من أين تبدأ في إميليا رومانيا؟

رحلة إلى أرض المعكرونة والجبن والأطباق الغنية في إيطاليا

الرافيلو بمختلف أنواعه من أهم أطباق المنطقة (شاترستوك)
الرافيلو بمختلف أنواعه من أهم أطباق المنطقة (شاترستوك)
TT

من أين تبدأ في إميليا رومانيا؟

الرافيلو بمختلف أنواعه من أهم أطباق المنطقة (شاترستوك)
الرافيلو بمختلف أنواعه من أهم أطباق المنطقة (شاترستوك)

أخبر الناس أنك ذاهب إلى إميليا رومانيا، المنطقة الغنية بالأغذية في شمال إيطاليا، وتلي ذلك توصيات غير مجدية: أماكن للاستجمام مع رافيولي الفستق، وسندويتشات المورتديلا، واللازانيا بتوابل البربري، والجيلاتو «الجيد فعلاً».

ربما تكون أعظم مدينة للأغذية في العالم، كما قال أحد الأصدقاء عن بولونيا، أكبر مدينة في إميليا رومانيا، بالإضافة إلى عاصمتها. وقال آخر: «ما وراء السحر واللذة العارمة».

عندما وصلت إلى بولونيا في أواخر شهر مارس (آذار)، كان عقلي يتساءل: هل من الأفضل أن أتناول المقبلات في المكان الموجود أسفل الرواق أو في الممر؟ هل سيكون تجديفاً الحصول على البيتزا؟ متى سيكون لدي وقت لتناول شطيرة المورتديلا؟ هل هناك أي شيء يمكن فعله غير تناول الطعام؟

الحقيقة حول إميليا رومانيا أنه لا يمكنك سوى أن تأكل جيداً، سواء كان ذلك في مطعم حائز على نجمة ميشلان -هذا هو منزل الشيف ومالك المطعم ماسيمو بوتورا الذي وضع معبده للمطبخ الحديث: «أوستريا فرانشيسكانا»، المنطقة بأسرها على خريطة محبي الأطعمة، عندما افتتحه قبل 3 عقود- أو ربما في حانة متواضعة على شارع مرصوف بالحصى.

إميليا ريجينيا من أهم مناطق الطعام في إيطاليا (شاترستوك)

يقول بوتورا: «نحن لا نملك الدولومايت (إشارة إلى جبال الدولومايت)»، بينما كان يقود واحدة من سياراته الكثيرة المصنعة بطراز إميليا رومانيا (مازيراتي) على طريق ريفي. وأضاف: «ليس لدينا ساحل أمالفي؛ لكن لدينا الريف. لدينا وادي الطعام».

ثم هناك الرحلات التي يجب القيام بها، والحرفيون الذين تجب زيارتهم، والسيارات التي تجب قيادتها: فيراري ولامبورغيني، فضلاً عن مازيراتي، وكلها تصنع هنا. وبينما كنت أستعد لرحلتي، بدت قائمة الأمور التي يجب أن نتناولها ونراها ونفعلها لا نهاية لها.

أولاً، تورتيلينيكانت محطتي الأولى، بعد فترة وجيزة من هبوطي في بولونيا. العشاء في «سانجيوفيزي»، وهو مطعم دافئ مغطى بالخشب في فيكولو ديل فالكوني. انضمت إليَّ صديقتي أماندا مونتيل، المؤلفة ومضيفة «البودكاست» التي كانت تقضي شهراً في المدينة. وقالت: «أردت أن أبقى في مكان ما يبدو غريباً ولكنه مفتوح. أحب الاستمتاع بأجواء الجامعة». جامعة بولونيا التي تأسست عام 1088، هي من بين أقدم الجامعات في العالم، وتحيط بها كتل بطريقة تستحضر شوارع قرية غرينتش حول جامعة نيويورك.

بعد أن وصلت مؤخراً، وبعد عدم رؤيتي للسلطة منذ أيام، طلبت طبقاً جانبياً من الخضراوات الطازجة مع «تورتيليني أون برودو» (تورتيليني بالمرق). وقد أبلغت السيدة مونتيل هذا إلى النادل بالإيطالية، وجاءت استجابة النادل باللغة الإنجليزية.

قال النادل: «مع الطبق الرئيسي؟»، فقالت وهي تهز رأسها نافية: «لا، لا». «التورتيليني هو ملك المعكرونة»، وهو ملك يتحاشى الرفاق، كما يبدو. «فلا خضراوات معه».

نتج عن بعض الذهاب والإياب وصول طبق من السبانخ المطهية على البخار، مصحوبة بـ«مقبلات أنتيباستو» من المورتديلا، و«بارميجيانو ريجيانو» (منتجات خاضعة لشهادة حماية المنشأ في المنطقة، وهي شهادة تضمن زراعتها أو إنتاجها محلياً). النادل كان على حق. لا يوجد مكان للخضراوات على هذه الطاولة. يمكنني تناول السبانخ المطهية على البخار في أي مكان.

السير في «درب الآلهة»

في الصباح التالي، كان من المقرر أن أسير على الأقدام في جزء من «درب الآلهة»، وهو ممر طوله 84 ميلاً يربط بولونيا بفلورنسا. بعد قضاء أمسية ممتعة في «فيلوتو»، وهي عبارة عن حانة أنيقة تقع على مسافة 10 دقائق سيراً على الأقدام من المطعم، بالقرب من ساحة بولونيا المركزية، استيقظت وأنا أستعد للذهاب. «كم من الوقت تستغرقه السيارة؟» سألت كاتيا ألبيرتي، المرشدة المحلية التي التقت بي في فندقي، وهي تنظر إلى عصيها التي تمشي بها بعين الشك. ما مدى وعورة هذا الطريق؟ «لا سيارة»، قالتها بشيء من اللطف.

جلسات خارجية جميلة (شاترستوك)

قبل أن تشق طريقها عبر الريف إلى فلورنسا، تهب رياح «درب الآلهة» لمسافة 4 أميال على طول شوارع بولونيا، أسفل شوارع المدينة. تشكل الأروقة المبنية منذ العصور الوسطى المبكرة فصاعداً، سلسلة من الطرق المظللة التي تحميها «اليونيسكو»، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، والتي تغطي أكثر من 38 ميلاً إذا ما ارتبط بعضها ببعض.

كانت كنيسة سانتواريو دي سان لوكا -وهي كنيسة فخمة من القرن الثامن عشر تُقدم إطلالات بانورامية على بولونيا والتلال الخضراء في الخلفية- مقصداً للتنزه سيراً على الأقدام على طول «درب الآلهة».

قالت ألبيرتي: «الجزء الذي نقوم بزيارته -وهو رواق دي سان لوكا- هو أطول رواق في العالم». في البداية، كنا نسير إلى جانب المتاجر والمطاعم والأكشاك. فانبثقت عن هذه الطريق سلسلة من الدرجات، ومسار منحدر إلى أعلى ومغطى بالرواق. ظهرت جداريات دينية. وقالت ألبيرتي: «في الماضي، كنتَ إذا اقترفتَ شيئاً سيئاً وتريد من مريم العذراء أن تسامحك، فعليك القيام بهذه الرحلة سيراً على ركبتيك. الآن هو مكان للمشي والركض، ولكن في ذلك الوقت، كان مكاناً للصلاة».

إلى داخل البلادكنت أقود سيارتي لمدة 40 دقيقة إلى «كاسا ماريا لويجيا»، وهو نزل فاخر يتكون من 12 غرفة مع الإفطار في مودينا، افتتحه بوتورا وزوجته لارا غيلمور عام 2019. قالت غيلمور، وهي ترحب بي في الفناء الخلفي المتسع للغاية من المبنى، مرتدية قبقاب ومئزر: «كان من المفترض أن يكون ذلك وطننا». وتحولت إلى وظيفة بدوام كامل ألهمت كتاباً سوف يصدر هذا الخريف بعنوان «الطعام البطيء، والسيارات السريعة» الذي شاركها زوجها في تأليفه.

الفن من مجموعة الزوجين يزين الضيعة (يمكن لأعمال دوان هانسون الفنية في صالة الألعاب الرياضية أن تثير الكوابيس).

الرافيلو بمختلف أنواعه من أهم أطباق المنطقة (شاترستوك)

وتغطي سجلات موسيقى الجاز والروك والكلاسيكية التي جمعها بوتورا، جدران غرفة الاستماع المجهزة بدوَّارة الأسطوانات (إذ يمكن للضيوف تقديم طلباتهم).

قالت غيلمور: «إننا نتبع نهجاً شخصياً للغاية»؛ حيث أعدت طاولة جانبية لضيفين أرادا وضع المشروبات الخاصة بهما. سألتها إن كان بإمكانها التوصية بمسار للركض. في صباح اليوم التالي، وجدتها في الطابق السفلي بأحذية رياضية. وقالت: «ليس لدي الوقت لأركب الدراجة الهوائية حتى جبال الأبينين اليوم على أي حال»، في إشارة إلى سلسلة الجبال التي تشكل الحدود الجنوبية لإميليا رومانيا، بينما كنت ألتقط أنفاسي بسرعة إلى جانبها. وأضافت: «يجب أن تتأكدوا من تناول الإفطار»، قالتها ونحن نستكمل دورة من 4 أميال. «إنها متعة مطلقة».

كان من المقرر أن أتفقد سوق ميركاتو ألبينيلي، سوق المزارعين في مودينا الذي يعود تاريخه إلى ما يقرب من قرن من الزمن، وكذلك كاتدرائية مودينا، وهي بناء من رخام كارارا من القرن الحادي عشر. أيضاً على جدول أعمالي: مصنع «كاسيفيشيو روسولا» لمنتجات الألبان، ومعمل «كانتينا ديلا فولتا» لإنتاج نبيذ «لامبروسكو» الإيطالي الشهير والذي تديره النساء. وقالت السيدة غيلمور: «لو كنت تأخرت قليلاً؛ لكن لا بأس بذلك». وبددت مخاوفي بقولها: «إنها مدينة مودينا».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
TT

ستيفاني قبلان تروّج للبنان عبر لهجات مناطقه

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)
تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

يحتار «البلوغرز» والمدوّنون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أي موضوعات عليهم مقاربتها لاستقطاب متابعين لهم. وغالباً ما تأتي الأفكار متشابهة. ولكن المخرجة اللبنانية ستيفاني قبلان عرفت كيف تنطلق في هذا الإطار، واختارت الإضاءة على لهجات المناطق اللبنانية بوصفها محتوى لمنشوراتها الإلكترونية. ومنذ إطلالتها الأولى عبر حساباتها على «تيك توك» و«إنستغرام» و«فيسبوك» حصدت النجاح. نجاح لم يقتصر على متابعيها من لبنانيين، وإنما شمل بلداناً عربية وغربية، أعجب المقيمين فيها بسبب المحتوى المرتبط بالجذور. فاللهجات كما اللغات تحيي تراث الأوطان وتقاليدها. ومن هذا الباب بالذات، تفاعل متابعو ستيفاني معها؛ إذ راح كل منهم يطالبها بزيارة بلدتهم أو بلادهم.

كل ينتمي إلى مكان ما يحمل خصوصية في عاداته وتقاليده. وتشكل اللهجة التي يتحدثون بها علامة فارقة لهم، فتشير إلى انتمائهم بوضوح مطبقين من خلالها مقولة «من لهجتهم تعرفونهم».

تُلاقي تفاعلاً ملحوظاً من أهالي المناطق (الشرق الأوسط)

استهلت قبلان مشوارها هذا من عقر دارها مدينة البترون. هذه البلدة التي تشكل مسقط رأسها تتمتع بلهجة شمالية مشهورة بها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أهل البترون يحشرون حرف الشين في كل كلمة ينطقون بها. (أيش) و(ليش) و(معليش) و(أبعرفش) و(أبديش) وغيرها. ولكل منطقة مصطلحات خاصة تُعرف بها. فإذا أخذنا كلمة طاولة نجدها بعدة نسخ: (سكملة) و(وقافة) و(ترابيزة)، حتى الساندويتش له أسماء مختلفة كـ(لفافة) و(عروس) و(لقمة). جذبتني هذه اللهجات وقررت أن أغوص فيها من باب الإضاءة عليها».

تعد ستيفاني ما تقوم به جسر تواصل بين مختلف بلدات لبنان ومدنه. وكذلك وسيلة لتعريف جيل الشباب إلى أصولهم وتقاليدهم. فجولاتها لم تقتصر فقط على مدينة البترون وإنما طالت قراها وجرودها. وزارت مناطق أخرى تقع في جنوب لبنان مثل مدينة جزين. تروي لـ«الشرق الأوسط» كيف اختارت هذا المحتوى. فهي إضافة إلى شغفها بالإخراج كانت تتمنى لو درست الترجمة. تجيد التكلم بخمس لغات، وفي الوقت نفسه تحب اكتشاف لهجات موطنها. «هذا المجال واسع جداً ويتعلق بالتاريخ والجغرافيا لكل منطقة. هناك احتلالات وانتدابات شهدها لبنان، أثرت في لهجات مناطقه وعلى عادات أهله. وعندما نتعمّق في هذا الموضوع يصبح الأمر بمثابة متعة. فلا أشبع من البحث عن قاموس كل بلدة ومصطلحاتها الخاصة بكلمات تستخدمها في أحاديثها».

تسير ستيفاني في شوارع مدينتها التي تعج بسيّاح عرب وأجانب. وكذلك بزوّار من المنطقة وجوارها، خصوصاً من بيروت. وأول سؤال تطرحه على الزائر «إنت من وين؟»، ومن هناك تنطلق بتحضير محتواها الإلكتروني. وتعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أحب هذا التفاعل المباشر مع الناس. واكتشاف لهجتهم أمر يعنيني كثيراً؛ لأنني أتوق إلى التعرف على لبنان بأكمله».

عندما تلتقي زائراً غير لبناني يأخذ الحديث معه منحى آخر. «أحيانا أستوقف شخصاً من الأردن أو مصر أو العراق. وبالصدفة أدرك أنه غير لبناني ونبدأ معاً في التكلم عن لهجته. وتفاجأت بوجود كلمات متشابهة نستخدمها جميعاً في بلداننا العربية. فكلمة (ليش) رائجة جداً في المنطقة العربية. وكل منا يلفظها على طريقته».

توقع ستيفاني كل منشور لها بكلمة «وهيك». فصارت بمثابة «توقيع» خاص بفيديوهات مصورة تختتمها بها. كما عمدت إلى طبع سلسلة قمصان قطنية تحمل هذه الكلمة وغيرها من عبارات بترونية مثل «أيش في». «انطلقت في هذه الخطوة من باب تحقيق انتشار أوسع للهجاتنا اللبنانية، وأطلقت عليها اسم (كلمات)». من تصميمها وتوقيعها باتت هذه القمصان تطلب من مدن لبنانية وعربية. وتتابع: «في إحدى المرات ارتديت قميصاً كتب عليه عبارة (وهيك). فوصلتني مئات الرسائل تطالبني بواحدة منها. من هناك بدأت هذه الفكرة تشق طريقها ولاقت تجاوباً كبيراً من متابعيَّ».

عبارة «أيش ما أيش؟» مشهورة في البترون (الشرق الأوسط)

وتخطط ستيفاني حالياً لتوسيع فكرة محتواها؛ ليشمل التقاليد العريقة.

«لقد جسست النبض حول هذا الموضوع في مناسبة عيد الفطر وأعياد رأس السنة وغيرها، وتفاعل معي المتابعون من خلال تعريفي على عبارات يستخدمونها للتهنئة بهذه المناسبات. وأفكر في توسيع نشاطاتي لأقف على عادات وتراث بلدي وغيره».

في المخابز والمقاهي، كما على الطرق وفي الأزقة والأحياء الشعبية، تتنقل ستيفاني قبلان. تحمل جهازها الخلوي وتسجل أحاديث لأهل بلدة معينة. تبدأ بسؤال «شو أشهر الكلمات عندكم؟»، وتوضح: «الجميل في الموضوع أن الناس تحب التحدث معي في هذا الإطار. وهو ما أكد لي نظريتي أن الشعب اللبناني محب وقريب إلى القلب. ومهما اختلف موقع البلدة، بعيدة كانت أو قريبة، فالجميع يكون مرحباً ومضيافاً، ويتفاعل بسرعة بعرض لهجته».

تفكر ستيفاني بتوسيع محتوى صفحاتها الإلكترونية ليشمل بلداناً عربية (الشرق الأوسط)

تشير ستيفاني إلى أن هذا المحتوى يزوّدها بثقافة لبنانية لم تكن تتوقعها. «تخيلي أن لبنان مع كل صغر مساحته يملك هذا الكمّ من اللهجات المختلفة. وبعض بلداته تتمسّك باستعمال كلمات قديمة ورثها أباً عن جد، كي يكمل مشوار اللهجات هذا. إنه أمر رائع أن أكتشف كل هذا الحب للبنان من أبنائه. فأسعد بالتحدث معهم، وعلينا أن نكون فخورين بلهجاتنا ونعمل على الحفاظ عليها دائماً».