جزر «أمهات»... إمكانات سياحية بقيادة الشباب السعودي

مشاريع مبتكرة ترتكز على الاستدامة وحماية البيئة

TT

جزر «أمهات»... إمكانات سياحية بقيادة الشباب السعودي

مبادرات تدريب وتأهيل منتهية بالتوظيف في الشركة (البحر الأحمر الدولية)
مبادرات تدريب وتأهيل منتهية بالتوظيف في الشركة (البحر الأحمر الدولية)

في ظل «رؤية السعودية 2030» التي تسعى لتعزيز السياحة وتنويع الاقتصاد، تشهد جزر «أمهات» في البحر الأحمر نقلة نوعية يقودها شباب وشابات سعوديون طموحون. تقع هذه الجزر في منطقة تبوك شمال غربي المملكة، وتتميز بجمالها الطبيعي الفريد وشواطئها البكر ومياهها الزرقاء الصافية.

إمكانات واعدة للسياحة

تعد جزر «أمهات» وجهة سياحية واعدة بفضل تنوعها البيئي والبحري، ما يجعلها مناسبة لمختلف الأنشطة السياحية مثل الغوص، والغطس، والرياضات المائية، ورحلات السفاري البحرية. وبدأت الجهود الحثيثة من قبل شركة «البحر الأحمر الدولية»، لتحويل هذه الجزر إلى مقصد سياحي عالمي عبر تطوير البنية التحتية والفنادق والمنتجعات السياحية الفاخرة.

وتتولى «البحر الأحمر الدولية» الإشراف على خلق وتطوير وجهات للسياحة الفاخرة في السعودية مثل وجهتي «البحر الأحمر» و«أمالا»، بهدف إرساء معايير عالمية جديدة في مجال التنمية المسؤولة، وتعمل على توفير أكثر من 120 ألف فرصة عمل جديدة بشكل مباشر وغير مباشر على مستوى الوجهتين، وبلغ إجمالي نسبة العقود الممنوحة للموردين السعوديين المسجلين في المملكة نحو 70 في المائة.

الشباب وتطوير السياحة

يساهم الشباب السعودي بدور رئيسي في تطوير السياحة بجزر «أمهات»، حيث يعملون في مجالات متعددة تشمل تنظيم الرحلات السياحية، وإدارة الفنادق والمنتجعات، وتقديم الخدمات السياحية المميزة. كما يقومون بإنشاء مشاريع مبتكرة تستغل الموارد الطبيعية والثقافية للجزر، مع التركيز على الاستدامة وحماية البيئة.

مبادرات تدريب وتأهيل منتهية بالتوظيف في الشركة (البحر الأحمر الدولية)

تمكين الشباب السعودي

تلعب الفنادق والمنتجعات التي تطوِّرها «البحر الأحمر الدولية» دوراً بارزاً في توفير فرص عمل للشباب السعودي من الجنسين. عبد الرحمن مساوي مدير فندق تيرتل باي يسلط الضوء على كيفية مساهمة هذه الفنادق في تمكين الشباب السعودي ومجالات عملهم المتنوع.

يقول مساوي إن الاستثمار في الكوادر الوطنية يعد استثماراً في مستقبل المملكة، مؤكداً أن المنتجعات التي تطوِّرها «البحر الأحمر الدولية» توفر مجموعة واسعة من الفرص الوظيفية التي تشمل: الضيافة وخدمة العملاء، الطهي وإعداد الطعام، الأنشطة الترفيهية والرياضية والمغامرات، الإدارة والتسويق.

وبالإضافة إلى المهن التقنية والفنية، يعمل الشباب السعودي في مجالات الهندسة والصيانة وتكنولوجيا المعلومات والتصميم وغيرها من المهن التقنية والفنية التي تساهم في تشغيل المنتجعات بكفاءة، إضافة إلى المهن البيئية والاستدامة التي يشارك من خلالها الشباب السعودي في تطبيق مبادرات الاستدامة والحفاظ على البيئة في المنتجعات، بما يتماشى مع رؤية «البحر الأحمر الدولية» للسياحة المستدامة.

عبد الرحمن مساوي مدير فندق تيرتل باي بخبرة في مجال الضيافة تزيد عن 20 عاماً (الشرق الأوسط)

المهارات المطلوبة

يؤكد مساوي أن سوق العمل في قطاع السياحة السعودي يتطلب مجموعة متنوعة من المهارات والخبرات أولها المهارات الشخصية، كمهارات التواصل الفعال، وخدمة العملاء المتميزة، وحل المشكلات واتخاذ القرارات، إلى جانب العمل الجماعي، والمرونة والتكيف، إضافة إلى المبادرة والمسؤولية، واللباقة وحسن المظهر.

كما يحتاج سوق العمل أيضاً إلى المهارات الفنية كإجادة اللغات الأجنبية، وعلى رأسها الإنجليزية، والمعرفة بالثقافات المختلفة وأساسيات السياحة والضيافة، إضافة إلى المهارات الرقمية والإدارية والتنظيمية.

قصص نجاح ملهمة

من بين هؤلاء الشباب، تبرز قصص نجاح عديدة. على سبيل المثال، عمر الجهني، شاب طموح من أملج، بدأ رحلته في عالم الضيافة من نقطة البداية. بعد تخرجه من الجامعة بأملج بتخصص اللغة الإنجليزية، انضم إلى فريق فندق تيرتل باي التابع لوجهة «البحر الأحمر» كقائد مركبة في المكاتب الأمامية.

لم يكن عمر مجرد قائد مركبة، بل كان شغوفاً بقطاع السياحة ومتحمساً للمشاركة في تطوير منطقته. استغل هذه الفرصة ليمارس أصول الضيافة والترحيب بالضيوف التي اعتاد عليها منذ صغره فهو في مجتمع يرحب بضيوفه والزوار، فعمر يقوم بعمله بتفانٍ وإخلاص وبابتسامته بداية من استقبالهم في الفندق وحتى توديعهم.

عمر الجهني شاب طموح من أملج يسطر قصة نجاح ملهمة في السياحة الداخلية بالسعودية (الشرق الأوسط)

بعد عام من العمل الجاد والتفاني، لمع نجم عمر وتمت ترقيته إلى موظف استقبال في عام 2022. يعتبر عمر أن هذه الترقية لم تكن مجرد خطوة في مساره المهني، بل كانت دليلاً على أن الاجتهاد والطموح يفتحان الأبواب في قطاع السياحة المزدهر.

يرى عمر أن قطاع الضيافة يوفر فرصاً وظيفية لا حصر لها، خاصة مع تطور الأعمال في «البحر الأحمر الدولية» الذي يوفر فرصاً كبيرة لأهالي مناطق البحر الأحمر. ويؤكد أن الخطوة الأولى للنجاح في هذا المجال هي الرغبة في التعلم والتطور، حتى لو بدأت من الصفر.

من خلال عمله في مجال الضيافة، تعرف عمر على ثقافات مختلفة واكتسب مهارات قيمة في التواصل والتعامل مع الآخرين. كما استفاد من الدورات الخارجية المقدمة من وزارة السياحة لتطوير مهاراته وتوسيع معرفته.

قصة عمر الجهني هي قصة نجاح ملهمة تثبت أن الطموح والاجتهاد هما مفتاح النجاح في قطاع الضيافة المزدهر في المملكة. ويرى أن «البحر الأحمر الدولية» ساهمت في بناء مستقبله ومستقبل المنطقة ككل.

سعوديات في السياحة

رغد خياط، كابتن الأغذية والمشروبات في فندق تيرتل باي بوجهة «البحر الأحمر»، تعد نموذجاً مشرفاً للشباب السعودي الطموح الذي اختار العمل في قطاع السياحة والفندقة، إيماناً منها بآفاق النمو الواسعة التي يتيحها هذا المجال على الصعيدين المحلي والدولي.

رغد خياط كابتن في الأغذية والمشروبات بفندق تيرتل باي البحر الأحمر (الشرق الأوسط)

تتحدث رغد عن تجربتها بقولها: «اخترت العمل في قطاع السياحة والفندقة، لأنه يشهد نمواً متسارعاً على الصعيد العالمي، ويمثل رافداً اقتصادياً مهماً للدول، رؤية طموحة مثل رؤية (البحر الأحمر الدولية) متوافقة مع رؤية السعودية 2030، وما تقدمه من برامج تدريبية وتطويرية، تؤكد على الاهتمام الكبير بهذا القطاع والحرص على الريادة في السياحة المستدامة».

تضيف رغد أن هذا القطاع يتطلب مهارات متنوعة في التواصل وحل المشكلات والتفكير الإبداعي، ويوفر فرصاً مستمرة للنمو والتطور من خلال التعامل مع مختلف الثقافات واكتساب خبرات جديدة، وتقول: «إن الدعم الحكومي الكبير والاستثمارات المتزايدة في هذا المجال تفتح آفاقاً واسعة للنجاح والتطور المهني».

إيماناً منها بأهمية التدريب النوعي كحجر الأساس للنجاح في أي مجال، حرصت رغد على الالتحاق بـ«البحر الأحمر الدولية» والاستفادة من البرامج والدورات التي تقدمها الشركة لتطوير مهاراتها واكتساب الخبرة الكافية في مجال عملها، واختارت مسار الأغذية والمشروبات تحديداً، إدراكاً منها لأهميته كأحد أهم مقومات الجذب السياحي.

تؤكد رغد أن الأطعمة والمشروبات نافذة على ثقافة وتراث أي مجتمع، ومن خلال المساهمة في إعداد وتقديم الأطباق المحلية للسياح والزوار، تسعى لتعريفهم بهوية المنطقة وجزء من ثقافتها، مضيفة: «هذا ما تسعى إليه رؤية (البحر الأحمر الدولية)، وأنا فخورة بأن أكون جزءاً من هذا الجهد الوطني لتعزيز السياحة في المملكة».

تشير تجربة فنادق ومنتجعات «البحر الأحمر الدولية» إلى أن شباب وشابات السعودية يلعبون دوراً حاسماً في قيادة مستقبل السياحة الداخلية في جزر البحر الأحمر، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتنويع مصادر الدخل الوطني.


مقالات ذات صلة

1000 فعالية سياحية يشهدها «شتاء السعودية» لخَلْق تجارب لا تُنسى

يوميات الشرق الرياض تستضيف أكبر الفعاليات الترفيهية الشتوية في العالم (الشرق الأوسط)

1000 فعالية سياحية يشهدها «شتاء السعودية» لخَلْق تجارب لا تُنسى

تتيح منصة «روح السعودية» للسياح والزوار الراغبين في معلومات إضافية عن برنامج هذا العام، الاطّلاع على العروض والباقات والخصومات الخاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة نافورة بحيرة لومان الاشهر في المدينة (شاترستوك)

جنيف... أناقة بالخط العريض

هل تعلم بأن أكثر من %40 من سكان مدينة جنيف هم من غير السويسريين؟ والسبب هو أن هذه المدينة تضم العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر.

جوسلين إيليا (جنيف)
سفر وسياحة مشهد الغروب يؤكد استثنائية التجربة البصرية (حساب «C-Lounge» في «فيسبوك»)

مغيب الشمس من سطوح بيروت... استثنائية التجربة البصرية

تحلو الجلسة المُطلَّة على مشهد يُبهج النفس ويهدِّئ همَّ الأيام. في بيروت، تتعدَّد الأماكن المشرفة على العاصمة ببحرها ومبانيها وأفقها البعيد حيث تتوارى الشمس

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد يقوم عدد من مقدمي طلبات التأشيرات في مركز التأشيرات بالرياض بإكمال إجراءات طلباتهم (الشرق الأوسط)

نمو طلبات تأشيرات «شنغن» في السعودية بنسبة 23 % هذا العام

كشفت شركة «في إف إس غلوبال» عن أن الطلب على تأشيرات «شنغن» في السعودية شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 23 في المائة هذا العام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
سفر وسياحة فيروز حاضرة في ثنايا فندق القاصوف (الشرق الاوسط)

«القاصوف»... صفحات من تاريخ لبنان الذهبي

يُعدُّ فندق «القاصوف» في بلدة ضهور الشوير، من الأقدم في لبنان والشرق الأوسط، شهرته ملأت الدنيا، وشغلت الناس على مدى سنوات طويلة، قبل أن تدمّره الحرب.

فيفيان حداد (بيروت)

«المعادي»... ضاحية مصرية من «الزمن الجميل»

محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)
محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)
TT

«المعادي»... ضاحية مصرية من «الزمن الجميل»

محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)
محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)

في أفلام «الأبيض والأسود» المصرية القديمة، تطل ضاحية «المعادي» بقصورها الفخمة وفيلاتها الفسيحة وشوارعها المظللة. واليوم حين تزور هذه الضاحية، جنوب القاهرة، يفاجئك أنها لا تزال تحتفظ بطابعها العريق، مع لمسات حياتية عصرية؛ فتستمتع فيها بالأجواء الهادئة الممتزجة بوسائل الراحة الحديثة، مجسدةً تلاقي الماضي والحاضر.

محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)

عندما أقام الخديوي إسماعيل مدينة «حلوان» لتكون مشتى للعائلة الملكية والنبلاء، تحولت المعادي المجاورة من قرية ريفية تتمتع بجمال الطبيعة والمساحات الخضراء، إلى محطة رئيسية في طريق الوصول إلى حلوان. يقول الباحث في التاريخ أمجد عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تتجول في شوارع المعادي تشعر أنك عدت سنوات طويلة للوراء، إلى أجواء الزمن الجميل؛ حيث الهدوء والرقي والمباني الكلاسيكية، والأشجار العتيقة».

بمرور السنوات ازدادت أعداد هذه الأشجار؛ فحين تسير في شوارع المعادي تنبهر بجمال وألوان البونسيانا والجاكرندا والأكاسيا، كما يستوقفك منظر الأشجار المثمرة، مثل المانجو والتوت والنبق والليمون والجوافة. وإذا صادفتَ أحد سكانها في الطريق وسألته عن السر، يقول لك بفخر: «عندما بدأ السكان يقطنون المعادي حدث فيما بينهم ميثاق شرف غير مكتوب، مفاده أن كل من يبني بيتاً أو ينتقل إلى منزل بها، عليه أن يزرع شجرة من اختياره؛ ما جعل المكان كالجنة».

زواحف وحيوانات لهواة السياحة البيئية في محمية وادي دجلة (تصوير: محمد وجيه)

للأماكن القديمة مميزاتها الاستثنائية بالنسبة لكثيرين؛ وليس من الغريب -وفق أمجد- أن تحتفظ المعادي بكل سماتها الأساسية؛ لأنها مكان عريق يرجع إلى عام 1903، فقد كانت في الأصل منطقة زراعية تعبر منها المراكب بين شاطئي النيل، وكان ذلك وراء تسميتها «المعادي»، فهي كلمة مأخوذة من «معدية» الركاب النيلية.

يقول عبد المجيد: «شهدت تطويراً كبيراً عام 1890 لتلائم الطبقة الأرستقراطية التي تمر بها إلى حلوان، إلى أن سكنها أبناء هذه الطبقة؛ حيث قام المهندس الكندي ألكسندر آدامز بتخطيطها، مستلهما طابع القرى الإنجليزية، ومن ثم تميزت المعادي ببيوتها ذات الطابقين والحدائق الخلفية الواسعة. والمفاجأة أن المؤرخ الراحل موفق بيومي قدَّم وثيقة تاريخية تثبت إنشاء أول محطة طاقة شمسية بالمعادي عام 1911؛ لذلك كله فإن الضاحية مسجلة بوصفها منطقة ذات قيمة تراثية».

وحين تزور هذه الضاحية، فإنك تشعر بكل هذا العبق التاريخي والثراء الجمالي للمكان. ورغم نشأة امتدادات لها يرتبط اسمها بها، فإن «المعادي القديمة» لا تزال ملاذاً للأثرياء والجاليات الأجنبية.

المعادي حنين للزمن الجميل (تصوير: مي تركي)

إذا كنتَ من عشاق القراءة، فإنك حين إقامتك في هذا الحي لفترة طويلة أو قصيرة، أو حتى عند زيارته لبضع ساعات، حتماً ستشعر بنوستالجيا غامرة؛ فهنا على سبيل المثال عاش «المغامرون الخمسة» أبطال السلسلة البوليسية الشهيرة في الوطن العربي.

الفنون والتعلم

يجد الأفراد الذين لديهم شغف بالفن ضالتهم في المعادي؛ حيث تحتضن الضاحية فرصاً لا حصر لها للتعلم والإبداع، بدءاً من البازارات الموسمية، وحتى العروض المتنوعة للفنانين المحليين والأجانب. وتزخر بمراكز ثقافية، بعضها فيلَّات قديمة قرر أصحابها تحويلها إلى ساحات للفن، تقدم العروض السينمائية والمسرحية والفنون الحركية التشكيلية، والكتب، وورشات العمل للأطفال والكبار وفصول الرقص، مثل السالسا، والتانغو، والرومبا، فضلاً عن تنظيم أسواق المنتجات اليدوية التقليدية.

«فيلا بيل إيبوك» له طابع خاص في المعادي (صفحة الفندق على فيسبوك)

متعة التسوق

إذا قررتَ الإقامة لفترة في المعادي، فلن تحتاج إلى الخروج بعيداً للتسوق؛ فكل شيء حولك رهن إشارتك، من العلامات العالمية أو المنتجات المحلية. تضم المعادي كثيراً من مجمعات التسوق. وبجانب المولات ستجد متاجر تتخصص في القطع اليدوية الفريدة التي تجمع بين الحرفية التقليدية والجماليات الحديثة. وتشتهر المعادي أيضاً بمتاجر أخرى تبيع منتجات عالية الجودة للعناية الشخصية بأسعار معقولة، مقارنة بالمراكز التجارية.

المعادي حي له سمات خاصة (تصوير: عمر المصري)

التخييم

الاستمتاع بأجواء الصحراء والتخييم في مصر لا يشترط أن تتوجه إلى خارج العاصمة؛ ففي قلب المعادي توجد «محمية وادي دجلة»، وهي من أفضل أماكن التخييم؛ لتمتعها بالطقس المعتدل؛ فهي مناسبة للزيارة في الصيف والشتاء؛ لاحتوائها على تجويفات في الجبل تجعل الجو رطباً حتى مع ارتفاع درجة الحرارة.

داخل المحمية، اترك نفسك لجمال الطبيعة، واستمتع بالهدوء والاسترخاء، وشاهد عن قرب حيوانات وطيور نادرة، سواء كان ذلك سيراً، أو باستخدام الدراجات في المحمية؛ ما يجعل المغامرة أكثر متعة.

فيلَّات محاطة بالأشجار والزهور (تصوير: مي تركي)

جبل الخشب

لا تغادر المعادي بعد زيارة المحمية؛ فإذا كنت من عشاق السياحة البيئية، فأمامك مكان آخر ينتظرك، وهو محمية «الغابة المتحجرة» التي تكونت عبر ملايين السنين، ويُطلق عليها في كثير من المراجع العلمية اسم «جبل الخشب»؛ حيث تعد أثراً جيولوجياً نادراً.

طعام مختلف

لا يوجد في السفر والرحلات أروع من تناول الطعام اللذيذ بعد يوم مليء بالحركة والتنقل. في المعادي أمامك عدد مذهل من المطاعم، وخيارات الطعام التي لا حصر لها. يتوفر كل شيء، بدءاً من المخبوزات الطازجة الساخنة القادمة من مختلف مطابخ العالم، مروراً بأطباق اللحوم المختلفة والأسماك والبيتزا، فضلاً عن مطاعم المأكولات العالمية، مثل السوشي الطازج والأطباق الفنزويلية والبرتغالية وغير ذلك، وصولاً إلى أحدث اتجاهات السلطات والأكل النباتي والصحي.

في مطاعم المعادي انغمس في روعة مذاق أطباق من مختلف مطابخ العالم (تصوير مي تركي)

جولة نيلية

من أروع الأنشطة هناك، الاستمتاع بالإطلالة الساحرة على ضفاف النيل، على متن إحدى البواخر الثابتة أو المتحركة؛ حيث المنظر الخلاب والنسيم المنعش. وهناك يمكنك الاختيار بين تشكيلة متنوعة من أشهى الأطباق، بينما تستمتع عيناك بجمال الطبيعة، وستعيش أيضاً أجواء فنية مميزة؛ حيث تقدم البواخر برامج استعراضية فلكلورية، مثل عروض التنورة على أنغام الموسيقى.

وإذا كنت تبحث عن إقامة مختلفة تجمع بين الرفاهية ودفء البساطة المصرية، فأنصحك بالابتعاد عن الفنادق العالمية الفخمة، واختيار أحد فنادق المعادي القديمة، في فيلات أنيقة مفعمة بذكريات أُسر عريقة، عاشت فيها عشرات السنوات، ومنها فندق «فيلا بيل إيبوك» الذي يعود إلى عشرينات القرن الماضي، وتحيط به المساحات الخضراء.