قائمة «كوندي ناست ترافيلر» لأفضل الفنادق والمطاعم والسفن السياحية في الشرق الأوسط لعام 2025

السعودية تترك بصمتها على الساحة العالمية

بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)
بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)
TT

قائمة «كوندي ناست ترافيلر» لأفضل الفنادق والمطاعم والسفن السياحية في الشرق الأوسط لعام 2025

بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)
بركة سباحة جميلة في دار طنطورة (الشرق الأوسط)

كشفت «كوندي ناست ترافيلر» عن قائمتها السنوية التاسعة والعشرين المرتقبة، التي تحتفي بأفضل الفنادق والمنتجعات والمطاعم والسفن السياحية الجديدة حول العالم.

يُبرز هذا الدليل الشامل، الذي جمعته الإصدارات العالمية الثمانية لمجلة «كوندي ناست ترافيلر»، بما في ذلك إصدار الشرق الأوسط، أبرز افتتاحات قطاع الضيافة خلال العام الماضي، مُقدماً للقراء مجموعة مُلهمة من الأماكن التي تُشكل مستقبل السفر.

فندق دار طنطورة ذا هاوس (الشرق الأوسط)

وتُعزز قائمة هذا العام مكانة الشرق الأوسط بوصفها قوة سياحية عالمية؛ حيث تضم العديد من الوجهات الإقليمية المتميزة في المنطقة العربية.

من بين أبرز معالم الشرق الأوسط المدرجة في قائمة الأفضل لعام 2025 (2025 هوت ليست):

نجوما في السعودية (الشرق الأوسط)

فندق دار طنطورة ذا هاوس، العلا، المملكة العربية السعودية - مشروع ترميم آسر على ضوء الشموع بقيادة المهندسة المعمارية المصرية شهيرة فهمي، يُعيد الحياة إلى واحة العلا العريقة.

نجوما، محمية ريتز كارلتون، جزر أمهات، المملكة العربية السعودية - ملاذ منعزل مُضاء بالنجوم على البحر الأحمر، يمزج بين الطبيعة البكر والحياة الفاخرة.

ديلانو في دبي (الشرق الأوسط)

ديلانو دبي، جزيرة بلوواترز، الإمارات العربية المتحدة - إعادة تصور جريئة وعصرية لمشهد الضيافة في دبي.

رويال منصور الدار البيضاء، المغرب - معلم جديد مبهر يمزج بين سحر فن الآرت ديكو والتراث المغربي.

فندق رويال منصور في المغرب (تصوير: سيريل روبن)

بالإضافة إلى إنجازاتها الفندقية، تفخر المنطقة بالابتكار في مجال الطهي؛ حيث حاز مطعم سفرة مريم، المطعم الفلسطيني في دبي، مكانة مرموقة بين أفضل المطاعم الجديدة في العالم.

وانضمت السفينة السياحية المصرية أماليليا، وهي سفينة سياحية نيلية فاخرة تديرها شركة «أما ووتروايز»، إلى القائمة المرموقة لأفضل السفن السياحية الجديدة.

وصرحت سيلينا دينمان، رئيسة المحتوى التحريري لـ«كوندي ناست ترافيلر الشرق الأوسط»: «يواصل الشرق الأوسط إعادة تعريف مستقبل السفر من خلال مزيج من الضيافة الاستثنائية والثقافة والابتكار. ومن المثير للغاية أن نرى وجهات إقليمية لا يتم تمثيلها فحسب، بل يتم الاحتفاء بها عالمياً من خلال شبكة (كوندي ناست ترافيلر) العالمية التابعة لمجموعة (كوندي ناست) الإعلامية العالمية. ومع ترحيب منطقتنا بمزيد من الفنادق والمطاعم والتجارب العالمية، نتطلع إلى سرد هذه القصص بالتفاصيل الدقيقة والشغف والأصالة التي تستحقها».

لطالما كانت قائمة «كوندي ناست ترافيلر» المميزة مرجعاً موثوقاً به للمسافرين المميزين، ويضع اختيار هذا العام معياراً جديداً لما هو ممكن في مجال السفر العالمي والإقليمي. من ملاذات صحراوية رومانسية، ومنتجعات البحر الأحمر الرائدة، إلى أساطير حضرية مُعاد ابتكارها وتجارب طهي حميمة، تُلهم أحدث الوجهات في الشرق الأوسط شغف السفر والاستكشاف على حد سواء.


مقالات ذات صلة

«بورتوبيلو»... حيث تتقاطع الأزمنة وتنبض الذاكرة

سفر وسياحة الأكشاك تنتشر على خلفية من بيوت بألوان الباستيل (الشرق الأوسط)

«بورتوبيلو»... حيث تتقاطع الأزمنة وتنبض الذاكرة

هل سبق لك أن شممت عبق الماضي يتسلَّل بين زوايا شارع يعج بالحياة؟

ريجينا يوسف (لندن)
سفر وسياحة صخرة الروشة في بيروت (إنستغرام)

مؤثرون خليجيون وعرب يروجون للسياحة في بلد الأرز

تفيض مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، بفيديوهات مصورة تروّج للسياحة في لبنان. أما أصحابها فهم مؤثرون وبلوغرز عرباً.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات رجل يقطع اللحم من سيخ الشاورما (رويترز)

من بينها الشاورما والفلافل... إليكم أفضل الساندويتشات حول العالم

هل هناك طعام أكثر تواضعاً من الساندويتش؟ نادراً ما توجد دولة في العالم لا تلجأ إلى هذا النوع من الطعام؛ إما لسهولة أكله أو لطعمه اللذيذ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة مجموعات من لبنان وخارجه تقصد قصرنبا للمشاركة بقطاف الورد ( إنستغرام)

قصرنبا اللبنانية... بلدة بقاعية تعبق برائحة الورود

تشتهر بلدة قصرنبا البقاعية بمروج الزهور التي تغطي مساحات كبيرة من أراضيها. فأهل هذه القرية ينشغلون في فصل الربيع بقطاف الورد.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة رحلات مائية في أورلاندو (نيويورك تايمز)

كيف تُمضي أجمل 36 ساعة في أورلاندو بفلوريدا؟

تعني الرحلة إلى وسط فلوريدا لمعظم الزائرين، زيارة أحد المتنزهات الترفيهية، بما في ذلك «والت ديزني وورلد»، و«يونيفرسال ستوديوز فلوريدا»

إيلين داسبين (فلوريدا)

«بورتوبيلو»... حيث تتقاطع الأزمنة وتنبض الذاكرة

الأكشاك تنتشر على خلفية من بيوت بألوان الباستيل (الشرق الأوسط)
الأكشاك تنتشر على خلفية من بيوت بألوان الباستيل (الشرق الأوسط)
TT

«بورتوبيلو»... حيث تتقاطع الأزمنة وتنبض الذاكرة

الأكشاك تنتشر على خلفية من بيوت بألوان الباستيل (الشرق الأوسط)
الأكشاك تنتشر على خلفية من بيوت بألوان الباستيل (الشرق الأوسط)

هل سبق لك أن شممت عبق الماضي يتسلَّل بين زوايا شارع يعج بالحياة؟

في صباح أحد أيام السبت، قادني هذا السؤال إلى «سوق بورتوبيلو» في حي نوتينغ هيل بلندن، حيث يلتقي عبق الزمن العتيق مع ألوان الحياة الزاهية. لم أكن أعلم ما ينتظرني، لكن حدسي دفعني إلى عالم تتعانق فيه الذكريات مع الحاضر، ويتحول فيه كل ركن إلى صفحة من كتاب حي يروي قصصاً تتجاوز حدود الزمن.

وما إنْ وطئت قدماي الشارع حتى غمرني عبق الزمن، وصدحت أصوات الحكايات المختبئة بين زوايا السوق، حيث يلتقي القديم مع الجديد في سيمفونية من الدهشة والجمال، محفورة في الذاكرة.

السوق وجهة أساسية لهواة المقتنيات القديمة (الشرق الأوسط)

سوق التحف الأوسع في العالم

يُقال إن لكل سوق قصتها، وقصة سوق «بورتوبيلو» تعود إلى قرون مضت. تُعدّ إحدى أشهر الأسواق المفتوحة في أوروبا، إن لم تكن في العالم. ورغم وجود أسواق أقدم مثل «لا بوكويريا» في برشلونة (1217)، و«سوق بولونيا» في إيطاليا من القرن الـ12، فإن «بورتوبيلو» تميَّزت بتحولها الديناميكي من سوق خضار وفواكه في منتصف القرن الـ19 إلى أكبر سوق تحف في العالم.

ومع مرور الوقت، شهدت السوق انطلاقتها الفعلية بعد شق طريق بورتوبيلو عام 1850، وازدهرت تدريجياً مع افتتاح محطة لادبروك غروف عام 1864، مما سهّل الوصول إليها بشكل كبير. وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت وجهة أساسية لهواة المقتنيات القديمة، مع تصاعد ثقافة إعادة التدوير وشغف الناس بكل ما يحمل طابعاً تاريخياً. واليوم، تحولت إلى وجهة ثقافية تجذب أكثر من مائة ألف زائر أسبوعياً، معظمهم يأتون خصيصاً لاقتناء قطع نادرة مثل ساعة جيب فيكتوريّة، أو آلة تصوير عتيقة، أو مجلد خرائط من زمن الإمبراطورية البريطانية.

في السوق أزياء «فينتج» (الشرق الأوسط)

يوم السبت... مهرجان شعبي بألوان عالمية

وفي قلب كل هذا النشاط، يحتل يوم السبت مكانة خاصة. رغم أن السوق تعمل جزئياً على مدار الأسبوع، فإن السبت هو يومها الذهبي.

يقول أحد البائعين المحليين: «هذا النهار هنا يشبه المهرجان، ترى الناس من كل أنحاء العالم يبحثون عن قطعة تروي لهم قصة، هذا هو جمال السوق».

يتحول شارع بورتوبيلو إلى ممر طويل يعجّ بالبشر، يتزاحمون بين مئات الأكشاك التي تعرض كل ما يمكن تخيّله: التحف، والمجوهرات، والأزياء «فينتج»، والكتب القديمة، والأسطوانات الموسيقية، وأدوات المطبخ، وحتى ألعاب طفولة من القرن الماضي.

مع تنقلك بين العارضين، تتنوع الحواس. يطالعك وجه مغنٍّ يعزف على ناصية، وآخر يرقص بجوار عربته الصغيرة، وتتصاعد رائحة الفطائر الإنجليزية، والأطباق العالمية، والقهوة الطازجة لتكمل المشهد.

وعلى الطرف الآخر، تنبعث رائحة دافئة مألوفة: مناقيش الزعتر اللبناني تُخبز على صاج حديدي يشبه ذاك الذي يُستخدم في قرى لبنان. تُقدّمها صاحبة الكشك بابتسامة، فيعيدك الطعم، والبخار المتصاعد من الزعتر والخبز الطازج، إلى صباحات الطفولة، حين كانت البساطة تنطق بالفرح.

رائحة مناقيش الزعتر اللبناني تُخبز على صاج حديدي (الشرق الأوسط)

تنوع ثقافي وفني يسحر العين

لا بد من الإشارة إلى المشهد البصري الذي يسحر العين. فالأكشاك تنتشر على خلفية من بيوت بألوان هادئة، كالأزرق السماوي والوردي والأصفر الفاتح، في حين يعبّر الزبائن عن تنوّع لندن الحقيقي: سيّاح من آسيا، وعشّاق فن من أوروبا، ومحليّون يبحثون عن صفقة العمر في صندوق خشبي متهالك.

وللفن حضور بارز وسط هذا المشهد. رسامون يعرضون لوحاتهم، ومصوّرون يوثّقون اللحظة، وصنّاع مجوهرات يعرضون تصاميمهم اليدوية بلمسة شخصية نادرة في زمن الإنتاج الكبير.

تقول فنانة محلية: «أحب أن أعرض أعمالي هنا لأن السوق تنبض بالحياة، وأجد في الزوار من يتذوق الفن كما يجب».

صانعة مجوهرات تعرض تصاميمها اليدوية (الشرق الأوسط)

السوق في السينما والأدب

ولا تكتمل صورة السوق من دون الإشارة إلى حضورها في السينما والأدب. ففي فيلم «Notting Hill» الشهير، كانت السوق الخلفية الرومانسية للقصة التي جمعت جوليا روبرتس وهيو غرانت.

لكن الحضور الثقافي يعود إلى ما قبل ذلك بكثير، فقد ذُكرت السوق في أعمال أدبية بريطانية منذ خمسينات القرن الـ20، وظهرت في تقارير صحافية عديدة بوصفها مثالاً حيّاً على تحوّلات لندن الطبقية والثقافية، لا سيما بعد «مهرجان نوتينغ هيل» السنوي الذي انطلق عام 1966 كردّ فعل على التوترات العِرقية في الحي.

ركن لكتب مرَّت بين آلاف الأيدي (الشرق الأوسط)

تجربة لا تُشترى... لكنها تُعاش

عندما تخطو داخل سوق بورتوبيلو، تُدرك أن الأمر أكبر من مجرد تسوُّق. أن تمشي في السوق هو أن تمشي عبر الزمن.

بين التحف المرهقة بالذكريات، والملابس التي تحكي فصول الموضة، والكتب التي مرّت بين آلاف الأيدي... تشعر بأن المكان ليس مجرد سوق، بل أرشيف حيّ لذاكرة لندن بكل تقاطعاتها الاجتماعية والتاريخية، وبنبضها الذي لا يهدأ.

أما بالنسبة لي، فكانت اللحظة الأجمل حين توقّفتُ عند طاولة خشبية قديمة يعرض صاحبها عملات من كلّ أصقاع العالم.

حيث صوّر فيلم «Notting Hill» عام 1999 (الشرق الأوسط)

تنقلت عيناي بين جنيهات إنجليزية، ودراهم خليجية، ودولارات أميركية باهتة اللون... إلى أن لفتني شيء مألوف.

كانت هناك، بين تلك العملات، ليرة لبنانية ورقية تعود لعام 1973، بلونها البنيّ المُعتّق، وتحمل صورة قلعة بعلبك، تماماً كما أتذكّرها في طفولتي.

لحظتُها، أحسست بأن السوق، بكل ضجيجها وتنوّعها، صمتت للحظة، كأن الذاكرة استعادت نفسها في ورقةٍ صغيرة تقاطعت مساراتها مع غربتي صدفةً... لكن بعمق لا يُشترى.

قطع نادرة مثل آلة تصوير عتيقة (الشرق الأوسط)

قبل أن تذهب...

إذا كنت تُخطط لزيارة «سوق بورتوبيلو»، فاجعل يوم السبت خيارك الأول، إذ تبلغ السوق في هذا اليوم أوج نشاطها وحيويّتها. يُفضّل الوصول قبل الساعة العاشرة صباحاً لتفادي الزحام والاستمتاع بالتجربة في هدوء نسبي. أقرب محطات المترو هي «Notting Hill Gate» و«Ladbroke Grove»، وتقع كلتاهما على بُعد خطوات من قلب السوق. ولا تنسَ ارتداء حذاء مريح، فالمشي هنا رحلة طويلة.