رحلة إلى «موجيف» على خطى «إميلي إن باريس»

الرفاهية في أحضان جبال الألب

مناظر خلابة صيفا وشتاء (الشرق الاوسط)
مناظر خلابة صيفا وشتاء (الشرق الاوسط)
TT

رحلة إلى «موجيف» على خطى «إميلي إن باريس»

مناظر خلابة صيفا وشتاء (الشرق الاوسط)
مناظر خلابة صيفا وشتاء (الشرق الاوسط)

عند أسفل قدم جبل Mont Blanc المهيب في فرنسا، على الحدود مع سويسرا وإيطاليا يقع منتجع «موجيف» Megeve الراقي الذي يجتازه نهران جبليان. قصة وجهة التزلج هذه بدأت مع البارونة نوويمي دو روثتشايلد عندما قررت أن تستحوذ فرنسا على منتجع مشابه لـ«سان موريتز» خاص بها، وقررت حينها أن تضع موجيف على خريطة التزلج، فقامت ببناء «قصر الثلوج» عام 1921 ودعت إليه ملك بلجيكا ألبير الأول للإقامة فيه لتصبح بعدها تلك البلدة الصغيرة وجهة الأغنياء والمشاهير ومحبي التزلج وعيش تجربة جبال الألب بقالب من الرقي.

ديكور جميل يعتمد على الخشب (الشرق الاوسط)

ساهمت البارونة روثشايلد بتسليط الضوء على تلك القرية الوادعة في أحضان الألب، واليوم قام مسلسل «إميلي إن باريس» Emily In Paris بإضافة لمسة عصرية على تلك الوجهة الرومانسية بعدما قامت إميلي (الممثلة الأميركية ليلي ألينز) بزيارة موجيف لتمضية فترة أعياد الميلاد فيها، رحلة إميلي بدأت من باريس بواسطة القطار وأقامت في أحد الشاليهات الجبلية الخشبية، أما «الشرق الأوسط» فأرادت أن تتبع خطى إميلي، ولكن بواسطة السيارة حيث انطلقت الرحلة من مدينة جنيف في سويسرا التي تبعد ساعة و15 دقيقة فقط، واختارت هي الأخرى واحدة من أجمل شاليهات المنطقة.

إقامة جبلية مميزة (الشرق الاوسط)

عبر طريق سريع وواسع وبصحبة الطبيعة الخلابة على مد العين والنظر، بدأت السيارة بالصعود إلى طريق جبلي، وبدأ معها المشهد العام يتبدل والهواء ينقى والمعمار يختلف، فتنتقل من المباني الخرسانية القديمة إلى الشاليهات الخشبية التي تبث حرارة مدافئها في الشتاء في النفوس، ولو أن اليوم الذي توجهنا فيه إلى موجيف كان مشمساً وجميلاً، والسماء زرقاء وصافية، تصل بعدها إلى ساحة تتصدرها لافتة تعلمك بأن الطريق إلى الشمال يأخذك إلى منتجع شاموني الفرنسي الشهير، في حين يدل السهم إلى اليمين بأنك ستسلك الطريق الذي سيودي بك إلى «موجيف».

شاليه مجهز بطاقم كامل من العاملين (الشرق الاوسط)

لم أعرف الكثير عن «موجيف» سوى المقولة الشهيرة لأريان دو روثشايلد المنحدرة من العائلة الأرستقراطية التي لعبت دوراً مهماً في شهرة هذه المنطقة التي تشبه تلك التي تجدها في كتب القصص الخيالية، فتقول أريان: «موجيف هي أشبه بالأميرة النائمة»، وبالفعل فهي كذلك لأنها هادئة ورائعة يسكنها نحو 2500 شخص في فصل الصيف ليصل عدد زوارها في فصل الشتاء إلى نحو 25 ألف زائر، وهذا الرقم إذا ما دل على شيء فهو يدل على جاذبية موجيف للسياح والمشاهير. فموجيف استقبلت في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي نجوم هوليوود أمثال بريجيث باردو وأودري هيبورن والشاعر والفنان الفرنسي جان كوكتو، الذي وصف جنيف بأنها «الدائرة 21 لباريس».

طبيعة خلابة وإطلالة على الجبل الابيض (الشرق الاوسط)

في موجيف وكما ذكرنا في البداية، تنتشر الشاليهات، فحتى الفنادق على هيئة شاليه مصنوع من الخشب، ولكن إذا كنت تبحث عن عنوان خاص جداً، وإذا كنت برفقة أكثر من شخص وتبحث عن الخصوصية والرفاهية التامة فيمكنك تأجير شاليه خاص بك لمدة لا تقل عن أسبوع، وشركة «أولتيما» Ultima تدير واحدة من أشهر الشاليهات في المنطقة وتقدم فيها كل وسائل الراحة مع فريق كامل مؤلف من طاهٍ وخادم شخصي... الشاليه مؤلف من 7 غرف نوم وغرفة إضافية تتسع لأربعة أطفال، هذه الغرفة هي أشبه بتلك التي تجدها في القصص الخيالية لتتناغم مع موقع الشاليه، الذي يضم أيضاً مركزاً صحياً وبركة سباحة وجاكوزي خارجي، تطل الشاليه على جبل Mont Blanc المهيب.

مركز صحي مع أجمل إطلالة على الجبال (الشرق الاوسط)

وأجمل ما في الشاليه، بالإضافة إلى كل عناصر الراحة والرفاهية، الصالة الخاصة بالألعاب، فتبدأ يومك بحصة لليوغا في الهواء الطلق مع معلمة فرنسية محترفة، وخلفك أجمل المناظر الطبيعية، وبعدها تكون مائدة الفطور التي يقوم الطاهي الخاص بتحضيرها كل صباح بانتظارك، فتقف حائراً أمام الأطباق والرائحة العابقة منها، ولكن ومهما كان خيارك فتبقى الأجبان الفرنسية هي الخيار المفضل لدى الجميع.

إطلالة على الجبل الابيض "مون بلان" (الشرق الاوسط)

إذا قررت زيارة موجيف في فصل الشتاء فشاليهات «أولتيما» ستكون مناسبة جداً لأنها تبعد خمس دقائق فقط من منحدرات التزلج، أما إذا قررت زيارة تلك المدينة الحالمة باقي أيام السنة فيمكنك القيام بالكثير من النشاطات. ويقوم فريق العمل في الشاليه بتلبية كل احتياجاتك من تنظيم رحلات مخصصة للمشي أو حصص لليوغا وغيرها، بالإضافة إلى تأمين سائق مع سيارة يأخذك إلى وسط البلدة، كما يقوم النادل الشخصي بتأمين حجوزات المطاعم ولكن، وبصراحة وبعد تذوق ما يقوم الطاهي الخاص بتحضيره من أطباق رائعة المذاق سوف تتردد في ترك الشاليه للتوجه إلى مطعم تأكل فيه.

شاليه جميل مصمم بطريقة عصرية جدا (الشرق الاوسط)

في الصباح الباكر تتسلل أشعة الشمس من النوافذ الصغيرة وتشق طريقها عبر ستائر مصنوعة من الجوخ لإضافة الدفء للمكان، تفتحها وتلقي التحية على الجبل الأبيض الذي تكلله الثلوج على مدار أيام السنة، فسحة خاصة من الخضرة والأشجار، سكون لا يعكر صفوه إلا خوار البقر ورنين الأجراس المعلقة عليها.

نادي صحي تابع لـ"أولتيما" في موجيف (الشرق الاوسط)

تبدأ بفطور فرنسي في غرفة الطعام التي تطل على أجمل المناظر الطبيعية من خلال نافذة عملاقة تبدو وكأنها لوحة فنية حقيقية، وبعدها تختار ما بين تمضية اليوم في أحضان الطبيعة أو في وسط البلدة، حيث تنتشر البوتيكات الصغيرة التي تبيع سلعاً محلية الصنع، بالإضافة إلى قطع تحمل توقيع أهم دور الأزياء العالمية، ويمكنك تناول الطعام في مطعم «لو هيبو بلان» وشراء الجبن الفرنسي من «لا فروماجري» لتعود بعدها إلى الشاليه للسباحة والخضوع لجلسة تدليك والجلوس في بركة جاكوزي دافئة في الهواء الطلق تمتع نظرك منها وتكحل عينيك برؤية سلسة الجبال في المقابل وتنهي يومك في غرفة الألعاب مع باقي أفراد العائلة والأصدقاء وتمضي أجمل الأوقات تشعر خلالها وكأن عقارب الزمن عادت بك إلى الوراء وأرجعتك إلى طفولتك الجميلة.

حمام سباحة ومركز صحي (الشرق الاوسط)

ميزة موجيف أنها بلدة صغيرة وموقعها في منطقة سافوا العليا Haute Savoie في جنوب شرقي فرنسا يجعلها وجهة سياحية راقية وخاصة ب الوقت نفسه، والوصول إليها سهل جداً ومنها تصل إلى سويسرا وباقي مدن فرنسا بسرعة.

تبعد موجيف ساعة وربع من مدينة جنيف (الشرق الاوسط)

أهم ما يمكن القيام به في موجيف؟

خلال فصل الشتاء يمكنك التزلج، وفي حال أنك لم تكن من محبي هذه الرياضة فيمكنك الاكتفاء بالتمتع بما يعرف بـ«بعد التزلج» أو Apres Ski وهذا يعني الجلوس في أحد المطاعم في أعلى الجبال أو في المدينة نفسها وتناول المأكولات والأجبان والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة. فموجيف ليست مجرد وجهة شتوية للتزلج؛ بل توفر الكثير من الأنشطة الرائعة في فصل الصيف، حيث تتحول إلى واحة طبيعية خضراء مثالية لعشاق الطبيعة، المغامرات الخارجية، والأنشطة الثقافية.

غرف جميلة بإطلالة رائعة (الشرق الاوسط)

إليك أبرز الأنشطة التي يمكن القيام بها في موجيف:

. المشي (Hiking)

* موجيف محاطة بالجبال الخلابة وتوفر العديد من مسارات المشي المخصصة للمبتدئين والمحترفين. يمكنك استكشاف الطبيعة الجبلية والاستمتاع بمناظر ساحرة مثل جبال Mont Blanc... بعض المسارات تمر عبر القرى التقليدية والمراعي الجبلية التي توفر فرصة لتجربة الحياة الريفية، أنصحك بحجز دليل مختص بالمشي يرافقك في مشوارك ويشرح لك عن المنطقة.

ركوب الدراجات الجبلية (Mountain Biking)

* موجيف تقدم شبكة واسعة من مسارات ركوب الدراجات الجبلية ذات المستويات المختلفة، بما في ذلك المسارات ذات المنحدرات الحادة لعشاق الإثارة والمسارات المخصصة للمبتدئين.

* يمكن استئجار الدراجات في المدينة، وهناك مناطق مخصصة لركوب الدراجات داخل الغابات وعلى طول الأنهار.

الاقامة في شاليه مطل على أجمل المناظر الطبيعية (الشرق الاوسط)

التزلج على الماء وركوب القوارب

* يمكنك القيام برحلات بالقوارب أو التجديف على الأنهار والبحيرات الجبلية في المنطقة. هناك أيضاً أنشطة مثل التزلج على الماء في بعض البحيرات القريبة.

. ممارسة لعبة الغولف

* لمحبي رياضة الغولف، يمكن زيارة نادي غولف مون دور الذي يعد واحداً من أقدم وأعلى ملاعب الغولف في أوروبا. الملعب يقدم مناظر خلابة على الجبال ويتميز بمرافق راقية.

. الطيران الشراعي (Paragliding)

* لمحبي المغامرات، يمكنك تجربة الطيران الشراعي فوق جبال الألب والاستمتاع بإطلالات لا تُنسى على المنطقة. هناك عدة مراكز تقدم دورات تدريبية وجولات للطيران الشراعي.

طبيعة رائعة واطلالة على "مون بلان" (شاترستوك)

. ركوب الخيل

* توفر موجيف فرصاً رائعة لركوب الخيل عبر الغابات والمروج الخضراء. يمكنك الاستمتاع بركوب الخيل سواء كنت مبتدئاً أو خبيراً، وتوجد مدارس ركوب الخيل التي تقدم جولات مخصصة.

. التنزه في المدينة واستكشاف المعالم الثقافية.

* يمكن قضاء وقت ممتع في استكشاف شوارع موجيف الجميلة والمباني القديمة ذات الطابع الجبلي. كما توجد متاحف محلية مثل متحف موجيف الذي يعرض تاريخ البلدة وتراثها.

* يمكن زيارة كنيسة سانت جان باتيست التاريخية والاستمتاع بالفن المعماري واللوحات الجدارية.

موجيف جميلة صيفا وشتاء (شاترستوك)

. تجربة المأكولات المحلية

* موجيف تشتهر بمطاعمها الفاخرة التي تقدم مأكولات فرنسية محلية وعالمية. في فصل الصيف، يمكن الاستمتاع بتناول الطعام في الهواء الطلق في المطاعم المطلة على الجبال.

* يمكن أيضاً زيارة الأسواق المحلية لشراء المنتجات الطازجة مثل الجبن والأعشاب المحلية.

موجيف عنوان الرفاهية في جبال الالب (شاترستوك)

. المنتجعات الصحية (Spas) والاسترخاء

* بعد يوم من المغامرات في الجبال، يمكن قضاء بعض الوقت في أحد المنتجعات الصحية الفاخرة في موجيف. العديد من الفنادق توفر خدمات «سبا» مع علاجات طبيعية تستخدم منتجات محلية.

أين تأكل في موجيف؟

«لو هيبو بلان» Le Hibou Blanc عندما تصل إلى بلدة موجيف سيطالعك هذا المطعم الذي يعتبر من بين أشهر المطاعم هناك، يقدم المأكولات الفرنسية المحلية وجلسته جميلة جداً.

«فلاكون دو سيل» Flacons De Sel وهو حائز على 3 نجوم ميشلان، يتميز بمأكولاته المبتكرة والتي تعتمد على المنتجات المحلية.

«لو روفوج» Le Refuge مطعم جبلي تقليدي يقدم المأكولات الفرنسية والسويسرية مثل الفوندو والراكليت.

«لو فيو موجيف» Le Vieux Megève وهو مطعم تقليدي في قلب البلدة القديمة يقدم الأطباق الفرنسية الكلاسيكية.

«سولاي دور» Soleil D’Or ومن شرفته العالية تطل على أجمل المناظر الطبيعية وفيه تتذوق الأطباق الفرنسية في أجواء عصرية.

وسط موجيف في فرنسا (شاترستوك)

موجيف باختصار

إنها بلدة صغيرة ولكنها مميزة جداً، والرقي واضح فيها من خلال نوعية المحلات التجارية الموجودة فيها والمطاعم الحائزة على نجوم ميشلان، زيارتها سهلة، فإذا قررت الذهاب إلى مدينة جنيف يمكنك الاسترخاء فيها لأنها قريبة جداً منها، تختلف عن جارتها «شاموني» كونها تقدم خصوصية أكبر.


مقالات ذات صلة

سفر وسياحة البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

البترون وجبيل وزغرتا... تتألق وتلبس حلة الأعياد

في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تتنافس بلدات ومدن لبنانية على اجتذاب الزوّار. مدينتا جبيل والبترون كما زغرتا تشكّل وجهات سياحية داخلية محببة.

فيفيان حداد (بيروت)
سفر وسياحة أسواق العيد في فرانكفورت (غيتي)

أسواق العيد الخمسة الأكثر روعة في أوروبا

مع اقتراب عيد الميلاد، قد يكون من السهل الوقوع في أحلام اليقظة حول عطلة شتوية مستوحاة مباشرة من السينما: عطلة تتميز بالطقس الثلجي المثالي، والشوكولاته الساخنة

مادلين فيتزجيرالد (نيويورك)
سفر وسياحة فندق ذا لانغهام جاكارتا (الشرق الأوسط)

أفكار لإقامة تليق بأعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

اكتشفْ سحر موسم الأعياد في فندق إنيالا هاربور هاوس بمالطا

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وزير الثقافة السعودي خلال لقائه الرئيس السيسي (رئاسة الجمهورية المصرية)

تعاون سعودي - مصري في الفنون والثقافة والسياحة وحفظ التراث

في زيارة رسمية أجراها وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود إلى مصر، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
TT

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد وتذوق الأطباق الخاصة بكل مدينة.

البعض يفضِّل تمضية عطلة الأعياد في أماكن دافئة مثل أستراليا ونيوزيلندا وجزر المالديف وتايلاند والبرازيل، إنما الغالبية الكبرى تفضِّل عيش تجربة العيد في مدن باردة تستمد الدفء من أنوار العيد وزينته التي تتحول إلى مشروع تتنافس عليه البلدان والمدن حول العالم؛ لتقديم الأفضل واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح لرؤية التصاميم التي لا يمكن وصفها إلا بالروعة والإبداع.

عندما نذكر زينة أعياد الميلاد تخطر بعض المدن على أذهاننا؛ مثل نيويورك ولندن وباريس، وقد يكون السبب هو انتشار الأفلام السينمائية الكثيرة التي تصور الزينة، وتكون قصصها الخيالية مرتبطةً بالعيد.

وزينة العيد لا تقتصر فقط على الشوارع والأماكن العامة، إنما تتبناها المحلات التجارية لتصبح شريكاً مهماً في لعبة المنافسة العالمية للفوز بلقب «المتجر صاحب أجمل واجهة» في موسم الأعياد، وهذا ما نجحت فيه متاجر «هارودز»، و«سيلفردجز»، و«هارفي نيكولز»، ومحلات تجارية كثيرة في شارع بوند ستريت بلندن، أما في باريس فمتجر «غاليري لا فايت» أصبح أيقونة حقيقية لزينة العيد.

«ونتر وندرلاند» في لندن (غيتي)

إليكم جولة على أجمل الأماكن التي تتألق بأضواء وزينة العيد:

نيويورك، وتحديداً في «روكفيلير سنتر»؛ حيث تجد شجرة عيد الميلاد العملاقة بطول يزيد على 77 قدماً، ومزينة بشريط من الأضواء يزيد طوله على 5 أميال و45 ألف لمبة. الشجرة تُزرَع في النرويج. وبدأ هذا التقليد السنوي منذ عام 1933، وحينها أُضيئت أول شجرة، وبعد نحو قرن من الزمن لا يزال محبو الأعياد يتهافتون إلى هذا المكان لرؤية الشجرة وزينة العيد. ويُقدَّر عدد الزوار الذين يطوفون بالمكان يومياً بنحو نصف مليون شخص.

فيينا، تشتهر بأسواق عيد الميلاد التي تقام في ساحة «راثاوسبلاتز» التي تلبس زي العيد، وتنتصب الأكواخ الخشبية التي تبيع الهدايا والمأكولات الخاصة بالعيد.

باريس، شهيرة جداً بزينة العيد، لا سيما في شارعها الأهم، الشانزليزيه، المضاء بملايين الأضواء، إلى جانب واجهات المحلات التجارية التي تخلق أجواء ساحرة.

شجرة متجر «غاليري لا فاييت» في باريس هذا العام (أ.ف.ب)

ولكن يبقى متجر «غاليري لا فاييت» العنوان الأجمل لرؤية الزينة الخارجية والداخلية، ففي كل عام يتبدَّل شكل الشجرة في الداخل، وهذا العام تم اختيار تصميم عصري جداً وإضاءة «نيون» بيضاء، من الممكن رؤيتها عن قرب من الطابق السادس، فهناك جسر معلق يساعدك على الاقتراب من الشجرة التي تتوسط المبنى والتقاط أجمل الصور التذكارية. الحجز المسبق ليس إلزامياً، ولكنه يختصر عليك مدة الانتظار.

أما بالنسبة لمتجر «برينتان» فهو مميز بزينة واجهاته الخارجية، ويبقى برج إيفل الرابح الأكبر، ويزداد سحراً مع عروض الأضواء التي يتباهى بها في هذه المناسبة.

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

كوبنهاغن، من أجمل مدن الدنمارك، وهناك شبه إجماع على أنها مدينة نابضة بالحيوية ولقبها «مدينة أعياد الميلاد»، وفي هذه الفترة من العام يزداد سحرها وتتحول «حدائق تيفولي» في وسطها إلى عالم خيالي من الأضواء والأكواخ الجميلة.

افتُتحت هذه الحدائق عام 1843 ومنذ ذلك الحين أصبحت ملاذاً للزوار والسياح القادمين إلى العاصمة الدنماركية.

تقام فيها عروض جميلة للأضواء تلقي بإنارتها على «بحيرة تيفولي»، إلى جانب الألعاب النارية التي تقام في الأسبوع الفاصل بين عيدَي الميلاد ورأس السنة.

زينة العيد في طوكيو (أدوبي ستوك)

طوكيو، في موسم الأعياد تنسيك هذه المدينة اليابانية موسمَ أزهار الكرز في الربيع، فتكون خلال شهرَي نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) مزينةً بأنوار العيد وتُقام في شوارع أوموتيساندو وهاراجوكو عروض جميلة عدة، وتنتشر في تلك المنطقة أشجار العيد بتصاميم ثلاثية الأبعاد. ومن بين العروض الشهيرة أيضاً إضاءة أبكبوكوريو المذهلة.

موناكو، قد تكون شهيرة بسباق السيارات «Monaco Grand Prix»، ونادي اليخوت، ولكن هذا لا يعني أن تلك الإمارة الراقية لا تتفنن في موسم الأعياد والزينة المرافقة لها.

فابتداءً من شهر نوفمبر تزدان ساحة قصر مونتي كارلو بأضواء العيد، وتقام عروض خاصة يومياً، كما تتزين ساحة كازينو مونتي كارلو المقابلة لفندق «أوتيل دو باري (Hotel De Paris)» بأجمل زينة تتناغم مع روعة معمار المباني المحيطة. وتنتشر الأكواخ التي تبيع الهدايا على طول الريفييرا.

أسواق العيد في برلين (أدوبي ستوك)

برلين، من بين المدن الألمانية الشهيرة بأسواق عيد الميلاد، ومن أهمها سوق «جندار ماركت» وسوق «شارلوتنبورغ» وهما تجمعان بين التقاليد الأوروبية والأضواء الساحرة. من دون أن ننسى «بوابة براندنبور»، التي تضيف رونقاً خاصاً بأضوائها وزينتها.

لندن، قد تكون من أجمل المدن التي تعرف كيف تتأنق في موسم الأعياد، فشارعا أكسفورد وريجنت ستريت مشهوران بعروض الإضاءة الفريدة. إضافة إلى ساحة «كوفنت غاردن» التي تشتهر بشجرة عيد الميلاد العملاقة.

«ونتر وندرلاند» في لندن (الشرق الأوسط)

«ونتر وندرلاند» في هايد بارك، هي الحديقة ومدينة الملاهي التي يقصدها الملايين خلال فترة الأعياد لتذوق ألذ الأطباق، واللعب في كثير من الألعاب التي تناسب الصغار والكبار. فهي واحدة من أشهر الفعاليات الشتوية التي تقام سنوياً في قلب هايد بارك، وتعدّ وجهةً مثاليةً للعائلات والأصدقاء الباحثين عن أجواء احتفالية مليئة بالإثارة والتسلي.

ينتشر فيها أكثر من 100 كشك خشبي لبيع الهدايا اليدوية، والديكورات، والحلويات التقليدية. بالإضافة إلى ساحة تزلج مفتوحة في الهواء الطلق وعروض السيرك و«مغارة سانتا كلوز»؛ حيث يلتقي الأطفال تلك الشخصية الشهيرة ويلتقطون الصور. الحجز المسبق ضروري، وننصح أيضاً بارتداء أحذية مريحة وملابس دافئة.

العيد في البرازيل (أدوبي ستوك)

ريو دي جانيرو، من المدن الجميلة أيضاً خلال فترة الأعياد، ففيها شجرة عيد الميلاد العائمة في «بحيرة رودريغو دي فريتاس»، وهي من الأكبر في العالم. ومن الضروري زيارة شاطئ كوباكابانا، التي تضفي أجواء استوائية مميزة.

ستراسبورغ، تُعرف بـ«عاصمة عيد الميلاد»، مع أسواقها الشهيرة وشوارعها التي تكتسي بالأضواء الدافئة.

زيوريخ، من أجمل مدن سويسرا خلال موسم الأعياد، لا سيما شارع باهنهوف المزين بأضواء العيد الساحرة، والاحتفالات على البحيرة التي تتضمّن عروض أضواء وموسيقى مميزة.

دبي، تُقدَّم في «مول الإمارات» و«دبي مول» زينة فخمة وعروضٌ ضوئية في الداخل والخارج، وتُقام الألعاب النارية عند برج خليفة في ليلة رأس السنة، وهي من الأضخم عالمياً.

مدينة كيبيك، وتحديداً البلدة القديمة، تبدو فيها فترة الأعياد وكأنها لوحة شتوية مع زينة العيد والثلوج المتراكمة. سوق عيد الميلاد تضفي أجواء أوروبية تقليدية وسط طبيعة كندية خلابة.