كيف تمضي أجمل 36 ساعة في سبليت؟

تعرف إلى أكبر مدينة ساحلية في كرواتيا

مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)
مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)
TT

كيف تمضي أجمل 36 ساعة في سبليت؟

مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)
مقصد محبي الشواطئ بأسعار لا تزال مقبولة (نيويورك تايمز)

من السهل الوقوع في عشق سبليت Split، أكبر مدينة ساحلية في كرواتيا، والتي نمت من ربوع قصر شُيد للإمبراطور الروماني دقلديانوس قبل 17 قرناً. ومع اعتماد البلاد مؤخراً اليورو وانضمامها إلى منطقة شينغن بلا حدود داخلية في الاتحاد الأوروبي، صار من الأسهل تمضية الوقت على التاريخ والأطلال القديمة التي تزخر بها المنطقة. ومع ذلك، سرعان ما يكتشف المسافرون إلى سبليت أن دالماتيا، العاصمة غير الرسمية، كما يُعرف الساحل الجنوبي للبلاد، ليست قطعة مُتحفية محاصرة تحت الزجاج.

أجزاء متساوية من مدينة شاطئ البحر الأدرياتيكي، موقع أثري نشط ومدينة ساحلية فخمة، تزخر سبليت بوجبات غذاء متنوعة من المأكولات البحرية، والتقاليد. تقول إيفيكا بولياك، عالمة الفيزياء التي تولت رئاسة بلدية سبليت، في مقابلة: «نحن مضيفون رائعون، لكن أولويتنا أن تظل سبليت مركزاً حياً لمواطنينا».

جلسة جميلة بمحاذاة الماء (نيويورك تايمز)

 

المعالم الرئيسية

 

* «ريفا»، المسماة غرفة المعيشة في سبليت، هي المتنزه الساحلي في المدينة والموقع الرئيسي لتناول القهوة ومشاهدة الناس.

* شُيّد قصر دقلديانوس بين عامي 295 و305 ميلادية للإمبراطور الروماني المتقاعد. لا يزال هيكل القصر يشكل صميم مدينة سبليت.

* يعرض متحف الفنون الجميلة، الذي يقع خارج البوابة الذهبية للقصر، أعمالاً فنية من القرن الرابع عشر الميلادي حتى اليوم.

* يحتفل معرض «ميستروفيتش» بعمل النحات إيفان ميستروفيتش في الفيلا الصيفية مترامية الأطراف التي بناها في ثلاثينات القرن الماضي.

مدينة تاريخية جميلة (نيويورك تايمز)

مواقع الجذب السياحي

 

* تقدم شركة «آند أدفنتشر» السياحية رحلات الإبحار من ميناء سبليت تشتمل وجبة طعام.

* تحتل قلعة «كليس»، المعروفة باسم «مفتاح دالماتيا»، موقعاً استراتيجياً يحمي سبليت والمناطق المحيطة بها طوال آلاف السنين.

* كانت «سالونا» واحدة من أكبر المدن في الإمبراطورية الرومانية. واليوم، هي عبارة عن متحف في الهواء الطلق مليء والمسرح المدرج.

* ربما يكون شاطئ «باكفيش» أشهر شاطئ في سبليت. وهو أيضاً مكان مفضل للعائلات والسكان المحليين النشطين؛ نظراً لرماله ومياهه الضحلة.

* تقع سوق «بازار»، السوق الخضراء في الهواء الطلق، إلى جانب القصر، حيث يقصده السكان المحليون يومياً لشراء الفواكه والخضراوات الطازجة.

* تعد «ريبارنيكا»، سوق الأسماك في سبليت، طقساً آخر للمواطنين والمطاعم الذين يأتون لشراء الصيد اليومي من أجيال من التجار.

* متنزه غابات «مارجان» عبارة عن ملاذ سريع وعظيم المساحة يمتد على أكثر من 742 فداناً مُشكّلاً محمية من الطبيعة الهادئة في شبه جزيرة غرب البلاد.

 

المطاعم

سلطة ثمار البحر (نيويورك تايمز)

* يقدم مطعم «ديفور» الأطباق الدالماشية الحديثة التي تُنفذ بطريقة جميلة على موائد المدرجات على طول الشاطئ.

* يبيع «كروسشيش»، المخبز الحرفي خلف سوق السمك، الأرغفة والمعجنات من الدقيق العضوي المصنوع من الحبوب الكاملة.

* تعدّ «فيلا سبيزا» مطعماً يقع في المركز التاريخي، ويصنع قائمة طعام جديدة وأطباق جديدة تعتمد على المكونات الطازجة كل يوم.

* «شيفس تيبل» هي تجربة حديثة لتناول الطعام تلك التي يأخذ الضيوف في رحلة دالماشية.

* «سول» هي صالة جديدة مع شرفة مطلة على الفناء، وأجواء مريحة.

* «باراكا باربيكيو» و«بريو بار» يقدمان عروض موسيقى البلوز والروك.

* «دوجكين دفور»، هو مطعم قبالة ميناء الصيادين.

* مطعم «تيراكا فاديليكا»، الذي يقدم الطعام والمشروبات، يمكن القول بأنه أفضل شرفة في المدينة مع إطلالة بانورامية على سبليت.

من أشهر محال الشوكولاتة في المدينة (نيويورك تايمز)

التسوق

 

* يقع «نادالينا» داخل القصر، وهو متجر للشوكولاتة من البداية إلى النهاية ويقدم مجموعة من الخيارات وحبوب البن المحمصة من جميع أنحاء العالم.

* يبيع «أوجي أويل بار»، المتجر والمطعم داخل جدران القصر، مجموعة متنوعة من الأطعمة الكرواتية الفاخرة، بما في ذلك زيت الزيتون والمربى.

* يقدم متجر «بريك تايم» أساور اليد البحرية المخصصة والمصنعة من الحبال في ورشة عمل على بعد بضع مئات من الأقدام من البحر الأدرياتيكي.

 

أماكن الإقامة

 

* فندق «هيريتيج أنتيك سبليت»، داخل مجمع قصر دقلديانوس نفسه، هو فندق كبير يضم ثماني غرف مريحة بمشاعر شخصية. تبدأ الغرفة المزدوجة بسعر 150 يورو.

* بعد توقف دام ما يقرب من ثمانية عقود، أعيد افتتاح فندق أمباسادور (الذي افتتح عام 1937 وأغلق بعد الحرب العالمية الثانية) في العام الماضي. الفندق الذي أعيد تصميمه ويتكون من 101 غرفة، ويقع في ما يسمى الضفة الغربية في سبليت (الامتداد الغربي لريفا)، يحتوي على وسائل الراحة، ومسبح على سطح المبنى مع إطلالة على الجزيرة. الغرفة المزدوجة بسعر 110 يوروات.

* يعود تاريخ فندق «سانتا لوشيا هيريتيج»، الواقع في الساحة الرئيسية للمركز التاريخي، إلى العام 1776، وأعيد افتتاحه في العام 2021 بعد عملية تجديد. بعض الغرف الـ35 جيدة التهوية تطل نوافذها على جدران القصر، وكان مطعم ومقهى «كافانا» بالفندق مركزاً ثقافية لقرون عدة. الغرفة المزدوجة بسعر 105 يوروات.

* بالنسبة للإيجار قصير الأجل، يقع حي فاروش بين المركز وشبه جزيرة مارجان. تعدّ فيلات «باكفيش» مثالية للوصول إلى الشاطئ. وتعد «توش» مشية لمدة خمس دقائق إلى «ريفا» وخلف ميناء العبارات الرئيسي.

 

التجوال

 

* سبليت هي مدينة للمشي؛ تقريباً كل موقع جذب عبارة عن نزهة قريبة ومسطحة. فالحافلات يمكن الاعتماد عليها، وتشكل سيارات الأجرة التقليدية، فضلاً عن خدمات ركوب السيارات، مثل «أوبر» و«بولت»، اختيارات جديرة بالثقة.

برنامج الرحلة

 

شاطئ باكفيش

 

سُمي شاطئ باكفيش، الذي يبعد خمس دقائق سيراً على الأقدام من ميناء العبارات الرئيسي، باسم براميل النبيذ (باكفيش) التي كانت تُفرغ ذات مرة بسبب القاع الرملي الضحل (على عكس الشواطئ الحجرية المعتادة في كرواتيا).

 

ريفا

 

ريفا، المتنزه المطل على البحر، محاطة بالمقاهي وتعج بالسكان المحليين المهتمين بالموضة. تقع في الطرف الشرقي من نهر ريفا سوق خضراء خارجية بحجم مبنى سكني مفتوح يعرف باسم «بازار». خذ ما يكفيك من الحصص الغذائية من الأكشاك التي تبيع الفواكه والخضراوات والمكسرات والعسل وزيت الزيتون الدالماشي.

مدينة تزخر بالمباني التاريخية (نيويورك تايمز)

كاتدرائية سانت دومنيوس

 

قصر دقلديانوس، وهو فيلا للتقاعد من الحجر الجيري والرخام تبلغ مساحتها 7.5 فدان للإمبراطور الروماني انتهى البناء فيها عام 305 ميلادية، وسُجلت في اليونسكو عام 1979، ولا تزال تُشكل مركز مدينة سبليت الحية، حيث يتسوق السكان المحليون ويلتقون لتناول القهوة ويباشرون الأعمال اليومية. استأجر دليلاً (نحو 50 يورو في الساعة)، مثل «دينو إيفانتشيتش» المرشد الموسوعي والمؤرخ، ثم استعد للمعلومات التاريخية الهائلة. (دخول القصر مجاني، مع رسوم لمناطق جذب محددة).

 

الهندسة المعمارية

 

يعرف السكان المحليون: للأكل الجيد، تخير الأماكن المفتوحة على مدار السنة، وليس فقط خلال موسم السياحة. فيلا سبيزا، التي تقع على بعد 300 قدم من البوابة الحديدية المواجهة للغرب في القصر، هي أحد هذه الأماكن. فالمطعم الذي يعمل نقداً فقط، ويحتوي على غرفتي طعام وجدران حجرية وعوارض سقفية خشبية، لا يقبل الحجوزات المسبقة. كما أنه لا يحتوي على ثلاجة؛ لذلك تأتي المكونات طازجة بصفة يومية (تُحدَّث القائمة المكتوبة بخط اليد وفقاً لذلك). ابدأ ببلح البحر الأسود (12 يورو) المطبوخ بالثوم وزيت الزيتون. ومجموعة متنوعة من العنب الدالماشي، وقطع اللحم البقري المطهوة ببطء مع باستا «نوكي» الإيطالية (20 يورو). ولا تنتهي الوجبة من دون كعكة الشوكولاتة مع الجاناش (5 يوروات).

 

نادالينا

 

نادالينا متجر للشوكولاتة داخل المجموعة المركزية من شوارع القصر التي افتتحها مارينكو بيشكيتش، وهو عازف موسيقى الروك الذي أصبح واحداً من أوائل صانعي الشوكولاتة في كرواتيا. سوف تجد الحانات التي تحتوي على حبوب الكاكاو المحمصة محلياً من مدغشقر وبوليفيا وكوبا.

سبليت غنية بالتراث والمباني التاريخية (نيويورك تايمز)

الطهي مع الشيف الدالماشي

 

اكتشف ملخص تاريخ المدينة وضيافتها مع مؤلفة كتاب الطبخ، والمرشدة السياحية المرخصة والطاهية المحلية «يولاندا فيتاليتش»، التي تستضيف وجبات «شيفس تيبل» (من 790 يورو لمجموعات من أربعة إلى ستة أشخاص). تُجرى تجارب التذوق ورواية القصص لمدة ثلاث ساعات (مع استيعاب القيود الغذائية) في مطبخ العرض وغرفة الطعام على بعد 10 دقائق سيراً على الأقدام شمال مركز المدينة.

 

خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة منتجع ثوال الخصوصية المطلقة والفخامة البسيطة (الشرق الأوسط)

ثُوّال... منتجع على جزيرة سعودية خاصة وسط البحر الأحمر

افتتح منتجع ثُوّال الخاص أبوابه رسمياً ليصبح أول جزيرة خاصة من نوعها بالمملكة العربية السعودية قبالة ساحل جدة، حيث يقدم تجربة فريدة تجمع بين الخصوصية التامة والفخامة الاستثنائية

«الشرق الأوسط» (جدة)
سفر وسياحة دمياط تضم مجموعة من المساجد الأثرية (الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة)

دمياط... وجهة مصرية شاملة ترضي جميع الأذواق

عند اختيار وجهة لقضاء عطلتك قد تشعر بالحيرة بين رحلة مليئة بالنشاطات المتنوعة التي توفرها عطلة مميزة في مدينة صاخبة وبين الحاجة إلى عطلة شاطئية هادئة لكن لماذا تختار نوعاً واحداً فقط عندما يمكنك الاستمتاع بأفضل ما في كلتا التجربتين في بعض المدن حول العالم ومنها محافظة دمياط المصرية التي تستطيع أن تقضي فيها عطلة تلبي جميع متطلباتك على تناقضها.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
الاقتصاد بلغ عدد الغرف الفندقية المتوفرة في دبي بنهاية نوفمبر 153.3 ألف غرفة ضمن 828 منشأة (وام)

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

قالت دبي إنها استقبلت 16.79 مليون سائح دولي خلال الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بزيادة بلغت 9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (دبي)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».