«تجربة جنونية»… فرنسي يشارك في رحلة فضائية لبضع دقائق

صاروخ شيبرد 4 يحل المهمة NS-25 في 19 مايو 2024 (أ.ف.ب)
صاروخ شيبرد 4 يحل المهمة NS-25 في 19 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

«تجربة جنونية»… فرنسي يشارك في رحلة فضائية لبضع دقائق

صاروخ شيبرد 4 يحل المهمة NS-25 في 19 مايو 2024 (أ.ف.ب)
صاروخ شيبرد 4 يحل المهمة NS-25 في 19 مايو 2024 (أ.ف.ب)

سافر رجل أعمال فرنسي، الأحد، إلى الفضاء لبضع دقائق على متن صاروخ من تصنيع شركة «بلو أوريجن» الأميركية، في رحلة وصفها بأنها «تجربة جنونية» تتيح «منظراً يحبس الأنفاس» للأرض.

وانطلق سيلفان شيرون على متن صاروخ مسمى «نيو شيبرد» من غرب تكساس عند الساعة 9:36 صباحاً بالتوقيت المحلي (14:36 بتوقيت غرينتش). وكان يرافقه في الرحلة خمسة ركاب آخرون. وهذه أول رحلة مأهولة لـ«بلو أوريجن» منذ عامين تقريباً.

وقال سيلفان شيرون (52 عاماً)، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، بعد ساعات قليلة من الرحلة، «إذا ضربتم كل ما تتخيلونه بمائة، ستبقون بعيدين جداً عن الواقع»، مضيفاً: «أشعر وكأنني لا أزال في الفضاء».

رجل الأعمال الفرنسي سيلفان شيرون في تكساس (أ.ف.ب)

وانطلق صاروخ «نيو شيبرد» عمودياً قبل أن تنفصل الكبسولة الموجودة على رأسه خلال الطيران لتصل إلى الفضاء. ثم عادت إلى الأرض وهبطت في صحراء تكساس بعد أقل من عشر دقائق على إطلاقها.

وأكّد شيرون أنّ الإقلاع «كان أقوى جزء في التجربة». وقال: «ترون الأرض تبتعد شيئاً فشيئاً لكن بسرعة جنونية».

وتابع أنه بمجرد الوصول إلى الفضاء، يخيّم «صمت تام، ثم نطفو، ويكون أمامنا منظر يحبس الأنفاس»، مضيفاً: «إنه أمر سحري، تشعرون بالفعل أنكم خارج العالم. الأرض الزرقاء تحتكم، وعائلاتكم تحتكم، وفضاء أسود بعمق لا يوصف في الأعلى».

وخلال عملية الهبوط، لم تُفتح إحدى المظلات الثلاث بشكل تام. لكنّ «بلو أوريجن» أكدت أنّ الكبسولة يمكنها الهبوط بسلام حتى مع مظلة واحدة فقط. وأشار شيرون إلى أنّ الركاب «لم يدركوا» أن خللاً حصل في إحدى المظلات.

خلال عملية الهبوط لم تُفتح إحدى المظلات الثلاث بشكل تام وأكدت «بلو أوريجن» أنّ الكبسولة يمكنها الهبوط بسلام حتى مع مظلة واحدة فقط (أ.ف.ب)

وقد اصطحبت «بلو أوريجن» حتى اليوم 37 شخصاً فوق خط كرمان، الذي يقع على ارتفاع 100 كيلومتر فوق الأرض، بحسب اتفاقية دولية.

وقد ذهب عشرة رواد فضاء فرنسيون فقط إلى الفضاء، آخرهم توما بيسكيه. وفي العام 2023، شاركت الفرنسية الإيطالية كيتي ميزونروج في رحلة فضائية مع شركة منافسة هي «فيرجن غالاكتيك».

«ثورة فضائية»

ورأى شيرون، الذي يرفض بشدة مصطلح «السياحة الفضائية»، أنّ «بلو أوريجن» اختارته من بين «آلاف الطلبات» بسبب ملفه الذي يعكس «شغفه الكبير بالفضاء».

وعن سعر التذكرة الذي لم تذكره «بلو أوريجن»، قال: «نعم، السعر باهظ، لكنه ليس جنونياً تماماً أيضاً». كان سيلفان شيرون مصمماً في شبابه على أن يصبح رائد فضاء، وحصل على رخصة طيار خاص في سن السادسة عشرة، ثم غادر إلى أكاديمية عسكرية أميركية في الصيف لتلقي دروس أخرى في الطيران.

هناك، في فلوريدا، حضر عمليات إقلاع مكوك فضائي. ثم تحول أخيراً إلى دراسة الأعمال في جامعة تمبل في مدينة فيلادلفيا الأميركية، ثم في اليابان. أثناء خدمته العسكرية، كان مدرباً للتزلج لطياري القوات الجوية الفرنسية وحلف شمال الأطلسي.

صاروخ شيبرد 4 يحل المهمة NS-25 في 19 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قبل نحو 25 عاماً، أسس مصنعاً للجعة اليدوية الصنع. لكنه باع الشركة في وقت لاحق ويعمل حالياً على مشروع تقطير للمشروبات.

وقال، الأحد، «إنّ الذهاب إلى الفضاء أمر مذهل لشخص مثلي. لكنني متأكد من أن السفر إلى الفضاء سيكون أسهل بكثير للجيل المقبل». وتابع: «في رأيي، نحن في بداية هذه الثورة الفضائية»، مضيفاً: «لديّ أمنية واحدة فقط، هي أن يتمكن أكبر عدد ممكن من الأشخاص من اختبار هذه التجربة بأسرع وقت ممكن».

والمهمة التي تحمل اسم «إن - إس 25» NS - 25، هي أول رحلة مأهولة لهذا الصاروخ منذ أغسطس (آب) 2022. وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، انتهت رحلة جوية غير مأهولة بتحطم الجزء الذي يدفع الصاروخ. تم تشغيل نظام الطرد التلقائي للكبسولة وسقطت على الأرض، وتم إبطاء سرعتها بواسطة مظلات.

وبعد تحقيق أجرته وكالة تنظيم الطيران المدني (FAA)، أدخلت «بلو أوريجن» تعديلات على الصاروخ ونفذت رحلة جديدة غير مأهولة في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

كبار سنّ

ومن بين الركاب الآخرين في رحلة الأحد، إد دوايت، المولود عام 1933، والذي كان يرغب في أن يصبح أول أميركي من أصل أفريقي يذهب إلى الفضاء، ولكن لم تتح له الفرصة من قبل.

إد دوايت المولود عام 1933 يحتفل بعد عودته من رحلة للفضاء (أ.ف.ب)

وأصبح دوايت نحّاتاً، وتُسلط أعماله المعروضة في المتاحف الضوء على التاريخ وشخصيات أميركية من أصول أفريقية. والأحد، بات دوايت البالغ 90 عاماً و8 أشهر و10 أيام، أكبر شخص يصل إلى الفضاء، محطماً ببضعة أشهر فقط الرقم القياسي للممثل وليام شاتنر الذي أدى دور الكابتن كيرك في سلسلة «ستار تريك» الشهيرة.

وقد سافر شاتنر إلى الفضاء أيضاً عن 90 عاماً على متن صاروخ «بلو أوريجن». وشارك مؤسس الشركة جيف بيزوس بنفسه في أول رحلة مأهولة للصاروخ في يوليو (تموز) 2021.


مقالات ذات صلة

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
TT

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» WTM في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

ويعدّ هذا المعرض الأكثر تأثيراً في صناعة السفر، ويقدم فرصة مثالية لبناء العارضين شبكات قوية تساهم في تعزيز إجراء صفقات تجارية وشراكات جديدة والتعرف على أحدث تطورات السوق السياحية في العالم.

مشاركة قوية من المملكة السعودية (الشرق الأوسط)

ويشارك هذا العام في المعرض 4 آلاف عارض، بما في ذلك مجالس وممثلو السياحة وأصحاب الفنادق والخدمات التكنولوجية والتجارب العالمية وشركات الطيران، بالإضافة إلى انضمام 80 عارضاً جديداً هذا العام. وعلقت جولييت لوساردو، مديرة العارضين: «سيكون عام 2024 أفضل عام حتى الآن بالنسبة إلى سوق السفر العالمي، حيث تشير التوقعات إلى حدوث نمو وتوسع بنسبة 7 في المائة؛ مما يعكس ازدهار قطاع السياحة الدولي».

ويسهم المعرض في تسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة البيئية في صناعة السياحة، إضافة إلى استعادة صناعة السفر من تداعيات جائحة «كوفيد - 19» وكيفية تكييف الشركات مع التغيرات الكبيرة في سلوكيات السفر.

جانب من الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض أيضاً عدداً من الندوات والجلسات حول مواضيع متنوعة مثل الأمن السيبراني والاستثمار في السياحة وكيفية جذب السياح في ظل المنافسة العالمية.

واللافت هذا العام مشاركة المملكة العربية السعودية القوية، حيث تقود وفداً يضم 61 من أصحاب المصلحة الرئيسيين لتسليط الضوء على النمو السريع الذي تشهده البلاد في قطاع السياحة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» هذا العام كثيراً من الأجنحة المميزة والتفاعلية التي ترسخ الحفاوة السعودية، وتبرز الثقافة الغنية والأصيلة، وتسلط الضوء على الطبيعة الساحرة والتنوع الطبيعي والمناخي.

كوكتيلات تُستخدم فيها المنتجات السعودية مثل ورد الطائف (الشرق الأوسط)

وكشفت السعودية خلال المعرض عن خطط سياحية جديدة، وتركت انطباعاً قوياً في «سوق السفر العالمي» من خلال حجم منصات العرض الخاصة بها والعروض التي قدمتها للمشاركين في المعرض وتعريفهم بثقافة البلاد وتقديم القهوة والحلويات التقليدية للضيوف.

وترأس الوفد السعودي أحمد الخطيب، وزير السياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، إلى جانب الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين وشخصيات رئيسية أخرى من قطاع السياحة السعودي.

ويضم الوفد ممثلين عن المنظمات الكبرى مثل وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحية، وشركة «الرحلات البحرية السعودية»، و«طيران الرياض»، و«البحر الأحمر العالمية» و«الهيئة الملكية للعلا».

ويتم عرض المشروعات الرئيسية في المملكة مثل «نيوم»، بالإضافة إلى المعالم الثقافية والترفيهية مثل «موسم الرياض».

مدخل الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (الشرق الأوسط)

وتشارك أيضاً 17 علامة تجارية لفنادق محلية ودولية، وهو ما يمثل أكبر عدد من شركاء الفنادق الممثلين في الجناح السعودي.

وخلال المعرض من المتوقع كشف النقاب عن شراكات جديدة تتماشى مع استراتيجية السياحة التطلعية للمملكة.

وكانت منطقة عسير في السعودية من بين المشاركين الجدد في المعرض هذا العام، حيث قال رئيس قطاع الوجهات السياحية حاتم الحربي: «هذه المشاركة الأولى لنا في ترويج منطقة عسير بصفتها وجهة سياحية بدعم من الهيئة السعودية للسياحة ووزارة السياحة السعودية»، وأضاف أن الغرض من المشاركة هو تقديم منطقة عسير بصفتها إحدى أهم الوجهات السياحية في السعودية؛ لأنها تجرية مختلفة تماماً وباستطاعتها تغيير الصورة النمطية عن المملكة التي تشير إلى أنها مناطق حارة وصحراء فحسب.

«طيران الرياض» من المشاركين في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وقامت «الشرق الأوسط» باختبار معرفة سارة، الدليل السياحي السعودي الأول الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، عن طريق طرح أسئلة عن أجمل الأماكن السياحية وأفضل ما يمكن القيام به في مناطق مختلفة في السعودية، بالإضافة إلى نصائح سياحية... وكانت النتيجة أكثر من جيدة. وبحسب القائمين على المشروع، فمن المتوقع أن تكون سارة متوفرة في مرافق سياحية عدّة ومطارات مختلفة لتقديم المعلومات والنصائح للزوار عن طريق الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أن تطوير «مشروع سارة» استغرق أكثر من عشرة أشهر وتم اختيار ملامحها بتأنٍ لتقدم صورة مشابهة لصورة المرأة السعودية. سارة تتكلم ثلاث لغات، وهي العربية، والانجليزية، والصينية.

وتميز الجناح السعودي بتقديم مجموعة متنوعة من التجارب الغامرة، بما في ذلك جولات الواقع الافتراضي والعروض التقليدية والمأكولات المحلية، وتقديم مشروبات يقوم بتحضيرها الـ«ميكسولوجيست» السعودي يوسف عبد الرحمن الذي شرح لـ«الشرق الأوسط» عن طريقة ابتكاره كوكتيلات سعودية يحضّرها من منتجات محلية، مثل ورد الطائف وخزامى جازان وغيرها.

عرض لمهن تراثية سعودية (الشرق الأوسط)

وتأتي مشاركة المملكة في المعرض في أعقاب إطلاق حملة «حيث يضيء الشتاء» هو جزء من مبادرة «هذه الأرض تنادي» الأوسع. وتهدف هذه المبادرة إلى جذب الزوار إلى الوجهات الرئيسية في السعودية ودعوة المسافرين على مدار العام مثل «موسم الرياض»، و«مهرجان العلا»، وسباق «الجائزة الكبرى السعودي للفورمولا 1» في جدة.

من المتوقع أن تقود الصين والهند النمو المستقبلي في الكثير من أسواق السياحة العالمية، بما في ذلك الشرق الأوسط. وتشير التوقعات أيضاً إلى ازدياد السفر إلى الخارج بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2030.

ألعاب ونشاطات في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تنمو مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.5 تريليون دولار بحلول عام 2033، مما يمثل 11.6 في المائة من الاقتصاد العالمي، وسيوظف 430 مليون شخص حول العالم بمن فيهم ما يقارب 12 في المائة في هذا القطاع.