ساعات الغوص تزداد خفة وتعقيداً

عندما يلتقي جمال المظهر مع عُمق الجوهر

تتميز نسخة «يخت ماستر 42» الجديدة من «روليكس» بتقنية تتيح لها عرض التاريخ إلى جانب الساعات والدقائق والثواني (روليكس)
تتميز نسخة «يخت ماستر 42» الجديدة من «روليكس» بتقنية تتيح لها عرض التاريخ إلى جانب الساعات والدقائق والثواني (روليكس)
TT

ساعات الغوص تزداد خفة وتعقيداً

تتميز نسخة «يخت ماستر 42» الجديدة من «روليكس» بتقنية تتيح لها عرض التاريخ إلى جانب الساعات والدقائق والثواني (روليكس)
تتميز نسخة «يخت ماستر 42» الجديدة من «روليكس» بتقنية تتيح لها عرض التاريخ إلى جانب الساعات والدقائق والثواني (روليكس)

مع حلول فصل الصيف تتوق النفس إلى العوم في مياه البحار اللازوردية، أو الغوص بين الشعاب المرجانية. يبدأ حزم حقائب السفر وكل ما تحتاجه إجازة ممتعة من أزياء أنيقة وإكسسوارات عملية. بالنسبة للعديد من الناس فإن ساعات يد خفيفة الوزن ومقاومة للماء تكون على رأس القائمة. الخيارات حالياً متنوعة وكثيرة، من ساعات «روليكس» و«بانيراي» إلى «برايتلينغ» و«بلانبان». حتى «مون بلان»، التي تخصصت في ساعات تسلق الجبال وأقسى الأعالي طرحت في عام 2022 ساعة غوص من الطراز العالي هي ساعة «مون بلان 1858 آيسد سي أوتوماتيك ديت». لا تزال جاذبيتها فعالة لحد الآن. فعندما تكون الساعة فخمة واستغرقت سنوات لتصميمها وتنفيذها، فإنها تبقى مع صاحبها سنوات طويلة، إن لم نقل العُمر كله.

في عام 2023، وحسب ما أكده معرض جنيف للساعات الفاخرة، المعروف باسم «ساعات وعجائب»، فإن معظم شركات الساعات الكبيرة تسابقت للغوص في المحيطات والبحار، مُركزة على التصاميم الأنيقة والتقنيات ذات التعقيدات والوظائف العميقة. الخبراء المعنيون بالغوص يُحدَدون هذه الساعات بمدى التزامها بمعيار «ISO 6425:2018 Horology – Divers». أي ما إذا خضعت لاختبارات بنسبة 125 في المائة من العمق المذكور، وتمنح صاحبها إضاءة واضحة في الظلام حتى مسافة 25 سم بعد قضاء 180 دقيقة. وقد أصبح هذا النموذج المعياري لساعات الغوص هو المعترف به منذ عام 1982.

قبل ذلك العام يستغرب البعض كيف كان الغواصون يقومون بمهامهم. هذا السؤال طرح نفسه أكثر هذا العام لعدة أسباب ليس أقلها أن شركة «بانيراي» أعادت إطلاق مجموعتها الكاملة «راديومير»، المستوحاة من الساعات التي ارتداها الكوماندوز الإيطاليون تحت الماء خلال الحرب العالمية الثانية. وإشادة بشغف بانيراي بالبحر، استحوذت «أوفيتشيني بانيراي» عام 2009 على سفينة Eilean، وهي سفينة كيتش شراعية من طراز برمودا، يعود تصنيعها إلى عام 1936، في الفترة عينها التي أبصرت فيها ساعة «راديومير» النور أول مرة.

مقاومة الماء: 10 وحدات ضغط جوّي (حوالى 100 متر) وآليات حركة تتميّز بالوضوح وبإمكانية قراءتها على الفور

بين أشرعة هذه السفينة التي رممتها الدار في 2009، كشفت عن جديدها من ساعات «راديومير»، وتحديداً النموذج الذي أطلقته أول مرة في عام 1935، باعتبارها ساعة غطس عسكريّة. تحمل هذه الساعة اسم المادّة المضيئة المسجّلة ببراءة اختراع ابتكرها الحفيد غويدو بانيراي، ويبلغ قطرها 47 مم. بفضل حجمها الكبير وشكلها الوسادي، فضلاً عن جانبيها المصمّمين لحماية القرص، اتّسمت هذه الساعة بمتانة عالية، أمّا بنيتها المكوّنة من ثلاثة أجزاء، وظهرها المثبّت بواسطة براغٍ، وتاج التعبئة اللولبي، فهي عوامل ضمنت مقاومتها القصوى للماء.

كذلك تواصل شركة «تيودور» البحث عن شكل جديد لنموذجها المستوحى من الموديل القديم «بلاك باي»، الذي يعود تاريخه إلى 1954.

شركة «روليكس» من بين من سلّطوا الضوء على الأنشطة البحرية، بعودتها إلى ساعة «أويستر بربتشوال ديب سي تشالنج»، التي طرحتها في العام الماضي، وهي ساعة غوص مثالية، بمقاومة تتعدى الـ11 كيلومتراً تحت سطح البحر تقريباً ـ غني عن القول إنه عمق لم يتمكن سوى القليلين من بلوغه، وربما لا يزيد عددهم عن أولئك الذين نجحوا في الوصول للقمر.

وبالنظر إلى أن هذا العُمق من المستحيلات حتى بالنسبة للغواصين المحترفين، فإن السؤال هو ما إذا كانت، من الناحية الفلسفية والمفاهيمية ساعة غوص أم أنها استعراض لمهارات الدار فقط. أول ما يشد انتباهك إليها صلابتها وجمال تصميمها. تضعها على المعصم فتكتشف كم هي عملية وليست ثقيلة للدرجة التي تجعلها تتعارض مع الأنشطة البحرية كيفما كان نوعها. فهي مصنوعة من التيتانيوم، أو بشكل أكثر دقة من الـ«آر إل إكس تيتانيوم»، الذي يُستخدم فيها لأول مرة.

الإصدار الجديد من ساعة «يخت ماستر 42» الجديدة مزودة بسوار أويستر الذي يوحي بالقوة (ساعات وعجائب)

ساعة «يخت ماستر 42» الجديدة هي الأخرى مصنوعة من «آر إل إكس تيتانيوم» ومناسبة للغوص حتى عُمق 100 متر، وهو عُمق كافٍ لأي غواص عادي، كما تفي بكل متطلبات عشاق سباق المراكب الشراعية. وكانت الشركة قد طرحت إصداراً استثنائياً من ساعة أويستر بربتشوال يخت ماستر 42. وكانت هذه الساعة البحرية قد طرحت للمرة الأولى من سبيكة تيتانيوم RLX ذات المقاومة العالية والخفيفة في الوقت نفسه، وزّودت بسوار أويستر. أما النسخ الجديدة فتتميز بلمسة ساتانية تبدو خشنة نتيجة تقنية تجعل السطح يبدو كذلك. من الناحية التقنية تتميز نسخة «يخت ماستر 42» الجديدة بتقنية تتيح لها عرض التاريخ إلى جانب الساعات والدقائق والثواني.

من الجدير بالذكر، أن الخمسينات من القرن الماضي كان العقد الذي ظهرت فيه ساعات الغوص (على عكس الساعات المقاومة للماء فقط) بالشكل الذي نعرفه اليوم. ويصادف هذا العام الذكرى السبعين لإطلاق ساعتي «سابمارينر» من «رولكس»، التي خضعت لتجديد شامل عام 2020، و«فيفتي فاثومز» من «بلانبان»، وقد ظهرت كلتا الساعتين لأول مرة في الوقت نفسه، الذي انطلقت فيه رياضة الغوص تقريباً. ومما يُذكر أن كلاً من مدير التسويق في «رولكس» آنذاك رينيه بول جانيريه والرئيس التنفيذي لشركة «بلانبان» جان جاك فيشر كانا من عشاق رياضة الغوص ومن أوائل من استخدموا أجهزة التنفس، التي يستخدمها الغواصون تحت الماء.

وكان مارك هايك، الرئيس التنفيذي لشركة «بلانبان» في القرن الحادي والعشرين، أيضاً غواصاً متحمساً لهذه الرياضة بشكل كبير، وهو يرى أن الذكرى السبعين لساعة «فيفتي فاثومز» ولادة جديدة.

وقد شهدت بداية هذا العام إطلاق الإصدار الكلاسيكي من «فيفتي فاثومز»، وجرى الآن إصدار ساعة «فيفتي فاثومز تيك غومبيسا»، التي تتميز بمقياس مبتكر مدته ثلاث ساعات على إطارها بجانب عقرب رابع يكمل دائرة واحدة في ثلاث ساعات لاستيعاب أوقات الغوص الأطول، وهو تطور ذكي يعيد ربط ساعة الغوص ببداياتها، مع العمل على ضمان ألا ينفد الهواء لدى الغواص، ومن أن يتمكن من ضبط وقت وقفات تخفيف الضغط.

ساعة «مون بلان 1858 آيسد سي أوتوماتيك ديت» هي ساعة غوص معتمدة خضعت لكل اختبارات التأكد من مقاومة الصدمات المغناطيسية ودرجة الحرارة ومقاومة للماء (مون بلان)

في العام الماضي، أتحفت «مون بلان» محبيها بساعة غوص استلهمتها من البحيرات الجليدية على سفوح الجبل الأبيض «مون بلان». لكي يجسدوا منظر النسيج الجليدي والسفوح المتشابكة من البلورات التي تجمّدت وتشكّلت عبر آلاف السنين، كان على فريق التصميم أن يقوموا بجُهد جبار، خصوصاً وأن قرص الساعة تبلغ سماكته 0.5 ملم فقط، مما يجعل إنشاء تلك الصورة الخيالية لعمق النهر الجليدي صعبة للغاية.

بعد عدة تجارب وجدت الدار حلاً يتمثل في تقنية قديمة شبه منسية تسمى gratté boisé تم استعمالها كقاعدة أساسية. من ناحية التعقيدات، فإن ساعة «مون بلان 1858 آيسد سي أوتوماتيك ديت» هي أكثر من مجرد ساعة رياضية، فهي أداة توقيت غوص معتمدة خضعت لكل الاختبارات اللازمة للتأكد من مقاومة الصدمات المغناطيسية ودرجة الحرارة وطبعاً مقاومة للماء (30 وحدة ضغط جوي). لتوفير رؤية واضحة، حرصت على دمج مادة سوبر - لومينوفا باللون الأبيض على العقارب والمؤشرات، والنقطة عند مؤشر الساعة 12، التي تتوهج جميعها في ظل مضيء في الإضاءة الخافتة، وبما يتماشى مع المظهر الجليدي.

سوبر أوشن هيريتاج من «برايتلينغ» رياضية تناسب أجواء البحر واليخوت

شركة «برايتلينغ» هي الأخرى احتفلت هذا العام بإصدارها سوبر أوشن هيريتاج، وهي ساعة رياضية تناسب أجواء البحر. تأتي بعقارب مثلثة الشكل وقُرص أحادي الاتجاه مع حلقة من السيراميك المصقول. تتوفر ساعة سوبر أوشن هيريتاج كرونوغراف 44 في عدد من المواد، بما في ذلك الفولاذ المقاوم للصدأ والذهب الأحمر عيار 18 قيراطاً، بالإضافة إلى ميناء متوفر بمجموعة واسعة من الألوان. يمكن الاختيار بين سوار شبكي مطابق أو سوار مطاطي «بأسلوب شبكي» مزوّد بمغلاق قابل للطي، وتعمل الساعة بحركة بريتلينغ كاليبر 13، وهو عبارة عن كرونومتر حاصل على شهادة المعهد السويسري الرسمي لاختبار كرونومتر الساعات (COSC).


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
TT

كيف ألهمت أنابيب نقل الغاز «بولغري»؟

ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)
ناعومي كامبل في أكثر من عقد من المجموعة (بولغري)

في منتصف القرن الماضي، كان فن الـ«آرت ديكو» والقطع المصنعة من البلاتين تُهيمن على مشهد المجوهرات الفاخرة. في خضم هذه الموجة التي اكتسحت الساحة، ظلت دار «بولغري» وفيّة لأسلوبها المتميز بالجرأة، واستعمال الذهب الأصفر والأحجار الكريمة المتوهجة بالألوان.

رغم أن عقداً واحداً يكفي فإن استعمال أكثر لا يؤثر بقدر ما يزيد من الفخامة (بولغري)

في هذه الفترة أيضاً ابتكرت تقنية خاصة بها، أصبحت تعرف بـ«توبوغاس»، وتستمد اسمها من الأنابيب التي كانت تستخدم لنقل الغاز المضغوط في عشرينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة أيضاً بدأ انتشار التصميم الصناعي في أوروبا، ليشمل الأزياء والديكور والمجوهرات والفنون المعمارية وغيرها.

ظهر هذا التصميم أول مرة في سوار ساعة «سيربنتي» الأيقونية (بولغري)

في عام 1948، وُلدت أساور بتصميم انسيابي يتشابك دون استخدام اللحام، تجسَّد في سوار أول ساعة من مجموعتها الأيقونية «سيربنتي». أدى نجاحها إلى توسعها لمجموعات أخرى، مثل «مونيتي» و«بارينتيسي» و«بولغري بولغري».

في مجموعتها الجديدة تلوّنت الأشكال الانسيابية المتموجة والأجسام المتحركة بدرجات دافئة من البرتقالي، جسَّدها المصور والمخرج جوليان فالون في فيلم سلط الضوء على انسيابية شبكات الذهب الأصفر ومرونتها، واستعان فيه براقصين محترفين عبّروا عن سلاستها وانسيابيتها بحركات تعكس اللفات اللولبية اللامتناهية لـ«توبوغاس».

بيد أن هذه التقنية لم تصبح كياناً مهماً لدى «بولغري» حتى السبعينات. فترة أخذت فيها هذه التقنية أشكالاً متعددة، ظهرت أيضاً في منتجات من الذهب الأصفر تُعبر عن الحرفية والفنية الإيطالية.

ظهرت تقنية «توبوغاس» في مجوهرات شملت أساور وساعات وعقوداً (بولغري)

لكن لم يكن هذا كافياً لتدخل المنافسة الفنية التي كانت على أشدّها في تلك الحقبة. استعملتها أيضاً في مجوهرات أخرى مثل «بارينتيسي»، الرمز الهندسي المستوحى من الأرصفة الرومانية. رصَّعتها بالأحجار الكريمة والألماس، وهو ما ظهر في عقد استخدمت فيه «التنزانيت» و«الروبيت» و«التورمالين الأخضر» مُحاطة بإطار من الأحجار الكريمة الصلبة بأشكال هندسية.

بعدها ظهرت هذه التقنية في ساعة «بولغري توبوغاس»، تتميز بسوار توبوغاس الأنبوبي المرن، ونقش الشعار المزدوج على علبة الساعة المصنوعة من الذهب الأصفر والمستوحى من النقوش الدائرية على النقود الرومانية القديمة. تمازُج الذهب الأصفر والأبيض والوردي، أضفى بريقه على الميناء المطلي باللكر الأسود ومؤشرات الساعة المصنوعة من الألماس.

من تقنية حصرية إلى أيقونة

تزينت بمجوهرات الدار نجمات عالميات فكل ما تقدمه يُعدّ من الأيقونات اللافتة (بولغري)

«بولغري» كشفت عن مجموعتها الجديدة ضمن مشروع «استوديو بولغري»، المنصة متعددة الأغراض التي تستضيف فيها مبدعين معاصرين لتقديم تصوراتهم لأيقوناتها، مثل «بي زيرو1» و«بولغري بولغري» و«بولغري توبوغاس». انطلق هذا المشروع لأول مرة في سيول في مارس (آذار) الماضي، ثم انتقل حديثاً إلى نيويورك؛ حيث تستكشف الرحلة الإرث الإبداعي الذي جسدته هذه المجموعة من خلال سلسلة من أعمال التعاون من وجهات نظر فنية متنوعة.

قوة هذه التقنية تكمن في تحويل المعدن النفيس إلى أسلاك لينة (بولغري)

بين الحداثة والتراث

قدّم الفنان متعدد المواهب، أنتوني توديسكو، الذي انضم إلى المنصة منذ محطتها الأولى ترجمته للأناقة الكلاسيكية بأسلوب امتزج فيه السريالي بالفن الرقمي، الأمر الذي خلق رؤية سردية بصرية تجسد التفاعل بين الحداثة والتراث. منح الخطوط المنسابة بُعداً ميتافيزيقياً، عززته التقنيات التي تتميز بها المجموعة وتحول فيه المعدن النفيس إلى أسلاك لينة.

تطورت هذه التقنية لتشمل قطعاً كثيرة من مجموعات أخرى (بولغري)

ساعده على إبراز فنيته وجمالية التصاميم، الفنان والمصمم الضوئي كريستوفر بودر، الذي حوَّل الحركة اللامتناهية وتدفق اللوالب الذهبية في «بولغري توبوغاس» إلى تجربة بصرية أطلق عليها تسمية «ذا ويف» أو الموجة، وهي عبارة عن منحوتة ضوئية حركية تتألف من 252 ضوءاً يتحرك على شكل أمواج لا نهاية لها، تتكسر وتتراجع في رقصة مستمرة للضوء والظل، لكنها كلها تصبُّ في نتيجة واحدة، وهي تلك المرونة والجمالية الانسيابية التي تتمتع بها المجموعة، وتعكس الثقافة الرومانية التي تشرَّبتها عبر السنين.