كوكو شانيل وكارل لاغرفيلد وفيرجيني فيارد، هم الشخصيات الرئيسية في معرض نظمته دار «شانيل» في مجمع الفنون بحي السركال بدبي مؤخراً بعنون «رحلة اكتشاف Allure». والمراد منه اكتشاف تلك الجاذبية التي تتمتع بها الدار ويصعب شرحها من دون لمس تصاميمها ومعاينتها عن قُرب.
الدعوة إلى المعرض خاصة جداً ولوقت قصير لا يتعدى 10 أيام، لأن الهدف منه ليس تجارياً بقدر ما هو فتح حوار مع ضيوفها لكي يلمسوا بأنفسهم سر الجاذبية التي تحظى بها الدار الفرنسية منذ تأسيسها على يد غابرييل شانيل في بداية القرن الماضي وصولاً إلى مصممتها الحالية فيرجيني فيارد. فالاستمرارية خيط ذهبي تعتمد عليه الدار للربط بين مصمميها الثلاثة وتماسك موروثاتها. كل مصمم وضع لمساته عليها، وكل واحد نجح، بطريقته، في ضخها بالسحر.
لم تُنظم الدار المعرض بالشكل التقليدي للمعارض، فهو هنا أقرب إلى عمل تركيبي تريد من ورائه خلق حوار حميم بينها وبين عشاقها، وكذلك إبراز حرفيتها وما تتضمنه من رموز تسكن بين طيات تشكيلتها لخريف 2023 وشتاء 2024 من الأزياء الجاهزة تحديداً. فالمصممة فيرجيني فيارد، كما يقول بافلوفسكي: «تُجسّد شانيل حالياً».
المتتبع لمسيرة هذه المصممة، يعرف أنها، ولثلاثة عقود، كانت اليد اليمنى للراحل كارل لاغرفيلد. فهمت أسلوبه واحترمت أفكاره، لكنها قدمت ترجمة خاصة لهذا الأسلوب، أكثر نعومة. يمكن القول إن أسلوبها هو مزيج بين أسلوبه الهندسي وأسلوب المؤسسة كوكو شانيل العصري. خلطة رأت الدار أنها تستحق معرضاً خاصاً تستكشف فيه مكامن سحرها وقوة رموزها، اللتين لم تستغن عنهما المصممة في أي تشكيلة من تشكيلاتها لحد الآن.
40 إطلالة كلها تلعب على هذه الرموز، بدءاً من اللونين الأسود والأبيض، والأسلوب المستوحى من خزانة الرجل، وجاكيت التويد والفستان الأسود الناعم، وفساتين الموسلين الناعمة أو المزينة بكشاكش، وغيرها من المفردات المهمة.
يستعرض المعرض أيضاً قطعاً أصلية من الأرشيف تعود إلى عهد المؤسسة غابرييل شانيل، وأخرى استلهمتها فيرجيني من صور قديمة، مثل فستان يعود إلى عام 1961 ظهرت به الممثلة ديلفين سيريغ في فيلم «العام السابق في مارينباد». هذا فضلاً عن مجموعة من الصور التقطتها عدسة إينيز وفينود للممثلة اليابانية نانا كوماتسو، سفيرة الدار.
رغم أن الهدف من المعرض ليس تجارياً، فإنه يجعلك تشعر بأنه نجح في إبراز جاذبية الدار عبر العقود، وبقدرات مصممته الحالية. ولأنها هادئة بطبعها ولا تميل إلى الأضواء مثل الراحل كارل لاغرفيلد مثلاً، فإن هذا المعرض الحميمي جاء بمثابة احتفال ببصمتها وبلمستها السحرية.