أبها... تراث الشرق وجمال الغرب وأصالة الجنوب

لوحة سياحية متنوعة التفاصيل

أشجار «جاكرندا» تزيّن مدينة أبها السعودية (الشرق الأوسط)
أشجار «جاكرندا» تزيّن مدينة أبها السعودية (الشرق الأوسط)
TT

أبها... تراث الشرق وجمال الغرب وأصالة الجنوب

أشجار «جاكرندا» تزيّن مدينة أبها السعودية (الشرق الأوسط)
أشجار «جاكرندا» تزيّن مدينة أبها السعودية (الشرق الأوسط)

تُعدّ مدينة أبها (جنوب السعودية) واحدة من أجمل المصايف العربية؛ نظراً لأجوائها الساحرة على مدار العام، وتعدّ من أجمل وجهات الاستجمام؛ كونها أيقونة الضباب وموطن الطبيعة الخلابة، التي جمعت مفردات الجمال في جبالها الخضراء، وسهولها، ومبانيها التراثية الملونة، التي تزيّنها الحفاوة وكرم الضيافة والتقاليد الأصيلة والمعالم الأثرية العريقة.

وتحظى أبها بالكثير من الأماكن والوجهات والتجارب السياحية الجذابة، والتي تستقطب إليها سنوياً آلاف السياح من الداخل والخارج، للاستمتاع بهذا المزيج الممتع من السحر والجمال والأصالة والفخامة في آن معاً.

ومن يزُر أبها، فلا بد أن يزور المدينة العالية، أمام متنزه عسير الوطني؛ ليتعرف على كنز الطبيعة الذي ينافس أجمل الوجهات الأوروبية، كما لا بد له أيضاً أن يتوجه إلى قمة جبل السودة، الواقعة على ارتفاع أكثر من 3000 متر عن سطح البحر.

أشجار «جاكرندا» تزيّن مدينة أبها السعودية (الشرق الأوسط)

جبال السودة

وفي جبال السودة يمكن للزائر أن يحتضن السحاب بين ذراعيه، أو يحلّق في سماء الخيال، مستنشقاً رحيق الطبيعة البكر، في مناظر رائعة السحر، عبر عربات التليفريك المعلقة، والتي تنطلق من أعلى السودة إلى وادي العوص، حيث قرية رجال ألمع التراثية، التي تجذب أنظار الزائرين بأبنيتها على حواف الأجراف الجبلية، والسلالم المعلقة التي يعود تاريخ بنائها لأكثر من 500 سنة، حيث يجري العمل الآن على تسجيلها ضمن التراث الإنساني العالمي بمنظمة «اليونيسكو».

رجال ألمع

تحتوي قرية رجال ألمع على قصور حجرية عريقة، يرتفع بعضها على علو نحو ثمانية طوابق، وهي قريةٌ تتميز بالنقوش التراثية الفنية، وفيها أيضاً قصر ألمع العتيق، والذي جُهز ليكون متحفاً للحفاظ على تُراث القرية، ويمكن التمتع بمشاهدتها بواسطة جولة على متن التليفريك، وتناول أشهى الأطباق في مطاعمها ذات الإطلالة الخلابة.

المسطحات الخضراء تعانق السحاب وتحيط أبها من كل الجوانب (الشرق الأوسط)

قرية المفتاحة

ومن معالم التراث أيضا في مدينة أبها قرية المفتاحة، التي يمتد عمرها لمئات السنين، وهي إحدى أجمل القرى السياحية بالمملكة، ومن أهم المراكز الثقافية والإبداعية التي يقصدها عشاق الفنون التراثية والتشكيلية والفوتوغرافية والحرف والصناعات اليدوية.

أقيمت قرية المفتاحة الحديثة على نفس طراز القرية القديمة، لتصبح ذات طابع تقليدي يحاكي تصميم القرية القديمة لإحيائها بالفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة التي تجذب أهالي المنطقة وزوارها.

وتمثل قرية المفتاحة، التي تتميز بطريقة بناء فريدة، الطراز المعماري الذي يعكس التراث الأصيل لمنطقة عسير، ويمتاز بالجدران الطينية السميكة والظلال، كما تمزج مبانيها المتلاصقة على امتداد الممرات الداخلية والخارجية بين الألوان الزاهية والمبهجة.

قرية مدهال مليئة بالعروض الفنية والعجائب الطبيعية (الشرق الأوسط)

وتضم المفتاحة قرية تشكيلية، تعدّ من أكبر القرى على مستوى الشرق الأوسط التي بالفن التشكيلي والفنانين، وتقام فيها المعارض والمراسم التي تمكّن الفنانين من ممارسة أنشطتهم من خلالها.

معالم أثرية

ومدينة أبها متعددة المعالم الأثرية التي تعزز من قيمتها كواجهة سياحية وأثرية تاريخية مهمة، كالقلاع الأثرية والتاريخية التي تنتشر في أنحاء مدينة أبها، مثل: قلعة أبو خيال الأثرية وقلعة شمسان وقلعة الدقل التاريخية، وكذلك يجد السائح فيها عدداً من الأماكن التاريخية، ما بين متحف ألمع للتراث، وقرية المفتاحة، ومركز الملك فهد الثقافي، وقصر الملحة، وقصر شدا الأثري، والجسر العثماني في حي البسطة، إلى جانب الأسواق الشعبية التي حافظت أمانة أبها عليها، وأبرزها سوق الثلاثاء، وسوق ربوع آل يزيد، وسوق سبت بني رزام وسوق الجمعة بالواديين، والتي يتمكن فيها الزائر من شراء التحف والتذكارات والأزياء الشعبية، بالإضافة إلى عدد من أماكن الترفيه والمولات والمراكز التجارية.

كورنيش الضباب

وفي «كورنيش الضباب» يبدو المشهد خيالياً، حيث يقف المتنزهون فوق كتل كثيفة من السحاب، وهو يعدّ من أجمل العجائب الطبيعية في المملكة والمنطقة بأكملها، حيث يعطي الزوار شعوراً وكأنهم يتجولون بين الغيوم، خاصة وهو يطل على جبال تهامة الخضراء الشاهقة، وتقضي فيه العائلات والأصدقاء أوقاتاً ممتعة، ويستمتعون بتجربة سياحية فريدة.

وأهم ما يميز أبها أنها تحمل سحر الشرق بتراثها العريق، وجمال الغرب بطبيعتها الخلابة، وهدوء الجنوب بتقاليدها الأصيلة، كما ترتبط جبالها بروح الإثارة والمغامرة، حيث تحظى المملكة بعدد كبير من تلك الجبال عبر جغرافيتها المترامية وتضاريسها المختلفة؛ وهو ما يكسب طبيعتها ثراءً وغموضاً ومتعة، وهو أيضاً ما يبحث عنه عشاق المغامرة في العالم.

رياضات متنوعة

فإذا كانت الجبال الشهيرة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، مثل إيفريست وكيلمَنجارو والأنديز، وغيرها، تستقطب آلاف السياح من شتى أنحاء العالم من أجل ممارسة التسلق، أو رياضة المشي الجبلي (الهايكينغ)، فإن جبال عسير بمناظرها الخلابة، وتضاريسها المميزة، وأجوائها الساحرة، خاصة في فصل الصيف، تستقطب أيضاً آلاف السياح على مدار العام، وخاصة من عشاق تلك الرياضة، سواء من السعودية أو منطقة الخليج، بالإضافة إلى عشاق رياضات وألعاب أخرى أكثر إثارة ومغامرة ومتعة، مثل الطيران الشراعي، الذي تمتاز به منطقة السودة، ليستمتع السابحون في فضاء تلك المنطقة بأروع أجواء ومناظر طبيعية تخطف القلوب.

وتحتضن أبها وكثير من مناطق الجنوب أفضل الأماكن لممارسة «الهايكينغ» والرياضات الجبلية والمغامرة، حيث تتمتع بطبيعة رائعة وأجواء ممتعة وطبيعة خلابة، كما تضم الكثير من الأندية المتخصصة في تلك الأنشطة.

السياحة الريفية

وإلى جانب ما تحظى به مدينة أبها من فنادق ومنتجعات فاخرة، ومن وجهات ومرافق ومقومات جذب سياحي كبيرة ذات طابع ريفي وجبلي ممتع، فإن قراها أيضا تعد أحد أهم مظاهر الجذب السياحي للعائلات والأفراد من هواة الطبيعة والهدوء والاسترخاء، من خلال ما يعرف بالسياحة الريفية، حيث تمنح للسائح متعة خاصة في زيارة المدرجات الزراعية الخضراء التي تعد من أجمل مظاهر الحياة الريفية خاصةً في أوقات الصيف، بالإضافة إلى ما تحمله تلك المدرجات من مناظر خلابة ومساحات ممتدة من الخضرة التي تخطف الأنظار بجمالها، وتتيح للسائح تجربة لا تنسى من معايشة الطبيعة والتعرف على الطيور والمزروعات والفواكه، والتي تكثر في فصل الصيف في جبال عسير، مثل المشمش، والرمان، والعنب، والتفاح والبرتقال، وغيرها.

ويحظى النشاط السياحي في مدينة أبها بقبول كبير من شباب وأهالي المنطقة، حيث يعمل عدد منهم على تحويل مزارعهم الجبلية مرافق ومنشآت سياحية، تسهم في تعزيز الاستثمار المحلي وتطوير منظومة العمل في مجال السياحة والفندقة، كما تمنح السائح والزائر تجربة فريدة للاستمتاع بالطبيعة الساحرة وكرم الضيافة والحفاوة التي عرف بها أهالي المنطقة عبر التاريخ.

وتستقطب أبها أعداداً كبيرة من السياح سنوياً من المنطقة العربية والعالم، خاصة بعد أن أصبح إصدار التأشيرات والقدوم إلى المملكة أكثر سهولة وسلاسة وأماناً من أي وقت مضى، مع توفر عدد من التأشيرات التي تتيح جميعها أداء العمرة والزيارة والتجول في جميع أنحاء المملكة، وهي تأشيرة العمرة، وتأشيرة السياحة، وتأشيرة المرور، وتأشيرة الأهل والأصدقاء، مع تمكين مواطني 63 دولة من إصدار التأشيرة الإلكترونية أو عند الوصول، بالإضافة للمقيمين بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وحاملي تأشيرات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والشنغن، والمقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
TT

مساعٍ سعودية لتحويل 8 مدن واعدة إلى وجهات عالمية

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)
التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

وسط مسعى السعودية لتنمية مدنها والارتقاء بمعايير جودة الحياة العصرية وتوسيع نطاق العروض السياحية، أبرم عدد من الجهات في القطاعين الخاص والحكومي اتفاقيات بارزة مؤخّراً في هذا الإطار، وشهد معرض «سيتي سكيب» العالمي في الرياض توقيع عدد من هذه الاتفاقيات.

وبهدف تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية، أعلنت «أسفار»، الشركة السعودية للاستثمار السياحي، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن توقيع مذكرة تفاهم مع «وزارة البلديات والإسكان»، ووفقاً للمسؤولين، سيوفّر هذا التعاون الاستراتيجي فرصاً ترفيهية وثقافية ورياضية جديدة في الأماكن العامة غير المستغلة، ما يسهم في نمو قطاع السياحة في البلاد.

تعزيز الثقافة المحلية والجمال الطبيعي للمناطق

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال الدكتور فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار: «نسعى إلى تحويل المدن الواعدة في السعودية إلى وجهات عالمية من خلال استثمارات استراتيجية تعزز الثقافة المحلية، وتبرز الجمال الطبيعي الفريد لكل منطقة». وأضاف أن هذه المبادرات «تمثِّل خطوة مهمة في رحلتنا المستمرة نحو بناء شراكات قوية وتوحيد الجهود بين القطاعين العام والخاص لدفع عجلة السياحة في السعودية».

جانب من التوقيع بين «وزارة البلديات والإسكان» و«أسفار» إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة السعودي. (الشرق الأوسط)

وبحسب ابن مشيط، تتطلّع «أسفار» إلى تعزيز علاقتها مع البلديات وهيئات تطوير المناطق التي تستثمر فيها لتحقيق مهمتها، كاشفاً عن التزام بـ«ترسيخ مكانة السعودية على خريطة السياحة العالمية، وأن نكون جسراً نحو نمو مستدام يحقق قيمة طويلة الأمد للمجتمعات السعودية عبر كافة مناطق السعودية وإثراء تجارب الزوار».

تحويل المساحات إلى وجهات حيوية

وعلمت «الشرق الأوسط» أن التعاون الاستراتيجي يستهدف أيضاً تحويل المساحات غير المستغلة إلى وجهات مجتمعية حيوية، ما يساعد في تحسين جودة الحياة في عدد من المدن الواعدة في السعودية عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر، وذلك تماشياً مع مشروع «بهجة» المبادرة الوطنية للوزارة، بهدف تنمية المدن وتعزيز رفاهية سكانها وتجربة زوارها نحو تحقيق مفهوم جودة الحياة، كما يتناغم مع ما تلتزم به «أسفار» من تحويل المدن الواعدة إلى وجهات سياحية بارزة، تحقيقاً لمستهدفات «رؤية السعودية 2030».

التعاون يستهدف تحسين جودة الحياة عبر تجديد الحدائق والمرافق البلدية بشكل مبتكر (واس)

8 مدن واعدة

ووفقاً لمصادر «الشرق الأوسط»، جاءت الـ8 مدن الواعدة، التي ستعمل «أسفار» على تحويلها إلى وجهات سياحية بارزة كالتالي: الأحساء، الباحة، الجوف، حائل، الخبر، ينبع، الطائف، الدمام.

وفي الإطار ذاته، أُبرمت الاثنين اتفاقية ثلاثية، جمعت أمانة المنطقة الشرقية، وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وشركة «أسفار»، بحضور خالد البكر الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة في السعودية، وهدفت الاتفاقية إلى تعزيز الاستثمار السياحي في مدينة الخبر، ودعم أهداف برنامج جودة الحياة في السعودية، وتضمّنت الاتفاقية إلى جانب تعزيز الوجهات السياحية والترفيهية في المنطقة الشرقية، وتحديداً مدينة الخُبر، تطوير موقع «الكورنيش الجنوبي» ليصبح وجهة سياحية متكاملة ورائدة في القطاع السياحي للمواطنين، المقيمين والزوار على حد سواء.