فندق «ماجستيك» لؤلؤة مدينة «كان» على الريفييرا الفرنسية

نزل السياسيين والقادة والنجوم

من أشهر رموز مدينة «كان» في جنوب فرنسا (شاتر ستوك)
من أشهر رموز مدينة «كان» في جنوب فرنسا (شاتر ستوك)
TT

فندق «ماجستيك» لؤلؤة مدينة «كان» على الريفييرا الفرنسية

من أشهر رموز مدينة «كان» في جنوب فرنسا (شاتر ستوك)
من أشهر رموز مدينة «كان» في جنوب فرنسا (شاتر ستوك)

قبل مائة عام، بدأت الأشغال لإنشاء فندق «بوريفاج» في مدينة كان «CANNES» على بعد رمية حجر من الشاطئ الرملي الأبيض الذي تغسله مياه البحر الأبيض المتوسط. وخلال العقود المنقضية، شهد الفندق المذكور إضافات وعمليات تجديد متلاحقة ليتحول اسمه في عام 1952 إلى فندق «ماجستيك» وليصبح المؤسسة الأشهر من مجموعة «باريير» الفرنسية الشهيرة عبر العالم. وخلال العقود التي اجتازها الفندق، شهد عمليات تجديد وتحديث وتوسعة وتجميل جعلت منه مرتعا لكبار الشخصيات العالمية من قادة وسياسيين ودبلوماسيين، وخصوصا من أهل الفن وفي طليعته الفن السابع، خصوصا مع انطلاقة المهرجان السينمائي في أرقى منتجعات الشاطئ اللازوردي.

اليوم، مع تواصل فعاليات مهرجان كان الدولي للسينما، يعتبر نزلاء فندق «ماجستيك» أنهم فعلا محظوظون. ذلك أن الزائر لا يحتاج إلا للإطلال من شرفة شقته أو من غرفته من الجهة البحرية ليراقب ما يحصل على بعد رمية حجر منه، إذ إن فندق «ماجستيك» يطل مباشرة على قصر المهرجان. ويكفي الزائر أن يجتاز الطريق الفاصل المتمتع بفيء أشجار الصنوبر المتوسطية ليجد نفسه أمام الدرج الأسطوري الذي تتحلق حوله الأبصار لمشاهدة نجوم السينما العالمية. غالبية هؤلاء نزلوا في فندق «ماجستيك» صاحب النجوم الخمس وهذا ليس بالجديد. والدليل على ذلك أن صور أساطير السينما تطالع الزائر في العديد من المواضع داخل الفندق الذي حرص أصحابه على ألا يكون شبيها بسلاسل الفنادق المنتشرة عبر العالم، حيث لا يعرف الضيف إن كان في بلد آسيوي، أو أوروبي، أو أميركي، أو خليجي. من هنا، الحرص على «الطابع العائلي» الذي يشعر به الضيف من خلال التعامل معه والسرعة في تلبية احتياجاته.

يعرف زائر مدينة «كان» ونزهتها المسماة «لا كروازيت» أن المدينة تحفل بفنادق أخرى من فئة خمس نجوم مثل فنادق «مارتينيز» و«كارلتون» و«ماريوت» و «لو غراي»... لكن من بينها، يتميز «ماجستيك» بأنه يتمتع بنكهة خاصة وخدمات متميزة. ويحرص القيمون على الفندق على إعداد برامج تثقيفية وترفيهية خاصة بالصغار بحيث تتمكن العائلات من الاستفادة من إقامتها في مدينة «كان» التي توفر للزائر كل ما يشتهيه من معالم أثرية وطبيعة متوسطية خلابة وأنشطة بحرية، فضلا عن توافر المطاعم ذات الطابع الفرنسي المتميز وعلى رأسها مطعم «الفوكيتس» الذي يحتضنه فندق «ماجستيك». ولا بد من الإشارة إلى أن المحال التجارية الفاخرة في مدينة «كان» تجاور فندق ماجستيك، إذ إن غالبيتها منتشرة على درب النوهة الرئيسي أي «لا كروازيت».

يقول شارل ريشيز، المدير العام للفندق في حديث خص به «الشرق الأوسط» إن فندقه من بين الأعرق في مدينة «كان» وعرف مع مرور السنين أن يتطور ويحدث بنيته كلما دعت الحاجة بحيث يلبي جميع رغبات زبائنه الأكثر تطلبا، ومن ذلك توفير شاطئ خاص بهم بعيدا عن الأنظار وبقربه مطعم «لا بلاج» التابع للفندق. وليس بعيدا عنه منطلق الأنشطة البحرية الرائجة في مياه المتوسط الزرقاء. ويضيف شارل ريشيز الذي يزور سنويا منطقة الخليج متنقلا ما بين المملكة السعودية ودولة الإمارات وقطر... أن إدارة الفندق «تعي متطلبات الضيوف الخليجيين وأنها تحرص على الاستجابة لهم». وفي هذا السياق يشير إلى أن فندق «ماجستيك» يتفرد بأنه يوفر تسعة أجنحة استثنائية إحداها قام كريستيان ديور برسم ديكوره مضيفا أن نزلاء هذه الأجنحة يتمتعون بخدمة خاصة بمعنى أن مجموعة من موظفي الفندق تنحصر مهمتهم في تلبية مطالب شاغلي الأجنحة. ويشعر مدير الفندق بالفخر للجوائز المتعددة التي حصل عليها الفندق وانتمائه منذ أكثر من عقد إلى شبكة المطاعم المسماة «فيرتيوزو»، فضلا عن حصوله على جائزة التميز التي منحتها له هيئة «وورلد لوكسوري هوتيل أواردز». ويشير مدير الفندق إلى مزايا إضافية لفندقه، ومنها تمتعه بـ17 صالونا للاجتماعات والمؤتمرات من كل الأحجام وصالة خاصة لعرض الأفلام تتسع لـ35 شخصا. ولا ينسى شارل ريشيز الإشارة إلى أن الفندق يتمتع بـ349 غرفة وبجناحين خاصين: الأول جناح كريستيان ديور والثاني جناح ماجستيك باريير، فضلا عن قسم في الفندق مخصص للاستراحة واستعادة الحيوية والنشاط، إذ إنه يضم سونا وحماما ومسبحا داخليا وصالة رياضة... باختصار، يقول شارل ريشيز: «شعارنا التميز ولن نتخلى عنه».


مقالات ذات صلة

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق السفر مع أفراد العائلة يمكن أن يكون أمراً صعباً بشكل خاص (رويترز)

لإجازة عائلية من دون مشكلات... ضع 7 حدود قبل السفر وخلاله

حتى أجمل التجارب في الأماكن الخلابة يمكن أن تنهار أمام الخلافات العائلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة المدينة القديمة في ميكونوس الأكثر زحمة في الجزيرة (شاترستوك)

ميكونوس... جزيرة ترقص مع الريح

بعد أيام من الراحة والاستجمام في سانتوريني، جزيرة الرومانسية والهدوء والتأمل، أكملنا مشوارنا في التنقل ما بين أجمل جزر اليونان، واخترنا ميكونوس.

جوسلين إيليا (ميكونوس-اليونان)
العالم جواز سفر سنغافوري (أ.ف.ب)

سنغافورة تُتوج بلقب صاحبة أقوى جواز سفر في العالم

تفوقت سنغافورة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لتصبح صاحبة أقوى جواز سفر في العالم حيث يمكن لحاملي جواز سفر سنغافوري دخول 195 دولة دون تأشيرة دخول.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

برشلونة تفرض قوانين جديدة على السياح

زحمة سياح غير عادية في برشلونة (شاترستوك)
زحمة سياح غير عادية في برشلونة (شاترستوك)
TT

برشلونة تفرض قوانين جديدة على السياح

زحمة سياح غير عادية في برشلونة (شاترستوك)
زحمة سياح غير عادية في برشلونة (شاترستوك)

بعد المظاهرات التي شهدتها برشلونة الأسبوع الماضي؛ إذ تجمّع أكثر من 2800 متظاهر رشّوا السياح بمسدسات المياه، طالبين منهم «العودة إلى منازلهم»، كان لا بد من إجراء بعض التغييرات من قِبل السلطات الإسبانية؛ للحد من الكمّ الهائل من السياح الذين يتوافدون إلى برشلونة وغيرها من المدن والجزر السياحية الإسبانية.

وبينما أدان جوردي هيرو، وزير السياحة الإسباني، تصرفات المتظاهرين، واصفاً إياهم بأنهم لا يمثّلون ثقافة الضيافة في بلاده، إلا أنه كان لا بد من الامتثال إلى مطالب الشعب وإجراء التعديلات اللازمة فيما يخصّ موضوع تأجير البيوت لمدة زمنية قصيرة في المدينة، التي من شأنها أن ترفع أسعار تأجير العقار؛ ما يجعل الأمر صعباً جداً بالنسبة إلى الإسبان.

وابتداءً من السبت الموافق العشرين من يوليو (تموز) 2024 ستبدأ هذه الوجهات الإسبانية، مثل: برشلونة وإبيزا ومالقا، وغيرها من الأماكن المتضررة بسبب السياحة المفرطة؛ استراتيجيات غير مسبوقة ومبتكرة لا تهدف فقط إلى إدارة الحشود، وإنما أيضاً إلى الحفاظ على تراثها الثقافي، وحماية البيئة ونوعية الحياة لسكانها، من بينها منع السياح من شراء الكحول ما بين الساعة التاسعة والنصف مساء حتى الثامنة والنصف صباحاً، وهذا القانون موجه بطريقة غير مباشرة (للسبب الرئيس في مشكلة إسبانيا) إلى السياح البريطانيين والألمان الذين يأتون بأعداد كبيرة ويقضون أوقاتهم في الشرب في الحانات؛ ما يتسبّب في حدوث مشكلات كبيرة. كما ستُمنع القوارب التي تحيي الحفلات الصاخبة على متنها من الاقتراب من الشاطئ، وفرضت عليها مسافة يجب الالتزام بها.

زحمة سياح غير عادية في برشلونة (شاترستوك)

تأجير الشقق للسياح من الأسباب المهمة التي دفعت بالإسبان إلى التظاهر، إلى جانب السياحة المفرطة من حيث عدد السياح الذين يأتون بوساطة البر والجو، بالإضافة إلى البواخر السياحية العملاقة التي يخرج منها آلاف الزوار يومياً؛ لذا أعلن عمدة برشلونة أن المدينة سوف تمنع تأجير الشقق للسياح بحلول عام 2028، وهي خطوة جذرية غير متوقعة في إطار سعيها لكبح جماح تكاليف السكن المرتفعة، وجعل المدينة صالحة للعيش بالنسبة إلى السكان.

تنظيم السياحة سيتضمن تدابير، مثل: الحد أو حتى إلغاء الإيجارات قصيرة الأجل، وما يُعرف بـ«إيربي إند بي»، ووضع حد أقصى لعدد غرف الفنادق، وهذا الأمر متروك للسلطات المحلية والإقليمية التي تعوّل كثيراً على المردود السياحي، ولكن يجب عليها في الوقت نفسه الاستماع إلى حاجة الشعب ومتطلباته.

الاكتظاظ السياحي ليس سوى جزء من المشكلة، فالجانب الآخر هو أزمة الإسكان الحادة، لا سيما بالنسبة إلى الشباب الذين يضطرون إلى العيش في بيت العائلة حتى سن الثلاثين وأكثر بسبب ارتفاع الأسعار.

ردات الفعل في بريطانيا إزاء هذه القوانين والمظاهرات الموجهة «ضمنياً» ضدهم، جعلت بعضهم يمتعض من تصرّفات الشعب الإسباني المستاء من السياحة المفرطة ويكره السياح، ولهذا السبب يفكر عدد منهم في إلغاء حجوزاتهم إلى إسبانيا، والتوجه إلى أماكن أخرى لتمضية إجازات الصيف.

ويقول إندرو ميللر (25 عاماً)، وهو بريطاني مقيم في لندن، إن الأمر سهل «لا تذهب إلى إسبانيا» بل اذهب إلى بلد آخر، ورأى أن ما تفعله إسبانيا والإسبان تجاه السياح وفرض القوانين الصعبة ضدهم من شأنه أن يؤثر في اقتصاد البلاد قريباً، مضيفاً أن إسبانيا وغيرها من البلدان التي تمتعض من وجود السياح «ستندم في نهاية المطاف».

السياحة جزء لا يتجزّأ من الاقتصاد، والقوانين التي تسنّها إسبانيا قد تبطِئ عجلة الاقتصاد؛ ولكنها حاجة ملحة لتحويل السياحة المفرطة إلى سياحة منظمة.

المعنيّون بأزمة السياحة في إسبانيا هم البريطانيون والألمان (شاترستوك)

يُشار إلى أنه في أبريل (نيسان) الماضي، أعلن مجلس المدينة في مدريد التي تضمّ أكثر من ألف شقة سياحية -أي ضعف عدد الشقق السياحية في برشلونة-، أنه سيعلّق مؤقتاً منح تراخيص سياحية جديدة.

في العام الماضي، زار نحو 26 مليون سائح برشلونة، حسب مرصد السياحة في المدينة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدد سكان برشلونة 1.7 مليون نسمة، وهذا ما يفسّر امتعاض الشعب من الزحمة التي يتسبّب بها السياح وما يتبعها من مشكلات وضوضاء.