أمالفي... وجهة برائحة عطر الليمون

محفورة أسفل المنحدرات الصخرية على الساحل الجنوبي الغربي لإيطاليا

بركة سباحة مطلة على روعة البحر (الشرق الأوسط)
بركة سباحة مطلة على روعة البحر (الشرق الأوسط)
TT

أمالفي... وجهة برائحة عطر الليمون

بركة سباحة مطلة على روعة البحر (الشرق الأوسط)
بركة سباحة مطلة على روعة البحر (الشرق الأوسط)

من بين الذكريات التي تبقى محفورة في الذاكرة، الصورة، والموسيقى، والرائحة. كم من مرة نشتم رائحة تأخذنا في رحلة من الذكريات مثل رائحة زخات المطر في أوائل فصل الشتاء عندما تختلط مع التربة، ورائحة عطر ما يذكرنا بشخص عزيز، أو رائحة معينة تذكرنا ببلد ما؟ وبما أننا نتكلم عن الرائحة وارتباطها بمدينة معينة وذكريات لا تنسى، فلا بد من وصف رائحة عطر الليمون على طول ساحل أمالفي الواقع في القسم الجنوبي الغربي لإيطاليا.

ساحل أمالفي المزين بالليمون (شاترستوك)

شعار مدن ساحل أمالفي هو «الليمون»، فلا تخلو محلات بيع التذكارات من صور الليمون التي طُبعت على كاسات الشاي وأدوات المطبخ وغيرها، حتى قطع الحلوى فهي بنكهة الليمون، اللون الأصفر هو الطاغي في هذه البقعة الإيطالية الساحرة المعروفة، كونها وجهة الرومانسيين والهاربين من صخب الحياة.

أمالفي من أشهر مدن الساحل الجنوبي الغربي لإيطاليا المؤلف من 13 مدينة وبلدة أشبه بقطع من المجوهرات المبعثرة على طول 55 كلم من الساحل المدرج على لائحة اليونيسكو، الذي يعدّ من أكثر السواحل سحراً على البحر المتوسط.

بركة سباحة مطلة على روعة البحر (الشرق الأوسط)

السفر داخل إيطاليا سهل جداً بواسطة القطار، يكفي أن تختار نقطة الانطلاق لتجد نفسك حائراً ما بين روعة مدينة وأخرى، فالتنوع سيفوق التوقعات؛ لأن إيطاليا ستبهرك بما تنفرد به كل مدينة فيها بما في ذلك المطبخ، على عكس ما قد يظنه البعض بأن الأكلات الإيطالية تقتصر على الباستا والبيتزا ليكتشفوا أن رحلة بالقطار من منطقة إلى أخرى، وفي وقت لا يزيد على ساعتين، ستغير المطبخ ونكهاته بالكامل.

وجهة الأعراس والرومانسية (الشرق الأوسط)

انطلقنا من روما، حجز القطار سهل جداً ورخيص، وبعد أقل من ساعتين وصلنا إلى محطة نابولي الأقرب إلى أمالفي، إن كان بواسطة القطار أو الجو، وبعدها استأجرنا حافلة خاصة مع سائق؛ لتأخذنا في طرقات ضيقة جداً في رحلة تحبس الأنفاس من ناحيتين: الخوف من ضيق الطرقات، والمناظر الطبيعية الخلابة؛ فهذه الطرقات هي الوسيلة الوحيدة لشق الصخور التي تجد البلدات والمدن في ساحل أمالفي محفورة فيها. وجهتنا كانت مدينة أمالفي الأشهر في هذا الساحل الإيطالي، ويقصدها النجوم والمشاهير والباحثون عن مواقع رومانسية لإقامة أعراسهم على شاطئ البحر أو أعلى الجرف الصخري.

من دير إلى فندق حافظ على تراثه وتاريخه (الشرق الأوسط)

أمالفي، كانت نقطة جذب للطبقة المخملية الأوروبية منذ القرن الثامن عشر، وكانت محطة مهمة في جولاتهم التي كانت تعرف بـ«غراند تورز» أو «الرحلات الكبرى»، التي كانت تغطي معظم أجزاء أوروبا وكانوا يقومون بها بالقطار.

طرقات أمالفي ضيقة جداً لأنها محفورة في الصخر (الشرق الأوسط)

رحلات خاصة

في أمالفي يمكنك القيام بنشاطات فريدة وزيارات برفقة مرشدين محليين بمَن فيهم الكهنة الذين يأخذونك في رحلة تعريفية إلى منطقة رافيلو، التي تبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة للتعرف على أجمل ما يمكن أن تقوم به فيها، ومن أجمله حجز تذكرة لحضور حفل موسيقي كلاسيكي يحييه عازفون إيطاليون عند بزوغ الفجر على شرفة تطل على روعة أمالفي وتسحر الألباب.

رافيلو، تقع على منحدر مرتفع جداً، تتمتع هذه المدينة التي تراها معزولة عن غيرها بكثير من المعطيات التي تهم السائح، ففيها ساحة جميلة، ومقاهٍ إيطالية تقليدية، وسلم يأخذك إلى أعلى نقطة فيها، وكاتدرائية تعود للقرن الحادي عشر، وحدائق فيلا شيمبروني، فأنصحك بزيارة تلك الموجودة في فيلا روفولو ذات الطراز المغربي الكلاسيكي.

رافيلو... من أجمل المناطق القريبة من أمالفي (شاترستوك)

يشار إلى أن فاغنر استلهم كتابة «بارسيفال» في هذه المنطقة بعد تجوله بين أطلالها الرومانسية.

كما يمكن المشي على مسار الآلهة المذهل مثلاً، الذي يعرفه السكان المحليون باسم «سنتييرو ديلي دي»، يمتد على طول جبال لاتاري وسط إطلالات منقطعة النظير على شبه جزيرة سورينتين وجزيرة كابري في الأفق. كما تكشف الرحلة على متن سيارة خاصة إلى مدينتَي بومبي وهيركولانيوم التعرف إلى تفاصيل تاريخية عن حياة الرومانيين القديمة.

تعبر الجولات على متن سيارة فينتاج أو مركبة توك توك خط ساحل أمالفي الشهير مع محطّات في بوسيتانو ورافيلو، في حين توفّر الرحلات على متن طائرة هليكوبتر خاصة فوق المنطقة إطلالات آسرة على التُحف المعمارية في بوسيتانو وسورينتو. وتشمل الرحلات البحرية الرومانسية الخاصة على طول الساحل إطلالات أخّاذة على غروب الشمس خلف جزيرة كابري.

ومن الرحلات المميزة حجز قارب خاص يأخذك في رحلة لوداع الشمس وقت المغيب، ويقوم الكابتن بدورَي الدليل والنادل، فيقدم لك المأكولات الخفيفة، ولمحةً عن كل ما تشاهده على طول الساحل، وكل من بوسيتانو وسورينتو مع إمكانية مشاهدة الفنادق التي ينزل فيها نجوم هوليوود والأثرياء.

من الزيارات الجميلة أيضاً إذا كان لديك الوقت بومبي، وهيركولانيوم؛ فينطلق القطار من سورينتو كل نصف ساعة، وتستغرق الرحلة 30 دقيقة فقط تصل بعدها إلى بومبي و50 دقيقة إلى هيركولانيوم.

الطاهي في «لا لوكاندا دي كانونيكو»... (الشرق الأوسط)

من الرحلات الجميلة أيضاً، زيارة مدرجات حدائق وبساتين الليمون وقرى صيادي الأسماك المحفورة بالصخر. أمالفي أقل زحمة من سورينتو وبوسيتانو وهذا ما يجعل محبي الهدوء يفضلون الإقامة فيها، فيكفيهم التوجه إلى «بياتزا دومو» التي تصطف على جانبيها المقاهي والمحلات الصغيرة بما فيها محلات بيع الآيس كريم بنكهة الليمون أيضاً، وهناك يمكنك الولوج إلى الكاتدرائية النورماندية العربية وبعدها تتناول الإسبريسو الإيطالية على أصولها في أحد المقاهي الصغيرة.

البيتزا على أصولها (شاترستوك)

أجمل عناوين الإقامة

الفنادق في أمالفي والمدن السياحية القريبة منها مميزة بتصميمها المحفور بالصخر نظراً لطبيعة المنطقة، كما أن التاريخ يلعب دوراً مهماً فيها، فتجد بعضها كان في الماضي ديراً يعود إلى القرن الثالث عشر مثل فندق «أنانتارا كونفينيتو دي أمالفي غراند» الذي كان ديراً كبوشياً يتربع على حافة منحدر مطل على أجمل منظر على البحر.

غرف جميلة مطلة على أجمل المناظر (الشرق الأوسط)

عندما تصل إلى مدخل الفندق ستجد الجرس الذي كان يقرعه الرهبان عند وصولهم إلى الدير، واليوم يقرعه الزبائن الذين يبحثون عن الإقامة الراقية في أجواء عبقها السحر وروعة التصميم. خضع الدير لكثير من الأعمال الترميمية ولكنه حافظ على مفرداته الدينية الأثرية التي جعلت منه عنواناً لعاشقي التاريخ، فلا تزال فيه الكنيسة التي بقيت على حالها، بما في ذلك الطابق العلوي الذي تجد فيه الآلة الموسيقية التي كان يجلس عندها الكاهن لعزف الموسيقى، والمكتبة التي تضم الكتب القديمة ونادرة الوجود، وهذه الكنيسة تستقبل النزل على أنغام الترانيم والتراتيل كما تقام فيها الأعراس التي يديرها قسيس.الغرف والأجنحة تم ترميمها بعناية فائقة.

وقد حافظت الأعمال الترميمية المُنفّذة بفائق العناية والدقة على مزايا هذا المبنى التاريخي القائم منذ 800 عام، ومنها الأروقة والباحة الخارجية التي تزينها الأعمدة وما تبقى منها. كما تمّ صون واجهة المبنى للحفاظ على المواد والألوان الأصلية. أما التصميم الداخلي، فقد استوحِي من الدير ومن الحياة البسيطة التي عاشها الرهبان والنساك الذين كان يقيمون فيه، بحيث تم استخدام مواد مُستقدمة من الطبيعة، مثل الأخشاب والجلود والألياف الطبيعية والمعادن الثمينة، وأُضِفيت إليها اللمسات الفاخرة التي تشتهر بها علامة «أنانتارا».

من غرفة للكهنة إلى نزل من فئة «5 نجوم»... (الشرق الأوسط)

يقع الفندق على بعد 15 دقيقة سيراً على الأقدام من وسط بلدة أمالفي ونحو 90 دقيقة بالسيارة من مطار نابولي الدولي، فيوفّر لضيوفه أجواءً ملؤها الهدوء والخصوصية بعيداً عن صخب الحياة من موقع استراتيجي يسهل الوصول إليه.

ويضم الفندق مركزاً صحياً مؤلفاً من 3 غرف، تقدم فيها علاجات التدليك التي تعتمد على زيوت الحمضيات؛ لتعزيز الانتعاش وتجديد الطاقة. هذا وتحتضن الواجهة مركزاً للياقة البدنية في الهواء الطلق مجهّزاً بالكامل بأحدث معدات تكنوجيم ليمارس الضيوف التمارين الرياضية وهم ينعمون بالنسيم العليل، ناهيك عن مسبح تم تجديده حديثاً بجانب حافة المنحدر.

فنادق محفورة في الصخر ومطلة على البحر (الشرق الأوسط)

أين تأكل؟

مطعم «لا لوكاندا ديلا كانونيكا» للشيف جينو سوربيلو، يقدّم 8 أصناف بيتزا مميزة من ابتكار خبير البيتزا العالمي ليحمل الضيوف في رحلة مميزة إلى منطقة كامبانيا. في الواقع، يدعو جينو رواد المطعم إلى تذوّق نكهات المنطقة، بدءاً من الأنشوفة من سيتارا وجبنة بروفولوني ديل موناكو المُستقدمة من مصادر محلية وصولاً إلى الموتزاريلا والريكوتا.

الباستا مع الليمون والبيتزا من أشهر أطباق أمالفي (الشرق الأوسط)

مطعم «دي كابوتشيني» يقدم فيه الشيف التنفيذي كلاوديو لانوتو المكونات الموسمية المزروعة في حديقة الدير لإعداد الأطباق التي تعتمد في معظمها على الليمون (من أشهر الأطباق: المعكرونة مع الليمون). كما يعرّف الضيوف على أجود المنتجات المزروعة في الحديقة، وإذا كنت من محبي تعلم الطهي يمكنك الانضمام إلى حصص تعليمية على يد الشيف لكي تتعلم وصفات خاصة به يقدمها في مطمعه.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
TT

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)
وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» WTM في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

ويعدّ هذا المعرض الأكثر تأثيراً في صناعة السفر، ويقدم فرصة مثالية لبناء العارضين شبكات قوية تساهم في تعزيز إجراء صفقات تجارية وشراكات جديدة والتعرف على أحدث تطورات السوق السياحية في العالم.

مشاركة قوية من المملكة السعودية (الشرق الأوسط)

ويشارك هذا العام في المعرض 4 آلاف عارض، بما في ذلك مجالس وممثلو السياحة وأصحاب الفنادق والخدمات التكنولوجية والتجارب العالمية وشركات الطيران، بالإضافة إلى انضمام 80 عارضاً جديداً هذا العام. وعلقت جولييت لوساردو، مديرة العارضين: «سيكون عام 2024 أفضل عام حتى الآن بالنسبة إلى سوق السفر العالمي، حيث تشير التوقعات إلى حدوث نمو وتوسع بنسبة 7 في المائة؛ مما يعكس ازدهار قطاع السياحة الدولي».

ويسهم المعرض في تسليط الضوء على التحديات والفرص المستقبلية، خصوصاً في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة البيئية في صناعة السياحة، إضافة إلى استعادة صناعة السفر من تداعيات جائحة «كوفيد - 19» وكيفية تكييف الشركات مع التغيرات الكبيرة في سلوكيات السفر.

جانب من الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض أيضاً عدداً من الندوات والجلسات حول مواضيع متنوعة مثل الأمن السيبراني والاستثمار في السياحة وكيفية جذب السياح في ظل المنافسة العالمية.

واللافت هذا العام مشاركة المملكة العربية السعودية القوية، حيث تقود وفداً يضم 61 من أصحاب المصلحة الرئيسيين لتسليط الضوء على النمو السريع الذي تشهده البلاد في قطاع السياحة.

ويحتضن جناح «روح السعودية» هذا العام كثيراً من الأجنحة المميزة والتفاعلية التي ترسخ الحفاوة السعودية، وتبرز الثقافة الغنية والأصيلة، وتسلط الضوء على الطبيعة الساحرة والتنوع الطبيعي والمناخي.

كوكتيلات تُستخدم فيها المنتجات السعودية مثل ورد الطائف (الشرق الأوسط)

وكشفت السعودية خلال المعرض عن خطط سياحية جديدة، وتركت انطباعاً قوياً في «سوق السفر العالمي» من خلال حجم منصات العرض الخاصة بها والعروض التي قدمتها للمشاركين في المعرض وتعريفهم بثقافة البلاد وتقديم القهوة والحلويات التقليدية للضيوف.

وترأس الوفد السعودي أحمد الخطيب، وزير السياحة ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، إلى جانب الرئيس التنفيذي للهيئة فهد حميد الدين وشخصيات رئيسية أخرى من قطاع السياحة السعودي.

ويضم الوفد ممثلين عن المنظمات الكبرى مثل وزارة السياحة وصندوق التنمية السياحية، وشركة «الرحلات البحرية السعودية»، و«طيران الرياض»، و«البحر الأحمر العالمية» و«الهيئة الملكية للعلا».

ويتم عرض المشروعات الرئيسية في المملكة مثل «نيوم»، بالإضافة إلى المعالم الثقافية والترفيهية مثل «موسم الرياض».

مدخل الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (الشرق الأوسط)

وتشارك أيضاً 17 علامة تجارية لفنادق محلية ودولية، وهو ما يمثل أكبر عدد من شركاء الفنادق الممثلين في الجناح السعودي.

وخلال المعرض من المتوقع كشف النقاب عن شراكات جديدة تتماشى مع استراتيجية السياحة التطلعية للمملكة.

وكانت منطقة عسير في السعودية من بين المشاركين الجدد في المعرض هذا العام، حيث قال رئيس قطاع الوجهات السياحية حاتم الحربي: «هذه المشاركة الأولى لنا في ترويج منطقة عسير بصفتها وجهة سياحية بدعم من الهيئة السعودية للسياحة ووزارة السياحة السعودية»، وأضاف أن الغرض من المشاركة هو تقديم منطقة عسير بصفتها إحدى أهم الوجهات السياحية في السعودية؛ لأنها تجرية مختلفة تماماً وباستطاعتها تغيير الصورة النمطية عن المملكة التي تشير إلى أنها مناطق حارة وصحراء فحسب.

«طيران الرياض» من المشاركين في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وقامت «الشرق الأوسط» باختبار معرفة سارة، الدليل السياحي السعودي الأول الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، عن طريق طرح أسئلة عن أجمل الأماكن السياحية وأفضل ما يمكن القيام به في مناطق مختلفة في السعودية، بالإضافة إلى نصائح سياحية... وكانت النتيجة أكثر من جيدة. وبحسب القائمين على المشروع، فمن المتوقع أن تكون سارة متوفرة في مرافق سياحية عدّة ومطارات مختلفة لتقديم المعلومات والنصائح للزوار عن طريق الذكاء الاصطناعي.

يشار إلى أن تطوير «مشروع سارة» استغرق أكثر من عشرة أشهر وتم اختيار ملامحها بتأنٍ لتقدم صورة مشابهة لصورة المرأة السعودية. سارة تتكلم ثلاث لغات، وهي العربية، والانجليزية، والصينية.

وتميز الجناح السعودي بتقديم مجموعة متنوعة من التجارب الغامرة، بما في ذلك جولات الواقع الافتراضي والعروض التقليدية والمأكولات المحلية، وتقديم مشروبات يقوم بتحضيرها الـ«ميكسولوجيست» السعودي يوسف عبد الرحمن الذي شرح لـ«الشرق الأوسط» عن طريقة ابتكاره كوكتيلات سعودية يحضّرها من منتجات محلية، مثل ورد الطائف وخزامى جازان وغيرها.

عرض لمهن تراثية سعودية (الشرق الأوسط)

وتأتي مشاركة المملكة في المعرض في أعقاب إطلاق حملة «حيث يضيء الشتاء» هو جزء من مبادرة «هذه الأرض تنادي» الأوسع. وتهدف هذه المبادرة إلى جذب الزوار إلى الوجهات الرئيسية في السعودية ودعوة المسافرين على مدار العام مثل «موسم الرياض»، و«مهرجان العلا»، وسباق «الجائزة الكبرى السعودي للفورمولا 1» في جدة.

من المتوقع أن تقود الصين والهند النمو المستقبلي في الكثير من أسواق السياحة العالمية، بما في ذلك الشرق الأوسط. وتشير التوقعات أيضاً إلى ازدياد السفر إلى الخارج بنسبة 80 في المائة بحلول عام 2030.

ألعاب ونشاطات في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

وتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن تنمو مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 15.5 تريليون دولار بحلول عام 2033، مما يمثل 11.6 في المائة من الاقتصاد العالمي، وسيوظف 430 مليون شخص حول العالم بمن فيهم ما يقارب 12 في المائة في هذا القطاع.