عودة الابن المتمرد إلى حُضن الموضةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/4944081-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D9%8F%D8%B6%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9
أليساندرو ميكيلي المدير الإبداعي الجديد لدار «فالنتينو» (فالنتينو)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
عودة الابن المتمرد إلى حُضن الموضة
أليساندرو ميكيلي المدير الإبداعي الجديد لدار «فالنتينو» (فالنتينو)
في أقل من أسبوع خرج بييرباولو بيكيولي من دار «فالنتينو» ليدخلها أليساندرو ميكيلي. حركة أثارت الكثير من التساؤلات. رغم أن أليساندرو شكر رشيد محمد رشيد، رئيس شركة «مايهولا» شخصياً لاختياره، والثقة التي وضعها فيه، إلا أن هذا لا يمنع من التساؤل ما إذا كانت مجموعة «كيرينغ» المالكة لـ«غوتشي» و«سان لوران» و«بالنسياغا» وغيرها ساهمت في هذا الاختيار، كونه عمل معها لسنوات في دار «غوتشي» قبل أن يغادرها في عام 2022؟
صحيح أن «فالنتينو» لا تزال ملكاً لشركة «مايهولا» الاستثمارية القطرية المالكة لـ«بالمان» و«بال زيليري»، إلا أن «كيرينغ» اشترت في شهر يوليو (تموز) الماضي نسبة 30 في المائة منها، مع إمكانية أن تحصل عليها كاملة بحلول 2028، وهذا ما يجعل هذه التنقلات مثيرة في هذا التوقيت.
ما يعرفه متابعو الموضة وأسواق المال والأعمال أن مبيعات «غوتشي» التي حققت أرباحاً ضخمة للمجموعة الفرنسية في عهد أليساندرو ميكيلي، انخفضت بنحو 20 في المائة خلال الربع الأول من سنتها المالية الأخيرة رغم محاولات مصممها الجديد ساباتو دي سارنو خلق أسلوب راقٍ وجذاب بعيد كل البعد عن أسلوب «الماكسيماليزم» الذي اعتمده سلفه، وكان واحداً من أسباب نجاحه، وسقوطه.
ومع ذلك تراجعت مبيعات غوتشي بشكل كبير في الأسواق الآسيوية، وبما أن الدار تشكل نحو ثلثي الأرباح التي تحققها مجموعة «كيرينغ»، فإن الأمر ليس هيناً. الآن وبتعيين أليساندرو ميكيلي مديراً إبداعياً لدار «فالنتينو» بعد أن استحوذت «كيرينغ» على نسبة 30 في المائة منها، فإنها و«مايهولا» تطمحان أن يحقق فيها ما حققه لـ«غوتشي» في سنواته الأولى.
التحق ميكيلي بـ«غوتشي» أول مرة في عام 2002 قادماً إليها من «فندي». عمل مع فريدا جيانيني من 2011 إلى 2015، العام الذي تسلَّم فيه وظيفة المدير الإبداعي للدار. وهنا بدأ في كتابة فصل غني بالألوان الغنية والنقشات المتضاربة. كانت خلطة مثيرة وغريبة أعطت ثمارها سريعاً. ارتفعت المبيعات وأصبح مجرد اسم «غوتشي» مطلباً للشباب في كل أنحاء العالم. بعد سنوات ومع تكرر نفس الأسلوب، أصيب هذا الزبون بالتخمة وعزف عنها. أشيع حينها أنه طُلب منه التطوير والبحث عن أفكار جديدة، لكن ميكيلي تشبّث برؤيته الفنية، وفضل المغادرة على التنازل. في بيان نشره بعد إعلان خبر تعيينه كتب ميكيلي: «أشعر بسعادة عارمة ومسؤولية وأنا ألتحق بدار أزياء راقية ارتبط اسمها بالجمال، وأناقة فريدة». سيوجه أول تشكيلة له لربيع وصيف 2025. الكل يترقب الفصل الجديد بفضول وشوق.
قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
منذ 6 سنوات، اختارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من السنة لكي يكون مناسبة متجددة للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي مبادرة باتت عالمية، اسمها «فاشن تراست آرابيا»، هدفها اكتشاف المصممين الصاعدين ودعمهم مادياً ومعنوياً ولوجيستياً. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتفتح لهم منصات ومحال عالمية مثل «هارودز» أبوابها لتستعرض إبداعاتهم أمام زبائنها.
هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.
أما جائزة الإكسسوارات، فكانت من نصيب ريم حامد من مصر، وجائزة فرانكا سوزاني، وتقدر بـ50 ألف دولار، للموهبة الصاعدة سيلويا نزال وهي فلسطينية - أردنية، بينما حصلت بتول الرشدان من الأردن على جائزة Fashion Tech، وكل من زافي غارسيا وفرانكس دي كريستال على جائزة البلد الضيف: إسبانيا.
لم يفز أي مغربي في هذه الدورة، باستثناء المصمم شرف تاجر مؤسس علامة «كازابلانكا» الذي حصل على جائزة شرفية بوصفه رجل أعمال. لكن فازت مراكش بالجائزة الكبرى بلا منازع. كانت المضيف والضيف القوي في الوقت ذاته. حضورها كان طاغياً وجمالها آسراً تجلى في مبانيها وقدرات حرفييها على تحويل الأحجار إلى لوحات فنية سواء في زخارف الجدران أو جص الأسقف أو فسيفساء الأرضيات، فضلاً عن فخامة الأبواب. ليست مبالغة إن قلنا إنها، أي مراكش، سرقت الأضواء وألهبت وسائل التواصل الاجتماعي. كانت خير تغيير للدوحة، البلد الأم. فالفعالية التي شهدت الدوحة ولادتها منذ 6 سنوات واحتفلت فيها لحد الآن بكل نسخها السابقة، بما فيها اثنتان؛ الأولى افتراضية بسبب جائحة «كورونا» وما ترتب عليها من منع السفر، والأخرى أُلغيت بسبب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وما ترتب عليها من حالة نفسية لم تفتح النفس على الاحتفال. ومع ذلك فإن إلغاء السفر لم يحرم الفائزين من أخذ فرصهم. فقد تسلموا جوائزهم ونالوا نصيبهم من التدريب والتطوير بفضل التكنولوجيا.
هذا العام، ولأول مرة، تخرج الفعالية من مسقط رأسها. جاء اختيار مراكش، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024»، وهي مبادرة تقود التبادل الثقافي وتشجع الحوار القائم على الخبرات المشتركة في شتى الفنون. وبما أن «الموضة لغة فنية» كما قال النجم المصري أحمد حلمي، منشط الحفل لهذا العام، كان من الطبيعي أن تُفكر «فاشن تراست آرابيا» في المشاركة في هذه الفعالية بكل قوتها، وهكذا على مدى 3 أيام و3 ليالٍ، شهدت المدينة حركة ربما تعوّدت عليها منذ سنوات طويلة، إلا أنها اكتسبت جمالية أكبر هذه المرة نظراً لنوعية الضيوف. فقد نجحت «فاشن تراست آرابيا» في أن تجمع في نفس المكان والزمان نجوم السينما ووسائل التواصل الاجتماعي والعارضات العالميات بصناع الموضة، لتكتمل الخلطة.
فليس جديداً أن تجذب مراكش النجوم وصناع الموضة. تشدهم للاستقرار فيها أو لقضاء إجازاتهم أو إقامة مناسباتهم المهمة فيها، بدليل أن إيف سان لوران كان من عشاقها كذلك المصمم المخضرم روميو جيلي وغيره ممن استقروا فيها. الجديد أن «فاشن تراست آرابيا» كشفت لمَن سمعوا عنها ولم يُسعفهم الحظ بزيارتها من قبل خباياها وأسرارها الكامنة في معمارها الفريد وديكورات بيوتها العريقة وقصورها التاريخية وألوان صحاريها.
يوم توزيع الجوائز، كان قصر البديع واحداً من هذه الأماكن. فيه تم استقبال الضيوف وتسليم الجوائز. كل ركن فيه كان يعبق بالتاريخ والحرفية، من أبوابه الخشبية إلى مياهه وهيبة أسواره التي تحكي كل طوبة بُنيت بها قصة وإنجازات بطولية. كل هذه التفاصيل شكلت خلفية رائعة لم يستطع الحضور المتميز، بدءاً من كارلا بروني إلى إيشا أمباني، ابنة الملياردير موكيش أمباني، رئيس شركة ريليانس أو ماي ماسك، والدة إيلون ماسك وغيرهن، منافستها بريقاً.
حضور الأميرة المغربية لالة حسناء الحفل وتقديمها جائزة «فاشن تراست آرابيا» للفائزة في فئة أزياء السهرة، ياسمين منصور، كان له مفعول السحر، لأنه وبكل بساطة وضع المكان في إطاره التاريخي المهيب، باستحضاره جلسات الملوك والأمراء وهم يحتفلون بالنجاحات والإنجازات بعد كل انتصار. كان واضحاً أن علاقتها بالشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني قوية وفخرهما بكل ما هو عربي ومغربي واضح. اختارت الأميرة قفطاناً عصرياً طُرِّز بالأصالة الممزوجة بالمعاصرة. بفخامة هادئة أبدعتها أنامل «معلم» محترف، لم يحتج إلى أي تطريزات براقة ومبالغ فيها. الشيخة المياسة بدورها استعملت لغة دبلوماسية راقية؛ حيث ارتدت فستاناً بتفاصيل مبتكرة من تصميم المغربي محمد بن شلال، الذي فاز بجائزة «فاشن تراست آرابيا» عام 2021 عن فئة أزياء المساء والسهرة. منذ ذلك الحين، وهو ينتقل من نجاح إلى آخر إلى حد أن أميرات أوروبا وملكة هولندا، ماكسيما، يعتمدن تصاميمه في المناسبات الرسمية والخاصة.
إنجازاته بعد حصوله على الجائزة لا تترك أدنى شك بأن الفعالية ليست مجرد حفل كبير يلتقي فيه النجوم بقدر ما هي جادة في أهدافها وتحمسها للمصممين العرب. وهذا ما تؤكده تانيا فارس، مؤسسة «فاشن تراست» التي بعد مسيرة طويلة في العمل مع مجلس الموضة البريطاني وغيره، تدعم مصمميها الشباب، رأت أن الوقت حان لتصوب أنظارها نحو المنطقة العربية. تقول: «انتبهت أننا لا نفتقر إلى المواهب، كل ما نفتقر إليه هو منصات وجهات تدعمها وتُخرج ما لديها من إمكانات ومهارات». وهكذا شكَّلت مع الشيخة المياسة ثنائياً ناجحاً، لا سيما أن وجهات النظر واحدة كذلك الأهداف.