنة تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة عقد «باسيفلورا» مرصع بالألماس والياقوت والزمرد في محاكاة للنباتات المائية (ديفيد موريس)

مجموعة من «ديفيد موريس» تتعدى الصورة السطحية لما هو أعمق

ليس جديداً أن تُلهم المحيطات والبحار عالم الموضة والمجوهرات. فقد ألهمت قبل ذلك الأدب والرسم والموسيقى.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة صورة من «ديور» لملابس صممتها للاعبة التنس بولين يدغوليدي (ماريلي أندريه لـ«ديور»)

«السبورت شيك»... أناقة وراحة

مع اجتياح الفعاليات الرياضية حياتنا اليومية، طفت إلى السطح تلك العلاقة المثيرة بين الرياضة والموضة. فكيف تستفيدين منها وتوظفينها بشكل يناسبك؟

جميلة حلفيشي (لندن)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
TT

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

منذ 6 سنوات، اختارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من السنة لكي يكون مناسبة متجددة للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي مبادرة باتت عالمية، اسمها «فاشن تراست آرابيا»، هدفها اكتشاف المصممين الصاعدين ودعمهم مادياً ومعنوياً ولوجيستياً. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتفتح لهم منصات ومحال عالمية مثل «هارودز» أبوابها لتستعرض إبداعاتهم أمام زبائنها.

من الفائزين بجوائز هذا العام (خاص)

هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.

أما جائزة الإكسسوارات، فكانت من نصيب ريم حامد من مصر، وجائزة فرانكا سوزاني، وتقدر بـ50 ألف دولار، للموهبة الصاعدة سيلويا نزال وهي فلسطينية - أردنية، بينما حصلت بتول الرشدان من الأردن على جائزة Fashion Tech، وكل من زافي غارسيا وفرانكس دي كريستال على جائزة البلد الضيف: إسبانيا.

شكَّل قصر البديع خلفية رائعة في ليلة من الأحلام والتاريخ (خاص)

لم يفز أي مغربي في هذه الدورة، باستثناء المصمم شرف تاجر مؤسس علامة «كازابلانكا» الذي حصل على جائزة شرفية بوصفه رجل أعمال. لكن فازت مراكش بالجائزة الكبرى بلا منازع. كانت المضيف والضيف القوي في الوقت ذاته. حضورها كان طاغياً وجمالها آسراً تجلى في مبانيها وقدرات حرفييها على تحويل الأحجار إلى لوحات فنية سواء في زخارف الجدران أو جص الأسقف أو فسيفساء الأرضيات، فضلاً عن فخامة الأبواب. ليست مبالغة إن قلنا إنها، أي مراكش، سرقت الأضواء وألهبت وسائل التواصل الاجتماعي. كانت خير تغيير للدوحة، البلد الأم. فالفعالية التي شهدت الدوحة ولادتها منذ 6 سنوات واحتفلت فيها لحد الآن بكل نسخها السابقة، بما فيها اثنتان؛ الأولى افتراضية بسبب جائحة «كورونا» وما ترتب عليها من منع السفر، والأخرى أُلغيت بسبب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وما ترتب عليها من حالة نفسية لم تفتح النفس على الاحتفال. ومع ذلك فإن إلغاء السفر لم يحرم الفائزين من أخذ فرصهم. فقد تسلموا جوائزهم ونالوا نصيبهم من التدريب والتطوير بفضل التكنولوجيا.

صورة جماعية تظهر فيها الأميرة لالة حسناء والشيخة مياسة وتانيا فارس مع الفائزين لعام 2024 (خاص)

هذا العام، ولأول مرة، تخرج الفعالية من مسقط رأسها. جاء اختيار مراكش، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024»، وهي مبادرة تقود التبادل الثقافي وتشجع الحوار القائم على الخبرات المشتركة في شتى الفنون. وبما أن «الموضة لغة فنية» كما قال النجم المصري أحمد حلمي، منشط الحفل لهذا العام، كان من الطبيعي أن تُفكر «فاشن تراست آرابيا» في المشاركة في هذه الفعالية بكل قوتها، وهكذا على مدى 3 أيام و3 ليالٍ، شهدت المدينة حركة ربما تعوّدت عليها منذ سنوات طويلة، إلا أنها اكتسبت جمالية أكبر هذه المرة نظراً لنوعية الضيوف. فقد نجحت «فاشن تراست آرابيا» في أن تجمع في نفس المكان والزمان نجوم السينما ووسائل التواصل الاجتماعي والعارضات العالميات بصناع الموضة، لتكتمل الخلطة.

كارلا بروني والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حضرا الحفل (خاص)

فليس جديداً أن تجذب مراكش النجوم وصناع الموضة. تشدهم للاستقرار فيها أو لقضاء إجازاتهم أو إقامة مناسباتهم المهمة فيها، بدليل أن إيف سان لوران كان من عشاقها كذلك المصمم المخضرم روميو جيلي وغيره ممن استقروا فيها. الجديد أن «فاشن تراست آرابيا» كشفت لمَن سمعوا عنها ولم يُسعفهم الحظ بزيارتها من قبل خباياها وأسرارها الكامنة في معمارها الفريد وديكورات بيوتها العريقة وقصورها التاريخية وألوان صحاريها.

ماي ماسك والدة إيلون ماسك في الحفل (خاص)

يوم توزيع الجوائز، كان قصر البديع واحداً من هذه الأماكن. فيه تم استقبال الضيوف وتسليم الجوائز. كل ركن فيه كان يعبق بالتاريخ والحرفية، من أبوابه الخشبية إلى مياهه وهيبة أسواره التي تحكي كل طوبة بُنيت بها قصة وإنجازات بطولية. كل هذه التفاصيل شكلت خلفية رائعة لم يستطع الحضور المتميز، بدءاً من كارلا بروني إلى إيشا أمباني، ابنة الملياردير موكيش أمباني، رئيس شركة ريليانس أو ماي ماسك، والدة إيلون ماسك وغيرهن، منافستها بريقاً.

الأميرة لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس (خاص)

حضور الأميرة المغربية لالة حسناء الحفل وتقديمها جائزة «فاشن تراست آرابيا» للفائزة في فئة أزياء السهرة، ياسمين منصور، كان له مفعول السحر، لأنه وبكل بساطة وضع المكان في إطاره التاريخي المهيب، باستحضاره جلسات الملوك والأمراء وهم يحتفلون بالنجاحات والإنجازات بعد كل انتصار. كان واضحاً أن علاقتها بالشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني قوية وفخرهما بكل ما هو عربي ومغربي واضح. اختارت الأميرة قفطاناً عصرياً طُرِّز بالأصالة الممزوجة بالمعاصرة. بفخامة هادئة أبدعتها أنامل «معلم» محترف، لم يحتج إلى أي تطريزات براقة ومبالغ فيها. الشيخة المياسة بدورها استعملت لغة دبلوماسية راقية؛ حيث ارتدت فستاناً بتفاصيل مبتكرة من تصميم المغربي محمد بن شلال، الذي فاز بجائزة «فاشن تراست آرابيا» عام 2021 عن فئة أزياء المساء والسهرة. منذ ذلك الحين، وهو ينتقل من نجاح إلى آخر إلى حد أن أميرات أوروبا وملكة هولندا، ماكسيما، يعتمدن تصاميمه في المناسبات الرسمية والخاصة.

إنجازاته بعد حصوله على الجائزة لا تترك أدنى شك بأن الفعالية ليست مجرد حفل كبير يلتقي فيه النجوم بقدر ما هي جادة في أهدافها وتحمسها للمصممين العرب. وهذا ما تؤكده تانيا فارس، مؤسسة «فاشن تراست» التي بعد مسيرة طويلة في العمل مع مجلس الموضة البريطاني وغيره، تدعم مصمميها الشباب، رأت أن الوقت حان لتصوب أنظارها نحو المنطقة العربية. تقول: «انتبهت أننا لا نفتقر إلى المواهب، كل ما نفتقر إليه هو منصات وجهات تدعمها وتُخرج ما لديها من إمكانات ومهارات». وهكذا شكَّلت مع الشيخة المياسة ثنائياً ناجحاً، لا سيما أن وجهات النظر واحدة كذلك الأهداف.