«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

تُعتبر من بين أغرب المواقع السياحية في العالم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
TT
20

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)

تعدّ الصحاري من أكثر المغامرات إثارةً في العالم، فبعيداً عن الاعتقاد بأنها مجرد مساحات من الفراغ الشاسع، تكشف هذه الوجهات عن سلاسل جبلية وحياة برية فريدة، وثقافات تقليدية، ومناظر طبيعية خلابة مطلية بألوان نقية متنوعة.

وترتبط مصر في الأذهان بمجموعة من الأماكن الأثرية المتفردة المختلفة، لكنها إلى جانب ذلك تحتضن أمكنة لا مثيل لها، فهي أيضاً موطن «الصحراء البيضاء»، التي تتميز بعجائب جيولوجية تقدم للزائر مغامرةً فريدةً، تشعرك عبر تفاصيلها وكأنك تطأ كوكباً آخر؛ لذلك فهي مثالية للذين يبحثون عن قضاء عطلة لا تسقط من الذاكرة.

اُختيرت «الصحراء البيضاء» من قبل موقع «Trip Advisor» المختص بشؤون «السياحة والسفر»، لتتصدر المركز الأول لأفضل وأغرب 20 موقعاً سياحياً فريداً على مستوى العالم؛ فتلك الصحراء الواقعة في «واحة الفرافرة» بمحافظة الوادي الجديد، على مسافة نحو 500 كيلومتر من القاهرة، من أفضل المقاصد السياحية في مصر.

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (الهيئة العامة للاستعلامات)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

وتُعدّ الصحراء البيضاء «محمية متنزه وطني» وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (LUCN)، وتتلخص خصائصها في أنها من المَعالم الطبيعية المهمة، كما تعدّ مصدر دخل مهماً لأهل الواحات، فضلاً عن كونها تمثل قيمةً تاريخيةً وأثريةً كبيرةً.

يُغيِّر لك هذا المكان، الذي يشغل مساحة نحو 3 آلاف كيلومتر مربع، مفهومَك التقليدي للصحراء بوصفها «مجرد» مكان من الكثبان الرملية والحرارة المرتفعة؛ فحين تزورها تُفاجأ بأن اللون الأبيض يغطي معظم أرجائها؛ وهو سر تسميتها، تستقبلك تكويناتها الصخرية التي تتخذ شكلا ًسريالياً، بعضها على هيئة أشكال مألوفة مثل عيش الغراب، وبعضها يتمتع بأشكال غير معروفة؛ ما جعلها تشبه المناظر الطبيعية الثلجية.

سيأخذك المكان إلى عصور قديمة، تمتد إلى آلاف السنين، وستتخيل تلك اللحظات التي هبَّت عليها الرياح القوية خلال هذه العصور، وأسهمت في إنشاء هذه التكوينات.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)
الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأنصحك بمشاهدة هذه التكوينات النحتية عند شروق الشمس أو غروبها خصوصاً، فعندما تضيئها الشمس بظلالٍ ورديةٍ برتقاليةٍ، أو عندما يكتمل القمر، يضفي ذلك على المناظر الطبيعية مظهراً قطبياً وكأنه شبح ضخم، فتشعر بمزيد من أجواء الإثارة والمغامرة.

ستستحوذ الرمال المحيطة بالنتوءات الصخرية على اهتمامك، إذ ستجدها مليئة بالكوارتز، وأنواع مختلفة من البيريت الحديدي الأسود العميق، بالإضافة إلى الحفريات الصغيرة.

على مقربة من هذه التكوينات يوجد جبلان مسطحان يطلق عليهما بعض المرشدين السياحيين اسم «القمتين التوأم»، وهما نقطة رئيسية للمسافرين، وتعدّ هذه المنطقة وجهةً مفضلةً لدى منظمي الرحلات السياحية المحليين، حيث يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة من أعلى التلال المتناظرة المحيطة، التي تتخذ جميعها شكل تلال النمل العملاقة.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)
الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

بعد ذلك مباشرة، ستجد طريقاً شديد الانحدار؛ وهو الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى منخفض الفرافرة، ويمثل نهاية «الصحراء البيضاء»، لكن هذا لا يعني أن رحلتك انتهت؛ فثمة أماكن ونشاطات أخرى يمكن أن تمارسها.

يستطيع عشاق الحياة البرية، أو الاختصاصيون الاستمتاعَ بمشاهدة الحيوانات البرية النادرة المُهدَّدة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والكبش الأروي، كما تضم المحمية بعض الأشجار الصحراوية.

لا ينبغي أن تفوتك زيارة جبل الكريستال، وهو في الواقع صخرة كبيرة مكونة بالكامل من الكوارتز، ويقع الجبل بجوار الطريق الرئيسي، ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال الفتحة الكبيرة في منتصفه.

الصحراء البيضاء (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء (أدوب ستوك)

أيضاً لا ينبغي أن تفوّت متعة تأمل السماء ومراقبة النجوم، انغمس في عجائب هذا المكان الرائع ليلاً، فعندما تتحول السماء إلى اللون الوردي ثم أعمق درجات اللون البرتقالي الناري، بعد الغروب، ستتلاشى الأشكال الصخرية، ويحل الصمت في كل مكان، في هذه اللحظة ستجد البدو يدعونك إلى الجلوس حول نار مشتعلة، والاستمتاع بالدجاج المدفون، وكوب الشاي الساخن، في أثناء التخييم بالمكان.



هل تخطط لرحلة بالقطار في أوروبا؟

إقبال شديد على السفر بالقطارات التي يمكن النوم فيها (ترينيتاليا)
إقبال شديد على السفر بالقطارات التي يمكن النوم فيها (ترينيتاليا)
TT
20

هل تخطط لرحلة بالقطار في أوروبا؟

إقبال شديد على السفر بالقطارات التي يمكن النوم فيها (ترينيتاليا)
إقبال شديد على السفر بالقطارات التي يمكن النوم فيها (ترينيتاليا)

ما زال السفر بالسكك الحديدية في توسع في أوروبا، مع افتتاح مجموعة من الطرق الجديدة واحتدام المنافسة على الطرق الرئيسية، بما في ذلك على خط السكك الحديدية الذي يمر أسفل القنال الإنجليزي. ومن الممكن أيضاً أن تساعد الخطط الرامية إلى تبسيط عملية الحجز في مختلف أنحاء أوروبا في تسهيل السفر بالسكك الحديدية وزيادة كفاءته.

يعدّ الطلب على السفر بالقطار قوياً ومتزايداً. فقد زادت حركة نقل الركاب عبر الحدود بالسكك الحديدية داخل أوروبا بنسبة 7 في المائة في عام 2024 مقارنة بعام 2023، بحسب مجموعة شركات السكك الحديدية والبنية التحتية الأوروبية، وهي مجموعة صناعية مقرها بروكسل.

ازدياد واضح في خدمة النوم على القطارات خلال السفر بين البلدان (يوروستار)
ازدياد واضح في خدمة النوم على القطارات خلال السفر بين البلدان (يوروستار)

من باريس إلى ميلانو وما بعدها

بالنسبة للمسافرين المحبين للسكك الحديدية، هنالك الكثير من المسارات الجديدة للاختيار من بينها. بدأت الخدمة النهارية المباشرة بين باريس وبرلين تستغرق نحو ما يقرب من 8 ساعات في ديسمبر (كانون الأول). وتبدأ تذاكر المسار - الذي يتوقف أيضاً في ستراسبورغ بفرنسا وكارلسروه وفرانكفورت بألمانيا - بمبلغ 60 يورو (نحو 62 دولاراً). ويُضاف المسار الجديد إلى الخدمة الليلية البطيئة التي تربط العاصمتين الفرنسية والألمانية، والتي افتتحت في أواخر عام 2023.

ووصف ألبرتو مازولا، المدير التنفيذي لمجتمع شركات السكك الحديدية والبنية التحتية الأوروبية، وهي مجموعة صناعية، المسار الجديد بين باريس وبرلين بأنه «همزة وصل مهمة بين عاصمتين أوروبيتين رئيسيتين». ولكنه أضاف أن المسار لا يتسم إلا بسرعة عالية بصفة جزئية، وبالبنية التحتية المناسبة، وقد ينخفض وقت السفر إلى أقل من 5 ساعات. وأضاف: «هناك فرصة للقيام بعمل أفضل».

وسوف تشهد باريس قريباً خدمات جديدة أخرى خصوصا مع زيادة شركة «ترينيتاليا» الإيطالية للسكك الحديدية من وجودها في السوق الفرنسية.

سوف تُعيد شركة «ترينيتاليا» مع شركة «إس إن سي إف»، الشركة الوطنية للسكك الحديدية في فرنسا، فتح الخدمات المتنافسة بين باريس وميلانو في ربيع العام الحالي، بعد أكثر من 18 شهراً من وقوع انهيار أرضي في جبال الألب الفرنسية؛ ما أجبر الخط على الإغلاق. بدأت خدمة «إس إن سي إف» باريس ميلانو في 31 مارس (آذار)، بتذاكر يبدأ سعرها من 29 يورو؛ وبدأت خدمة «ترينيتاليا» في اليوم التالي. وسوف يشمل كلا المشغلين محطات في ليون بفرنسا، وتورينو بإيطاليا، من بين مدن أخرى على طول المسار. وفي أماكن أخرى في فرنسا، وفي منافسة أيضاً مع «إس إن سي إف» الفرنسية، سوف تبدأ «ترينيتاليا» في تشغيل خدمة بين باريس ومرسيليا في 15 يونيو (حزيران)، مع توقف في ليون، وأفينيون، وآكس - أون - بروفانس.

كما يتأهب المشغل الإسباني «رينفي» أيضاً إلى إحراز تقدم في فرنسا. وأعلنت الشركة أنها تعتزم قريباً تشغيل خدمة عالية السرعة بين برشلونة بإسبانيا وتولوز في جنوب غربي فرنسا. وسوف تشمل الرحلة، التي تستغرق 3 ساعات ونصف الساعة، توقفات في بيربينيان وكاركاسون في فرنسا، وغيرونا في إسبانيا، من بين مدن أخرى. وسوف تُدار بصورة موسمية، بدءاً من الربع الثاني من العام الحالي وحتى منتصف سبتمبر (أيلول).

ويجري العمل أيضاً على إقامة توصيلات عالية السرعة بين بلغراد في صربيا، وبودابست في هنغاريا؛ ولشبونة وبورتو في البرتغال؛ وبراغ وبرنو في جمهورية التشيك.

كما بدأت خدمات جديدة لقطارات النوم هذا العام. فقد افتتحت شركة «يوروبيان سليبر» الخاصة خطاً موسمياً للسكك الحديدية بين بروكسل والبندقية. وتُدير الشركة بالفعل قطاراً للنوم لنقل الركاب على مدار العام بين بروكسل وبراغ وإيطاليا، وهي الخدمة التي بدأت في العام الماضي.

وقد انتشرت عودة قطارات النوم إلى البرتغال وإسبانيا، حيث تعمل الحكومتان على إعادة فتح الخدمة الليلية بين بلديهما. وقد توقفت الخدمات - التي تربط لشبونة ومدريد وبلدة هينداي الفرنسية على الحدود مع إسبانيا - عندما بدأ الإغلاق الشامل بسبب الوباء في مارس (آذار) من عام 2020، ولكنها يمكن أن تباشر العمل مرة أخرى خلال النصف الأول من العام الحالي.

منافسة عبر القنال

تشتد المنافسة على طول أحد خطوط السكك الحديدية الشهيرة في أوروبا، وهو الخط الذي يمتد أسفل القنال الإنجليزي. يمكن للمسافرين الراغبين في السفر بالقطار بين لندن والقارة الأوروبية أن يسافروا يوماً ما مع شركة سكك حديدية أخرى غير «يوروستار»، لكن ليس قبل عام 2029 على أقرب تقدير.

وتشهد شركة «يوروستار»، التى تحتكر الخط العابر للقنال الإنجليزي منذ افتتاحه في عام 1994 طلباً قوياً. وعبر شبكتها - التي تشمل التواصلات بين لندن وباريس، ولندن وبروكسل، من بين خدمات أخرى - استضافت الشركة المُشغلة 19.5 مليون راكب في عام 2024، بزيادة أكثر من 5 في المائة عن العام السابق. ومن الممكن أن تشهد الشركة دفعة أخرى خلال العام الحالي، مع بدء تشغيل خدماتها المباشرة بين لندن وأمستردام هذا الشهر، بعد توقف دام ما يقرب من 8 أشهر بسبب تحديث البنية التحتية في محطة أمستردام المركزية.

ولكن الشركة، التي قلصت شبكتها خلال الجائحة، لا تزال تواجه تحديات. ففي تقرير صدر في ديسمبر من قبل منظمة النقل والبيئة، وهي منظمة غير ربحية تابعة لشركة «تيفينيت»، جاءت شركة «يوروستار» في المرتبة الأخيرة في تصنيف 27 شركة أوروبية للسكك الحديدية، حيث حصلت على نقاط منخفضة فيما يتعلق بالأسعار والموثوقية وسياساته الصارمة بشأن الدراجات. (لا يُسمح باستخدام الدراجات المُجمعة بالكامل في خدمة باريس - لندن، بسبب القيود الأمنية التي لا تخضع لسيطرة «يوروستار». وعلى مسارات أخرى، تسمح «يوروستار» بالدراجات «بأعداد محدودة وفي ظروف معينة»، بما في ذلك إزالة العجلات).

* خدمة «نيويورك تايمز»