يسافر أفراد «الجيل Z» أكثر من جيل طفرة المواليد رغم ادعائهم المتكرر أن البيئة تشكل أولوية قصوىhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9/5113239-%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%81%D8%B1-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%84-z-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%B7%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%A7%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A6%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%83%D8%B1%D8%B1
يسافر أفراد «الجيل Z» أكثر من جيل طفرة المواليد رغم ادعائهم المتكرر أن البيئة تشكل أولوية قصوى
الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً ينظرون إلى الأسعار المرتفعة باعتبارها أكبر عقبة أمام السفر (أدوبي)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
20
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
يسافر أفراد «الجيل Z» أكثر من جيل طفرة المواليد رغم ادعائهم المتكرر أن البيئة تشكل أولوية قصوى
الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً ينظرون إلى الأسعار المرتفعة باعتبارها أكبر عقبة أمام السفر (أدوبي)
كشف استطلاع للرأي أجرته هيئة الطيران المدني في بريطانيا أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، والذين يشملون أفراد «الجيل Z» (المولودين بين عامي 1997 و2012)، والألفية الذين هم أصغر سناً (المولودين بين عامي 1981 و1996)، ينظرون بشكل كبير إلى الأسعار المرتفعة باعتبارها أكبر عقبة أمام السفر بدلاً من المخاوف بشأن الكوكب.
ووفقاً لصحيفة «تلغراف» البريطانية، فإنه من بين الأشخاص الذين لم يسافروا بالطائرة مؤخراً، ذكر 38 في المائة منهم أن السبب هو تكاليف السفر المرتفعة، في حين ذكر 7 في المائة فقط الاعتبارات البيئية، وهو عدد أقل من الذين ذكروا الخوف من الطيران. ويتناقض هذا بشكل حاد مع استطلاعات أخرى تشير إلى أن «الجيل Z» يعتبر تغير المناخ التحدي الأكبر في حياتهم. فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها شركة «ديلويت» العام الماضي أن 46 في المائة من «الجيل Z» كانوا على استعداد لتغيير وظائفهم بسبب المخاوف المناخية، في حين زعم 25 في المائة أنهم توقفوا أو قلصوا علاقاتهم مع الشركات بسبب الممارسات غير المستدامة. وقالت الهيئة التي تنظم الطيران في المملكة المتحدة: «غالباً يكون أصغر العملاء سناً أكثر وعياً بالبيئة من أكبر الأجيال سناً». ومع ذلك، تشير نتائج هذا العام إلى أن القلق بشأن البيئة موزع بالتساوي إلى حد ما.
وتشير الدراسة التي أُجريت على 3500 شخص إلى أن أقل من ثلاثة من كل 20 مسافراً يدفعون ثمناً للتعويض عن الأثر البيئي لرحلتهم، ونصفهم فقط يفعلون ذلك طواعية. وفي الوقت نفسه، أظهر الشباب المزيد من الثقة في قدرة قطاع الطيران على تحسين أدائه؛ إذ أبدى ما يقرب من 60 في المائة منهم ثقتهم في التزام الصناعة بمعالجة المخاوف البيئية، مقارنة بأقل من نصف جيل الطفرة (المولودين بين 1946 و1964) الذين سئموا من العالم.
وقالت الهيئة إن نسبة صغيرة فقط من المشاركين استجابت لسؤال حول كيفية الحد من التأثير البيئي للطيران من خلال الإشارة إلى أنه غير مستدام بشكل أساسي. وأظهرت نتائج أخرى أنه على الرغم من تدهور سجل التأخير، فإن السفر الجوي يتمتع بمستوى رضا أعلى من النقل العام؛ إذ قالت الأغلبية إنهم سعداء بتجربتهم على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، مقارنة برحلات القطارات والحافلات.
كيف توثق ذكريات رحلتك عن طريق حاسة الشم؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D8%B3%D9%81%D8%B1-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D8%A9/5123725-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D9%88%D8%AB%D9%82-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%AA%D9%83-%D8%B9%D9%86-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%9F
من الأماكن السياحية المرتبطة بالرائحة في اليابان (غيتي)
علاقة السفر بالرائحة الجميلة عميقة ومليئة بالمشاعر والذكريات. الرائحة لديها قدرة مذهلة على استدعاء الذكريات والمشاعر المرتبطة بأماكن وأوقات معينة، وهذا ينطبق بشكل خاص على السفر.
عندما نسافر إلى أماكن جديدة، نشتم روائح مميزة مثل عبير الزهور في حديقة استوائية، أو رائحة القهوة الطازجة في مقهى صغير بأحد شوارع باريس، أو نسيم البحر على شواطئ جزر المالديف. هذه الروائح تصبح جزءاً لا يتجزأ من تجربتنا في تلك الأماكن، وتجعل الذكريات مرتبطةً بها.
الفنادق تختار الشموع بعطر خاص بها (الشرق الأوسط)
حتى بعد عودتنا، قد تصادفنا رائحة مشابهة، عطر معين أو رائحة طعام، فتأخذنا فوراً إلى تلك الرحلة، وكأننا عدنا للحظات إلى المكان الذي زرناه.
من جهة أخرى، البعض يختار عطراً معيناً عند السفر، ليصبح هذا العطر مرتبطاً تماماً بالمغامرة، وكل مرة يستخدمه المرء بعد ذلك يشعر وكأنه يعيد إحياء تلك التجربة، أو العكس، فيقوم بعض المسافرين بشراء عطر أو شمعة أو بخاخ خاص بالفندق أو المكان الذي جلسوا فيه وأمضوا فيه أجمل اللحظات للعودة بها إلى المنزل لتكون شاهدةً على ذكريات جميلة لا يريدون نسيانها.
عطور الفنادق والمنازل عالم كبير من العبق (الشرق الأوسط)
ظاهرة السفر المرتبط بالروائح ازدادت بعد جائحة «كورونا»، وازدادت مع ما يُعرَف بـ«السفر الانتقامي» وتعني هذه التسمية الرغبة في السفر أكثر تعويضاً لأيام العزلة ومنع السفر التي فُرضت على الناس حول العالم بسبب الوباء، فقامت شركات سياحية بتنظيم رحلات جديدة من نوعها وَلَّدت أنواعاً جديدة من المغامرات مثل «مغامرة الشم» ومزج السفر بالرائحة للتعمُّق في التاريخ والفن والثقافة.
وركبت الفنادق هذه الموجة الجديدة من خلال تقديم عروض العطور مع الإقامة، فقام على سبيل المثال فندق «بالمورال» في اسكوتلندا بتقديم باقة تُعرَف باسم «Scent Butler» للضيوف المقيمين في أحد أجنحته الفاخرة، وهي عبارة عن دورات تدريبية تعرّف النزل على الروائح والسحر والتقاليد الاسكوتلندية.
تعدّ غراس في جنوب فرنسا من أشهر الأماكن التي تُولَّد فيها العطور (غيتي)
وكانت اليابان متقدمة في هذه اللعبة منذ سنوات عدة، عندما حدَّدت وزارة البيئة 100 موقع عطري في جميع أنحاء البلاد؛ بدءاً من رائحة أشجار الزيزفون التي تصطف على جانبي الطريق المؤدي إلى «قلعة ماتسوموتو»، ووصولاً إلى رائحة ينابيع المياه الكبريتية الساخنة ومحلات الأعشاب البحرية والمكتبات المستعملة، وتُنظِّم الجهات السياحية المختصة رحلات إلى تلك المواقع لربط الرائحة بالسفر وتخليد الذكريات.
وتبنَّت هذه الفكرة أيضاً المكسيكية، آنا باتريشيا ليكونا، صاحبة شركة «أروماريا (Aromaria)» بمساعدة ابنيها خورخي ورودريغو نيكايدو. وكتبت آنا باتريشيا في عام 2010، روايةً عن صانعة عطور فقدت حاسة الشم. خلال هذا الوقت، انخرطت آنا باتريشيا بعمق في عالم العطور واكتشفت شغفاً جديداً لابتكار روائح فريدة. وبعد سنوات عدة من البحث والجهد، تمكَّنت من العمل جنباً إلى جنب مع أفضل صانعي العطور في العالم لإنشاء مجموعة غير مسبوقة. خلال رحلاتها المتكررة إلى أرقى ورش العطور في العالم في مدينة غراس بفرنسا، اكتشفت الإمكانات الهائلة التي توفرها عاصمة العطور في العالم لابتكار روائح فريدة من نوعها.
العطور تأتي بأشكال عدة من بينها العيدان المعطرة (الشرق الأوسط)
سعياً وراء هذا الشغف، ابتكرت عطر «أروماريا (Aromaria)»، الذي يربط الذكريات برائحة المكان، فركزت على العطور الخاصة بالمنازل والفنادق.
وقامت آنا باتريشيا بشراكة مع أحد رجال الأعمال السعوديين لتخلق شركةً كبيرةً تقدِّم خدمة العطور المركبة خصيصاً بحسب طلب الفندق أو صاحب المنزل، وتعاونت مع فنادق مثل «فورسيزونز» حول العالم، وافتتحت بوتيكات خاصة بالعلامة التجارية، وكان آخرها افتتاح فرع الشركة الجديد في شارع ريجنتس بلندن، الذي يبيع العطور على شكل بخاخ وشموع وأعواد بقياسات مختلفة، بعضها مخصص للاستعمال الداخلي، والبعض الآخر يوضع في الهواء الطلق.
وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» قالت آنا باتريشيا إن الطلب ازداد جداً من قبل الفنادق على خلق عطور خاصة بها، بالتالي كان من الضروري توفير تلك العطور للعملاء؛ لأن هناك فئةً كبيرةً من المسافرين الذين يرغبون في أخذ رائحة المكان المرتبط بذكرياتهم خلال رحلة ما إلى المنزل، فأصبح بإمكانهم شراء عبوة من عطر المنازل أو شمعة أو عود للاستعمال الداخلي أو الخارجي لأخذ قطعة من الذكريات الجميلة خلال السفر.
عالم الزهور والعطور في غراس بفرنسا (غيتي)
وتقوم «أروماريا» أيضاً بتقديم خدمة خاصة تُمكِّن العملاء من إجراء اختبار يختارون بعده الرائحة التي تدغدغ حواسهم، فتقوم العلامة بتصنيع عطور منازلهم الخاصة، في مدينة غراس الفرنسية، لتحمل سمات شخصياتهم، وهوياتهم الفريدة.
تملك الشركة حالياً بوتيكات في المكسيك والولايات المتحدة ولندن، وقريباً في الشرق الأوسط، وهي تقدم منتجات جاهزة، ومميزة جداً من حيث الرائحة مثل «الشاي الأبيض» و«الزنجبيل» و«الماتشا» وغيرها من الروائح العطرية الأخرى.
وشرح كل من خورخي ورودريغو أهمية العطر الخاص بالفندق، فقالا إن العبق الذي يشتمه النزل في الفنادق، والمنبثق من الشموع والبخاخ المتصل مباشرة بالمكيفات الهوائية والأعواد الداخلية والخارجية، يعكس هوية الفندق، ويكون الطلب عليه كبيراً جداً؛ لأن هذا العطر سيذكِّر المسافر بإقامته في ذلك الفندق، وستبقى تلك الذكرى محفورةً بذهنه في كل مرة يشتم هذا العطر في أي مكان آخر.
لماذا تختار الفنادق عطوراً خاصة بها؟
1- الانطباع الأول والترحيب:
عندما يدخل الضيف إلى الفندق، تكون الرائحة أول ما يلاحظه. اختيار رائحة فريدة ودافئة يخلق انطباعاً إيجابياً، ويعطي شعوراً بالراحة والفخامة.
2- الهوية والعلامة التجارية:
بعض الفنادق الراقية تصمم عطورها الخاصة بوصفها جزءاً من هويتها. الرائحة تصبح مرتبطةً بالفندق، وعندما يشمها الضيف في أي مكان آخر، يتذكَّر تلك التجربة المميزة التي عاشها هناك.
3- الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية:
بعض الروائح مثل اللافندر، والياسمين، أو الأخشاب العطرية تُستخدَم لخلق أجواء مهدئة تساعد الضيوف على الشعور بالراحة والانسجام، خصوصاً بعد رحلة طويلة.
4- التميز والترف:
العطر الفريد يضيف عنصراً من الفخامة والاهتمام بالتفاصيل، ما يجعل الفندق يبدو أكثر تميزاً عن غيره.
5- تأثير علم النفس الحسي:
الروائح تؤثر في المشاعر والذكريات. إذا شعر الضيف بالسعادة والراحة في أثناء إقامته، فستترسخ تلك المشاعر في ذاكرته من خلال الرائحة؛ مما يدفعه للعودة إلى الفندق في المستقبل.
6- الارتباط بالرفاهية والنظافة:
وجود رائحة منعشة وجميلة يعزز الشعور بالنظافة والعناية؛ ما يضيف مستوى إضافياً من الراحة النفسية.